دراسة: الالتهاب المزمن في الجسم يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة أعدتها المجلة الطبية البريطانية "بي إم جي للصحة العقلية" (British Medical Journal -The BMJ Mental Health") أن الالتهاب المزمن في الجسم، وهو سمة مميزة لاضطرابات المناعة الذاتية، قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية.
وأفادت الدراسة الحديثة واسعة النطاق- حسبما ذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية في نشرتها الناطقة بالفرنسية اليوم الأربعاء، بأن الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة النفسية بمرتين تقريبا.
وأكد تحليل الدراسة الذي شمل ما يقرب من 5ر1 مليون شخص في المملكة المتحدة، أن ما يقرب من 38 ألفا منهم تم تشخيص إصابتهم بأمراض مناعية ذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وداء الأمعاء الالتهابي والصدفية.
وأوضحت الدراسة أنه تم تشخيص 29% من مرضى أمراض المناعة الذاتية بحالات صحية نفسية مثل الاكتئاب والقلق أو الاضطراب ثنائي القطب في مرحلة ما من حياتهم، مقارنة بـ 18% من المرضى الآخرين.. مشيرة إلى أنه بشكل عام، يعاني نحو 26% من مرضى أمراض المناعة الذاتية من الاكتئاب و21% من القلق و1% من الاضطراب ثنائي القطب.
وكان المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية أكثر عرضة للإبلاغ عن تشخيص أحد والديهم باضطراب عقلي.
وعلى وجه الخصوص، كانت النساء أكثر عرضة من الرجال للإبلاغ عن مشاكل الصحة النفسية، حتى عندما كان كلاهما يعاني من أمراض المناعة الذاتية (32% مقابل 21%).
وأكد الباحثون المشاركون في هذه الدراسة أن الاختلافات في الهرمونات الجنسية، والعوامل الكروموسومية، والأجسام المضادة المنتشرة في الجسم قد تساهم في تفسير هذه الاختلافات بين الجنسين.
وأوضحت هذه النتائج على الصلة بين مشاكل الصحة النفسية والجسدية، وتلقي ضوء جديد على الدور الذي قد يلعبه الالتهاب الشديد والمستمر - وهو سمة مميزة لاضطرابات المناعة الذاتية - في الصحة النفسية.
من جانبه، قال الدكتور "دانيال سميث" رئيس قسم الطب النفسي بجامعة /إدنبرة/ والمؤلف الرئيسي للدراسة، خلال مؤتمر صحفي إن "العديد من الأطباء النفسيين لا يعتبرون الاضطرابات النفسية مجرد أمر ثانوي".. مضيفا أن "هذه اضطرابات تشمل الجسم بأكمله مع اعتلال مشترك كبير لمشاكل الصحة البدنية".
وصرح الدكتور سميث بأنه "إذا أردنا فهم هذه الأمراض، فعلينا مراعاة الجسم ككل"، وشكلت الدراسة بعض القيود، منها أن 57% من المشاركين كانوا من النساء، كما لم يكن واضحا ما إذا كانت اضطرابات المناعة الذاتية لدى المشاركين هي سبب مشاكلهم النفسية أم أنها مجرد تداخل. ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن الالتهاب المزمن قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية، وهو ما يتوافق مع الدراسات السابقة.
ووفقا لمؤلفي الدراسة، ينبغي على الأطباء مراعاة إجراء فحوصات الصحة النفسية بانتظام للمرضى المصابين بأمراض المناعة الذاتية وخاصة النساء لإحالتهم إلى العلاج المبكر عند الحاجة.
يذكر أن مجلة "بي إم جي للصحة العقلية" هي مجلة طبية متخصصة في مجال الصحة العقلية، تقدم المجلة أبحاثًا وتقاريرا حول أحدث التطورات في مجال الصحة العقلية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالإدمان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دراسة حديثة
إقرأ أيضاً:
القرفة.. أحد التوابل العتيقة التي تحارب أمراض القلب والسرطان!
لم تعد القرفة مجرد نكهة تضفي طابعاً مميزاً على أطباقنا، بل أصبحت نجمة متألقة في عالم الصحة والطب، بعد أن أثبتت أبحاث طبية حديثة قدرتها الفريدة على حماية الجسم وتعزيز قوته.
وتكشف دراسات منشورة في مجلة Journal of Agricultural and Food Chemistry أن القرفة تعزز من مستويات مضادات الأكسدة في الدم، مما يساهم في تقليل الالتهابات والأضرار الناتجة عن الجذور الحرة التي تسرع من شيخوخة الخلايا وتسبب الأمراض المزمنة.
وفي قلب صحة القلب، تشير أبحاث نشرت في *American Journal of Clinical Nutrition* إلى أن تناول 1.5 جرام يومياً من القرفة يخفض بشكل ملحوظ مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار وسكر الدم، خاصة لدى مرضى متلازمة الأيض، وهو ما يضع القرفة في مقدمة المكافحين لأمراض القلب، القاتل الأول على مستوى العالم.
كما وجدت دراسة أخرى في *Journal of Hypertension* أن استخدام القرفة بانتظام لمدة ثمانية أسابيع يساهم في خفض ضغط الدم بشكل آمن وفعّال.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالقرفة تلعب دوراً حاسماً في تحسين حساسية الإنسولين، وفق دراسة في *Diabetes Care*، مما يساعد في مكافحة مقاومة الإنسولين التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض السكري من النوع الثاني، وذلك عبر تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين عملية التمثيل الغذائي.
أما بالنسبة للأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر وباركنسون، فقد أظهرت تجارب نشرت في Neurobiology of Aging وPLoS ONE أن مركبات القرفة تمنع تراكم بروتين “تاو” الضار في الدماغ، وتحمي الخلايا العصبية، مما يفتح آفاقاً واعدة لعلاج هذه الأمراض التي تصيب الملايين حول العالم.
وعلى صعيد محاربة السرطان، قدمت دراسات في Cancer Letters دليلاً على قدرة القرفة في تثبيط نمو الخلايا السرطانية ومنع تشكل الأوعية الدموية التي تغذي الأورام، بالإضافة إلى تحفيز موت الخلايا السرطانية، وهو تأثير مدهش يظهره أيضاً في سرطان المبيض وفق دراسة على الفئران.
ولا تنسَ الفعالية المضادة للميكروبات؛ حيث أظهرت أبحاث في Journal of Food Science أن مركب السينامالدهيد في القرفة يقضي على أنواع متعددة من الفطريات والبكتيريا مثل الليستيريا والسالمونيلا، ويمنع تسوس الأسنان ويقلل من رائحة الفم الكريهة.