تفاقم المأساة بغزة مع انقطاع الماء والكهرباء والأدوية (شاهد)
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
مع استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي، دخل قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني، مرحلة إنسانية صعبة للغاية، مع فقدان الكثير من الخدمات الأساسية الضرورية لاستمرار الحياة.
وفي اليوم السادس للعدوان ومع تواصل القصف الإسرائيلي الذي مسح العديد من المناطق والأحياء في القطاع المحاصر أصلا منذ 17 عاما، أعلنت شركة الكهرباء أمس، عن توقف عمل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، بسبب نفاد الوقود وعدم سماح الاحتلال بدخوله.
وبحسب متابعة "عربي21"، حتى قبل توقف تلك المحطة، هناك العديد من المناطق خاصة تلك التي دمرت بفعل صواريخ الاحتلال، لم يصلها الكهرباء منذ 4 أيام.
وردا على سؤال "عربي21" لأحد المهندسين في شركة الكهرباء: "متى يمكن إعادة الكهرباء إلى الأحياء التي دمرت فيها الشبكة؟"، اكتفى بالقول: "الكهرباء حالا غير متوفرة، تم إطفاء المحطة بشكل كامل".
وعن الخطوط البديلة التي تعمل من خلال مولدات منشرة في الشوارع، ظهر لـ"عربي21" بعد الفحص، أن بعضها قد دمر بفعل الصواريخ الإسرائيلية، وبعضها توقف لعدم توفر الوقود، والقليل من يعمل لساعات قليلة في الليل.
ويتسبب انقطاع الكهرباء بمشاكل كبيرة في القطاع، خاص تلك التي تتعلق بالخدمات الصحية والبيئية، وهو ما يهدد استمرار تقديم الخدمات الطبية لعشرات الآلاف من المواطنين وجرحى الحرب أيضا.
وحذرت وزارة الصحة بغزة، من التداعيات الخطيرة لاشتداد أزمة انقطاع الكهرباء، وعدم توفر الوقود الكافي لتشغيل المولدات الكهربائية.
وأوضحت في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، أنها بدأت بسبب أزمة انقطاع الكهرباء، في "إجراءات تقنين الخدمات الصحية والمساندة، وتوجيه طاقة المولدات المحدودة إلى الخدمات الطارئة والحساسة المنقذة لحياة الجرحى والمرضى بالحد الممكن".
وطالب الوزارة كافة الجهات ذات العلاقة، بـ"العمل الفوري على امداد المستشفيات بالوقود، من أجل استمرار كافة تقديم كافة الخدمات الصحية، أمام حاجة الجرحى والمرضى مع استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم".
جدير بالذكر، أن وزارة الصحة تعاني من نقص في المستلزمات والأدوات الطبيبة، وتضاعف ذلك من استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يتعمد استهداف المدنيين في بيوتهم.
مشكلة خطيرة وحساسة أيضا يرجع جزء منها لعدم توفر الكهرباء، هو فقدان الكثير من المواطنين للماء في منازلهم، ففي حال توفرت المياه ولو بالحد الأدنى، لا تتوفر الكهرباء لضخها للخزانات التي توجد في طوابق عليا، وبحسب اطلاع "عربي21"، العديد من المواطنين استيقظ صباحا ولم يجد الماء، حيث نفدت الكميات التي بقيت في الخزانات منذ آخر مرة توفرت فيها الكهرباء.
ويشكل غياب خدمات الإنترنت، مشكلة أخرى، أيضا في العديد من المناطق، حيث فقدت تلك الخدمة التي تقدمها العديد من الشركات وأكبرها شركة الاتصالات الفلسطينية، فمن خلال فحص قامت به "عربي21" بالتعاون مع العديد من المواطنين، جرى فحص توفر تلك الخدمة، وتبين أنها غير متاحة في الوقت الحاضر، مع التذكير أنها توجد في بعض المناطق، وهي أيضا بحاجة إلى كهرباء.
حتى أن العديد من الشركات الأخرى، توقف على تقديم خدمات الإنترنت في العديد من المناطق التي تعمل بها، إضافة لتردي جودة الانترنت الذي لا يكاد يعمل.
إبادة غزة مستمرة
وتواصل طائرات الاحتلال استهداف العديد من مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين وكل ما يمتلكون، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد والصحيفين، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
وفجر السبت الماضي، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، استشهاد أكثر 1100 مواطن؛ بينهم مئات الأطفال والنساء، إضافة إلى تسجيل 5339 إصابة بجراح مختلفة، مؤكدة أن "جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة 22 عائلة فلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الكهرباء الاحتلال غزة الاحتلال كهرباء طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدید من المناطق من المواطنین
إقرأ أيضاً:
غزة.. تحذيرات من انهيار الخدمات الأساسية بسبب نقص الوقود
شعبان بلال، الاتحاد (غزة)
حذرت بلديات قطاع غزة، أمس، من انهيار وشيك في الخدمات الأساسية بسبب التدهور المتسارع في أزمة الوقود، بعد منع إسرائيل إدخال السولار بالكميات اللازمة لتشغيل المرافق الحيوية في القطاع.
وقال اتحاد بلديات القطاع، في بيان تلاه رئيس بلدية خان يونس، علاء البطة، خلال مؤتمر صحفي، إن ما وصل من وقود خلال 50 يوماً منذ وقف إطلاق النار لا يكفي سوى لـ 5 أيام من العمل في فتح الشوارع وإزالة الركام، وتسهيل حركة النازحين.
وأكد أن «الكميات المحدودة جداً التي يسمح الاحتلال بمرورها تخضع لسيطرة وإدارة مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشروعات (UNOPS)، الذي بات عاجزاً عن الاستجابة وتوفير الحد الأدنى لاحتياجات البلديات من السولار الذي يضمن استمرار عملها، عدا عن الإجراءات المعقدة وغير المبررة التي تعرقل وصول السولار إلى الجهات التي تعمل في قلب الميدان، ومنها بلديات قطاع غزة».
وأشار إلى أن «استمرار الأزمة يهدد حياة السكان، خاصة مع تعطل جهود إنقاذ النازحين والتعامل مع آثار المنخفضات الجوية ووقف إزالة الركام وفتح الطرق، 85% من مباني ومرافق وآليات البلديات تعرضت للاستهداف أو التدمير، وهذا ما يضعف قدرتها على العمل».
وحمل البيان «الجيش الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الأزمة التي تمس بشكل مباشر الخدمات الإنسانية والطارئة التي تقدمها البلديات يومياً، وعلى رأسها إنقاذ النازحين من الظروف الجوية القاسية، والتعامل مع تبعات المنخفضات، وإزالة الركام، وفتح الشوارع، وضمان الحد الأدنى من الخدمات العامة في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة يمر بها قطاع غزة».
وطالب البيان بتوفير «السولار» بشكل عاجل وفق الإجراءات المتعارف عليها بما يضمن استمرار الخدمات الضرورية، داعياً الدول العربية إلى التدخل السريع وتزويد بلديات القطاع بالوقود لضمان استمرار خدماتها، ومنع انهيار المنظومة البلدية في ظل الوضع الكارثي.
وفي السياق، أوضح المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، رائد النمس، أن الأوضاع الإنسانية في غزة لا تزال بالغة القسوة، مؤكداً أن حجم الدمار الكبير وتعطل البنية التحتية وتزايد أعداد النازحين جعل الاحتياجات الأساسية للسكان تفوق حجم المساعدات التي تصل إلى القطاع.
وقال النمس في تصريح لـ«الاتحاد»: إن غزة تحتاج يومياً إلى مئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والطبية ومياه الشرب، في حين أن ما يصل فعلياً يغطي جزءاً محدوداً من الاحتياجات، وهذه الفجوة تفاقم معاناة السكان نتيجة النقص الحاد في الغذاء والأدوية والمستلزمات الصحية.
وأشار إلى أن القطاع الصحي يعمل بإمكانات شبه منهكة، إذ تعجز المنشآت الطبية عن تلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى، منوهاً بأن العديد من الحالات المرضية لا تتلقى العلاج المناسب، بسبب محدودية الموارد وانهيار العديد من المنشآت الصحية.
وبين النمس أن العائلات النازحة تواجه معدلات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، إلى جانب تحديات متزايدة مع دخول فصل الشتاء، حيث تزداد الحاجة إلى الملابس الدافئة والأغطية ومواد التدفئة والمأوى المناسب.
وأفاد بأن الهلال الأحمر الفلسطيني يواصل العمل لتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع، لافتاً إلى أن حجم الاحتياجات يفوق إمكانيات أي مؤسسة منفردة، داعياً إلى زيادة المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومنتظم لإنقاذ حياة المدنيين وضمان تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية.