دبلوماسي أمريكي سابق: هذا ما كسبته حماس من هجومها المباغت على إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
عدد المساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكي، والسفير السابق لدى الرياض، تشارلز فريمان، مكتسبات حركة المقاومة الإسلامية حماس في الأيام الأولى من عملية طوفان الأقصى، التي كبدت إسرائيل حتى الآن مئات القتلى، والمفقودين، والمصابين.
واعترفت الأوساط الإسرائيلية بأن ما فعلته حماس أهان إسرائيل بشكل أكبر مما حدث في حرب عام 1973.
وقال إن هجوم حماس هو بمثابة هروب من السجن الكبير المسمى غزة، وثورة لمن فقدوا الأمن، ويعانون في قطاع محاصر.
على جانب آخر، لفت فريمان إلى أن المواجهة الأخيرة ستضع حدا للتطبيع الإسرائيلي السعودي المنتظر.
وتاليا المقال كاملا كما أوردته هلينا كوبان في تدوينة لها:
تضع هذه الحرب حداً للتطبيع الإسرائيلي السعودي، ولكن ذلك لم يكن لديه فرص للنجاح أصلاً. روجت وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية للتطبيع باعتباره "الذي سوف يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط." وهذا غير صحيح. إنما قد يغير قواعد اللعبة ما لكل من جو بايدن وبنيامين نتنياهو فيما يتعلق بالسياسة المحلية لكل منهما. ولكني لا أظن أن المحفز للهجوم كان الحيلولة دون إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والسعودية، بل هو أشبه بهجوم تيت في فيتنام من أي شيء آخر.
كان هجوم حماس على إسرائيل بمثابة الهروب من السجن، من غزة التي هي أكبر سجن في العالم منذ تدمير "غيتو وارسو"، ولكن ما هو أكثر من ذلك أنه كان ثورة من هم بلا أمل من قبل من هم بلا أمل لصالح من هم بلا أمل. في بعض الأوقات تصبح المعاناة غير محتملة لدرجة أن كل شيء يصبح وراداً. الاستشهاد يقتل ولكنه يمكّن سياسياً. والمفاجآت التي تذكر بالوقائع الاستراتيجية التي لا تحتمل تكون مفيدة. من خلال هذا الهجوم على إسرائيل، والذي خطط له جيداً وجاء مباغتاً، تكون حماس قد فعلت الآتي:
* قدمت رداً بليغاً على الحكومة الإسرائيلية المتطرفة المعادية للعرب، والتي شكلها نتنياهو، وعلى اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وعلى المذابح التي ترتكب بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، في وقت غاب فيه رد الغرب أو الدول العربية على ذلك.
* تؤسس نفسها باعتبارها صوتاً شرعياً للقومية الفلسطينية، بينما تعري حركة فتح ومحمود عباس والسلطة الفلسطينية، المسخرون جميعاً في خدمة الاحتلال الإسرائيلي.
* تكسب مصداقية وتحظى بدعم العالمين العربي والإسلامي ناهيك عن دعم الشتات الفلسطيني حول العالم.
* تسلط الضوء على إفلاس سياسات الولايات المتحدة وغيرها من القوى العظمى إزاء القهر المتصاعد من قبل إسرائيل للفلسطينيين وما تمارسه ضدهم من تطهير عرقي.
* تنتقم ضد العنف الذي تمارسه إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين.
* تسحب البساط من تحت اتفاقيات أبراهام وتعريها، وهي التي سعت من خلالها إسرائيل إلى الهرب من أي مساءلة على ما تفعله بالفلسطينيين، وتجهض أي إمكانية للتطبيع، باستثناء بعض التعاملات، ما بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
* تسترضي إيران وغيرها من القوى المعادية لإسرائيل مثل حزب الله.
* تسلط الضوء على هشاشة الحكومات في مصر والأردن وفي غيرهما ممن يتعاونون مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما سينعكس ضغطاً شعبياً عليها.
* تكسب رهائن تستخدمهم للمساومة في المستقبل لضمان تحرير الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.
تتمثل المخاطر الجيوسياسية في أن الحرب قد تتوسع لتشمل لبنان وسوريا، وكذلك على شكل إرهاب من نمط ما كان موجوداً في ستينيات القرن الماضي يمارس ضد اليهود وغيرهم من أنصار الصهيونية في الخارج، واحتمال أن يرى نتنياهو في الجواب السياسي على ما يعتبر إخفاقاً من قبل الموساد والشين بيت في التنبؤ بهجوم حماس تبريراً للوم إيران وشن هجوم عليها، وأن تقود نوايا إسرائيل المعلنة ونواياها تكرار ما قام به الحلفاء في الحرب العالمية الثانية من تدمير لغزة إلى مساءلتها دولياً.
ولكن في هذا الوقت بالذات، أدى الشعور بالخطر من قبل عامة الإسرائيليين إلى وقف الاحتجاجات ضد تدمير سيادة القانون في إسرائيل، حيث حلت محلها الوحدة الوطنية ضد الفلسطينيين. سوف تتسارع الوتيرة الحالية لخروج الإسرائيليين من بلدهم.
يكشف التعليق الأحمق في الأسبوع الماضي من قبل جيك سوليفان، والذي قال فيه إن الشرق الأوسط وصل إلى مستوى مطمئن من الهدوء، عن وهم آخر يسيطر على الدبلوماسية الأمريكية، كان السبب من وراء تعليقات مشابهة بشأن أوكرانيا والصين وإيران وغيرها.
غدا التعاطف مع إسرائيل مقتصراً على المجتمعات التي تكرست فيها الإسلاموفوبيا، رغم أن ما يمارس من فظائع ضد الفلسطينيين قد يغير من هذا الوضع في نهاية المطاف.
رد الفعل الأمريكي والمتمثل بدعم إسرائيل في "حقها في الدفاع عن نفسها" سوف يُقرأ دولياً باعتباره دعماً لاستمرار إسرائيل في قهر الفلسطينيين وممارسة التطهير العرقي ضدهم وارتكاب المذابح بحقهم. سوف يشهد العالم معارضة لذلك التوجه كتلك المعارضة التي نمت ضد موقفنا إزاء الحرب في أوكرانيا.
سوف تخسر حماس المعركة العسكرية، ولكنها قد تكسب الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس غزة الاحتلال احتلال حماس غزة كتائب القسام طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من قبل
إقرأ أيضاً:
سناتور أمريكي يسعى للحد من صلاحيات ترامب في الحرب على إيران
واشنطن - رويترز
طرح عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي ينتمي للحزب الديمقراطي اليوم الاثنين تشريعا لمنع الرئيس دونالد ترامب من استخدام القوة العسكرية ضد إيران دون تفويض من الكونجرس، في وقت أثار فيه تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا.
ويحاول السناتور تيم كين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فرجينيا، منذ عدة سنوات استعادة سلطة الكونجرس في مسألة إعلان الحرب من البيت الأبيض.
وفي 2020 خلال فترة ولاية ترامب الأولى، طرح كين تشريعا مماثلا لكبح جماح ترامب فيما يتعلق بشن حرب على إيران وحظي بتأييد في مجلسي الشيوخ والنواب، بدعم من بعض الجمهوريين، لكنه لم يحصل على الأصوات الكافية ليتغلب على حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه الرئيس.
وقال كين إن التشريع الأحدث الذي طرحه بشأن صلاحيات الحرب يؤكد أن الدستور الأمريكي يمنح الكونجرس وحده، وليس الرئيس، سلطة إعلان الحرب ويقضي بأن الدخول في أي أعمال قتالية مع إيران يجب أن يكون من خلال إعلان حرب أو تفويض محدد باستخدام القوة العسكرية.
وذكر كين في بيان "ليس من مصلحة أمننا القومي الدخول في حرب مع إيران إلا إذا كانت تلك الحرب ضرورة لا مفر منها للدفاع عن الولايات المتحدة. يساورني قلق بالغ من أن أحدث تصعيد في الأعمال القتالية بين إسرائيل وإيران سرعان ما سيجر الولايات المتحدة إلى صراع آخر لا نهاية له".
وبموجب القانون الأمريكي، تحظى تشريعات صلاحيات الحرب بأولوية النظر، وهو ما يعني أن مجلس الشيوخ سوف يكون ملزما بالبت في المسألة والتصويت عليها على الفور.
وبدأ الجيش الإسرائيلي هجمات على إيران يوم الجمعة بهدف معلن هو القضاء على برامجها النووية وبرامج الصواريخ الباليستية. وردت إيران، التي تصر على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، بهجمات صاروخية على إسرائيل.
وواصلت الدولتان تبادل الهجمات، مما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين وأثار مخاوف بين زعماء العالم المجتمعين في كندا هذا الأسبوع من أن أكبر مواجهة بينهما قد تؤدي إلى صراع أوسع في المنطقة.
وأشاد ترامب بالهجوم الإسرائيلي في حين نفى اتهامات إيرانية بمشاركة الولايات المتحدة فيه وحذر طهران من توسيع نطاق ردها ليشمل أهدافا أمريكية.
وقبل مغادرته إلى كندا أمس الأحد لحضور قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، سُئل ترامب عما يبذله لتهدئة الوضع، فقال للصحفيين "آمل أن يكون هناك اتفاق. أعتقد أن الوقت حان للتوصل إلى اتفاق... أحيانا يضطرون إلى القتال لحسم الأمر".