رؤية أسترالية تحذر من نتائج حرب غزة وتذكّر بهجمات 11 أيلول
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ حذر "المعهد الاسترالي للسياسة الاستراتيجية"، يوم الأربعاء، من أن الحرب الجارية حاليا، ستؤدي، مثلما فعلت هجمات 11 ايلول/سبتمبر على نيويورك وواشنطن، وردود الولايات المتحدة على هذا الهجوم، إلى تعزيز الانقسام بين العالم الإسلامي والغرب، وأيضا الى ظهور جيل جديد من "الجهاديين" الخطرين.
واعتبر المعهد الاسترالي ان الحرب الحالية بين اسرائيل وحركة حماس، هي بمثابة تذكير مرير بهجمات تنظيم القاعدة في 11 ايلول 2001، ورد فعل الولايات المتحدة عليها، مضيفا ان هذه الاحداث ادت الى توتر العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب، مشيرا إلى ان الحرب الحالية قد تعيد نموذج هذا الانقسام.
وبعدما ذكر التقرير بأن العلاقات تاريخيا بين العالم الإسلامي والعالم اليهودي -المسيحي، شهدت العديد من الصعود والهبوط منذ ظهور الإسلام قبل اكثر من 14 قرنا، تابع انه في المرحلة الاخيرة، وقع حدثان اكثر من أي حدث آخر شكلا بداية مرحلة جديدة في صعود الاسلام السياسي الراديكالي وفي تعامل الغرب معه باعتباره تهديدا: الثورة الإيرانية 1979 والغزو السوفييتي لأفغانستان في العام 1979، اذ ان التجربة الايرانية شهدت ظهور حكومة إسلامية متشددة مناهضة للولايات المتحدة واسرائيل، بينما شجع غزو أفغانستان ظاهرة الجهادية الاسلامية فيمن كانوا يعرفون باسم "المجاهدين" للتصدي للعدوان السوفييتي من خلال الالتزام بالإسلام كأيديولوجية للمقاومة.
وتابع التقرير انه بينما رفضت الولايات المتحدة والعديد من حلفائها التغيير الذي حصل في ايران باعتباره "اصوليا"، الا انها في الوقت نفسه، دعمت المقاومة الافغانية بما يتوافق مع مصالحها الجيوسياسية.
ولم تدرك ان دعمها للجهاد الافغاني يمكن ان يفضي في نهاية المطاف الى تعزيز قوة اسلامية تتنتمي الى القرون الوسطى، وهي حركة طالبان، وجماعات جهادية اخرى. وبحسب التقرير، فان هجمات تنظيم القاعدة في 11 ايلول، نقلت الاسلام الجهادي الى ما وصف بانه "ارهاب" على نطاق واسع، في حين ان الاجراءات الانتقامية التي قامت بها الولايات المتحدة شهدت التدخل العسكري في أفغانستان، وحدوث هجمات، وذلك كجزء من حرب اوسع ضد الارهاب.
واضاف التقرير انه برغم ان الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير قالا انهما لا يستهدفان الدين الاسلامي في حد ذاته، وانما هؤلاء الذين اختطفوه لتحقيق أهدافهم الخاصة، إلا ان بعض القادة السياسيين واصحاب الرأي في الغرب، حملوا الدين الاسلامي نفسه المسؤولية عما جرى.
وبحسب التقرير، فان تنظيم القاعدة والجماعات المشاعبة لها، تمكنت من استغلال هذا الانقسام لحشد الدعم بين المسلمين وخلق اجيال جديدة من "الجهاديين" العنيفين.
ولفت الى ان هذا الوضع كان الاكثر وضوحا في العراق بعد الغزو الامريكي في العام 2003 وايضا في سوريا التي مزقتها الصراعات، حيث تمكن تنظيم "داعش" من اجتياح مناطق واسعة في العراق وسوريا، واعلان الخلافة في العام 2014، بينما عادت الولايات المتحدة الى العراق، الذي كانت غادرته في العام 2011 بعد ما يقرب من تسع سنوات من القتال.
واعتبر التقرير ان الولايات المتحدة وحلفاؤها لم ينجحوا في اقتلاع القوى الجهادية المعارضة للغرب لا في افغانستان ولا في العراق ولا في سوريا وتمكن تنظيم القاعدة في البقاء والتحالف مع حركة طالبان، التي نجحت في الحاق الهزيمة بالولايات المتحدة والعودة الى السلطة بعد عقدين من الحرب، وهو ما عزز قوة القوى المتطرفة المشابهة لها.
وبالاضافة الى ذلك، فان تنظيم داعش ورغم خسارته لخلافته، تمكن من خلال القدرة الايديولوجية وعملياتية من ضرب اهداف ليس فقط في بلاد الشام، وانما ايضا في كافة انحاء الشرق الاوسط واسيا وافريقيا وكذلك في اوروبا.
الا ان التقرير قال انه لم تتم خسارة كل شيء، موضحا ان الجهود بذلت من اجل اصلاح العلاقات المتضررة بين العالمين الاسلامي والغربي فيما بعد أحداث 11 ايلول، والأحداث التي سبقتها وبعدها، ونجحت القوى المعتدلة والاصلاحية في الاسلام ونظيراتها التصالحية في الغرب، من اقامة جسور الوئام والتعايش السلمي.
وبحسب التقرير، فان الحرب بين اسرائيل وحماس تستهدف الان مرة اخرى اضعاف العلاقات الاسلامية -اليهودية-المسيحية بالنسبة للكثيرين، مضيفا ان أفعال حماس ضد اسرائيل، كقتل وخطف مدنيين، لا يمكن الدفاع عنها بموجب القانون الدولي، وايضا مثلما هو الحال بالنسبة للحملة الانتقامية التي تشنها اسرائيل في غزة، لانها ترقى الى مستوى العقاب الجماعي لـ 2.3 مليون شخص يعيشون في قطاع غزة الصغير المساحة والمكتظ بالسكان والذي يفتقر الى المياه.
وخلص التقرير الى القول ان الهدف المعلن لاسرائيل هو تدمير حماس مرة الى الابد، وهو ما يشبه هدف الولايات المتحدة التي خططت لانجازه وفشلت، فيما يتعلق بتنظيمي القاعدة وداعش وحركة وطالبان، مضيفا انها لم تتمكن من القضاء عليها تماما، وانه في ظل تعزيز مكانة طالبان بعودتها الى السلطة، فانها الان تستمتع بالأرض الخصبة التي تم توفيرها للأجيال الجديدة من "الجهاديين".
واكد التقرير انه مهما كانت النتيجة النهائية للحرب بين إسرائيل وحماس، فان لا حماس كقوة مسلحة ولا الكفاح الفلسطيني من اجل الحرية والاستقلال، سيتلاشون، ومن المرجح ان يتسبب هذا الوضع "بظهور جيل اكثر تطرفا من المقاتلين الفلسطينيين والجهاديين الذين لديهم مشاعر عداء شديد تجاه إسرائيل وداعميها الدوليين".
وختم التقرير بالقول ان استخدام القوة الكاسحة قد ينجح إلى حد ما، ولكن الامر ابعد من ذلك ويتطلب وجود استراتيجية سياسية شاملة بدلا من الاكتفاء بالحلول العسكرية.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي حرب غزة الولایات المتحدة تنظیم القاعدة التقریر ان فی العام
إقرأ أيضاً:
خامنئي يشكك بأن تؤدي المباحثات مع الولايات المتحدة الى نتيجة
طهران "أ ف ب": أبدى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي اليوم شكوكا في أن تؤدي المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي الى "أي نتيجة"، مجددا التمسك بحق بلاده في تخصيب اليورانيوم".
وقال خامنئي في كلمة متلفزة "المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا كانت قائمة أيضا في زمن الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، تماما كما هي الآن، وبلا نتيجة طبعا. لا نظن أنها ستُفضي إلى نتيجة الآن أيضا، لا ندري ما الذي سيحدث".
وأجرت واشنطن وطهران منذ 12 أبريل أربع جولات مباحثات بوساطة عُمانية، سعيا الى اتفاق جديد بشأن برنامج طهران النووي، يحل بدلا من الاتفاق الدولي الذي أبرم قبل عقد.
ووقعت إيران مع كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، إضافة الى روسيا والصين والولايات المتحدة، اتفاقا بشأن برنامجها النووي في العام 2015.
وحدّد اتفاق 2015 سقف تخصيب اليورانيوم عند 3,67 بالمئة. إلا أن الجمهورية الإسلامية تقوم حاليا بتخصيب على مستوى 60 بالمئة، غير البعيد عن نسبة 90 بالمئة المطلوبة للاستخدام العسكري.
وبينما تؤكد طهران أن نشاط تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض" اعتبر الموفد الأمريكي ستيف ويتكوف ذلك "خطا أحمر".
وأكد ويتكوف الأحد أن الولايات المتحدة "لا يمكنها السماح حتى بنسبة واحد في المئة من قدرة التخصيب".
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يقود الوفد المفاوض "إن كانت الولايات المتحدة مهتمة بضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية، فإن التوصل إلى اتفاق في متناول اليد، ونحن مستعدون لمحادثات جادة للتوصل إلى حل يضمن هذه النتيجة إلى الأبد".
وأضاف عبر إكس الأحد أن "التخصيب في إيران سيتواصل، مع أو بدون اتفاق".
وفي تصريحات بثها التلفزيون الحكومي اليوم، قال عراقجي "لقد شهدنا في الأيام الأخيرة مواقف أمريكية تتنافى مع أي منطق .. ما يضرّ بصورة فادحة بمسار المفاوضات".
وأشار الوزير الإيراني إلى أنه لم يجر تأكيد أي موعد حتى الآن للجولة المقبلة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وألمح مسؤولون إيرانيون الى أن طهران ستكون منفتحة على فرض قيود موقتة على كمية اليورانيوم الذي يمكنها تخصيبه والمستوى الذي تصل إليه.
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب العمل بسياسة "الضغوط القصوى" التي اعتمدها حيال إيران خلال ولايته الرئاسية الأولى.
ورغم دعمه للمفاوضات النووية، حذر أيضا من احتمال اللجوء إلى عمل عسكري إذا فشلت تلك الدبلوماسية.
وفي الأيام القليلة الماضية قال ترامب إن على إيران الإسراع في اتخاذ قرار بشأن التوصل إلى الاتفاق وإلا "سيحدث أمر سيئ".
وهو أشار الى "قرب" التوصل لاتفاق، خلال جولته الخليجية الأسبوع الماضي.
لكن مسؤولين إيرانيين انتقدوا ما وصفوه بمواقف "متناقضة" من جانب المسؤولين الأمريكيين إلى جانب استمرار فرض العقوبات التي تستهدف قطاع النفط الإيراني والبرنامج النووي على الرغم من المحادثات.
وقال عراقجي الأحد إن طهران لاحظت "تناقضات ... بين ما يقوله محاورونا الأمريكيون في العلن وفي مجالس خاصة".