النعناع يحسن القدرات المعرفية لمرضى الزهايمر.. تفاصيل
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
كشفت إحدى الدراسات أنه عندما تستنشق الفئران المصابة بمرض الزهايمر المنثول، تتحسن قدراتها المعرفية، ويبدو أن المركب الكيميائي، الموجود في بعض النباتات العشبية ويستخرج غالبا من النعناع أو عشبة الفليو، يمكن أن يوقف بعض الأضرار التي تلحق بالدماغ والتي ترتبط عادة بالمرض.
ولاحظ الباحثون انخفاضا في بروتين إنترلوكين -1 بيتا (IL-1β)، الذي يساعد على تنظيم الاستجابة الالتهابية للجسم، وهي استجابة يمكن أن توفر حماية طبيعية ولكنها تؤدي إلى الضرر عندما لا يتم التحكم فيها بشكل صحيح.
ويقول الفريق الذي يقف وراء الدراسة، والتي نُشرت في أبريل 2023، إنها تظهر إمكانية استخدام روائح معينة كعلاج لمرض ألزهايمر. إذا تمكنا من معرفة الروائح التي تسبب استجابات الدماغ والجهاز المناعي، فيمكننا تسخيرها لتحسين الصحة.
ويقول عالم المناعة خوان خوسيه لاسارتي من مركز الأبحاث الطبية التطبيقية (CIMA) في إسبانيا: "لقد ركزنا على دور الجهاز الشمي في الجهاز المناعي والجهاز العصبي المركزي، وأكدنا أن المنثول عبارة عن رائحة منبهة للمناعة في النماذج الحيوانية. ولكن من المثير للدهشة أننا لاحظنا أن التعرض القصير لهذه المادة لمدة ستة أشهر منع التدهور المعرفي لدى الفئران المصابة بمرض ألزهايمر، والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه أدى أيضا إلى تحسين القدرة الإدراكية لدى الفئران الصغيرة السليمة".
وبعد أن لاحظ الفريق سابقا أن استنشاق المنثول يعزز الاستجابة المناعية لدى الفئران، أظهروا أنه يمكن أيضا أن يحسن القدرات الإدراكية لدى الحيوانات، كما لوحظ في سلسلة من الاختبارات العملية في المختبر.
وفي الفئران المصابة بألزهايمر، كانت دورة المنثول لمدة ستة أشهر كافية لوقف القدرات المعرفية وقدرات الذاكرة لدى الفئران من التدهور.
وبالإضافة إلى ذلك، يبدو أن المنثول دفع بروتين IL-1β إلى مستويات آمنة في الدماغ.
وعندما قام الباحثون بتخفيض عدد الخلايا التنظيمية T، أو Treg، بشكل مصطنع - المعروفة بأنها تساعد في إبقاء جهاز المناعة تحت السيطرة - لوحظت بعض التأثيرات نفسها، ما فتح طريقا محتملا يمكن أن تسلكه العلاجات المستقبلية.
وقالت عالمة الأعصاب آنا غارسيا أوستا، من مركز الأبحاث الطبية التطبيقية، في ذلك الوقت: "تسبب التعرض للمنثول وحصار خلايا Treg في انخفاض في IL-1β، وهو البروتين الذي يمكن أن يكون وراء التدهور المعرفي الذي لوحظ في هذه النماذج".
وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك، فإن الحصار المحدد لهذا البروتين بدواء يستخدم في علاج بعض أمراض المناعة الذاتية أدى أيضا إلى تحسين القدرة الإدراكية لدى الفئران السليمة والفئران المصابة بمرض ألزهايمر".
وأنشأ العلماء بالفعل روابط عديدة بين الروائح وأجهزتنا المناعية والعصبية. ويصعب فهم هذه العلاقات بشكل كامل، لكننا نعلم أن نظامنا الشمي يمكن أن يؤثر بقوة على الدماغ. وقد تؤدي بعض الروائح إلى استجابات معينة في الدماغ، ما ينتج تفاعلات كيميائية تؤثر على الذاكرة والعاطفة وغير ذلك.
وفي الواقع، فإن الأمراض المرتبطة بالجهاز العصبي المركزي، مثل مرض ألزهايمر، ومرض باركنسون، والفصام، غالبا ما تأتي مصحوبة بفقدان حاسة الشم.
وتضيف هذه الدراسة الجديدة بعض البيانات الواعدة، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الاختبارات في الفئران وكذلك في البشر.
وقالت عالمة المناعة نويليا كاساريس من مركز الأبحاث الطبية التطبيقية: "تعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم العلاقة بين الجهاز المناعي والجهاز العصبي المركزي والرائحة. وتشير النتائج إلى أن الروائح ومعدلات المناعة قد تلعب دورا هاما في الوقاية والعلاج من مرض ألزهايمر والأمراض الأخرى المرتبطة بالجهاز العصبي المركزي".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزهايمر مرض الزهايمر الفئران لدى الفئران یمکن أن
إقرأ أيضاً:
قاعدة بيانات لمرضى الثلاسيميا على مستوى الدولة
سامي عبد الرؤوف (دبي)
نظمت جهات صحية في الدولة، أمس، العديد من الأنشطة والفعاليات الإلكترونية بمناسبة اليوم العالمي للثلاسيميا، الذي يصادف الثامن من شهر مايو من كل عام، وذلك للتوعية بأهمية الوقاية من المرض، وتشجيع المصابين على التعايش معه والتعامل مع أعراضه، وأفضل طرق التقليل من مضاعفاته.
وتعتبر الإمارات من بين الأفضل عالمياً في توفير الخدمات الوقائية والعلاجية لمرضى الثلاسيميا، وتوفير الحقوق الاجتماعية وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمصابين، حيث يعد المرضى المصابون بهذا المرض، من بين أكثر المرضى في العالم تلقياً للدعم والمساندة وحصولاً على الخدمات الطبية والعلاجية في المراكز الطبية المتخصّصة.
وتتميز الإمارات بتطوير الخدمات المقدمة لمرضى الثلاسيميا، وتوفير العلاجات الحديثة عالمياً، بالإضافة إلى التوسع في توفير المرافق الطبية المتخصّصة لمثل هذا النوع من المرضى الذين يتصفون بخصوصية طرق العلاج والخدمات.
مميزات
تتسم الإمارات بأنها من بين أوائل دول العالم، التي توفّر الخدمات العلاجية بالمجان للمرضى، سواء كانوا من المواطنين أو المقيمين، بالإضافة إلى توفير أفضل المعايير العالمية في مجال تقديم الخدمات.
وأثمر تميز الدولة في هذا الجانب، تقليل حالات الإصابة الجديدة بمرض الثلاسيميا، حتى إن نسبة الإصابة بين حالات الولادة الجديدة بين المواطنين، وصلت إلى صفر في المئة في بعض السنوات، بالإضافة إلى انخفاض حالات الإصابة بين المقيمين.
ومن بين الأمور المهمة التي يتمتع بها مرض الثلاسيميا في دولة الإمارات الحصول على الحقوق الوظيفية والحياتية، والدعم النفسي والمجتمعي للاستمرار في ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
وخلال الفترة القليلة الماضية، قامت الجهات الصحية وذات النفع العام بمبادرات لدعم مرضى الثلاسيميا وتوعية أفراد المجتمع بضرورة الفحص الطبي ما قبل الزواج، وتجنب زواج الأقارب باعتباره المسبّب الأول للإصابة بالمرض، والتعريف بالحالات التي يمكن فيها زواج الأقارب، دون أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بمرض الثلاسيميا.
ويعد توفير الوحدات الدموية للمرضى بشكل مستدام واحداً من أبرز نقاط القوة والتميز الذي تتيحها الجهات الصحية لمرضى الثلاسيميا.
أنشطة وفعاليات
وفي سياق الفعاليات والأنشطة خلال اليوم العالمي للثلاسيميا، نظّمت الجهات الصحية في الدولة، أمس العديد من الأنشطة والفعاليات الإلكترونية والحضورية للتوعية بالمرض واستعرض أبرز النجاحات والخدمات الوقائية والعلاجية التي توفرها دولة الإمارات للمرضى وعائلاتهم.
واحتفت جمعية الإمارات للثلاسيميا، بالحدث من خلال تقديم العديد من المبادرات المختلفة لنشر الوعي الثقافي والصحي حول مرض الثلاسيميا من جهة، ومن جهة أخرى لدعم المرضى بكافة سُبُل الدعم الممكنة.
ونظمت الجمعية، أمس، الملتقى الثالث بعنوان: «نجمعكم اليوم.. لنسعدكم غداً» بهدف تطوير الخدمات بالتعاون مع مراكز الثلاسيميا في كافة إمارات الدولة والارتقاء بها للوصول إلى أعلى مستويات السعادة والرضا لمرضى الثلاسيميا في الدولة.
وأقيمت الفعالية، برعاية وحضور حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، الشيخة، شيخة بنت سيف آل نهيان رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للثلاسيميا.
قاعدة بيانات
ورداً على سؤال لـ «الاتحاد»، أعلن عبدالباسط ميرداس، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للثلاسيميا، عن البدء في إنشاء قاعدة بيانات لمرضى الثلاسيميا على مستوى الدولة، بالتعاون والتنسيق مع الجهات الصحية الاتحادية والمحلية والقطاع الصحي الخاص، بهدف عمل حصر دقيق للمرضى المصابين بالثلاسيميا، وعمل تصنيف لهم حسب نوع المرض.
وشارك في الملتقى، لفيف من الأطباء المتخصصين في الثلاسيميا وأمراض الدم وزراعة النخاع والعلاج الجيني والأسنان وغيرهم من الأطباء ذوي الصلة وهيئة التمريض والأخصائيين الاجتماعيين والإداريين العاملين بالمجال بالإضافة إلى عدد من «أبطال الثلاسيميا» وذويهم.
وناقش الملتقى، أحدث ما تم التوصل إليه من طرق علاج الثلاسيميا وكل المستجدات التي طرأت في الجانب الطبي على مستوى العالم. كما تناول احتياجات مرضى الثلاسيميا وتوقعاتهم للخدمات المقدمة إليهم وتمت مناقشة المجالات الطبية المختلفة وجهاً لوجه مع الأطباء المختصين كما تم عرض بعض من قصص النجاح لأبطال الثلاسيميا.
وعلى صعيد الفعاليات والمبادرات للتوعية باليوم العالمي للثلاسيميا، أعلن خلال الملتقى، أنه بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، تم مساء أمس (الخميس)، إضاءة عدد كبير من أهم وأبرز معالم الدولة باللون الأحمر بمناسبة اليوم العالمي للثلاسيميا شملت تلك المعالم فندق دوست الثاني، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بإمارة أبوظبي، وبرواز دبي بإمارة دبي، وبيت الحكمة بإمارة الشارقة، وبلدية أم القيوين ودار الآثار والسياحة بإمارة أم القيوين، ومتحف رأس الخيمة بإمارة رأس الخيمة، ومربعة عجمان بإمارة عجمان، وقلعة الفجيرة بإمارة الفجيرة.
إشادة بالجهود
أعربت حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، الشيخة شيخة بنت سيف آل نهيان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للثلاسيميا عن سعادتها بتنظيم الملتقى الثالث بعنوان «نجمعكم اليوم.. لنسعدكم غداً» لما تناوله من أفكار، وما أثمره من توصيات تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات لمرضى الثلاسيميا.
ونوهت بجهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع لتعاونهم الدائم مع الجمعية كشريك استراتيجي في العديد من المبادرات الإيجابية، والتي ساهمت ولا تزال تسهم في نشر الوعي الثقافي والصحي حول مرض الثلاسيميا، وتحد من انتشاره من خلال تخفيض عدد الولادات الجديدة وتشجع الجمعية وغيرها من المؤسسات على إقامة مثل هذه الفعاليات بالغة الأثر في تنمية المجتمع وازدهاره.
وثمّنت مبادرة إضاءة أبرز معالم الدولة باللون الأحمر، والتي قد تكررت في العامين الماضيين، آملة في تنفيذ العديد من المبادرات الجديدة.
من جانبها، أكدت خالدة خماس عضو مجلس إدارة الجمعية أمين السر – المدير التنفيذي (بالتطوع)، أن النقاشات التي تم تناولها مثمرة للغاية، وأبرزت العديد من النقاط المضيئة وأعطت أملاً كبيراً للمرضى وذويهم، خاصة فيما يتعلق بالعلاج الجيني الجديد أو مناقشة مستجدات عمليات زراعة النخاع والتخصصات المختلفة وقرب المرضى من الأطباء للحصول على إجابات شافية لاستفساراتهم، وهذا هو الهدف من تنظيم الملتقى.
وقالت: «لولا تضافر الجهود بين الجمعية والوزارات والهيئات الحكومية والخاصة لما وصلنا لكل هذا النجاح في دعم ومساندة مرضى الثلاسيميا».
مبادرات وخدمات
خلال الملتقى، كرمت الجمعية عدداً من شركائها الاستراتيجيين بمنحهم درع «شكراً.. دعمكم سعادة». وقامت الجمعية، أمس، بتوقيع مذكرة تفاهم مع مركز لطب الأسنان بهدف خدمة ورعاية مرضى الثلاسيميا لمن لديهم مشاكل مختلفة في الأسنان، حيث تم الاتفاق على علاج عدد معين من مرضى الثلاسيميا المستحقين للدعم بشكل مجاني، ودعم الآخرين بخصومات تصل إلى 40% على كل الخدمات المقدمة من المركز.
كما وقّعت الجمعية مذكرة تفاهم مع مكتب للمحاماة والاستشارات القانونية لدعم الجمعية.
عصف ذهني
قام الملتقى الثالث لمرضى الثلاسيميا، بتقسيم الحضور إلى حلقات نقاشية ضمت كل حلقة أطباء وأخصائيين اجتماعيين وهيئة التمريض وبعض الإدارات وأبطال الثلاسيميا، كما شهدت الجلسات نقاشات متعددة وتفاعلاً ملحوظاً من قبل المشاركين.
وتبادل المشاركون الخبرات والأفكار التي أسهمت في إثراء النقاشات لبلورة بعض الاقتراحات التي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات المُقدمة للمرضى لاستكمال مسيرة الجمعية في دعم ومساعدة مرضى الثلاسيميا في كافة المجالات المادية والاجتماعية والنفسية والترفيهية بالتعاون مع مراكز الثلاسيميا.
وشارك في جلسة العصف الذهني، مجموعة من الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين، الذين يمثلون القائمين على رعاية المرضى في المنظومتين الصحية والاجتماعية، بالإضافة إلى إداريي وأعضاء جمعية الإمارات للثلاسيميا وقرابة 60 شخصاً ما بين مرضى الثلاسيميا، للتعرف على مقترحاتهم للخدمات التي يمكن أن تتوفر مستقبلاً، وتساهم في التخفيف من معاناة المرضى وتسهم في دعمهم وإسعادهم
وقام الأطباء بالرد على كافة هذه الاستفسارات بشرح وافٍ للمرضى وذويهم. وتبادل المشاركون الخبرات والأفكار التي أسهمت في إثراء النقاشات لبلورة بعض الاقتراحات التي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات المُقدمة للمرضى، لاستكمال مسيرة الجمعية في دعم ومساعدة مرضى الثلاسيميا في جميع المجالات المادية والاجتماعية والنفسية والترفيهية بالتعاون مع مراكز الثلاسيميا.
مستجدات وخدمات
تبادل المشاركون في الملتقى الثالث لمرضى الثلاسيميا، الخبرات والأفكار التي أسهمت في إثراء النقاشات لبلورة بعض الاقتراحات التي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات المُقدمة للمرضى لاستكمال مسيرة الجمعية في دعم ومساعدة مرضى الثلاسيميا في كافة المجالات المادية والاجتماعية والنفسية والترفيهية بالتعاون مع مراكز الثلاسيميا.
وناقش المشاركون، المستجدات في عالم الثلاسيميا من حيث العلاج والخدمات، وكيفية دعم المرضى للعلاج في المراكز والجديد في مجال زراعة النخاع، واستعرضوا بعض التجارب الواقعية للمرضى الذين أجروا عمليات زراعة النخاع في دول مختلفة مثل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكوريا الجنوبية، والصعوبات التي واجهتهم بعد عودتهم.
وأفرزت الجلسات النقاشية، نتائج طيبة ملموسة وخرجت بتوصيات ملبية لما جاء بالمقترحات، منها زيادة التعاون بين جمعية الإمارات للثلاسيميا ومراكز الثلاسيميا المختلفة والمستشفيات الخاصة في الدولة وضرورة تضافر الجهود بما يعود على المرضى بأفضل النتائج.
وأعرب عبدالباسط مرداس نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية عن سعادته بما حققه الملتقى من تفاعل إيجابي بين المشاركين خاصة الأطباء والمرضى وذويهم، حيث قام المرضى وذووهم بالاستفسار عن طرق العلاج الجديدة وكل ما هو جديد في الجانب الطبي.
وأشار إلى أهمية هذا الملتقى لما يتناوله من طرح مختلف بين كافة أطراف المنظومة ممثلين في أطباء وإداريين من وزارة الصحة ووقاية المجتمع وجمعية الإمارات للثلاسيميا، بالإضافة إلى المرضى وذويهم والاستماع للاقتراحات والنقاشات التي تسفر دائماً عن نتائج تخدم المرضى وتطور من الأداء والخدمات المقدمة لهم.