وصف مسؤول محلي، معسكرات الإيواء بمدينة الأبيض في شمال كردفان بأنها تعاني من نقص في الدعم الغذائي ومواد الإيواء.

الأبيض: التغيير

أكد مسؤول بولاية شمال كردفان- وسط السودان، أهمية التدخلات العاجلة لمعسكرات الإيواء في مدينة الأبيض خاصةً المواد الغذائية ومواد الإيواء.

وشهدت أحياء في الأبيض قتالاً عنيفاً بين الجيش ومليشيا الدعم السريع خلال الأيام الماضية، استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والخفيفة ما أدى لسقوط عدد من القتلى والمصابين، ودمار عدد من المنازل والمرافق.

وتدور معارك ضارية بين الطرفين بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى بكردفان ودارفور منذ 15 ابريل الماضي، بعد تفاقم الخلافات بين قائدي القوتين المتقاتلين، ما أدى لسقوط قرابة الـ9 آلاف قتيل وآلاف الجرحى، فضلاً عن أكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ.

ونقلت وكالة السودان للأنباء عن مفوض العون الإنساني بولاية شمال كردفان طارق أمين أبو البشر يوم الجمعة، قوله إن معسكرات الإيواء تعاني من نقص في المواد الغذائية، الدعم الغذائي ومواد الإيواء.

ولفت إلى أن المنظمات فرغت من إعداد المسح القاعدي لمعرفة الاحتياجات الخاصة بالمعسكرات لرفعها إلى رئاستها لتقديم الدعم.

وكشف أبو البشر عن وصول مواد إغاثة وكميات من الدقيق خلال الفترة القادمة، ونوه إلى جهود وزارة الصحة في التدخلات الصحية وخدمات المياه من قبل قطاع المياه وجهود بعض من المنظمات.

وساد هدوء نسبي بمدينة الأبيض يومي الخميس والجمعة، فيما تصاعد عدد النازحين داخلياً في الأحياء الواقعة غرب المدينة، حيث لجأ معظمهم إلى المدارس الحكومية وآخرون إلى أقاربهم.

ومنذ الأربعاء تشهد المدينة انتشاراً كثيفاً لعناصر الجيش لرصد تحركات الدعم السريع، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات.

و منذ اندلاع الحرب في 15 ابريل الماضي باتت مدينة الأبيض إحدى مدن الاقتتال الرئيسية بين الجيش والدعم السريع.

الوسومالأبيض الجيش الدعم السريع السودان العون الإنساني المنظمات شمال كردفان معسكرات الإيواء

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأبيض الجيش الدعم السريع السودان العون الإنساني المنظمات شمال كردفان الدعم السریع شمال کردفان

إقرأ أيضاً:

كيف أنقذ الإيمان ضابطًا سودانيًا من معتقلات الدعم السريع؟

وبدأت القصة عندما طوقت قوات الدعم السريع منزل عائلة يوسف في منطقة الجيلي شمال الخرطوم بحري، وجاؤوا بسيارات كثيرة وقوة مسلحة، وبدؤوا بإطلاق النار بكثافة، وكانوا يبحثون عن والده، الضابط العسكري الكبير، وعندما لم يجدوه، اعتقلوا يوسف وحراس العائلة، حسبما روى يوسف لحلقة 2025/5/15 من برنامج "بودكاست حكايات أفريقية".

"قلت لأبي أن يهرب عبر النهر، وعندما سألني ماذا سأفعل أنا، أجبته: أنا سأتصرف معهم، وأردت أن ينجو هو"، يروي يوسف، الذي تم تقييده وتعصيب عينيه فورًا ونقله إلى معسكر عسكري تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

وفي مركز الاستجواب، الذي كان في مصفاة الجيلي للبترول، شاهد يوسف كيف قام ضابط من الدعم السريع يدعى عباس بإعدام معتقل مدني أمامه، وذلك بعد أن أصر على أنه "مدني" ولا علاقة له بالجيش.

وكانت جلسات التعذيب روتينية، وشملت:

إجبارهم على حفر قبورهم الخاصة ودفنهم حتى الرقبة. إجبارهم على الوقوف لساعات على حجارة ساخنة. سحبهم وهم مربوطون بالسيارات. حقنهم بمواد مجهولة قالوا لهم إنها سم أو مخدرات لإجبارهم على الاعتراف.

ظروف قاسية

وكانت ظروف الاعتقال قاسية للغاية، حيث كان الطعام يتكون بشكل أساسي من الإسباغيتي بدون أي إضافات، يُقدم في أماكن مليئة بالذباب، وكان الماء الصالح للشرب شبه معدوم، يقول يوسف.

إعلان

بعد محاولة فاشلة للفرار من قبل بعض المعتقلين، ساءت الظروف وتم حبس جميع المعتقلين في زنزانتين، ولم تكن هناك مساحة كافية للنوم، مما أجبر المعتقلين على النوم قعودًا.

واستخدمت قوات الدعم السريع الابتزاز والمساومة حيث كانوا يرسلون مقاطع فيديو من يوسف وهو يتعرض للتعذيب لوالده، مطالبين بمبالغ ضخمة من المال، بلغت في مجموعها 50 مليارا من الجنيهات السودانية.

كان لهذا الابتزاز والتأثير العاطفي لرؤية ابنه يتعرض للتعذيب عواقب وخيمة على صحة والد يوسف، الذي لم يكن يعاني من مشاكل صحية، لكن بعد تلقي تلك الفيديوهات، أصيب بجلطة ومضاعفات، أدت إلى وفاته، بينما كان يوسف لا يزال في الأسر.

وكان السجناء يُجبرون بانتظام على القيام بأعمال شاقة، بما في ذلك المهمة "المروعة" المتمثلة في دفن الموتى بعد المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

خطة الهروب

وأوضح الضابط أن عساكر الدعم السريع كانوا يخرجونهم ليلًا لدفن موتاهم، وفي بعض الأحيان كان عليهم جمع أجزاء الجثث المتناثرة، حيث يجدون ساقًا هنا، وذراعًا هناك، وحتى الرأس في مكان آخر، وكانوا أحيانًا يدفنون 15 أو 20 قتيلا من الدعم السريع في قبر واحد.

وبعد معرفته بوفاة والده ورؤية الظروف المتردية في المعسكر، قرر يوسف و18 معتقلًا آخر المخاطرة بحياتهم للهروب، وخلال عدة ليالٍ، حفروا نفقًا في جدار المعتقل.

واختاروا ليلة ذات طقس بارد عندما كان الحراس سكارى، وخرجوا تحت جنح الظلام الدامس من الفتحة وركضوا وكان عليهم عبور نهر النيل سباحةً للوصول إلى الضفة الغربية التي يسيطر عليها الجيش.

لم يكن الجميع يعرفون السباحة، لكنهم فضلوا الموت غرقًا على البقاء في الأسر، وبطريقة معجزة، نجا من حاولوا عبور النهر ووصلوا إلى بر الأمان، ما عدا واحدا منهم غرق أثناء السباحة في النهر.

ورغم تمكن يوسف من الاجتماع بعائلته، فإنه ما زال يعاني ندوبا نفسية ناتجة عن التجربة، وأصبح يعاني من كوابيس أثناء النوم تعيده إلى لحظات التعذيب.

إعلان

ويقدم يوسف نصيحة لمن قد يواجهون مواقف مماثلة: "أول شيء هو الصبر والحفاظ على إيمان قوي، حتى في أحلك اللحظات، حافظ على ثقتك بالله".

"وكان أبي يقول لي دائمًا: خليك مع ربنا في الرخاء عشان تلقاه في الشدة، وهذا التعليم أبقاني على قيد الحياة".

الصادق البديري17/5/2025

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على «واحة العطرون» بالقرب المثلث الحدودي مع ليبيا
  • مليشيا الدعم السريع تستهدف معسكر قوات درع السودان بجبل الأبايتور
  • بعد تقدم الجيش السوداني.. استنفار وتعبئة في غرب كردفان
  • أعلنت مليشيا الدعم السريع بولاية غرب كردفان حالة الطوارئ والتعبئة العامة
  • مدير إدارة التجارة الداخلية بشمال كردفان يؤكد وفرة السلع الغذائية باسواق الأبيض
  • اعترض طائرات مسيّرة في بورتسودان.. الجيش السوداني يقصف مواقع «الدعم» في كردفان
  • بالفيديو .. دفاعات الجيش السوداني تحبط هجوم على سلاح المهندسين ..تدمير مدفع وسيارات قتالية وسقوط قتلى من الدعم السريع
  • كيف أنقذ الإيمان ضابطًا سودانيًا من معتقلات الدعم السريع؟
  • الدعم السريع يقصف مستشفى بالأبيّض والجيش يستعيد بلدة جنوب كردفان
  • الدعم السريع تواصل قصف الأبيض واستهداف منشآت مدنية وأنباء عن سقوط ضحايا