صحيفة البلاد:
2025-06-15@07:27:20 GMT

اليوم الأسود

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

اليوم الأسود

تحدثنا في المقال السابق عن الانحياز الظالم للإعلام الصهيوني في الماكينة الإعلامية الغربية في الحرب الاستعمارية العنصرية التي يشنّها الكيان الصهيوني على غزة ، ورأينا كمية الكذب والزيف والتلّفيق في الأخبار التي يبثّها الإعلام الغربي.

استغل الإعلام الصهيوني شبكات التواصل ،وسرعة انتقال الخبر، في تزّييف الحقيقة التي لا يفيد فيها التراجع المتأخر، حيث رأينا السرعة الكبيرة التي جاءت بها حاملات الطائرات الأمريكية إلى شواطئ فلسطين، ورأينا الدعم العسكري والمعنوي والسياسي من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والقائمة تطول.

يردّد الغرب في إعلامه المُنحاز بأن إسرائيل لها حق الدفاع عن النفس وهذا الحق يخوّلهم بتدّمير غزة وقتل النساء والأطفال والشيوخ لكن حق الدفاع عن النفس هذا غير متاح للفلسطينيين.

ويورد هذا الإعلام في أمريكا وبريطانيا ، الخبر الذي يطلب فيه الصهاينة من شمال غزة ، مغادرتها إلى الجنوب ،لأنهم يريدون فرز المدنيين عن المقاتلين ، لكي يصفّوا هؤلاء ،ويضمنوا الأمن لسكّان الدولة الصهيونية ،الذين أزعجهم صوت صافرات الإنذار التي تصيح في سماء تل أبيب.

من المفارقات الساخرة ،أن يصرّح المستشار الألماني، بعد أن قدّم المساعدة العسكرية اللازمة للصهاينة، بالقول :(إن ألمانيا تحمل “مسؤولية تاريخية” نحو إسرائيل وأن المكان الوحيد الذي ستتخذه ألمانيا ،هو الوقوف جنباً إلى جنب مع إسرائيل).
توظيف الهولوكوست ،ولعب دور الضحية بهذا الأسلوب الفجّ لتبرير شرعية الاحتلال ،وشنّ هذه الحملة ضدّ غزة ،هو في الواقع تدّمير ذاتي لإسرائيل نفسها ،لأنها تؤجِّج الكراهية بين جيرانها.

ولا شك أن هذا الإحساس بعدم الأمن، والتوجّس من الجيران المحيطين بها ، واضحان أشدّ الوضوح بدءاً من ممارسات “نتنياهو” ،ووزير دفاعه الذي لا يستطيع إخفاء قلقه وخوفه من المصير الذي ينتظره ،عندما صرّح بشكل غير مسبوق أنه مُحاط بمجموعة من “الحيوانات البشرية”!

لا شك أن إسرائيل دولة مكانها وراء البحر وليس دونه، ويمكن إثبات ذلك من تصريح وزير الخارجية الأمريكي بلنكن عندما قال إنه جاء إلى هنا بصفته اليهودية لأن جدّه هرب من القتل وهو يقصد “الهولوكوست”.
رحم الله الملك عبد العزيز عندما طالب في 1945 باقتصاص أرض من ألمانيا ،تكون وطناً لليهود ،لأن الألمان هم من اضطهد اليهود، فلماذا يدفع الفلسطينيون الثمن الذي كان يجب أن يدفعه الألمان؟

لا شيْ يفسّر هذا الاتجاه المحموم نحو الكذب وتلفيق القصص، والتباكي على “الهولوكوست”، إلّا محاولة تسّويغ وتبّرير فكرة تدّمير واحتلال غزّة، لعلّ هذا يؤجّل “اليوم الأسود” الذي يخافون منه، وهو نهاية إسرائيل.
عندها سيعود الصهاينة إلى المنازل التي ادّخروها في أوروبا وأمريكا تحسّباً لهذا “اليوم الأسود”.

khaledalawadh@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

ضربة قاصمة لإيران.. معلومات عن القائد العام للحرس الإيراني الذي اغتالته إسرائيل في قلب طهران؟

في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، كانت طهران على موعد مع لحظة غير مسبوقة، ضربة جوية إسرائيلية تخترق العمق الإيراني وتقتل اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، الرجل الذي لطالما هدد بـ”فتح أبواب جهنم” على أعداء طهران.

لم يكن اغتيال سلامي مجرد نهاية لمسؤول عسكري، بل ضربة قاسية لمؤسسة الحرس الثوري، التي يُعد من أبرز قادتها وأكثرهم نفوذا وأشدهم حدة في الخطاب. رجل جمع بين العقيدة والقيادة، وكان لسنوات وجه النظام الإيراني في ساحات الحرب والإعلام.

من قرية صغيرة في أصفهان، إلى قيادة أهم جهاز عسكري في إيران، قطع سلامي طريقا طويلا بدأ من الجبهات وانتهى في قمة الهرم، واليوم، مع مقتله، تُفتح صفحة جديدة من التوتر، وتُغلق أخرى كان هو أحد أبرز أبطالها.

ولد حسين سلامي عام 1960 في قرية “وانشان” بمحافظة أصفهان وسط إيران. التحق بالحرس الثوري فور اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، بعد أن ترك دراسته في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة “علم وصنعت” في طهران، لينخرط مباشرة في القتال، أولا على الجبهة الغربية، ثم في الجنوب حيث المواجهة مع القوات العراقية.

طول سنوات الحرب، تنقّل سلامي بين قيادات الفرق الجوية والبحرية، وكان حاضرا في ساحات القتال وقريبا من مركز القرار العسكري، وهو ما مهّد له الصعود سريعا في صفوف الحرس الثوري.

ينتمي سلامي إلى الجيل الأول الذي أسّس الحرس الثوري بعيد الثورة الإسلامية، وقد عرف بنزعته العقدية وخطابه الأيديولوجي. حفظ القرآن في سن مبكرة، وكان يستشهد كثيرا بآياته في خطاباته. عُرف أيضا بانضباطه العسكري، وصوته الجهوري وخطابه الحاد الذي لا يخلو من التحريض، خصوصا ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

في مرحلة ما بعد حرب الثماني سنوات مع العراق، عاد سلامي إلى مقاعد الدراسة وأكمل تعليمه، ليتخرج مهندسا. ثم حصل على ماجستير في “الإدارة الدفاعية”. وبين عامي 1992 و1996، أسّس وترأس “جامعة القيادة والأركان” في طهران، وهي مؤسسة استراتيجية لتأهيل قيادات الحرس الثوري العليا.

تولى سلامي قيادة سلاح الجو التابع للحرس الثوري بين 2005 و2009، ثم عُيّن نائبا للقائد العام للحرس لمدة 10 سنوات، في فترة شهدت تناميا لنفوذ الحرس داخل إيران وخارجها، وتوسعا في عملياته الإقليمية، وخصوصا في العراق وسوريا ولبنان.

وفي إبريل/نيسان 2019، قرر المرشد الأعلى علي خامنئي تعيينه قائدا عاما للحرس الثوري، بعد منحه رتبة لواء، خلفا لمحمد علي جعفري. وجاء في قرار التعيين أن سلامي يتمتع بـ”خبرات قيادية عالية وكفاءة في إدارة مؤسسات الحرس الثوري والجهادية”. وأوكلت إليه مهمة “رفع مستوى الجاهزية والقدرات الشاملة”.

كان سلامي وجها مألوفا في الإعلام الرسمي الإيراني، يتحدث من غرف العمليات، أو يخطب في المناسبات الثورية والعسكرية، ويرفع سقف التهديدات لإسرائيل والغرب، ففي إبريل 2024، ظهر وهو يصدر التعليمات لقواته بشن أول هجوم جوي مباشر على إسرائيل، مستخدما طائرات مسيّرة وصواريخ، في رد على استهداف إسرائيلي سابق.

وعُرف سلامي أيضا بتصريحاته النارية، مثل قوله عام 2018 لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “تدرّب على السباحة في البحر الأبيض المتوسط.. فقد تُجبر على الفرار منه قريبا”.

خضع سلامي لعقوبات أمريكية في 2019، مع إدراج الحرس الثوري على لائحة “المنظمات الإرهابية”. كما فرض عليه الاتحاد الأوروبي حظرا بالسفر وتجميدا لأصوله عام 2021، بعد تحميله مسؤولية إصدار أوامر باستخدام القوة ضد احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019 في إيران، التي سقط خلالها مئات القتلى.

ومع أن سلامي كان هدفا دائمًا للمخابرات الغربية والإسرائيلية، فإن استهدافه في قلب طهران شكّل تصعيدا نوعيا في الصراع بين إيران وإسرائيل، وأحد أخطر الاختراقات العسكرية في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

باغتياله، تفقد إيران واحدا من أقوى رجالها في هرم السلطة الأمنية والعسكرية، وتفقد مؤسسة الحرس الثوري قائدا لطالما اعتُبر لسان حالها وصوتها العالي، ومع بقاء التوتر على أشده بين طهران وتل أبيب، فإن هذا الاغتيال يحمل شرارة لتصعيد إقليمي أشد فتكا، لا سيما في ظل تهديد الحرس الثوري بـ”رد استراتيجي طويل المدى”.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تسعى لتهدئة الصراع بين إسرائيل وإيران
  • ألمانيا تبرر هجمات إسرائيل وتقول إن النووي الإيراني يهدد السعودية
  • دمار غير مسبوق و34 مصابا.. ما الذي نعرفه من هجوم إيران على إسرائيل
  • ضربة قاصمة لإيران.. معلومات عن القائد العام للحرس الإيراني الذي اغتالته إسرائيل في قلب طهران؟
  • ألمانيا: الأوضاع في الشرق الأوسط تتفاقم بعد هجمات إسرائيل على إيران
  • الوستفالية وتعويضات أضرار العراق
  • من هو محمد حسين باقري رئيس الأركان الإيراني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • أبرز الشخصيات التي فقدتها إيران اليوم
  • ما الذي حققه هجوم إسرائيل على قلب إيران النووي؟
  • قوّة إسرائيليّة دخلت اليوم إلى بلدة جنوبيّة... ما الذي قامت به؟