اسرائيل تستعد لاخلاء مستوطنات على حدود لبنان وتدفع بتعزيزات الى المنطقة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
دفعت اسرائيل بتعزيزات عسكرية تشمل اليات ثقيلة الى الحدود مع لبنان، كما اوعزت باخلاء مستوطنات في المنطقة التي اعلن حزب الله انه قصفها الاحد، باعداد كبيرة من القذائف والصواريخ الموجهة.
اقرأ ايضاًوقالت وسائل اعلام ان مركبات واليات عسكرية ثقيلة شوهدت متجهة الى شمال اسرائيل بالتزامن مع ايعاز وزير الدفاع يوآف غالانت بالاستعداد لإخلاء المستوطنات المتاخمة للحدود مع لبنان.
جاء ذلك فيما تبادلت فيه اسرائيل القصف مع حزب الله على وقع المواجهات المتواصلة في اطار الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس ضد الدولة العبرية السبت، وشمل اطلاق الاف الصواريخ والقذائف الصاروخية وعمليات تسلل خلفت نحو 700 قتيل واكثر من الفي جريح كثيرون منهم في حال خطرة او حرجة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان انه قصف بالمدفعية مواقع في جنوب لبنان بعد تعرضه لاطلاق نار من المنطقة، ودون مزيد من التفاصيل.
وفي وقت لاحق، قال حزب الله في بيان انه هاجم ثلاثة مواقع للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة.
واضاف انه اطلق قذائف مدفعية وصواريخ موجهة باعداد كبيرة خلال القصف الذي طال مواقع الرادار وزبدين ورويسات العلم، مشيرا الى ان ذلك جاء "تضامنا" مع هجوم حماس في جنوب اسرائيل.
دعوات لضبط النفسوقال شهود في مدينة مرجعيون اللبنانية المتاخمة للحدود مع اسرائيل انهم سمعوا في وقت مبكر الاحد اصوات اطلاق قرابة عشرة صواريخ باتجاه مواقع لقوات الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة. وشوهدت مسيرات اسرائيلية تحلق فوق المنطقة بالتزامن مع القصف.
وبعد ساعات، اطلق صاروخان من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل التي ردت على ذلك بقصف مدفعي بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، والتي اشارت الى اصابة طفلين بشظايا زجاج متحطم في بلدة كفر شوبا نتيجة القصف.
وقال الجيش اللبناني في بيان ان قذائف وصواريخ اطلقت من منطقة حدودية على مواقع اسرائيلية، مضيفا ان وحدة تابعة للجيش الاسرائيلي ردت بقصف بلدات حلتا وشبعا والهبارية وكفرشوبا بنيران الدبابات والمدفعية.
وينفذ الجيش اللبناني بالتنسيق مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) انتشارا قرب الحدود ويقوم بتسيير دوريات منذ السبت، بحسب البيان.
ودعت اليونيفيل في بيان الاحد، إلى ضبط النفس، مضيفة انها تتواصل مع الاطراف لتفادي التصعيد في المنطقة.
اقرأ ايضاًوخاض حزب الله حربا مع اسرائيل عام 2006، اسفرت عن مقتل 1200 شخص في لبنان غالبيتهم مدنيون و160 في اسرائيل معظمهم عسكريون.
واقامت الأمم المتحدة خطا ازرق بين البلدين بعد انسحاب اسرائيل من لبنان عام 2000، منهية بذلك 22 عاماً من احتلالها لجنوب هذا البلد.
ومزارع شبعا هي احد قطاعات عديدة لا تزال اسرائيل تحتلها في جنوب لبنان.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ لبنان اسرائيل حزب الله مزارع شبعا طوفان الاقصى حزب الله
إقرأ أيضاً:
عودة أهالي جنوب لبنان بين ركام المنازل وألغام الاحتلال
جنوب لبنان ـ بينما كان ضاهر حمود يتجول بين أنقاض منزله في بلدة شيحين جنوب لبنان، لم يكن يتوقع أن نجاته من الحرب لن تكون نهاية المعاناة. قائلا "فوجئت بأن منزلي لا يزال قائما، لكننا لاحقنا شريط تفجير واكتشفنا 4 عبوات ناسفة في 4 مواقع مختلفة".
منزل ضاهر، الذي شيد عام 1982، وتركه مع عائلته تحت ضغط القصف الإسرائيلي، أصبح اليوم ساحة معركة أخرى، تخبئ تحت أنقاضها عبوات ناسفة مزروعة بعناية قاتلة، كل عبوة، وفق إفادة حمود للجزيرة نت، تحتوي على 12 سطلا (إناء أو دلو)، يحوي كل واحد منها نحو 15 كيلوغراما من المتفجرات، مصممة لتدمير أساسات المنزل بالكامل.
"عدنا في الـ2000 وسنعود في 2025، ولو تحت الخطر"، يضيف ضاهر، وهو عضو في فريق الدفاع المدني التابع لجمعية "رسالة للإسعاف الصحي". ويؤكد أن الخطر لا يزال قائما بفعل ما خلفه الاحتلال من ألغام وقنابل عنقودية، مما يستدعي وجود فرق التوعية والإغاثة بشكل دائم داخل البلدة.
وفي بلدة ميس الجبل الحدودية، عاد "أبو علي" إلى منزله الذي هجره خلال القصف الإسرائيلي. لكن العودة لم تكن إلى مأوى، بل إلى فخ قاتل، ويقول للجزيرة نت إن "البيت كان مفخخا، لو فتحت الباب الثاني لكانت النهاية، لكن الله ستر".
داخل منزله المدمر جزئيا، لاحظ أبو علي خيطا نحاسيا يمتد تحت الركام، وبالفحص الدقيق، تبين وجود شبكة معقدة من الأسلاك المتصلة بعبوات ناسفة، لم يعد البيت مأوى ذكريات بل ساحة تهديد دائم، لكن رغم ذلك، يصر على البقاء قائلا إن "هذا بيتي، حصاد عمري، وهنا سأبقى، ولو على حافة الخطر".
وفي كفر كلا، حيث اشتدت المعارك خلال الحرب الأخيرة، عاد حسن ليقف أمام ركام منزله، مستعيدا وجع الغياب ومرارة الخسارة، قائلا: عدت لأجد بيتي محروقا ومفخخا، وكأن الحرب تركت فيه آخر جرح.
إعلانويضيف حسن للجزيرة نت "لم يكن الدمار عشوائيا، فمعظم منازل البلدة تم تفخيخها بأسلاك وعبوات مزروعة تحت الأنقاض، اختفى دفء العائلة وضحكات الأطفال، ولم يتبق سوى الصمت الثقيل ورائحة الرماد التي تعبق في المكان".
الخبير العسكري العميد المتقاعد بهاء حلال يرى أن تفخيخ منازل المدنيين في جنوب لبنان يكرر سيناريوهات مشابهة لما يجري في غزة، موضحا للجزيرة نت أن لهذه الإستراتيجية أهدافا مزدوجة.
فعلى الصعيد التكتيكي، تهدف هذه العمليات إلى دفع السكان للفرار ومنع عودتهم، إضافة إلى حرمان المقاومة من استخدام المنازل كقواعد أو ملاجئ، وغالبا ما تصمم العبوات لتنفجر بمجرد دخول أي شخص، مدنيا كان أم مقاوما.
أما إستراتيجيا، فيسعى الاحتلال من خلال هذا النمط إلى إنشاء "منطقة عازلة" تمتد عبر تدمير عشرات المنازل، بحيث تتحول إلى حزام من الخراب يفصل بين مواقع المقاومة وخطوط الاحتلال.
ويضيف العميد حلال أن تفكيك هذه العبوات يشكل تحديا كبيرا، إذ تصمم بأنظمة تفجير معقدة للغاية لا يعرفها سوى من زرعها، مما يزيد من خطر سقوط ضحايا في صفوف الجيش اللبناني أو وحدات الهندسة التابعة للمقاومة.
ويؤكد أن "هذه السياسة تهدف إلى ترسيخ السيطرة الإسرائيلية من خلال بث الرعب وتفريغ المناطق الحدودية من سكانها، لتصبح مستودعات للموت والخراب".
مع انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق عدة في جنوب لبنان، وجد الأهالي أنفسهم محاطين بمنازل مفخخة، مما أثار مخاوف واسعة حول إمكانية عودتهم الآمنة واستقرارهم في مناطقهم.
في المقابل، ينفذ الجيش اللبناني، بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، عمليات ميدانية واسعة لتفكيك العبوات والألغام والعوائق الهندسية التي خلّفها الاحتلال.
وفي أحدث بياناته، أعلن الجيش تفكيك "عوائق هندسية مفخخة" في بلدتي علما الشعب واللبونة، مؤكدا أن هذه الجهود تأتي في سياق معالجة الخروقات الإسرائيلية المتكررة، والتي ما زالت تطال مناطق عدة في الجنوب والشرق اللبناني.
ورغم استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية، وتوغلات القوات في الأراضي اللبنانية، فإن عمليات الجيش اللبناني لإزالة العبوات والمتفجرات تتواصل، في محاولة لفتح الطريق أمام حياة آمنة للمدنيين الذين لا يملكون ترف النسيان، ويصرون على العودة مهما كانت التحديات.