الجامعة العربية على خط المواجهة.. تحركات عاجلة لحماية الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
تعقد جامعة الدول العربية، اجتماعا طارئا ودورة غير عادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري غدا الأربعاء، لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسبل التحرك السياسي العربي للتصدي لهذا العدوان، وذلك بناء على طلب دولة فلسطين من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك وفقا لما أعلنه السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية.
ويتزامن الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية، مع ما تشهده الأراضي الفلسطينية من تصعيد كبير بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي ، بعد إطلاق كتاب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس لعملية طوفان الأقصى، ردا على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في حق الشعب الفلسطيني واستمرار الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
استشهاد أكثر من 788 فلسطينيا وأكثر من 4100 في الغارات الغاشمة لقوات الإحتلالوتنفذ إسرائيل هجوما غاشما وغارات مستمرة على قطاع غزة في عملية أسمتها "السيوف الحديدية" قصفت فيها حتى الآن مئات الأهداف داخل قطاع غزة في واحدة من أكبر الهجمات التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من 20 عاما تستهدف فيها البنى التحتية لقطاع غزة، والذي راح ضحيته حتى الآن استشهاد نحو 788 شهيدا وأكثر من 4100 جريح ومصاب وفقا للمصادر الرسمية الفلسطينية.
ويأتي اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بناء على طلب دولة فلسطين في مذكرة رسمية تقدم بها مندوب دولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، لطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورة غير عادية في أقرب موعد ممكن، لبحث سبل التحرك السياسي على المستوى العربي والدولي لوقف العدوان الإسرائيلي ومساءلة مرتكبيه وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحقيق السلام والأمن المرتكز على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ووفقا لتصريحات مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، فإن الاجتماع العاجل يأتي في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم المستمر على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تصعيد اقتحامات المسجد الأقصى المبارك من قبل آلاف المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين على مدار الأيام الماضية، تحت حماية ورعاية الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، وما تلا ذلك من تصعيد غير مسبوق في قطاع غزة، وعدوان إسرائيلي على القطاع يستهدف قتل وإرهاب المدنيين وتدمير الأبراج السكنية والبنية التحتية الفلسطينية، وكذلك تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وسياسة الاغتيالات، بهدف الإمعان في قتل أبناء الشعب الفلسطيني وكسر إرادتهم وتدمير مقدراتهم وممتلكاتهم.
أبو الغيط: حذرنا مرارا من سياسات إسرائيل العنيفة والمتطرفة التي تحرم المنطقة من أي فرصة للاستقرارومنذ الساعات الأولى لبدء العمليات العسكرية صباح السبت الماضي، وحذرت جامعة الدول العربية على لسان الأمين العام أحمد أبو الغيط من تفاقم الأوضاع، ودعا الأمين العام الي وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري، مذكرا بما سبق أن حذر منه مراراً من أن استمرار إسرائيل في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة يعد بمثابة قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أي فرص جادة للاستقرار علي المدي المنظور.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية المستشار جمال رشدي، أن دائرة المواجهة المسلحة بين الجانبين تبتعد بالمنطقة عن أية فرص حقيقية لتحقيق الاستقرار او السلام في المستقبل القريب، مؤكدا أن الأمين العام لديه اقتناع كامل بمسؤولية المجتمع الدولي عن الوضع الحالي في ظل غياب أي رد فعل حقيقي على سياسات اليمين الإسرائيلي المستفزة ضد المقدسات الإسلامية والمضادة لحل الدولتين والتي تحاول إجهاض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٦٧.
جهود دبلوماسية للأمين العام لوقف التصعيد وحقن الدماءواستمرارا للجهود الدبلوماسية التي تبذلها جامعة الدول العربية لوقف حالة التصعيد التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، حقنا للدماء ودعما لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف وفقا للمبادرة العربية للسلام، عقد أبو الغيط جلسة مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف في العاصمة الروسية موسكو، أكد فيها أن المشكلة لم تبدأ من الأمس، ولا يمكن اجتزاء الوضع الراهن من السياق الزمني، وهو استمرار الاحتلال، ومنع الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، مؤكداً أن خنق أي جهود للسلام، وحصار السلطة الفلسطينية، ومواصلة الاستيطان وقضم الأراضي بلا توقف هي عوامل لا يمكن إغفالها اليوم.
وأكد أبو الغيط أنه حذر مراراً من أن السياسات الإسرائيلية المتطرفة تمثل قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من الاستقرار، ومن يصر على رؤية الموقف من زاوية واحدة إنما يخطئ لعجزه عن رؤية شمولية الموقف، لافتاً إلى أن هناك اتفاقاً في موقفي الجامعة العربية وروسيا في ما يخص الشأن الفلسطيني، يتمثل بأن الأولوية الآن وقف التصعيد، وحقن دماء المدنيين، ومنع تدهور الموقف إلى ما هو أخطر.
وحذر أبو الغيط من الانتقام من سكان غزة المدنيين الذي لن يجلب للإسرائيليين الأمن، وسوف يسهم في تصعيد الموقف، مشدداً على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وإطلاق الأفق السياسي للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الاحتلال الاسرائيلي الأراضى الفلسطينية الجامعة العربية الشعب الفلسطيني العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لجامعة الدول العربیة جامعة الدول العربیة الشعب الفلسطینی الأمین العام العربیة على أبو الغیط قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: العالم يخذل الشعب الفلسطيني.. والعار سيطارد الدول الغربية لسنوات طويلة قادمة
#سواليف
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” افتتاحية قالت فيها إن #العالم يخذل #الشعب_الفلسطيني، وفي الوقت الذي يلاحق فيه #الجوع #غزة، يجب على الحلفاء الغربيين الضغط لوقف #الهجوم_العسكري_الإسرائيلي.
وقالت إن العالم نادرًا ما شهد #معاناة_إنسانية كما في غزة، حيث تبرز صور #الفلسطينيين #المحاصرين في القطاع الموت والدمار، بعد قرابة 22 شهرًا من الهجوم الإسرائيلي. نساء يحملن على أذرعهن الأطفال الهزال، ومستشفيات تكافح في التعامل مع تدفّق الجرحى، وصفوف من أكياس الجثث المعروضة أمام العيان.
بيتسيلم: إسرائيل تقوم بعمل منسق ومقصود لتدمير المجتمع الفلسطيني في غزة
وباختصار، فهناك #مجاعة_جماعية تلاحق القطاع، في وقت يقتل فيه الجنود الإسرائيليون مئات الفلسطينيين الذين يمشون لساعات إلى مراكز توزيع المساعدات، التي تعمل ضمن نظام قاصر مدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل، ويخرق كل النماذج في المساعدات الإنسانية.
ويقترب عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي منذ قرابة عامين من 60,000 شخص.
وفي جميع أنحاء القطاع، دُمّرت بلدات بأكملها، وحُشر معظم السكان البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة في أراضٍ قاحلة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، لوسائل الإعلام المحلية إنه يريد إنشاء “مدينة إنسانية” في جنوب غزة لحشر 600,000 شخص، ثم باقي السكان لاحقًا. وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت من أن ذلك سيكون بمثابة “معسكر اعتقال”، كمعسكرات النازية في الحرب العالمية الثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العالم وقف مع إسرائيل عندما شنّت هجومها ردًا على هجوم “حماس” في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بمثابة دفاع عن النفس، ومن أجل معاقبة منفذي الهجوم، والإفراج عن 250 أسيرًا أخذهم مقاتلو “حماس” وغيرها معهم إلى غزة.
وتعلق الصحيفة أنه كان على “حماس” الإفراج عنهم منذ وقت طويل، واستخدامها لهم كورقة مقايضة مثير للاشمئزاز، ولكن إسرائيل ذهبت في هجومها أبعد من الرد المتناسب. وكلما طال أمد الحرب، كلما حملت سمة الهجوم الانتقامي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة لتدمير نسيج المجتمع الفلسطيني، حيث يتكرر نفس السيناريو، وإن على قاعدة أضيق، في الضفة الغربية، التي أجبر فيها عنف المستوطنين الآلاف على ترك منازلهم.
وأضافت الصحيفة أن عددًا قليلاً من علماء الإبادة الجماعية، مع أنه في تزايد، يرى أن أفعال إسرائيل في غزة تصل إلى حد الإبادة الجماعية. وقد توصّلت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بيتسيلم، يوم الإثنين، إلى النتيجة نفسها. وجاء في تقريرها أن سياسة إسرائيل ونتائجها الرهيبة “تقود إلى نتيجة لا لبس فيها، وهي أن إسرائيل تقوم بعمل منسّق ومقصود لتدمير المجتمع الفلسطيني في غزة”.
ورغم إنكار إسرائيل الاتهامات، إلا أن النتائج عن التطهير العرقي في تزايد، حيث تم تهجير السكان قسريًا أكثر من مرة، وتحت تهديد العمل العسكري. وتم استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح في الحرب، وهو أمر لا يجادل فيه أحد. وتمت معاقبة شعب بأكمله، بسبب أفعال “حماس”.
ومع ذلك، يرفض حلفاء إسرائيل في الغرب اتخاذ الخطوات اللازمة والضغط على نتنياهو لوقف الحرب، وبخاصة إدارة ترامب التي تملك النفوذ الأكبر. ورغم زيادة نبرة الشجب من الدول الغربية، إلا أن هذه البيانات ليست كافية.
فايننشال تايمز: تم استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح في الحرب، وهو أمر لا يجادل فيه أحد
ويجب على الدول الغربية فرض عقوبات على نتنياهو وحكومته، طالما ظلوا رافضين وقف الحرب فورًا والسماح بوصول مزيد من المساعدات الإنسانية. ويجب عليها وقف جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل. وعلى المزيد من الدول أن تحذو حذو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتعترف بدولة فلسطينية.
ويمكن للدول العربية أيضًا بذل المزيد من الجهود. ينبغي على مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول التي تربطها علاقات بإسرائيل أن توضح أن العلاقات الدبلوماسية لا يمكن أن تستمر دون تغيير جذري في المسار.
وكانت إسرائيل قد أعلنت، هذا الأسبوع، عن “هدنات تكتيكية” و”ممرات إنسانية”، في إشارة إلى أن حكومة نتنياهو ليست بمنأى عن الضغوط الخارجية. لكن هذا قليل جدًا ومتأخر جدًا.
فـ”العالم يخذل الشعب الفلسطيني، وهو فشل سيظل يطارد الدول الغربية على وجه الخصوص لسنوات قادمة”.