إسرائيل تنتقد موقف الصين من هجوم حماس: "خيبة أمل كبيرة"
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
انتقدت إسرائيل، اليوم الجمعة، الموقف الصيني من هجوم حماس، قائلة "ليس هناك إدانة واضحة لما ارتكبته حركة حماس ضد المدنيين واختطاف العشرات منهم في غزة".
وأعربت وزارة الخارجية الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عن "خيبة أملها العميقة" في مكالمة مع المبعوث الصيني إلى الشرق الأوسط بسبب عدم وجود إدانة صريحة.
ووفقًا لوكالة "رويترز"، جاء في البيان: "أعرب السفير عن خيبة أمل إسرائيل العميقة من الإعلانات والبيانات الصينية حول الأحداث الأخيرة في الجنوب، حيث لم تكن هناك إدانة واضحة لا لبس فيها للمذبحة الرهيبة التي ارتكبتها حركة حماس ضد المدنيين الأبرياء واختطاف العشرات منهم في غزة".
كانت وزارة الخارجية الصينية قد حثت الأطراف المعنية على التزام الهدوء، وإنهاء الأعمال العدائية على الفور لحماية المدنيين.
وأضافت أن "الطريق الأساسي للخروج من الصراع يكمن في تنفيذ حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطين المستقلة".
وطالبت "جمهورية الصين الشعبية"، الفلسطينيين والإسرائيليين، بوقف إطلاق النار في غزة، وفتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية، حسبما أفادت وسائل إعلام صينية، مساء الأربعاء.
وأكدت الصين، أنه ينبغي على المجتمع الدولي الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وقال تشاي جيون مبعوث الصين الخاص لقضايا الشرق الأوسط، إن الصين تشعر بحزن عميق إزاء تصاعد الصراع الحالي بين فلسطين وإسرائيل، والذي تسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين الأبرياء. مؤكدًا قلق الدولة العميق إزاء التدهور الخطير في الوضع الأمني والإنساني في فلسطين.
وتابع: "المخرج من تهدئة الصراع المتكرر بين فلسطين وإسرائيل هو العودة إلى أساس حل الدولتين، واستئناف محادثات السلام، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل".
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسرائيل الصين هجوم حماس الشرق الاوسط حماس غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
اتفاق حماس وإسرائيل: اليوم التالي
لم يكن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل مجرد لحظة تهدئة عابرة، بل محطة سياسية وأخلاقية فارقة تفتح باب الأسئلة أكثر مما تقدّم الإجابات. فبين أملٍ حذر في نهاية الحرب، وواقعٍ ميدانيّ مثقل بالدمار والشكوك، يقف الفلسطينيون على أعتاب "اليوم التالي" الذي قد يحدّد مصير غزة لسنوات قادمة.
الاتفاق الذي تمّ بوساطة مصرية وقطرية وبدعمٍ أمريكي، يتضمن وقف العمليات العسكرية المتبادلة، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من بعض مناطق القطاع، مقابل إطلاق سراح أسرى ومحتجزين من الجانبين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
غير أن التجارب السابقة تُظهر أن الهدنة بين حماس وإسرائيل كثيرًا ما تبدأ على الورق وتنتهي في الميدان، بفعل انعدام الثقة وغياب الضمانات الفعلية. فكل طرف يرى في الاتفاق وسيلة مؤقتة لتحقيق مكاسب سياسية أو ميدانية، لا التزامًا استراتيجيًا بسلام دائم.
في غزة، لا تُقاس قيمة الاتفاق بحدوده السياسية بقدر ما تُقاس بأثره الإنساني. فالمجتمع الذي أنهكته الحرب يعيش اليوم على أمل فتح المعابر، وتدفق الغذاء والوقود، وحلم عودة الأطفال إلى "الحياة الطبيعية" ولو تحت خيام مؤقتة.
لكن الأزمات البنيوية: من انقطاع الكهرباء وندرة المياه إلى دمار المستشفيات، المدارس، المنازل، والبنية التحتية تجعل أي حديث عن "عودة الحياة إلى طبيعتها" أقرب إلى الوهم. يحتاج القطاع إلى خطة إعادة إعمار شاملة، تُدار بشفافية وتحت رقابة دولية، حتى لا يتحوّل الدعم الإنساني إلى أداة ابتزاز سياسي جديدة.
اتفاق الهدنة لا يجيب عن أسئلة جوهرية: من سيحكم غزة؟
وهل ستعود السلطة الفلسطينية بصيغة جديدة؟ أم تُفرض إدارة انتقالية برعاية إقليمية ودولية؟
غياب هذا التصور يجعل "اليوم التالي" ميدانًا لصراعات داخلية محتملة، بين قوى المقاومة، والسلطة، والجهات المانحة. كما أن إسرائيل قد تستغل الغموض السياسي لتكريس واقع التقسيم وفرض ترتيبات أمنية دائمة تُضعف فكرة الدولة الفلسطينية.
قد يشكّل الاتفاق لحظة نادرة لإعادة بناء الثقة، إذا استُثمر في فتح أفق سياسي حقيقي، لا مجرد هدنة إنسانية. أما إذا ظلّ اتفاقًا هشًا بلا ضمانات ولا رؤية، فسرعان ما سيتحوّل "اليوم التالي" إلى تكرارٍ مأساويّ ليومٍ سابق. إنّ غزة لا تحتاج إلى وقف إطلاق نار فقط، بل إلى وقفٍ لإعادة إنتاج المأساة. فالحرب قد تصمت، لكن جذورها لن تُقتلع ما لم يتحقق العدل والأمن والكرامة لكل من يعيش تحت سماء واحدة.
ها هي غزة تُطلّ من رمادها كطائرٍ من نور، تغسل جراحها بندى الفجر، وتفتح نوافذها على أملٍ أخضر يشبه الحلم. بعد ليلٍ طويلٍ من القصف، يشرق وعد الحياة من جديد. لا مزيد من الدماء اليوم، بل قلوبٌ تنبض بالحياة، تحلم بسلامٍ يولد من رحم الألم والنضال والصمود.