يتواصل لليوم العاشر على التوالي عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة، مخلّفا أكثر 2800 شهيد من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال وسط موقف عربي مخجل وتشجيع ودعم  أمريكي غربي دون حدود للاحتلال.

وقال أستاذ القانون الدولي  المختص في العلاقات الدولية عبد المجيد العبدلي، في مداخلة هاتفية في برنامج ميدي شو 16 أكتوبر 2023،  إنّ  الإطار العام لما يحدث هو أنّ غزة  وفلسطين عموما دولة تحت الاحتلال منذ 1948، مضيفا أنّ اتفاقيات جنيف لعام 1949 تلزم المحتل بأن يحترم المدنيين الاحترام التام وعدم المس بهم.



نفس هذه الاتفاقية تقول إنّ ما تقوم به حركة المقاومة الاسلامية حماس يدخل في إطار  حركة التحرر الوطني التي تعترف بها القوانين الدولية واتفاقية جنيف.

وأوضح العبدلي أنّ هذه الاتفاقيات تعطي حركات التحرر الحق في استعمال كل الوسائل القانونية للتحرر من الاستعمار وتشمل هذه الوسائل القانونية استعمال السلاح.

وأضاف أنّ  الشعب الوحيد الذي ينطبق عليه شعب تحت الاحتلال في 2023 هو الشعب الفلسطيني، مضيفا قوله '' توجد عشرات ان لم نقل المئات من القرارات  التي تجيز ذلك لحركات التحرر الوطني وعلى رأسها حركة التحرر الفلسطيني".

وأضاف العبدلي أنّ  منظّمة الأمم المتحدة أصدرت سنة 1979  اتفاقية صادقت عليها الدول الأعضاء بما فيها ''اسرائيل'' تؤكّد أنّ "أخذ الرهائن من قبل حركات التحرر يعتبر عملا شرعيا".

وتابع قوله إنّه وفق هذه الاتفاقية فإنّ ما قامت به كتائب القسام يوم 7 أكتوبر يدخل في اطار التحرر من الاستعمار وهو عمل شرعي تجيزه قواعد القانون الدولي.

واعتبر أنّ من يتحدّث عن المدنيين من المستعمر هو مخطئ لأنّ المستوطنات التي أقيمت  في ما يسمى بغلاف محيط غزة وهي أرض فلسطينية تحت الاحتلال هي مستوطنات يسكنها  مستوطنون يحملون السلاح وهم ما يعبّر عنهم بالمرتزقة، مما يجعل ما قامت به حركة حماس عمل شرعي.

ما قامت به اسرائيل جريمة حرب وابادة جماعية بمقتضى القوانين الدولية وليس دفاعا عن النفس

وتابع العبدلي في تفسيره أنّ ردة  فعل الاحتلال الإسرائيلية في غزة لا يمكن تصنيفها في خانة الدفاع الشرعي  عن النفس مثلما يُسوّق إليه الغرب، حيث أنّ ما نصّت عليه المادة 51 من نطاق منظمة الأمم  من شروط للدفاع الشرعي عن النفس لا تنطبق على اسرائيل لأنها دولة احتلال.

وأضاف قوله: ''الإحتلال في القانون الدولي هي جريمة دولية واسرائيل تقوم بجرائم حرب وجرائم ضدّ الانسانية  حسب اتفاقيات جنيف الرابعة وهي جرائم لا تسقط بمرور الزمن''.

التهجير يدخل تحت طائلة القانون الدولي ويُصنّف ضمن جرائم الحرب

وبخصوص طلب الاحتلال الاسرائيلي من سكان غزّة  التحوّل إلى جنوب القطاع، قال الأستاذ المختص في العلاقات الدولية إنّ القانون الدولي الانساني تضمّن عدّة مفاهيم من قبيل ''النقل القسري والترحيل والابعاد والإخلاء''...كلها أعمال تكوّن جرائب حرب.

وأضاف أنّ الاحتلال الاسرائيلي عندما يقصف بناية يقطنها مدنيون في غزة فذلك يعد ذلك جريمة حرب وتُعرف في القانون الدولي بالابادة الجماعية..افناء مجموعة عربية مسلمة مسيحية.

وقال إن الدول الغربية التي تتبجح بـ ''دفاع اسرائيل عن نفسها''هي مشاركة في الإبادة.

''للأسف قواعد القانون الدولي لا تُطبّق على فلسطيبن''

وأشار العبدلي إلى أنّ مقاضاة فاعل هذه الجريمة يتيحه القانون الدولي، مضيفا أنّ فلسطين منذ 2015 هي طرف في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية  وهي تستطيع تقديم قضايا من أجل الابادة جماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.

وأضاف: ''ولكن للأسف قواعد القانون الدولي لا تطبّق على فلسطيبن"، مشيرا إلى إصدار بطاقة توقيف ضدّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  بعد الهجوم على أوكرانيا أما عندما يتعلّق الأمر بفلسطين فلا يرون ضرورة في اتخاذ أي اجراء ضدّ مرتكب هذه المجازر. 

واعتبر العبدلي أنّ المسؤولية تقع عل العرب. 

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء قطر: غياب المساءلة فاقم أزمات العالم وأخل بالنظام الدولي

قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، السبت، إن العالم يشهد تفاقما غير مسبوق للأزمات بسبب غياب المساءلة، مشيرا إلى أن العدالة باتت في كثير من الأحوال غائبة.

 

جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح منتدى الدوحة في نسخته الـ23 التي حضرها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، تحت شعار "ترسيخ العدالة: من الوعود إلى الواقع الملموس".

 

وقال رئيس الوزراء: " يأتي المنتدى هذا العام تحت عنوان يعكس حقيقة نلمسها جميعا، مفادها أن الفجوة بين الخطاب والممارسة تتسع".

 

وأشار إلى أن "العدالة باتت في كثير من الأحيان غائبة عن مسار القانون الدولي".

 

وأضاف: "يشهد عالمنا اليوم تفاقما غير مسبوق للأزمات بسبب غياب المساءلة، وهو يحتاج إلى إعادة الثقة في القانون، وإلى منظومة دولية أكثر عدلا".

 

ورأى أنه "عندما تدار الأزمات بمنطق القوة بدلا من القانون وحين يبقى المعتدي بعيدا عن أي مساءلة، فإن النظام الدولي يتحول إلى ما يشبه مجموعة من الحلول غير المنجزة".

 

كما لفت إلى أن "التحديات بالمنطقة ليست معزولة عما نشهده من تراجع احترام القانون الدولي، وغياب المساءلة أحد أخطر مظاهر الاختلال في نظامنا الدولي".

 

رئيس وزراء قطر شدد على أن "العالم لا يحتاج مزيدا من الوعود، بل عدالة تترجم الأقوال إلى أفعال".

 

وتابع قائلا: "تتسع الفجوة اليوم بين الخطاب والممارسة وسط عالم تتقدم فيه المصالح على المبادئ"، مشددا على أن "الحلول العادلة هي وحدها التي تصنع السلام المستدام".

 

**السودان وفلسطين

 

في السياق، أشار رئيس الوزراء القطري، إلى "ما يشهده الشعب الفلسطيني من معاناة"، جراء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة والتي استمرت عامين بدءا من 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى العدوان في الضفة الغربية المحتلة.

 

كما تحدث عن "السودان وما يشهده من مآسي ومجازر"، جراء حرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، اندلعت في أبريل/ نيسان 2023 بسبب خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.

 

وفي وقت سابق السبت، انطلقت في العاصمة القطرية، النسخة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة 2025، بحضور أمير قطر، ومشاركة رؤساء دول وخبراء ودبلوماسيين وحضور رفيع المستوى من مختلف أنحاء العالم.

 

وعلى مدار يومي السبت والأحد، يحتضن فندق شيراتون الدوحة جلسات المنتدى، بشراكة إعلامية عالمية من وكالة الأناضول.

 

وفي بيان له وصل الأناضول، أشار المدير التنفيذي لمنتدى الدوحة مبارك عجلان الكواري، إلى أن "العالم يواجه أزمات متداخلة، وباتت الحاجة إلى حوكمة عادلة ومسؤولة وجماعية أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".

 

وأكد الكواري أن منتدى الدوحة "يظل منصة رائدة لمناقشة كيفية تقاطع الدبلوماسية والتنمية والعمل الإنساني لتحقيق تقدم قابل للقياس وشامل من خلال جمع الأصوات المتنوعة".

 

وإلى جانب رئيس الوزراء القطري، تشارك في المنتدى شخصيات بارزة، مثل الرئيس السوري أحمد الشرع، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس.

 

كما يحضره رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورج بريندي، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، والمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت بيل غيتس.

 

وإجمالا، يشارك في المنتدى بنسخته الحالية أكثر من 6 آلاف شخص، و471 متحدثا من نحو 160 دولة.

 

 


مقالات مشابهة

  • إغلاق المجال الجوي اليمني امام طيران اليمنية وتوقف حركة الطيران الدولي
  • القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية تعرب عن ارتياحها لمقتل المدعو أبو شباب
  • "العفو الدولية": المجتمع الدولي لم يعد يهتم بغزة ويتجاهل محاسبة "إسرائيل"
  • 5 شهداء بنيران الاحتلال في غزة مساء اليوم
  • توقيع 43 اتفاقية في منتدى القطاع غير الربحي الدولي بالرياض.. و3 آلاف مشارك يثرون الفعاليات
  • رئيس وزراء قطر: غياب المساءلة فاقم أزمات العالم وأخل بالنظام الدولي
  • الخارجية الفلسطينية تدعو المجتمع الدولي لتنفيذ القرارات وحماية الشعب الفلسطيني
  • الرئاسة الفلسطينية: البرغوثي يتعرّض لاعتداءات انتقامية خطيرة داخل سجون الاحتلال
  • الأحرار الفلسطينية: مقتل العميل أبو شباب رسالة للعدو الصهيوني بفشل مخططاته الخبيثة
  • حزب ألماني: زيارة ميرتس لنتنياهو إعلان حرب على القانون الدولي