تعرضت الجمعيات والاتحادات الإسلامية في ألمانيا لانتقادات عقب هجمات حماس الأخيرة في إسرائيل.

بدأ السجال بتغريدة لوزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير على موقع "إكس" تويتر سابقا كتبها مباشرة بعد الهجوم الإرهابي المباغت لحركة حماس على إسرائيل.

وقال أوزدمير في تغريدته "صمت مدوٍٍّ من قبل الجمعيات الإسلامية (في ألمانيا) تجاه الإرهاب ضد إسرائيل.

وإن تحدثوا فبكلمات مخففة". ثم أضاف: "في الإرهاب والقتل وعمليات الاختطاف، يجب أن تنتهي أخيرا السذاجة في التعامل مع الجمعيات الإسلامية."

مختارات الهجوم على إسرائيل.. عندما يتحول "الكيبوتس" إلى كابوس! ألمانيا و 4 دول أخرى تؤكد دعم إسرائيل وتدين هجوم حماس الإرهابي وجهة نظر: حراك وتغيير في خريطة المسلمين في ألمانيا المسلمون في ألمانيا .. مبالغة في تأثير الدين كعائق في الاندماج! ميركل والإسلام ـ حصيلة 16 عاما من الحوار الصعب! المنظمات الإسلامية في ألمانيا تسعى إلى الاتحاد في منظمة مركزية

كما أصدرت كافة الأحزاب في البرلمان الألماني، باستثناء حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي وحزب اليسار المعارض، بيانا مشتركا أكدت فيه على التضامن مع إسرائيل.

وقالت الأحزاب الألمانية في بيانها المشترك: "نؤكد على تعاطفنا مع كافة أطياف الشعب الإسرائيلي ودولة إسرائيل في هذه الساعات الصعبة. لا يوجد أي مبرر لمثل هذا الإرهاب الذي يجب أن يتوقف على الفور".

وتزامن ذلك مع دعوات على موقع إكس طالبت فيها الجمعيات الإسلامية في ألمانيا بإصدار بيان مماثل.

انقسام الجالية المسلمة

الجدير بالذكر أن هناك حوالي خمسة ملايين ونصف مليون مسلم في ألمانيا يشكلون مجتمعًا متنوعًا للغاية على مستوى البلاد. 

وقد ذكرت منصة Mediendienst Integration المعنية بتبادل المعلومات حول الهجرة واللجوء في ألمانيا وتكتب للعديد من وسائل الإعلام الألمانية حول العنصرية وسياسة الهجرة، أن حوالي 70٪ من المساجد وبيوت العبادة للمسلمين في ألمانيا تعمل تحت مظلة جميعات فيدرالية أو محلية على مستوى الولايات.

ويخضع القليل من هذه  الجميعات  للمراقبة من قبل المكتب الألماني لحماية الدستور - جهاز الاستخبارات الداخلية - فيما تعرضت عدة جمعيات  لانتقادات جراء حصولها على تمويل من إيران وتركيا.

ومباشرة بعد تغريدة الوزير أوزديمير القيادي في حزب الخضر، رد علي ميتي، الأمين العام لحركة ميلي غوروش الدينية والسياسية التركية في ألمانيا، على منصة  إكسقائلاً: "الصور ومقاطع الفيديو للهجمات وعمليات الاختطاف وتدنيس المقدسات التي نراها للأسف منذ سنوات عديدة وما زلنا نراها اليوم لا تُطاق".

واضاف ميتي "نصلي من أجل أن تأتي نهاية قريبة لعقود من المعاناة في إسرائيل وفلسطين، وكذلك في العديد من مناطق النزاع الأخرى. ومع ذلك، من غير الصحيح وغير المسؤول التلميح باتهام المسلمين هنا في ألمانيا بالتواطؤ في الجرائم في إسرائيل وفلسطين."

غضب بسبب بيان المجلس المركزي للمسلمين

أما المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا  الذي تتبعه 300 رابطة للمساجد، فقد احتاج للكثير من الوقت حتى خرج ببيان عقب هجمات حماس الأخيرة . 

وأدان المجلس في بيانه "هجمات حماس الأخيرة على المدنيين،" داعيا إلى "وقف فوري لأعمال العنف". وأضاف "يجب على جميع الأطراف في الوقت الراهن وقف كافة الأعمال العدائية على الفور من أجل تجنب سقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين".

بيد أنّ عبارة "من أجل تجنب المزيد من ضحايا المدنيين" أثارت الكثير من الانتقادات وصلت إلى حد اتهام المجلس بمحاولة إضفاء طابع نسبي على عنف حماس.

يبلغ عدد المسلمين في ألمانيا قرابة خمسة ملايين ونصف المليون

ولم تتوقف الانتقادات التي تعرض لها المجلس على غير المسلمين بل شملت أيضا قادة في جميعات إسلامية في ألمانيا ومن بينهم إيرين غوفرشين الذي ساعد في تأسيس "جمعية الحمراء"(نسبة إلى قصر الحمراء بغرناطة) الرامية إلى تشكيل منتدى إسلامي مستقل في ألمانيا.

وفي تغريدة، كتب غوفرشين "من وجهة نظري كألماني مسلم، فإن موقف المجلس مخجل. هذا المجلس لا يتحدث نيابة عن المسلمين في ألمانيا، يتعين عليهم تغيير الاسم".

وأعرب دانيال باياز، وزير المالية في ولاية بادن فورتمبيرغ عن حزب الخضر، عن استيائه بنفس الحدة قائلاً: "هذا البيان ليس مجرد تحول عن الموضوع الأساسي، إنه ببساطة تصريح مخجل وفاضح. التضامن مع إسرائيل لا يمكن المس به، وخصوصا بعد الهجمات الوحشية التي وقعت يوم أمس (السبت). لم يتم ذكر كلمة واحدة حول صور الأشخاص الذين احتفلوا في نويكولن. أنتم ضائعون!"

وكان الوزير يشير في حديثه إلى تجمع قرابة 50 شخصا في حي "نويكولن" في العاصمة الألمانية برلين في مظاهرة قالت الشرطة إنها مؤيدة لهجمات حماس فيما أظهرت مقاطع مصورة نشرتها "شبكة صامدون" المناهضة لإسرائيل على موقع انستغرام، قيام المتظاهرين بترديد هتافات أثارت الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في ألمانيا.

الجديد بالذكر أنه جرى إدراج شبكة صامدون على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فيما تقول الشبكة إنها تدافع عن قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى أنها منظمة إرهابية.

ليزا هانيل/ م.ع 

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: المنظمات الإسلامية المانيا اسرائيل هجوم في إسرائيل المنظمات الإسلامية المانيا اسرائيل هجوم في إسرائيل فی ألمانیا من أجل

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟

رغم مرور 22 شهرا على الحرب، فإن إسرائيل صعّدت على المستويين السياسي والعسكري من نبرة تهديدها لقطاع غزة، بعد تمسك المقاومة بمطالبها لإبرام صفقة تفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وفي وقت كثفت فيه المقاومة عملياتها وكمائنها المركبة على الأرض، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين إن المؤسسة العسكرية ستقدم خططا للمستوى السياسي لاستمرار القتال في غزة.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن العملية العسكرية في غزة ستنتقل إلى مرحلة "أكثر تصعيدا إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن الجيش سيعمل على إيجاد "تهديد عسكري حقيقي في مناطق معينة، أملا أن يدفع ذلك نحو التوصل إلى صفقة جزئية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن التنسيق يجري حاليا وراء الكواليس بين إسرائيل والولايات المتحدة بهدف زيادة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

مأزق مزدوج

ويخفي هذا التوجه الجديد مأزقا سياسيا وعسكريا إسرائيليا في قطاع غزة يترجم بتعميق التجويع وزيادة وتيرة القتل، وفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى.

وحسب حديث مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث"، فإنه لا يوجد في جعبة جيش الاحتلال من الناحية الإستراتيجية ما يمكن استخدامه لإجبار حركة حماس على القبول بالشروط الإسرائيلية في المفاوضات.

وشكلت عملية "عربات جدعون" -التي أطلقها جيش الاحتلال في مايو/أيار الماضي- أقصى تهديد عسكري حقيقي لحماس، إذ كانت ذروة عمليات جيش الاحتلال خلال الحرب، التي ينظر إليها المجتمع الإسرائيلي بأنها أصبحت عبثية.

واستبعد الباحث في الشؤون السياسية سعيد زياد نجاح إسرائيل في إخضاع المقاومة عبر أي تهديد عسكري جديد، مستدلا بالكمائن ضد جيش الاحتلال في بيت حانون شمالا ورفح جنوبا.

وحسب زياد، فإن استمرار سقوط القتلى والجرحى الإسرائيليين في رفح وبيت حانون "دلالة راسخة على استعصاء العمل العسكري في هزيمة قطاع غزة".

إعلان

وبناء على ذلك، فإن انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية الكبرى قاب قوسين أو أدنى، في حين يبقى الهدف الإسرائيلي الأسمى تصفية القضية الفلسطينية عبر رفع شعار القضاء على المقاومة ونزع سلاحها وفرض حكم عسكري على القطاع ثم تهجير سكانه.

ضوء أخضر أميركي

لكن المقاومة بدأت قراءة المتغيرات الميدانية، بعدما بات جيش الاحتلال يميل للاندفاع أكثر بما يحقق له احتلالا مباشرا للأرض وفرض حصار مطبق، كما يقول الخبير العسكري أحمد الشريفي.

وتحاول إسرائيل فرض واقعين على المقاومة الأول: "تفاوض تحت النار"، والآخر: "تفاوض تحت الحصار" عبر عمليات استطلاع متقدم -حسب الشريفي- ضمن هدف لم يعد تكتيكيا، وإنما في إطار إستراتيجية إدارة الأزمة.

وبناء على هذا الوضع الميداني، بات واضحا ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة إثر تغير في الأهداف تبناه جيش الاحتلال، الذي يريد السيطرة على محاور متعددة لإسكات قدرة حماس على المشاغلة والمواجهة.

لكن استهداف المقاومة وحدات الاستطلاع يعني أنها "لم تؤمّن قاعدة بيانات وبنك أهداف جديدا"، مرجحا إطاحة عمليات المقاومة بإستراتيجية إسرائيل القائمة على الاحتلال والحصار.

وأعرب الشريفي عن قناعته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لإنعاش جيش الاحتلال -الذي يعاني ضعفا وانهيار معنويا- من قبل الولايات المتحدة لإدامة زخم المعركة حتى تحقيق الأهداف الإسرائيلية والأميركية في غزة.

في المقابل، رأى المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو في الهجمات الفلسطينية على القوات الإسرائيلية أنها بمنزلة "تقوية لحكومة بنيامين نتنياهو"، إذ تظهر أن هناك حربا لم تنتهِ، وضرورة القضاء على حماس وطرد قياداتها إلى الخارج.

وحسب فرانكو، فإن حماس تريد تجميع عناصرها وترتيب صفوفها والعودة إلى الحرب، مرجحا في نهاية المطاف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع ضمانات أمنية إسرائيلية.

وكان ترامب قال -في أحدث تصريحاته- إنه "لا يعلم ما الذي سيحدث في غزة"، مطالبا إسرائيل باتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية، في حين قال نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية في غزة- إنه سيواصل التفاوض ويتقدم في القتال من أجل القضاء على حماس وتحرير الأسرى.

مقالات مشابهة

  • دعت إلى خطوات فورية لوقف إطلاق النار.. ألمانيا تلوح بزيادة الضغط على إسرائيل
  • حماس تعتبر اعتراض إسرائيل لـ "حنظلة" إرهابا وقرصنة
  • إسرائيل تضع شرطا لاستئناف المفاوضات مع حماس
  • ألمانيا: مستعدون لاتخاذ خطوات للضغط على إسرائيل بشأن غزة 
  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • حماس تعلق على إعلان إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة
  • ترامب: على إسرائيل اتخاذ قرار واضح بشأن غزة
  • إسرائيل.. حريق في موقف حافلات قرب تل أبيب والعثور على جـ.ـثة محترقة
  • نائب بولندي ينتقد موقف بلاده من جريمة الابادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة
  • تفكيك مخيم تدريبي لحركة حماس والجماعة الإسلامية غربي لبنان