«عين المقتنى - النسخة العاشرة».. فى قاعة «أوبونتو»
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
يقدم المعرض هذا العام تناغماً بين الفن الحديث والمعاصر ممتزجاً مع مجموعة من الأنتيكات القيمة وذلك من خلال تصميم بعض أجزاء من منزل المقتنى كنوع من المحاكاة لمعايشة التجربة كاملة. يتداخل الأثاث المعاصر مع اللوحات والقطع الفنية بسلاسة ونعومة تغذى عين الرائى.
هذه النسخة من المعرض السنوى لقاعة أوبونتو «عين المقتنى»، تسلط الضوء على الفنان أشود زوريان (١٩٠٥ – ١٩٧٠) من خلال دمج الإتقان الأوروبى مع الثقافة المصرية.
اشتهر الفنان الحداثى المصرى الأرمنى أشود زوريان بمناظره الأسرة المستوحاة من المدن العالمية، ورسمه للموديل العارى فى وضع السكون، وبألوانه الزاهية الصارخة. يضم المعرض المجموعة الخاصة لعائلة كيفورك مظلوميان، طبيب الفنان أشود زوريان ومعظم هذه المجموعة إهداء من الفنان نفسه خلال حياته لطبيبه الخاص.
كما يضم المعرض أكثر من ٢٠٠ لوحة للعديد من الفنانين والفنانات مثل سيف وانلى، ومحمود سعيد، وجورج بهجورى، وتحية حليم، وليلى عزت، وحسن سليمان، وسمير رافع، وغيرهم. مجموعة من الأنتيكات والأثاث والإكسسوارات الصينية التى يزيد عمر بعضها على ٢٠٠ عام.
وفى جملة بصرية سلسة ومتناغمة تقدم المصممة شويكار الغرابلى -الحائزة على جوائز عدة- قطع الأثاث المعاصر لتتداخل مع القطع الفنية واللوحات لتعبر عن الامتزاج ما بين الحديث والمعاصر ببساطة جمة.. العرض مفتوح حالياً ومستمر حتى يوم ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الثقافة المصرية
إقرأ أيضاً:
قاعة الجامعة الاردنية وجامعة المنسية
#سواليف
#قاعة_اردنية و #جامعة_المنسية
بقلم: ا .د. محمد تركي بني سلامة
في زمن يئن فيه التعليم العربي تحت وطأة الإهمال، تشرق ومضات أمل تذكرنا أن الخير لا يزال ممكناً، وأن للعلم من يرفعه، ويؤمن به كقضية وطن ورسالة إنسان.
مقالات ذات صلةمؤخراً، أثلجت صدورنا مبادرة مميزة أطلقها الدكتور خلدون العزام في الجامعة الأردنية، تمثلت في تجهيز قاعة دراسية حديثة في قسم الكيمياء، بتبرع كريم من شركة “التحليل الواحد للتجارة”. قاعة أنيقة، مريحة، مزودة بكل ما يلزم من أدوات تعليمية، تشعرك بأنك في حرم جامعي يحترم طلابه، ويكرم أساتذته، ويؤمن بأن بيئة التعلم هي حجر الأساس في جودة التعليم ومخرجاته.
وما يثلج الصدر أكثر، أن هذه المبادرة ليست استثناءً، بل انعكاس لنهج مؤسسي في الجامعة الأردنية، حيث تم صيانة وتحديث معظم، إن لم يكن كافة القاعات الدراسية، وتزويدها بالتكييف والوسائل التعليمية الحديثة، والشاشات الذكية، والمقاعد المريحة. كذلك، فقد تم تحسين مرافق الجامعة كافة، من مكاتب أعضاء هيئة التدريس والعاملين الإداريين، إلى المرافق الصحية والمطاعم والممرات. بيئة متكاملة تعكس وعياً حقيقياً بأهمية التعليم وكرامة من ينتمي لهذا الصرح.
شاهدت هذا الإنجاز، ولم أستطع أن أمنع المقارنة المؤلمة من أن تقتحم وجداني، فأنا من علّمت يوماً في “جامعة المنسية” في صومالستان، حيث القاعات لا تُشبه القاعات، والمقاعد أقرب للعقوبة منها للجلوس، والمراوح تصرخ بلا فائدة، والجدران متهالكة، واللوح مجرد سطح باهت لا يُقرأ فيه شيء، وكأن المعرفة أصبحت ترفاً بعيد المنال.
في إحدى المحطات، حضرت مجموعة من الطلبة من دولة خليجية شقيقة لأداء الامتحان النهائي، بعد أن تلقوا تعليمهم عن بعد. دخلوا القاعة التي أُعدت للامتحان، فخيّم الصمت، ثم ظهرت على وجوههم ملامح الدهشة والصدمة. لم يتوقعوا أن تكون القاعة بلا مكيف، بلا كراسي مريحة، بلا إنارة لائقة. كانوا يظنون أنهم سيجدون بيئة جامعية تليق بهم، ليعودوا إلى أوطانهم وهم سفراء لتلك الجامعة. لكن، كيف يُبنى انطباع إيجابي في بيئة تفتقر لأبسط مقومات الاحترام؟
كيف تستقبل عقول المستقبل في مكان لا يصلح حتى لراحة الجسد، فكيف بالعقل والفكر والبحث والإبداع؟
وتزداد الحسرة حين تمتد نظرتك إلى باقي مرافق الجامعة، فتجد أن الإهمال لا يقتصر على القاعات فقط، بل يشمل كل شيء تقريبًا. دورات المياه – أعزّكم الله – لا يمكن دخولها دون أن تشعر بالإهانة، فالنظافة غائبة، والرائحة طاردة، وكأن الكرامة لا مكان لها هنا. أما المكاتب، فغالبيتها بأثاث مهترئ يكاد يتهاوى، بلا طاولة سليمة، ولا كرسي مريح. وتحاول أن تشرب ماءً فلا تجد برادًا نظيفًا، أو حتى كوبًا آمنًا. وإن أردت وجبة طعام تحفظ كرامتك، فلن تجد مكانًا يليق بك كطالب أو أستاذ. الجامعة التي يفترض أن تكون بيت العقل والروح، تحولت إلى بيئة طاردة، قاسية، لا تطاق.
تألمت. ليس فقط لحال الجامعة، بل لحال التعليم حين يُختزل في شهادة بلا روح، وبنية تحتية بلا كرامة. فكيف لنا أن نرتقي في التصنيفات، أو أن نستقطب طلبة دوليين، أو أن نحلم بمخرجات علمية تنافس في سوق المعرفة، إن لم نبدأ من القاعدة: القاعة؟
التحية للدكتور خلدون العزام، ولإدارة الجامعة الأردنية التي فتحت أبوابها للشراكة مع القطاع الخاص، وأدركت أن الاستثمار في بيئة الطالب ليس ترفاً، بل ضرورة. والشكر موصول لشركة “التحليل الواحد للتجارة”، التي لم ترَ في دعم التعليم إلا شرفاً ومسؤولية.
نأمل أن تنتقل هذه الروح إلى جامعاتنا العربية الأخرى، وأن نكرّس ثقافة التبرع والتكافل والشراكة بين الجامعات والمجتمع المحلي، فبالعطاء تبنى الأوطان، وبالعلم تُصان الكرامات، وبالاحترام تثمر العقول.
وإذا كانت الصورة بألف كلمة، فإليكم الفيديو المرفق لحفل افتتاح القاعة، وأترك لكم الحكم. فالمشهد أبلغ من أي وصف.
ولعل “المنسية” يومًا… تُروى بماء الاهتمام.