نادي الخريجين يطلق الموسم الثقافي الـ58 تحت عنوان «المنافسة الأمريكية الصينية وتداعيتها على منطقة الخليج العربي»
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
برعاية كريمة من سعادة الاستاذ، نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة ملك البحرين لشؤون الإعلام ينطلق الموسم الثقافي آل 58 لنادي الخريجين في أول محاضرة لهذا الموسم تحت عنوان « المنافسة الأمريكية الصينية وتداعيتها على منطقة الخليج العربي» للأستاذ الدكتور محمد بن هويدن أستاذ العلوم السياسية - قسم الحكومة والمجتمع - جامعة الإمارات العربية المتحدة، وذلك مساء الأثنين وافق 9 أكتوبر 2023 في تمام الساعة الثامنة مساء بقاعة عيسى بن سلمان الثقافية بمقر النادي بالعدلية والدعوة عامة.
وأكد الاستاذ عبداللطيف احمد الزياني رئيس نادي الخريجين بأن النادي هذا الموسم سوف ينظم العديد من المحاضرات والندوات والفعاليات الثقافية المتنوعة مواصلة لمسيرته الطويلة منذ تأسيس النادي عام 1966، و ذكر الاستاذ عبداللطيف الزياني بان البروفيسور محمد بن هويدن هو أستاذ العلوم السياسية بقسم الحكومة والمجتمع بجامعة الإمارات العربية المتحدة. حاصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية من الولايات المتحدة الأمريكية وشهادة الدكتوراه من المملكة المتحدة. هو أحد أبرز المختصين في دراسة السياسة الخارجية الصينية تجاه منطقة الخليج العربي. كتابه China’s Ralations With Arabia and the Gulf يعتبر من اهم مصادر دراسة السياسة الخارجية الصينية تجاه المنطقة. له العديد من الدراسات المنشورة في مجلات علمية محكمة مرتبطة بدراسة العلاقات الصينية الخليجية.
شارك في العديد من المؤتمرات العلمية. وأفكاره حاضرة في العديد من الكتابات في الصحف والمجلات وفي وسائل الإعلام المختلفة. تولى رئاسة قسم الحكومة والمجتمع بالجامعة لمدة ثـــماني سنوات متتالية، وعمل مستشارا وعضوا في لجان استشارية لبعض الجهات الحكومية.
وأكد الزياني بأن المحاضر سوف تتركز محاضرته على أن العالم يمر بفترة من التوتر في العلاقات القائمة بين الولايات المتحدة والصين. ويبدو أن هذه الحالة ستكون من أهم صفات النظام الدولي لسنوات قادمة. وباعتبار أن هاتين الدولتين هما أبرز القوى الاقتصادية والسياسية والعسكرية في العالم فإن استمرارا حالة التوتر بينهما ستلقى بضلالها على مختلف مناطق العالم بما في ذلك منطقة الخليج العربي، التي تتميز بأهمية جيو استراتيجية لكلا القوتين، فيا ترى كيف ستؤثر حالة التوتر بين هاتين القوتين على منطقة الخليج العربي؟ وكيف تتعامل دول الخليج العربي مع هذه الحالة؟ البروفيسور محمد بن هويدن سيقدم تحليلا سياسيا علميا لهذه الحالة، ويعرض للجوانب التي ستتأثر من خلالهما دول المنطقة من جراء هذا التوتر الدائر، وسيفسر لكيفية تعامل الدول المختلفة مع هذه الحالة الجديدة في النظام الدولي. حالة العلاقة القائمة بين الولايات المتحدة والصين هي أهم تطور في النظام العالمي الحالي. لذلك وجب علينا كمهتمين ومتابعين ومتخصصين أن نتعرف على جوانبه المختلفة، لنصبح على قدر أكبر من القدرة على التعامل معه.
وفي ختام تصريحه شكره وتقديره لراعي الحفل سعادة الاستاذ نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام بموافقة لوضع هذه المحاضرة تحت رعايته واهتمامه الشخصي كما وجه خالص الشكر والتقدير والامتنان للأستاذ الدكتور محمد بن هويدن لقبوله دعوة نادي الخريجين لتقديمه ومشاركته في أولى فعاليات الموسم الثقافي لنادي الخريجين.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا هذه الحالة العدید من
إقرأ أيضاً:
آفاق العلاقات السورية ـ الأمريكية
منذ تسلمه السلطة في سورية عام 1970، أي في ذروة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، لم يتبع حافظ الأسد سياسة أحادية الجانب، سواء في سياساته المحلية أو الإقليمية أو الدولية.
ورغم انحيازه التام للاتحاد السوفييتي أيديولوجيا وعسكريا، إلا أن الأسد الأب لم يجعل سورية تابعا آليا لموسكو، كما هو حال كوبا وكوريا الشمالية، إذ ترك مسافة معها تسمح له باتباع سياساته الخاصة، في عالم لا يمكن فيه إطلاقا تجاهل قوة الولايات المتحدة، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، حيث إسرائيل غاشمة عليه.
من هنا، جهد الأسد على عدم وصول العلاقات مع الولايات المتحدة إلى نقطة الصفر السياسي، فلعب في الساحة الإقليمية، خصوصا في لبنان ومع المقاومة الفلسطينية، وفق مقاربة لا تتجاوز الخطوط الحمر الأمريكية، فيما فتح قنوات خلفية بين استخبارات البلدين، زودت دمشق من خلالها واشنطن بمعلومات حول التنظيمات الإسلامية الراديكالية، إضافة إلى التزامه الاتفاق مع هنري كيسنجر أثناء اتفاقية فك الاشتباك مع إسرائيل عام 1974، بأن تبقى جبهة الجولان هادئة عسكريا.
ومع ممارسته السياسة في إطار فن الممكن، وإدراكه لموازين القوى الإقليمية والدولية، أصبحت سورية الأسد بنظر الولايات المتحدة دولة غير صديقة، لكنها في المقابل دولة ليست عدوة.
الأسد الإبن
بضغط إيراني، وغياب روسي، وسذاجة سياسية للأسد الابن، قامت سوريا ببناء مفاعل نووي عام 2007، سرعان ما دمرته إسرائيل قبل أن يكتمل.
شكلت هذه الخطوة خروجا على الخطوط الحمر الأمريكية ـ الإسرائيلية، وأظهرت الأسد الإبن رجل يفتقر للمهارة السياسية وموازين القوى في المنطقة كوالده.
وعلى الرغم من شدة التوتر السياسي بين الدولتين عقب الاحتلال الأمريكي للعراق، وتحول سورية إلى منصة لتدريب وإرسال المجاهدين للعراق، سرعان ما أدركت الدولة العميقة السورية خطورة وحدة الموقف الأمريكي من سورية، فعمدت الأخيرة منذ عام 2009، إلى الانسحاب سياسيا وعسكريا من العراق، في وقت بدأت تمرر معلومات استخباراتية للأمريكيين حول المنظمات الإرهابية.
على الرغم من شدة التوتر السياسي بين الدولتين عقب الاحتلال الأمريكي للعراق، وتحول سورية إلى منصة لتدريب وإرسال المجاهدين للعراق، سرعان ما أدركت الدولة العميقة السورية خطورة وحدة الموقف الأمريكي من سورية، فعمدت الأخيرة منذ عام 2009، إلى الانسحاب سياسيا وعسكريا من العراق، في وقت بدأت تمرر معلومات استخباراتية للأمريكيين حول المنظمات الإرهابية.ومرة ثانية، بقيت سورية بالنسبة للولايات المتحدة، دولة غير صديقة، لكنها أيضا غير عدوة.
وطوال العقود الأربعة من عام 1970 وحتى عام 2010، بل وحتى عام 2025، لم تفكر الولايات المتحدة إطلاقا بجر سورية إلى فلكها، فهي تدرك تماما طبيعة تكوين سورية القومي، حكومة وشعبا، وأن المسألة الإسرائيلية بالنسبة للسوريين خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه.
الثورة السورية
منذ اندلاع الثورة السورية، وخصوصا في بداياتها السلمية، لم تمارس الولايات المتحدة ضغطا كبيرا على سوريا، لسببين رئيسيين:
الأول، لأن الولايات المتحدة لا تمتلك في سورية أدوات الضغط، حيث لا علاقات اقتصادية ولا عسكرية، من خلالها يمكن أن تمارس الضغط.
الثاني، أن الولايات المتحدة وإن امتلك أوراق الضغط على دمشق، فهي غير راغبة بإسقاط نظام الحكم، بقدر ما كانت راغبة في مراقبة الوضع.
ولما انتقلت الثورة إلى العنف المسلح بسبب لجوء النظام إلى العمل العسكري، وجدت واشنطن في ذلك فرصة لتدمير سورية.
هكذا، منعت واشنطن حلفاء الثورة الإقليميين، لا سيما تركيا والسعودية، بعدم إعطاء الثوار أسلحة متطورة من شأنها أن تساهم في إسقاط النظام السوري عسكريا.
قامت الاستراتيجية الأمريكية على مقاربة مفادها أن الوضع في سورية سينتهي يوما ما بسقوط النظام من داخله، وحتى تلك اللحظة تكون سورية مدمرة على كافة الصعد بما يخدم الأمن الإقليمي الإسرائيلي، وعندها تكون سورية ورقة بيضاء، أو بلدا خاما.
مرحلة الشرع
مع رفع الرئيس دونالد ترمب العقوبات الاقتصادية عن سوريا، بدأت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الدولتين.
قرار ترمب رفع العقوبات الاقتصادية في الرياض كان مفاجئا للأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية في توقيته، لكنه لم يكن مفاجئا في ضوء المقاربة الاستراتيجية الأميركية تجاه سورية الجديدة.
قبل قمة الرياض الثلاثية (ترمب، بن سلمان، الشرع)، جرت لقاءات أمريكية سورية عديدة:
ـ في 20 ديسمبر الماضي، زارت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف دمشق والتقت الشرع.
ـ وفد من الكونجرس زار دمشق يوم 18 أبريل 2025، ضم عضوي الكونجرس الأمريكي كوري ميلز ومارلين ستوتزمان.
ـ في 21 إبريل الماضي، زار وفد وزاري سوري ضم وزيري الخارجية والمالية وحاكم المصرف المركزي واشنطن، في إطار المشاركة في اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
ـ في 15 مايو الماضي، اجتمع وزير الخارجية أسعد الشيباني مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا بحضور نظيرهما التركي هاكان فيدان.
على الرغم من أهمية هذه اللقاءات ودورها في فهم الولايات المتحدة للحكام الجدد في سورية، إلا أن ثمة أربعة عوامل رئيسية أدت إلى قرار ترمب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وفتح صفحة جديد في العلاقات بين الدولتين.
قرار ترمب رفع العقوبات الاقتصادية في الرياض كان مفاجئا للأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية في توقيته، لكنه لم يكن مفاجئا في ضوء المقاربة الاستراتيجية الأميركية تجاه سورية الجديدة.الأول، مراقبة واشنطن لرد فعل السلطة السورية إزاء الهجمات العسكرية الإسرائيلية الهائلة على سورية منذ سقوط نظام الأسد، وقد حظي الهدوء السوري ورد الفعل السلمي الرافض لأي حرب مع إسرائيل اهتمام البيت الأبيض.
الثاني، تفاصيل اللقاء بين ترمب والشرع في الرياض، وما جرى بينهما من تفاهمات حيال العقة السورية الإسرائيلية، حيث أكد الشرع على أن سورية لن تكون دولة معادية لإسرائيل، وأنها على استعداد لإقامة سلام معها يعيد الجولان كاملة.
الثالث، عقلية ترمب التجارية، حيث يسعى إلى يكون للولايات المتحدة الدور الرئيس في إعادة الإعمار، بعدما سارعت الصين إلى تقديم مناقصات للمشاركة في إعادة الإعمار.
الرابع، أدرك ترمب أن بقاء العقوبات الاقتصادية سيؤدي بالضرورة إلى خسارة سورية، ودفعها مجددا نحو الشرق بحكم الأمر الواقع، أو على الأقل استغلال روسيا والصين لهذا الوضع للتحرك في الساحة السورية.
فضلا عن ذلك، فإن استمرار العقوبات الاقتصادية سيضع سورية في عنق الزجاجة، الأمر الذي قد يؤدي إلى ردكلة السياسة السورية الإقليمية وفسح المجال لتجدد التطرف والإرهاب، أي عدم استقرار سورية، وبالتالي تهديد الاستقرار الإقليمي.
وجاءت مسألة المقاتلين الإيغور في سورية لتؤكد مجددا على براغماتية الشرع من جهة وعلى أن التفاهمات السورية الأمريكية وصلت لأدق التفاصيل.
هنا، تبدو الولايات المتحدة تسير في اتجاه مغاير، بل متناقض للاستراتيجية الإسرائيلية حيال سورية، ومع أن البيت الأبيض قادر على لجم إسرائيل وإجبارها على القبول بالضفقة الجديدة، إلا أن الأخيرة لديها هوامش لا يستهان بها للعمل على عرقلة التفاهمات السورية الأمريكية.
غير أن السؤال الرئيس الذي يحتاج إلى إجابة، هل ستصبح سوريا جزءا من الفلك الأمريكي؟
أغلب الظن نعم، ولكن على الطريقة السورية، ذلك أن الأيديولوجيا الدينية لدى الحكام الجدد من جهة، وتاريخ من الوعي الجمعي السوري المعادي لإسرائيل والمدافع عن فلسطين من جهة ثانية، لن يجعل سورية أداة للإسرائيليين في المنطقة على غرار بعض الدول العربية.