هل يؤثر تدخل إيران في الحرب على سوق النفط؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
تناولت صحيفة "كلكلست" الإسرائيلية، تداعيات الحرب المشتعلة الآن في قطاع غزة على سوق النفط، وتأثير التدخل الإيراني المحتمل في تلك المواجهة، محذرة من أن انضمام طهران سيؤثر ذلك على طرق الإمداد، إلا أن المحللين لا يتوقعون تأثيراً حاداً كما حدث بعد العملية الروسية في أوكرانيا.
أضافت "كلكلست"، أن أسعار النفط في السوق العالمية ارتفعت منذ بدء القتال بين إسرائيل وحماس يوم السبت الماضي، حيث ارتفع سعر برميل برنت بنسبة 4.
معاريف: #حزب_الله قد يفتح "جبهة الشمال" في أي لحظة https://t.co/ihC1RkzxRj
— 24.ae (@20fourMedia) October 8, 2023
امتداد الصراع
وقالت إن ارتفاع الأسعار ينبع من مخاوف التجار من أن يمتد الصراع في قطاع غزة إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى انقطاع إمدادات النفط إلى السوق العالمية.
ووفقاً للصحيفة، ينبع القلق الرئيسي من انضمام إيران بطريقة أو بأخرى إلى الصراع، وهو الأمر الذي قد يؤثر على طرق إمدادات النفط، وخصوصاً عبر مضيق هرمز. وتابعت: "مع ذلك، يعتقد معظم المحللين أن تأثير القتال سيكون محدوداً على المدى الطويل، وبالتأكيد ليس بنفس القدر الذي شعرت به السوق بعد العملية الروسية في أوكرانيا فبراير (شباط) الماضي، عندما تجاوز سعر البرميل 120 دولاراً".
وفي إشارة إلى وضع السوق، نشر بنك الاستثمار مورغان ستانلي، أمس الثلاثاء، تقييماً مفاده أن المخاطر على إمدادات النفط نتيجة القتال في غزة منخفضة حتى على المدى القصير، لكنه حصر ذلك بالقول إن الاتجاه سوف ينعكس إذا امتد العنف إلى جبهات أخرى.
ويستند هذا البيان إلى توقع أن الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، مهما كان عنيفاً، لن يؤثر على المدى الطويل على الطلب العالمي على النفط، أو إنتاج النفط لشركات "أوبك"، وخصوصاً تلك الموجودة في الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة.
تأثير انضمام إيران
ويتفق المحللون على أن الحرب بين إسرائيل وحماس سيكون لها تأثير أكبر على سوق النفط العالمية إذا شاركت إيران فيها، وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الحالي، يبدو سيناريو دخول إيران في قتال مباشر غير مرجح، لكن لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة تخاطران، وانعكس ذلك في أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بشأن تحرك حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وذلك في رسالة محبطة لإيران وانتشارها في المنطقة، ومع التركيز على تنظيم "حزب الله" اللبناني، خشية أن يحاول التدخل.
عقوبات نفطية
وقالت الصحيفة: "حتى لو لم تتدخل إيران عسكرياً في الحرب الحالية، فهناك احتمال أن تفرض الإدارة الأمريكية عقوباتها على صناعتها النفطية، هذا إذا ثبت أن إيران كانت متورطة في التخطيط للهجوم الذي نفذته حماس على المستوطنات الجنوبية لإسرائيل"، مشيرة إلى التقارير التي تحدثت عن مساعدات قدمتها إيران لحماس قبل الهجوم، وهو الأمر الذي نفاه النظام الإيراني بشدة.
ولفتت كلكلست إلى أن الإدارة الأمريكية أعلنت أنه ليس لديها في هذه المرحلة أي دليل على تورط إيراني مباشر في الهجوم الذي انطلق من قطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، إذا اتخذ الأمريكيون إجراءات أكثر صرامة لتقييد صناعة النفط الإيرانية، فسيؤثر ذلك على السوق العالمية، على الرغم من أن وزن إيران في سوق النفط العالمية ضئيل نسبياً، وفقاً لـ"كلكلست".
الجيش الإسرائيلي: ارتفاع عدد القتلى إلى 1200
https://t.co/Sg3S5undFW
الولايات المتحدة تغض الطرف
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأشهر الأخيرة، ساد شعور بأن الولايات المتحدة تغض الطرف وتسمح لإيران بزيادة إنتاجها النفطي، وصادراتها إلى الأسواق العالمية وخصوصاً الصين، ومنذ بداية العام هناك تقديرات تشير إلى ارتفاع إنتاج إيران من النفط بمقدار 700 ألف برميل، رغم عدم وجود تأكيد رسمي لذلك، حيث لا تنشر إيران بيانات حول هذا الأمر.
أهداف النهج الأمريكي
وأرجعت الصحيفة تفسير النهج الأمريكي "المتساهل" بأنه مرتبط برغبة الإدارة في منع حدوث صدمات في سوق النفط العالمية، من أجل زيادة العرض ومنع ارتفاع الأسعار في أعقاب الحرب الأوكرانية، لافتة إلى أن هناك تفسير آخر، وهو أن الولايات المتحدة مهتمة بتسهيل قيام إيران ببيع المزيد من النفط من أجل خلق جو أكثر إيجابية يؤدي في النهاية إلى اتفاقيات بشأن القضية النووية.
الزيادة المتوقعة
وبلغت عائدات إيران من تصدير النفط الخام والمكثفات العام الماضي 42.6 مليار دولار، وهو رقم قياسي منذ عام 2018، عندما قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض نظام العقوبات على إيران.
وبالمقارنة، وصلت عائدات النفط الإيرانية في عام 2021 إلى 25.5 مليار دولار، ووفقا لبيانات أغسطس (آب) 2023، وصل مستوى صادرات النفط الإيرانية إلى 2.2 مليون برميل يومياً، وعلى الرغم من أن هذا أقل من الرقم القياسي المسجل عام 2017 (نحو 2.8 مليون برميل)، إلا أنه لا يزال أعلى مستوى تصدير في السنوات الخمس الماضية.
وبحسب تقديرات المحللين، إذا دخلت إيران في حرب، أو إذا تبنت الولايات المتحدة سياسة أكثر عدوانية ضد صناعتها النفطية، فإن الزيادة المحتملة في أسعار البراميل تتراوح بين 5 و 10 دولارات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران الولایات المتحدة سوق النفط إیران فی
إقرأ أيضاً:
تحول جذري في مسار الحرب.. الضربة الأمريكية لـ إيران تهز العواصم العالمية
في لحظةٍ نادرة يتقاطع فيها التاريخ مع الجغرافيا والسياسة مع السلاح، دخلت الولايات المتحدة رسميًا على خط المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، في تدخلٍ مباشر حوّل الصراع من حرب بالوكالة إلى مواجهة مفتوحة بين دول كبرى.
ففي فجر اليوم الأحد 22 يونيو 2025، لم يكن عاديًا في الإقليم ولا في العالم، إذ أعلنت واشنطن عن تنفيذ ضربات جوية مركّزة ضد منشآت نووية إيرانية، في خطوة وُصفت بأنها الأشد منذ عقود، وأثارت عاصفة من ردود الفعل الدولية المتباينة بين داعم ومتحفظ وقلق. هذا التحول الجذري في مسار الحرب لم يقتصر أثره على طهران وتل أبيب، بل امتد إلى العواصم الكبرى ومجالس الأمن ومراكز القرار العالمية، حيث أعادت هذه التطورات تشكيل أولويات الدول، ودفعتها إلى إعادة تقييم حساباتها في واحد من أكثر الملفات حساسية في العالم.
البيت الأبيض أعلن أن الضربات التي نفذتها طائرات الشبح الأميركية جاءت ردًا على ما وصفه بـ"التهديد الوجودي الذي تمثله الطموحات النووية الإيرانية، والدعم العسكري المباشر من طهران لجماعات تهدد أمن إسرائيل واستقرار الشرق الأوسط".
وأكد الرئيس الأمريكي أن "الولايات المتحدة لن تقف متفرجة أمام تصعيد إيراني غير مسبوق"، مشددًا على أن واشنطن “ستدافع عن مصالحها وحلفائها بكل الوسائل الممكنة”.
واعتبرت الإدارة الأمريكية أن الهجوم يحمل رسالة مزدوجة: منع إيران من تجاوز الخطوط الحمراء، ومنع امتداد الحرب إلى نطاق يهدد استقرار المنطقة والعالم.
من جانبها، رحّبت إسرائيل علنًا بالتدخل الأميركي، واعتبرته تطورًا طبيعيًا في مسار التحالف الإستراتيجي بين البلدين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن “الدعم الأميركي اليوم يبرهن على أن معركة إسرائيل ضد إيران ليست معركة منفردة، بل هي جزء من منظومة دولية تسعى لردع التهديد النووي الإيراني.”
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن التعاون الاستخباراتي والعسكري بين تل أبيب وواشنطن كان وثيقًا خلال الأيام التي سبقت الضربة، ما يعزز فرضية التنسيق الكامل.
إيران: إدانة شديدة وتحذيرات من تصعيد مفتوحفي طهران، قوبل التدخل الأميركي بإدانة شديدة، حيث اعتبرته القيادة الإيرانية "عدوانًا سافرًا وانتهاكًا فاضحًا للسيادة الإيرانية"، وتعهدت بـ"ردّ ساحق ومؤلم في الزمان والمكان المناسبين".
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "الإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا التصعيد"، معتبرًا أن واشنطن “أغلقت الباب نهائيًا أمام أي تسوية دبلوماسية في المرحلة الراهنة”.
كما أطلق الحرس الثوري تهديدات مباشرة ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا والخليج، مشيرًا إلى أن "كل جندي أميركي أصبح هدفًا مشروعًا".
روسيا.. تحذير من انفجار إقليمي وفشل الحلول الدبلوماسيةموسكو، التي تحتفظ بعلاقات مع كل من طهران وتل أبيب، أبدت قلقًا بالغًا من الضربات الأميركية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن “التدخل الأميركي في النزاع يمثل تصعيدًا خطيرًا قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة".
وحذرت موسكو من أن "سياسات القوة والضربات الاستباقية لن تؤدي إلا إلى تقويض فرص الحل السياسي"، داعية إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الوضع.
الصين: دعوة لضبط النفس وإعادة التفاوضأما بكين، فأعربت عن قلقها من "التطورات الميدانية الخطيرة"، ودعت إلى “ضبط النفس من جميع الأطراف، ووقف فوري للتصعيد”.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن "المواجهة العسكرية لن تُنتج أمنًا مستدامًا، والحل الوحيد يكمن في العودة إلى المفاوضات"، معربة عن رفضها لأي استخدام للقوة خارج نطاق الشرعية الدولية.
الاتحاد الأوروبي.. انقسام وصوت مرتجفداخل الاتحاد الأوروبي، بدا الانقسام واضحًا بين دول تؤيد الموقف الأميركي، مثل بريطانيا وبولندا، ودول أخرى دعت إلى التهدئة، كفرنسا وألمانيا.
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إن "التدخل الأميركي يعقّد المشهد بشكل خطير، ويهدد بفتح جبهات جديدة في الإقليم"، مطالبًا بعقد مؤتمر دولي عاجل لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
فيما عبّرت بعض العواصم الأوروبية عن خشيتها من أن يؤدي التصعيد إلى موجة لجوء جديدة وانفجار في أسعار الطاقة.
الدول العربيةجاءت المواقف العربية متباينة وحذرة للغاية.السعودية والإمارات دعتا إلى "ضبط النفس وتجنب التصعيد"، مع التأكيد على "ضرورة حماية أمن الخليج واستقرار المنطقة."العراق ولبنان وسوريا عبرت أطراف سياسية فيها عن خشيتها من أن تتحول أراضيها إلى ساحات رد إيرانية ضد المصالح الأميركية.مصر والأردن دعتا إلى "وقف فوري للأعمال العدائية"، وعبّرتا عن دعم أي مسار دبلوماسي يُجنّب المنطقة الانزلاق نحو حرب شاملة.الأمم المتحدة: قلق ومخاوف من كارثة إقليمية
الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن "قلق بالغ" من التطورات الأخيرة، محذرًا من أن "التصعيد العسكري بين قوى إقليمية ودولية قد يفتح أبوابًا لا يمكن إغلاقها بسهولة."
ودعا إلى انعقاد عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الضربة الأميركية، وتفعيل الأدوات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة.
الدخول الأميركي المباشر على خط الحرب بين إسرائيل وإيران لم يكن مجرد قرار عسكري، بل لحظة فارقة في توازنات الشرق الأوسط. وبين دعم غربي وتحذيرات شرقية، يجد العالم نفسه أمام أزمة متعددة المستويات: أمنية، سياسية، واقتصادية.
وما بين الخيارات المحدودة أمام إيران، والمخاوف العالمية من حرب لا يمكن التنبؤ بمداها، يبقى السؤال المطروح: هل تتحول الضربة الأميركية إلى شرارة لحرب كبرى، أم أنها ستكون صدمة تردع الجميع وتعيدهم إلى طاولة المفاوضات؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة.