شهد اليوم الأربعاء اشتباكات متنوعة في عدة مناطق داخل ما يعرف بغلاف غزة؛ في حين اتجهت صواريخ المقاومة نحو حيفا وتل أبيب واللد وعسقلان، وهو ما اعتبره الخبير العسكري اللواء فايز الدويري عمليات خلف خطوط العدو.

ووسعت المقاومة من قصفها لمدن ومستوطنات غلاف غزة ووقعت اشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال في مستوطنتي زيكيم وكيسوفيم حيث ما يزال مقاتلو القسام موجودين فيها أو ربما تمكنوا من التسلل إليها مجددا.

وأدى القصف الصاروخي على تل أبيب لتوقف مطار بن غوريون عن العمل، وهو ما اعتبره الدويري -في تحليل للجزيرة- الأقسى سياسيا وعسكريا على إسرائيل، قائلا "إننا أمام مشهد غير مسبوق للقتال بين المقاومة والاحتلال بسبب تنوع المناطق والأهداف".

وعن وصول صواريخ المقاومة إلى مستوطنة كريات شمونة التي تبعد بنحو 230 كيلومترا عن قطاع غزة، قال الدويري إن المقاومة لم تستخدم صواريخها ذات المدى الأبعد حتى الآن، مشيرا إلى أن الحديث هنا يدور عن صاروخ عياش الذي يصل مداه إلى 50 كيلومترا.

ويرى الدويري أن استهداف تل أبيب تحديدا هو الأهم من الناحية العسكرية لأنها تضم القواعد العسكرية التي تنطلق منها المقاتلات لقصف قطاع غزة وتدميره على النحو الكارثي الذي يحدث حاليا، وهو ما يتطلب محاولة تعطيل هذه القواعد عن العمل ولو لساعات قليلة خلال اليوم لأن هذا من شأنه تخفيف الضغط على سكان غزة.

ولا يعني الحديث عن تعطيل حركة الطيران الحربي الإسرائيلي إصابة تلك القواعد الموجودة في تل أبيب، لكنه يعني مجرد استهدافها لتفعيل حالة الإنذار التي تحتم على إسرائيل وقف حركة الطائرات حتى زوال الخطر كما يقول الدويري.

واستهدف القصف الإسرائيلي اليوم الأربعاء محورين رئيسيين هما شمال مدينة غزة والأحياء الشرقية من خان يونس، وتعرضت أيضا مناطق في الجنوب للاستهداف مثل حي التفاح.

غير أن تركيز الاحتلال كان على المناطق الحدودية القريبة من مستوطنتي زيكيم وسديروت اللتين شهدتا اشتباكات من المسافة صفر بين كتائب القسام وجيش الاحتلال، فضلا عن القصف الصاروخي المتواصل لهما من جانب المقاومة.

عمليات خلف خطوط العدو

بالنظر إلى هذه المناطق التي تركز عليها القصف الإسرائيلي وتحديدا جباليا وحي التفاح وبيت حانون وحي الفرقان، فإن إسرائيل حاولت على ما يبدو ضرب أهداف معينة في المناطق الملاصقة لمواقع الاشتباكات والقصف فيما يعرف بغلاف غزة وخصوصا زيكيم وسديروت.

وعن إمكانية تأثير قصف هذه المناطق على عمليات المقاومة، قال الدويري إنه سيكون محدودا لأن مقاتلي غزة يمكنهم التسلل وشن هجمات عبر البحر والعود عبره والعكس، لتنفيذ عمليات خلف خطوط العدو من خلال أعداد قليلة مؤهلة ومدربة بشكل عال على القيام بمهام محددة لإرباك العدو واستهداف خطوط إمداده.

وقال الدويري إن الهدف الرئيسي للمقاومة حاليا هو محاولة شل تركيز المخطط الإستراتيجي الإسرائيلي الذي يحاول فرض تهجير قسري غير معلن على سكان غزة، مؤكدا أن سكان القطاع لن ينساقوا وراء هذا المخطط لأنه لا يمكن اقتلاعهم من أرضهم.

مع ذلك، فإن ما تقوم به إسرائيل من استهداف وحشي لسكان غزة يخلق عبئا إضافيا عليهم في ظل قطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود، وفق الدويري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: خلف خطوط العدو تل أبیب

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواصل قتل الجائعين أمام مركز المساعدات في رفح وتحذيرات من انهيار النظام الصحي بالكامل

الثورة / متابعات

يواصل العدو الصهيوني عدوانه الوحشي وجريمة الإبادة ضد أبناء فلسطين في غزة ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، في وقت تتعالى التحذيرات من قرب انهيار النظام الصحي بالكامل خلال الساعات المقبلة بسبب نفاد الوقود.

وقالت صحة غزة إن قصف الاحتلال أدى إلى استشهاد 108 شخصا وإصابة 393 خلال الساعات الـ24 الماضية.

فيما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم

وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 54,880 شهيدا و 126,227 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م .

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بأن عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء إطلاق قوات العدو الصهيوني الرصاص الحي على مجموعة من المواطنين قرب مركز مساعدات تابع للشركة الأميركية غرب في مدينة رفح جنوبي القطاع، ارتفع إلى 13 شهيدا.

وفي خان يونس، أصيب أربعة مواطنين بجروح متفاوتة إثر قصف من طائرة مسيّرة للعدو استهدف مجموعة من المواطنين في مدينة «أصداء» شمالا، فيما تم انتشال جثمان الشهيدة غدير رائد شعبان بركة، من تحت الأنقاض في بلدة بني سهيلا شرق المدينة، عقب قصف استهدف منزلها.

وذكر أن حصيلة ما وصل للمستشفيات من شهداء المساعدات منذ صباح اليوم 5 شهداء، وأكثر من 123 إصابة، حيث بلغ إجمالي شهداء المساعدات ممن وصلوا المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات 115 شهيد وأكثر من 1,110 إصابة.

من جهتها أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، أن الهدف الرئيسي لما يسمى بمراكز توزيع المساعدات الأمريكية في قطاع غزة، هو إنهاء مهمة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وتصفية القضية الفلسطينية كقضية سياسية وتحويلها إلى قضية إغاثية وإنسانية.

وقالت الفصائل، إن كل ذلك يتم بهدف تسريع جريمة التهجير القسري والتطهير العرقي وإفراغ قطاع غزة من أهله وسكانه تنفيذاً لخطة الرئيس الأمريكي المجرم ترامب.

وأشارت إلى أن «مراكز توزيع المساعدات الأمريكية تحوّلت إلى أفخاخ ومصائد للموت تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني الجوعى الذين يدفعهم الجوع والعطش للجوء إليها، وباتت هذه المراكز الوهمية عبارة عن مجازر ومذابح يومية أمام مرأى ومسمع العالم كله”.

ودعت فصائل المقاومة الفلسطينية، كافة المنظمات القانونية والقضائية الدولية والعربية وكل الأحرار في العالم إلى ملاحقة المؤسسة الأمريكية الأمنية اللاإنسانية والتي تنفذ دوراً أمنياً استخباراتيا مشبوهاً وتسببت بارتقاء أكثر من 126 شهيداً من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يعانون من المجاعة بفعل الحصار الإجرامي الصهيوني.

ووجهت تنبيه إلى الشعب الفلسطيني قائلة: “نحذر كافة أبناء شعبنا من استدراجهم عبر أية وعود وهمية من العدو الصهيوني أو مرتزقته من العملاء واللصوص، كما نحذر أي جسم عائلي أو مؤسسي أو شركات مشبوهة من التماهي والتجاوب مع مخططات العدو الصهيوني في خلق أجسام مشبوهة وعميلة بديلة عن الأونروا”.

في حين قالت وزارة الصحة في غزة إن أزمة نقص إمدادات الوقود تدخل ساعات حاسمة قد تتوقف خلالها عمل المستشفيات.

وأضافت أن مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي العربي يتهددهم خطر الخروج عن الخدمة خلال 24 ساعة.

وقالت: خروج مجمع الشفاء والمستشفى الأهلي عن الخدمة يعني انهيار ما تبقى من مؤسسات صحية في مدينة غزة.

وأشارت إلى أن «مجمع ناصر الطبي يعمل ضمن كميات محدودة من الوقود لا تتعدى اليومين».

وأكدت أن «توقف عمل المولدات الكهربائية يعني ضرب عصب الخدمة الصحية وتعريض حياة المرضى والجرحى للخطر».

وطالبت «الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل بالضغط على الاحتلال والسماح بدخول الوقود وقطع الغيار والزيوت للمولدات الكهربائية بالمستشفيات».

وفي سياق متصل أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن المقاومة تُدير حربَ استنزافٍ ردًّا على الإبادة ضدّ المدنيين، وتُفاجئ العدوّ يوميًا بتكتيكاتٍ ميدانيةٍ متجددة.

وأضافت: تصعيدُ الاحتلالِ عمليتَهُ العسكرية يُفاقم خسائره، ويدفع أسرَاه نحو المجهول، ولا حلَّ إلا عبر صفقةٍ شاملة، وهو ما يرفضه نتنياهو.

وقالت: “النصرُ المطلق” الذي يتحدث عنه نتنياهو ليس سوى وَهمٍ يُضلّل جمهورَه.

وأكدت أن « الحربُ التي أرادها نتنياهو بلا نهايةٍ تحوّلت إلى عبءٍ يومي، وستكون نهايتُهُ السياسيةُ والشخصيةُ، بعد سقوطِ وَهمِ الحسمِ السريع».

وردا على جرائم العدوان الصهيوني أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، استهداف جنديين صهيونيين وجرافة عسكرية للعدو الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأوضحت أن مجاهديها بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكدوا الإجهاز على جنديين صهيونيين من المسافة صفر في شارع النزاز شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة بتاريخ 03-06-2025م.

وأضافت: كما تم استهداف جرافة عسكرية من نوع «D9» بقذيفة “الياسين 105” السبت قرب موقع اليرموك بحي المنارة جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع.

مقالات مشابهة

  • “حماس”: جرائم العدو في الضفة لن تنال من عزم شعبنا وتمسكه بخيار المقاومة والصمود
  • أمن المقاومة الفلسطينية يكشف تورط مخابرات عربية في تمويل وتوجيه “مرتزقة العدو”
  • خبير عسكري: مواجهة روسيا وأوكرانيا ضربت معايير الحرب التكتيكية
  • الاحتلال يواصل قتل الجائعين أمام مركز المساعدات في رفح وتحذيرات من انهيار النظام الصحي بالكامل
  • الدويري: المقاومة أعادت ترتيب أوراقها وتنفذ عملياتها بعمق جيش الاحتلال
  • الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية
  • حماس: المقاومة تدير حرب استنزاف وتفاجئ العدو بتكتيكات متجددة يوميًا
  • عمليات نوعية لمجاهدي المقاومة في غزة والضفة تؤلم جيش العدو الصهيوني
  • خبير عسكري أمريكي: دعم الغرب لأوكرانيا "هذيان مكلف" وزيلينسكي يقود بلاده نحو الهاوية
  • تظاهرات في “تل أبيب” تطالب باتفاق يعيد الأسرى من غزة