الجديد برس:

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، مساء الإثنين، رداً على سؤال حول احتمال دخول إيران في الحرب مع الكيان الإسرائيلي، أن جميع الاحتمالات يمكن تصورها ولا يمكن لأي طرف أن يقف موقف المتفرج فقط على استمرار المجازر في غزة.

وأضاف أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني: “هناك جهود مكثفة في المنطقة للحيلولة دون اتساع دائرة الحرب، لكن فيما يخص المقاومة، وعندما نتحدث عن المقاومة اليوم لا نعني حزب الله في لبنان فقط، فإن الأطراف المقابلة يعلمون جيدا بأن حركات المقاومة قد نظمت صفوفها بصورة ذاتية وفي كافة أرجاء المنطقة، من أجل صيانة استقلال دول (المنطقة) والتصدي للاعتداءات الصهيونية المكررة”.

وقال إن “اتساع رقعة الحرب في محور المقاومة سيؤدي لوحده إلى رسم معالم جديدة تغير الخارطة الجغرافية للكيان الصهيوني المحتل، وان قادة (محور) المقاومة لن يسمحوا بأن يفعل الكيان الصهيوني ما يحلو له في غزة ويتجه بعد الانتهاء من غزة، ليتفرغ لبقية محاور المقاومة في المنطقة”.

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن “جميع الخطوات الاستباقية واردة خلال الساعات القادمة”.

وفيما يتعلق باحتمال دخول إيران الحرب قال أمير عبداللهيان “كل الاحتمالات يمكن تصورها، وأكد مرة أخرى أنه لا يمكن لأي طرف أن يقف موقف المتفرج فقط على استمرار هذه الجريمة وهذه الأوضاع”.

وتابع “بعد شهور من التداول بأن السعودية تريد التطبيع مع الكيان الصهيوني نشاهد الآن وفي هذه المرحلة موقفا منطقيا ومقبولا من السعودية”.

وحسب ما نشرت وكالة الأنباء الإيرانية، قال أمير عبد اللهيان، إن “ما فعلته الجامعة العربية دون المتوقع، وأتوقع شيئاً من اجتماع الأربعاء، وأبلغت وزير الخارجية المصري بذلك”.

وفي اللقاء نفسه قال وزير الخارجية الإيراني إن السعودية  كانت قريبة من التطبيع مع الاحتلال، ولكن حينما يرون تأثير ما يجري على الاقتصاد السعودي فسيتفقون مع إيران على أن جذور انعدام الأمن تعود إلى الورم الصهيوني، على حد وصفه.

وشدد وزير خارجية إيران “أن الصهاينة قد اختاروا أسوأ وأضعف طريقة للتعامل، وهي الإبادة الجماعية وارتكاب المجازر ضد النساء والأطفال، أن إيران لم ترحب أبدا باتساع رقعة الحرب وان جهودنا ترتكز على إحقاق حقوق الفلسطينيين وعدم اتساع الحرب”.

وأضاف “لقد قلنا بصراحة للأمريكيين، وأود أن أعلن أيضاً بأنه لا يمكن للأمريكيين أن يقفو موقف الداعين إلى ضبط النفس، وأن يرسلوا الرسائل باستمرار بأنهم لا يريدون اتساع رقعة الحرب لكنهم يقفون بكامل قامتهم إلى جانب المحتلين الصهاينة ومجرمي الحرب الإسرائيليين، ولا يقومون بأي تحرك لوقف جرائم الحرب المنظمة التي ترتكبها إسرائيل والتشديد الكامل للحصار الإنساني المطبق على غزة بصورة 360 درجة، فيما يتعلق بالاحتياجات الاساسية كالماء والغذاء والدواء”.

وأضاف “أود أن أوجه تحذيراً للأمريكيين بأن يوقفوا قبل فوات الأوان، المجازر ضد النساء والأطفال والمدنيين، بدلا من إرسال الرسائل المنافقة”.

وأشار إلى استخدام الكيان الصهيوني للقنابل الفسفورية في غزة قائلاً: “إذا لم ندافع اليوم عن غزة فسوف نضطر للدفاع أمام هذه القنابل وهي تسقط على مستشفيات الأطفال في جميع مدننا، لقد كان لسماحة السيد نصر الله تعبير دقيق حينما قال بأنه يمكن أن يقول البعض في لبنان بأننا يجب ألا لا ندخل الحرب، لكن إذا لم نقم كحزب الله بخطوة استباقية، أن كانت ضرورية، فإننا يجب أن نحارب غدا في بيروت، الصهاينة والعملاء والعسكريين الصهاينة”.

كما نوه وزير الخارجية الإيراني إلى محادثات جرت بينه وبين عدد من نظرائه الأجانب ومنهم وزير الخارجية الأيرلندي الذي نقل رسالة غربية إلى إيران، وقال”قلت له بصراحة، أبلغوا الأطراف الأمريكية والغربية بأن يحكموا بإنصاف، نحن لا نصدر الأوامر لقوى المقاومة في المنطقة، أنهم يتخذون القرارات بأنفسهم وينفذونها بأنفسهم”.

وفيما أكد أمير عبداللهيان بأن الوقت يداهم بسرعة قال محذراً “إذا استمرت جرائم الحرب ضد المدنيين الأبرياء في غزة ولم يشاهد العالم وقفا فوريا لهذه الجريمة، فإن جبهات جديدة ستفتح ولا يمكن تجنب ذلك”.

واعتبر بأن “العالم اليوم هو مجموعة مترابطة بالكامل، فلماذا تؤثر الحرب الأوكرانية على الاقتصاد العالمي برمته؟ لأن انعدام الأمن في جزء من العالم سيترك تأثيراً على العالم الذي أصبح مترابطاً، وفيما يتعلق بفلسطين المحتلة فإن القوانين الدولية الخاصة بالأراضي المحتلة تطبق هناك، والقانون الدولي يعتبر الاحتلال حالة مؤقتة وهذا يعني حتى إذا استمر ذلك الاحتلال 70 أو 80 سنة فإن تلك البلاد يجب أن تتخلص من الاحتلال في نهاية المطاف، لكن الطموحات الصهيونية تستهدف المنطقة برمتها، فعندما يحصل الصهاينة على فرصة نجدهم يغتالون علماءنا النوويين ونخبنا في قلب شوارع طهران، فلذلك لا يمكننا ان لا نكترث بوجود مثل هذه الغدة السرطانية، عندما يهدد نتنياهو بسلوكه غير المتزن وبصراحة بأنه سيفعل كذا وكذا في إيران، فلا يمكنكم أن تكونوا غير مكترثين بذلك”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: وزیر الخارجیة الإیرانی لا یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل المعركة القادمة في الضفة الغربية؟

بعد 9 شهور على حرب غزة، يبدو أن اجتثاث وتصفية المقاومة، وأهداف أمريكية وإسرائيلية عسكرية وسياسية لم تبلغ طموحها.

وبلنكين وتننياهو يتلاعبان في الجهة المسؤولة عن إفشال وتعطيل الحلول والتوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب واطلاق وقف مطول لإطلاق النار.

و في لحظة، وجدت "تل أبيب" وواشنطن أنه لا بديل أمامهما من فتح مسارات للتفاوض. 

وأطلق الرئيس الأمريكي بايدن مبادرة، وصفت بأنها مقترح إسرائيلي وقدمت واشنطن ضمانات شفوية، واضطرت بفعل حنكة المقاومة سياسيا ودبلوماسيا بتقديم نص مكتوب يلبي ما تريده المقاومة في صيغة ضمانات وتعهد، وقد مر ذلك في قرار لمجلس الأمن، وأمسكت المقاومة في قرار مجلس الأمن بعد التعديل على مبادرة بايدن، ولطالما أن القرار جاء داعما لمبادرة وقف إطلاق النار.



وما يطرح الآن حول اليوم التالي، وإعلان وقف مطول لإطلاق النار واإنهاء الحرب.. ولا ينطلق من افتراضات أن إسرائيل ربحت الحرب، وأن نتنياهو حسم المعركة والمقاومة رفعت الرايات البيضاء.

ومن الواضح، بل أنه من الحتمي أن قطاع غزة سوف يعود إلى المقاومة، وأن حماس والمقاومة سوف تحكم القطاع، وأن سلطة حماس البيروقراطية جاهزة لتسيير شؤون القطاع المنكوب إداريا وإغاثيا واجتماعيا، وإنسانيا.

و في "تل أبيب" شبه إقرار سياسي تجاه حرب غزة، وتجاه نتائج الحرب، ونهاية المعركة دون أي مكسب أو نصر عسكري.

وفي واشنطن الحديث المتدفق من هناك.. يتحدث في تحسس وترقب عن إدارة حماس لقطاع غزة، وشبه اعتراف أمريكي بأن التفكير ببديل عن حماس، مجرد عبث ورهان فاشل. 

و ن بين ما يراهن على اليوم التالي في غزة، تمكين جماعات مدنية وأهلية غزاوية في حكم وإدارة شؤون القطاع، والرهان على معادلة وحدة غزة مع السلطة الوطنية، ومحاولة دمج حماس في مكونات السلطة الوطنية.

و الرهان الأكبر على تجريد حماس من قوتها، وعدم السماح لحماس والمقاومة في إعادة تشكيل قوتها العسكرية.



ماذا بعد غزة ؟
ما لا يقبل الجدل أن الصراع الفلسطيني / الإسرائيلي لن ينتهي في إعلان وقف إطلاق نار. و لن ينتهي في مبادرة بايدن، وفتح مسارات إقليمية لتطبيع وسلام عربي جديد مع إسرائيل.

وفي حرب غزة رهان إسرائيل هو عزل القطاع الصامد وتجريده من قوته، واجتثاث المقاومة وتصفية قياداتها.

و المعركة الإسرائيلية المصيرية في الصراع والقضية الفلسطينية ليست غزة، بل الضفة الغربية والقدس. وأن الميادين ومستقبل فلسطين، والصراع الوجودي والديني والحضاري هو في الضفة الغربية.

وفي الضفة الغربية المشروع الصهيوني يقوم على تفريغها من سكانها الأصليين، والتوسع في المستوطنات، وتهجير السكان الأصليين، اجتثاث بذور المقاومة وحواضنها.

والضفة الغربية بالنسبة لإسرائيل، هي الأرض الموعودة في الرواية التوراتية.. ولا قيام لدولة عبرية دون هذه الجغرافيا المقدسة. وفي التوارة، قداسة تهجير فلسطيني الضفة الغربية ليست بمستوى تهجير فلسطيني غزة. 
في غزة مشروع التهجير فشل رغم هول المجازر واإابادة والإجرام بحق الفلسطينيين
في غزة مشروع التهجير فشل، رغم هول المجازر واإابادة والإجرام بحق الفلسطينيين، وتدمير القطاع ونسف البنى التحتية، وفي الضفة الغربية، يهودية الدولة والتهجير القسري ومشروع الوطن البديل عقائد ثابتة في رؤوس حاخامات اورشليم. وعقيدة التغيير الديمغرافي والجغرافي في الضفة الغربية مغطية بمرجعيات ونصوص توراتية، وتتحكم وتوجه مشروع الدولة اليهودية، والمخطط الصهيوني، واحلام واساطير توراتية.



أما اليوم، الضفة الغربية قابلة للانفجار أكثر من أي وقت مضى.. انفجار حتما قادم بوجود قيادات سياسية متطرفة أمثال بن غفير وسمتورتيش.و انفجار الضفة يعني أن أمن المستوطنات في خطر، وأن المقاومة ستقول كلمتها الفاصلة في الدفاع عن فلسطينيي الضفة الغربية وحماية وجودهم، وصد أي مشروع تهجير قسري.

إسرائيل تواجه ازمة وجود، ومـأزق الوجود الإسرائيلي يكبر يوميا.. ومن غزة فإن المقاومة صفعت إسرائيل وردعتها، والضربة القاضية ستكون في جبهة المقاومة في الضفة الغربية، وإسرائيل اليوم تعود لتحارب لإثبات وجودها وحقها بالوجود، والمقاومة جردتها من حلمها التوراتي التوسعي واوهام واساطير القوى العظمى والمطلقة وإسرائيل الكبرى.

الدستور الأردنية

مقالات مشابهة

  • الأمطار تطفئ حرارة الأجواء في 14 محافظة خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد
  • هل المعركة القادمة في الضفة الغربية؟
  • خطيب عرفة: أهل فلسطين في “أذى عدو سفك الدماء ومنع احتياجاتهم”
  • لندن وباريس وبرلين تدين الخطوات الأخيرة لإيران بشأن برنامجها النووي
  • الأمطار تطفئ حرارة الأجواء في 15 محافظة خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد
  • باحث سياسي: دخول إسرائيل في حرب مع لبنان نتائجه غير محسومة
  • صحيفة: لا إسرائيل ولا أمريكا تريدان وقفاً فعلياً للحرب على غزة
  • أمطار في 15 محافظة خلال الساعات القادمة.. وارتفاع درجات الحرارة في عدد من المناطق
  • مقتل وإصابة 10 أشخاص في انفجار مصنع بالهند
  • وزير خارجية العراق: موقفنا ثابت تجاه وقف إطلاق نار دائم في غزة