سودانايل:
2025-07-06@09:15:33 GMT

نصف عام من الحرب!!

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

الصباح الجديد -
مر على إندلاع الحرب العبثية في السودان نصف عام كامل ، وما تزال فرص الوصول إلى حلول كالملهاة الزمنية، في وقت زادت فيه نسبة الخسائر في الأرواح والممتلكات وقضت الحرب على الأخضر واليابس.
يمر نصف عام على الحرب والقوى المدنية السودانية حتى الآن فاشلة في ترتيب صفوفها وبلورة رؤية متفق عليها لإنهاء الحرب ، ومن المؤكد أن هذه الغيبوبة التي تعيش فيها القوى المدنية السودانية ستصب الزيت على النار خاصة حال إستمرار الخلافات بينها في توافه لا تستحق الوقوف عليها في هذه الظروف.


صحيح هناك خطوة هذه الأيام للوصول إلى تشكيل جبهة مدنية عريضة لوقف الحرب لكن التباطؤ والاسراف في الجدل البيزينطي و(الآنا) الطاغية من شأنها تعطيل الإتفاق وأخشى أن تنطوي النقاشات النظرية على قياس عمومي فاسد في التصورات للحالة السياسية المحتملة وتضيع المجهودات هدراً ، وعليه كما أشار القيادي بقوى الحرية والتغيير ياسر عرمان لا بد من تقديم تنازلات من كل الأطراف وصولاً للاتفاق وبدء العمل لأن الجبهة المدنية (الماكينة) التي لو دارت عجلاتها لوقفت الحرب بأعجل ما تيسر.
يمر نصف عام على الحرب والعقلية التي تريد استمرارها تدهش المواطن السوداني بتصرفاتها غير المسؤولة ، فحكومة الأمر الواقع التي بنت موقفها الرافض للتفاوض بالحديث المتكرر عن جرائم القتل والنهب التي تقوم بها قوات الدعم السريع ، ورسخت هذه الحقيقة في إذهان السودانيين .. والغريب أنها في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان رفضت تشكيل لجنة دولية للتحقيق عن جرائم الحرب ، وعادت تتحدث عن تشكيل لجنة للتعامل مع قرار المجلس.
وفي المقابل نصف عام مر على الحرب والحركة الإسلامية السودانية تتبع ذات الوسائل والآليات للوصول الى السلطة عن طريق دمار السودان وأشلاء الضحايا المتناثرة في الطرقات والدماء السائلة على أرض السودان ، وبالرغم من خطل تدابيرها وفشلها إلا أنها ما زالت ماضية في غيها تارة بإعادة العلاقات مع إيران (وما أدراك ما طهران) وتارة أخرى بإثارة الفتن بين القبائل ، فضلاً عن تحديها لقيادة الجيش والعمل ميدانياً بعيداً عن أوامرها ما ينذر بخلاف قادم وإنتهاء شهر العسل قريباً وفي ذلك مزيد من التشظي والإطالة لأمد المعركة.
الحركة الإسلامية ليست وحدها.. ربائبها ومن يديرون الواجهات التي تعمل لصالح خطها السياسي كُثر منهم الحريص على وظيفته وآخرون يحملون سيرتهم الذاتية ويتجولون في بورتسودان ويمنون أنفسهم بوزراء في حكومة طوارئ قادمة.
قوات الدعم السريع هي الأخرى بالرغم من تأكيداتها دوماً برغبتها في السلام إلا أن ممارسات أفرادها الأخلاقية أصبحت هي السمة الملازمة لها وكل ما إقتحمت منطقة إهتزت صورتها وزادت سمعتها سوء ، وهذا سيجعلها تدفع الثمن كثيراً ، وأول تكلفة في هذا الصدد التأييد الشعبي الواسع للجيش بضرورة حسمها ومن ثم وقف الحرب.
نصف عام على الحرب والأوضاع المأساوية لا تحتاج لسبر أغوار لإكتشافها فالوضع الصحي منهار تماماً ليس بغياب المستشفيات وخروجها عن الخدمة فقط ، وإنما بغياب الكادر الطبي في وقت تفشت فيه الأوبئة ووصلت (الكوليرا) و(الحمى النزفية) إلى الولايات الآمنة (الجزيرة – القضارف) ، أما التعليم فيكفي توقف العام الدراسي والمصير المجهول للطلاب حتى الآن ، وفوق كل ذلك الرصاص ونيران المدافع التي تنهمر على رؤوس الأبرياء في الخرطوم والولايات.
نصف عام مر على الحرب وأثارها على الاقتصاد السوداني هي الأكثر خطورة فالجنيه إنخفض وتهاوى أمام العملات الصعبة ، ووزارة المالية فاشلة في سداد رواتب الموظفين بالدولة وقادرة على دعم المجاهدين ونثريات الرحل الماكوكية لرئيس المجلس السيادي ونائبه الذي كشفت خطابات عن مطالبته بـ5 مليون دولار كنثرية سفر.
لا سبيل للحل غير الضغط الشعبي لوقف الحرب ومهما كانت هناك مرارات فيجب أن تقف الحرب ليحاسب كل مجرم على جريرته ، ولكن استمرار الحرب يعني مزيد من الجرائم والمخالفات ، آن الآوان بأن يقول الشعب السوداني كلمته لأنها الفاصلة والحاسمة لوقف هذا العبث.
الجريدة  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: على الحرب نصف عام

إقرأ أيضاً:

تداعيات إعلان تشكيل الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي برئاسة “حميدتي” على مسار الحرب

أعلن “تحالف السودان التأسيسي”، في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، عن “تشكيل هيئة قيادية مكونة من 31 عضواً، برئاسة قائد قوات “الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ونيابة عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية”.
وقال المتحدث الرسمي، علاء الدين عوض نقد، في أول مؤتمر صحفي يعقد من مدينة نيالا، وهي من المناطق التي تسيطر عليها “الدعم السريع”، إن “الاختيار جاء عقب مشاورات موسعة، اتسمت بالشفافية والجدية، وإنه تم التوافق على تشكيل هيئة قيادية من 31 عضواً”.

وأضاف نقد، أن “تحالف تأسيس” منصة وطنية تهدف إلى الاستمرار في مواجهة وتفكيك السودان القديم، ووضع حد نهائي ومستدام للحروب بمعالجة أسبابها الجذرية”.
وجدد “التزام التحالف بالانفتاح الكامل على كافة التنظيمات السياسية والمدنية والعسكرية الرافضة للحرب، والداعمة للسلام العادل والشامل”، داعيا جميع المظلومين والمضطهدين وطلاب التغيير الجذري، إلى الالتفاف حول مبادئ وأهداف التحالف والانضمام إليه”.
ما هي الأهداف التي يسعى الدعم السريع لتحقيقها من وراء إعلان تحالف السودان التأسيسي في المناطق التي يسيطر عليها؟
بداية يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني، إن “التحالف الجديد الذي تم الإعلان عنه تحت مسمى (تحالف تأسيس) برئاسة دقلو والنائب له عبد العزيز الحلو، هو محاولة من الدعم السريع لتأسيس منصة سياسية جديدة، بعد أن فقد الجميع اللافتات السياسية التي رفعت منذ بداية الأمر وكان يتحدث فيها عن الديمقراطية وعن دولة 1956 وعن إزالة التهميش وما إلى ذلك في خطاب عام من مركز الخرطوم لأنه كان يستولي على ولايات الوسط بصورة كاملة”.
الخروقات والانتهاكات
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “لكن الخروقات والانتهاكات الكبيرة التي ارتكبت بواسطة قوات الدعم السريع أسقطت المشروع السياسي بصورة كاملة، لذلك جرت تلك المعالجة الأخيرة بأن يستقطب الدعم السريع أحزاب سياسية معروفة تحت مسمى التحالف الجديد”.
وتابع: “لكن حتى حزب الأمة الذي يشارك برئيسه ويحاول أن يعيد إنتاج لافتة سياسية يمكن أن تكون ذات مدلولين، المدلول الأول لأنها قد تكون ورقة تفاوضية في أي مفاوضات تنشأ بين الدعم وأي أطراف داخلية في السودان سواء الحكومة أو أي مفاوضات دولية تشرف عليها أطراف دولية وإقليمية وتكون ورقة ضغط في اتجاه المساومة للحصول على مقعد سياسي في السودان بعد الحرب”.
واستطرد ميرغني: “أما المدلول أو الهدف الثاني لهذا التحالف، إذا استمرت الحرب لوقت أطول مما هى عليه الآن وتصاعدت الأوضاع بصورة أكبر، يصبح تحالفهم بعد ذلك منصة قابلة للتطوير في اتجاه دولة جديدة مستقلة”.

حكومة موازية
وأشار المحلل السياسي، إلى أن “الإعلان عن التحالف بالأمس أرى أنه تمهيد لإعلان حكومة موازية في السودان رغم الخلافات التي نشبت بين المكونات المتحالفة مع الدعم السريع حول كيفية توزيع الحقائب الوزارية، بكل حال هو خطوة باطنة تمهيدا لإعلان انفصال دارفور في خطوة لاحقة إذا ما تصاعدت الأوضاع أكثر كجناح سياسي جديد يتزامن أو يتوازى مع الجناح العسكري لدى الدعم السريع”.
ولفت ميرغني إلى أن “هذا التحالف الجديد يحاول الدعم السريع من خلاله تغيير النمط أو الصورة التي سادت عنه والخروقات التي ارتكبت والعقوبات الدولية التي فُرضت وشكلت حاجز معنوي أمام التواصل الخارجي للدعم السريع سياسية. طبعا الدعم السريع بالخروقات التي ارتكبت والعقوبات الدولية يعني شكلت حاجز معنوي في أنه يكون عنده تواصل خارجي”.
واختتم بالقول: “الدعم السريع يستغل بعض الأحزاب التي انضوت تحت لوائه في هذا التحالف ويحاول بها أن يوجد نوع من اللافتة المقبولة للجميع”.

خطوة جريئة
في المقابل، تقول لنا مهدي، عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية المتحدة “قمم”، والقيادية في تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، إن “تحالف السودان التأسيسي ليس مجرد احتمالات أو شكوك، بل هو أمل السودان الوحيد لبداية جديدة تحمل معها فرصة السلام والاستقرار في وطن طالما عانى من جراح الحرب وعثرات الانقسام، هذا التحالف خطوة جريئة تفتح نافذة لتوحيد القوى حول هدف واحد هو إنهاء النزاع وبناء مستقبل يليق بأحلام السودانيين، وكلنا أمل أن يكون البداية الحقيقية لتوحيد الصف وتحقيق السلام الدائم”.
وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك”: “التحالف هو الجسر الذي يعبر بنا من نيران الحرب إلى بر الأمان السياسي، لا مزيد من التردد ولا انتظار بلا أفق فهو الخيار الوحيد المتاح لبداية جديدة تحمل آمال شعب يرفض أن يستمر في دوامة الصراع والانقسام”.
وتابعت مهدي: “هذا التحالف يحمل في طياته فرصة حقيقية لإعادة ترتيب البيت السوداني وتوحيد الرؤى حول سلام مستدام بعيدا عن لغة البندقية وصراع المصالح وهو يدعو الجميع للوقوف معاً خلف قادة يؤمنون بأن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنقاذ السودان”.
عهد جديد
وأشارت إلى أن “هذا التحالف يأتي في زمن تعصف فيه الرياح بالوطن وتحاول الفوضى أن تلتهم أحلام أبنائه، هنا يصبح هذا التحالف الضوء الذي ينير طريق السلام ويعطي الأمل بأن السودان قادم بقوة نحو مستقبل أفضل تستحقه أجياله القادمة”.
واستطردت: “هو بداية عهد جديد يعيد بناء السودان على أسس صلبة من التوافق الوطني والتعايش السلمي، ويضع حداً لسنوات الفوضى التي قضمت مستقبل الوطن وأضاعته في نزاعات لا تنتهي، مع هذا التحالف نضع حجر الأساس لمستقبل السودان الذي نحلم به مستقبل يسوده الاستقرار والعدالة، حيث تنمو فيه الأمال وتتفتح فيه الفرص لكل السودانيين دون تمييز أو إقصاء، وكلنا على يقين أن هذه البداية ستكون شعلة تضيء دروب السلام والازدهار”.
وأكدت مهدي أن “هذا التحالف يمثل رسالة واضحة إلى كل الأطراف بأن السودان لن يكون ملعباً للصراعات الداخلية، ولن تتحقق أحلام البعض على حساب معاناة الشعب، إنه إعلان صريح بأن الوطن أولاً وأن كل الجهود يجب أن تتوحد لإنقاذه من براثن الانقسام والتفكك”.
واختتمت مهدي: “التحالف أيضاً دعوة مفتوحة لكل السودانيين بأن يشاركوا في بناء هذا الوطن من جديد، بكل طاقات وأفكار متجددة تحمل الخير وتزرع الأمل في قلوب كل من يهوى السلام ويرى في الوحدة طريقا نحو مستقبل أفضل ومشرق للجميع”.
وأعلنت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، بقيادة الهادي إدريس، تحويل مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية إلى “منطقة عمليات عسكرية”، داعيةً إلى نزوح غالبية السكان المدنيين إلى مناطق أكثر أمانًا.
ونقل موقع “أخبار السودان” بيانا صادرا عن الحركة حذرت فيه المواطنين المتبقين داخل المدينة ومعسكرات النازحين، مطالبةً إياهم بمغادرتها فورًا والتوجه إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، خاصة في “كورما وعين سيرو والمحليات الآمنة الأخرى بالولاية”.
كما طالبت الحركة النازحين بالتنسيق مع قوات تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) لتسهيل انتقالهم وضمان سلامتهم.
يشار إلى أن الحركة عضو فاعل في تحالف السودان التأسيسي، الذي أسس في فبراير/شباط الماضي، في نيروبي بمشاركة قيادات من قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الحلو وأطراف أخرى، بهدف تشكيل حكومة موازية.
في سياق متصل، ناشدت الحركة الأمين العام للأمم المتحدة توجيه المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين في مناطق “كورما وطويلة وكتم وعين سيرو وكبكابية وجبل مرة”، وسط أزمة إنسانية متصاعدة يعاني فيها آلاف النازحين من انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، وذلك مع استمرار الاشتباكات العسكرية وتصاعد الضغط على مدينة الفاشر.
يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التحركات العسكرية وتدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، مما يهدد بزيادة المعاناة الإنسانية للنازحين والمدنيين العالقين في مناطق الصراع.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عودة الدوري السوداني من رحم المعاناة: صافرة الأمل تنطلق من عطبرة والدامر
  • لو ديبلومات: الحرب تلتهم السودان في ظل صمت عالمي
  • حرب لتصفية الثورة ونهب ثروات البلاد
  • مرضى السرطان بالسودان بين نيران الحرب ومرارة العلاج
  • السودان.. نزاع مسلح يودي بحياة المئات والهجمات على المستشفيات تتصاعد
  • 4 يوليو.. ذكرى وفاة الشاعر السوداني الكبير محمد طه القدال
  • لكنها الحرب !!
  • أنماط طرائق التفكير السوداني: مقدمة تمهيدية
  • الصحة السودانية تقدم معالجة سريرية الناجيات من العنف الجنسي في 25 مركزاً صحياً
  • تداعيات إعلان تشكيل الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي برئاسة “حميدتي” على مسار الحرب