منيب تكشف مفاجآت: فيدرالية اليسار اشترطت اعتذاري عن زيارة السويد.. وعانيت من مجموعة الساسي (حوار مثير)
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
تصوير: ياسين أيت الشيخ
عشية عقد حزبها مؤتمره الوطني الخامس، الجمعة، تعود نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، في هذا الحوار مع “اليوم 24″، إلى كشف مفاجآت مدوية عما حدث خلال العامين الماضيين، أفضت إلى انفجار فيدرالية اليسار.
منيب عادت إلى الدوافع الحقيقية لانسحابها من تحالف فيدرالية اليسار، قائلة إن الخلافات بين مكوناتها بدأت بعدم الاتفاق حول انتخاب أمين عام واحد، حين كان بنسعيد أيت إيدر، الذي كان أمين عام منظمة العمل الديمقراطي، التي كانت تتوفر على جريدة وأساتذة جامعيين، في الوقت الذي لم تكن فيه الأحزاب الأخرى المكونة للفيدرالية تتوفر على أي شيء، حسب قولها.
وأكدت أن “الأحزاب الأخرى مكانش عندها هادشي..عندها ثقافة أخرى”، متهمة زملاءها السابقين بـ”أنهم أول ما جاو بغاو يحيدو الرفيق بنسعيد ودارو لينا أمانة عامة رباعية… أنا ديك ساعة قلت ليهم هادي مشي وحدة، هذه انتكاسة”.
وأوضحت منيب “أن البعض من زعماء مكونات الفيدرالية، قام بممارسات أخجل من أن أحكيها”، فـ”بعضهم كان يريد أن يتسلط على شبيبة الحزب وينقض عليها، والبعض الآخر أراد تكريس ثقافة الشيخ والمريد”، مشيرة إلى أن “الرفيق بنسعيد (آيت إيدر) معمرو مدار على راسو شي قدسية، كنا احنا تنتكلمو معاه ونحن شباب، وكان يعطف علينا ونحس برؤوسنا عائلة واحدة، مكانش لا تحرش عندنا بالحزب، ولا بسالات، ولا كذوب ولا قبيلة ولا شيخ، ملي توحدنا ولات القبائل”.
وقالت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إن قضية الخلافات والممارسات ستزداد استفحالا مع التحاق مكون “الوفاء للديمقراطية”، الذي تزعمه محمد الساسي.
تقول، “هاد الناس بعدا كلمة اليسار حيدوها لينا، قدمنا سبع أرضيات في المؤتمر وجا المجتمع المدني وشاهد انتخابا حرا ونزيها، وملي بقات غير أرضية واحدة كنا مجتمعين فيها باعتبارنا أغلبية مع الرفاق جميعهم، خمسة فرق، ساعتها كان همهم الوحيد هو نقسمو الكراسي على خمسة، في المكتب السياسي والمجلس الوطني، كاين لي مكانش عندو كفاءات كثيرة وعمر لينا غير بلي كان، وهبطات الكفاءة”.
وأضافت منيب تهما أخرى إلى مجموعة الساسي، مثل أنها “زورت بعض الصناديق، خلال مؤتمر الاندماج الأول داخل الحزب الاشتراكي الموحد”. انتكاسة ستدفع منيب إلى الاستنجاد بآيت إيدر: “أنا مغدي نعمل والو رفيقي حتى تقول لي آش ندير، سأنسحب من هذا الحزب، وغادي نبقى نعونو بكل ما قدرت، ولكن باش نبقى في حزب يتم فيه تزوير المحاضر التي ينبثق منها أعضاء المجلس الوطني، باش هاد مجموعة تخشي راسها في المجلس الوطني، علما أننا احنا كنا مصوتين عليهم، كنا فرحانين أننا نستقبل فصيلا جاء جديدا، فإذا بنا وجدنا أنفسنا أمام ثقافة مغايرة، لثقافتنا المبنية على النزاهة والاستفادة وممنوع الغش، “من غشنا فليس منا”.
ورغم كل هذا، تشدد منيب، “بقينا غاديين، قالو لينا سكتو دابا نعالجو هدشي، في 2007 أسسنا مكونا جديدا موحدا”، واصفة هذا التحالف اليساري بـ”الضعيف”، قائلة :”مكاين لا اجتهاد فكري لا والو… اليسار لي مفروض يدافع عن المرأة، همه الوحيد هو شكون غادي يدير صحابي أو صحاباتي، وبقات المضاربة على الكراسي، وبقى المشروع غادي ويتراجع…”.
تشكو منيب كثيرا من الساسي ومجموعته: “لم أتعود على تلك الممارسات سابقا، كنت قبلها في مكتب سياسي كبير كان فيه الرفاق بنسعيد وبوعزيز، وابراهيم ياسين، ومحمد مفتاح… كانوا فيه الرفاق قداش، كنا حنايا كشباب في المكتب السياسي، تنستافدو وتنتكونو، فإذا بي أتفاجأ في المكتب السياسي بوجود القبائل والمجموعات، أنا كأمينة عامة، كل حاجة أريد أن أقوم بها داخل الاشتراكي الموحد، كانوا يريدون عرقلتها، ورغم ذلك صمدت، والصمود هو أنني فهمت أن المكتب السياسي، خصو يمشي عند الناس ميبقاش مجتمع مع راسو، فقمت بزيارات في المغرب بأكمله، وقمت باجتهادات وحاولت تجاوز المعيقات…”.
وتضيف: “واحد من الأمناء العامين بفيدرالية اليسار، خاطبني قائلا: “شوفي الله يخليك الوجه المشروك متيتغسلش”، هادي قالها لي أمين عام!! في الوقت الذي جاء عندي أمين عام آخر ليخاطبني: “بلا هاد العمل الجبار الذي تقومين به أستاذة راه ميمكنش نحلمو بوحدة اليسار… هذه فرصتنا معك أنت، فقلت له: أنا لا يهمني أن أكون على رأس هذه الوحدة، إذا لم تكن مبنية على مشروع وعلى أخوة ورفاقية حقيقية، باركا من هدشي…”.
وكشفت منيب أنه بمناسبة زيارتها للسويد، سنة 2015، للتخفيف من حدة التوتر حينها بين الرباط وستوكهولم بسبب ملف الصحراء توقفت فيدرالية اليسار عن العمل عاما كاملا، حتى أعتذر لهم علاش مشيت إلى السويد آنذاك، رغم أنني كنت أطلب ساعتها الوزير حصاد، باش يمشيو معانا الأمينان العامان بوطوالة والعزيز، وقلت له إنها قضية الصحراء وتتطلب تواجدهم…”.
لكن الدولة ساعتها، كما تشدد منيب، مبغاتهمش يمشيو للسويد… معرفتش أنا علاش، ولكن أنا كنت دائما أدافع باش يمشيو… وملي مشيت عملنا عملا جبارا ناجحا، عوض أننا نحسبوه لينا جميعا هاد ناس معجبهمش الحال، معرفتش علاش، وكذلك ملي مشيت العيون وجمعت الانفصاليين مع اللاانفصاليين وقلت ليهم هادي بلادنا، وكان الانفصاليون ساعتها جاو عندنا غير احنا وقالو ليا أستاذة هادي بلادنا وبغينا الديمقراطية، جاو الأمناء العامون بالفيدرالية غضبو عليا عوتاني، ميمكنش هادي مشي خدمة…”.
ثم تضيف: “ضيعو علينا حلم وحدة اليسار تكون في المستوى… الأكثر من ذلك سينبعث لنا من داخل الحزب تيار صاغ وثيقة من 60 صفحة، منها 40 صفحة كلها شتم وسب في شخصي المتواضع، بعدما كتبوا في الصحافة الصفراء وسبوني بشتى النعوت… ربما كون لقاو فيا عطب كبير كان يرموني للوحوش باش تاكلني”.
شيء إضافي قام به تيار الساسي، أثار غضب منيب: “الساسي دفع الرفاق في المكاتب الجهوية بالاشتراكي الموحد إلى وضع لوائح الانتخابات، وتعيين مجموعة تخاطب الفيدرالية… في حين هدشي كان خصنا نديروه على مستوى الحزب ديالنا، مشي يأمرهم واحد سيد مشي أمين عام، ولا هو عضو المكتب السياسي، ويأمر ثلاثة دراري معانا ومقدرينش حتى يديرو فرع في الجهة لي فيها هوما، واحنا عطفنا عليهم كوناهم واعتبرناهم وليداتنا ومناضلين ديالنا ومناضلاتنا، ليقولوا لهم عندكم مهمة واحدة وهي أن الأستاذة منيب مترشحش في مدينة الدارالبيضاء، سيرو جلسو مع الطليعة والمؤتمر وقولو ليهم رشحو نتوما… هاد الرفاق ملي تحداو الدارالبيضاء كلها ومشاو جلسو مع رفاق الطليعة والمؤتمر قالوا ليهم احنا معندنا لي نرشحو في المدينة احنا عندنا الأستاذة منيب ياربي تقبل تترشح لينا”.
كلمات دلالية الاشتراكي الموحد فيدرالية اليسار محمد الساسي نبيلة منيب
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الاشتراكي الموحد فيدرالية اليسار نبيلة منيب الاشتراکی الموحد فیدرالیة الیسار المکتب السیاسی أمین عام
إقرأ أيضاً:
طارق الخولي يفتح دفاتر 30 يونيو في حوار لـ صدى البلد .. ويتحدث عن شبح الاغتيال بالمطاردات الإخوانية
طارق الخولي لـ "صدى البلد"30 يونيو أنقذت مصر من مصير بعض دول المنطقةالجماعة كانت تخطط لحكم مصر لمئات السنين عبر أخونة الدولةتمرد كانت صرخة شعب ضد حكم طبقي مغلقتلقيت تهديدات بالاغتيال من أحد قيادات الإخوانهتفنا "تحيا مصر" أمام مسجد رابعة قبل 30 يونيو.. والإخوان اشتاطوا غضبًاالإخوان خططوا لحرق الوطن إذا سقطوا.. وكانوا على استعداد لتدميره بالكاملاستقلال القرار الوطني أعظم ما أنجزته ثورة 30 يونيومصر خاضت معركة بقاء بعد سقوط حكم الجماعةالبنية الحزبية خط الدفاع الأول ضد عودة الجماعات المتطرفةتهديدات التهجير والحدود الملتهبة.. تحديات غير مسبوقةالخطر لم ينتهِ.. لكن "روشتة النصر" نعرفها جيدًا
في حوار خاص بمناسبة الذكرى الثانية عشر لـ 30 يونيو، كشف النائب طارق الخولي، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وأحد القيادات الشابة المناهضة لحكم الإخوان، عن كواليس تلك اللحظات المصيرية في عمر الدولة المصرية.
أكد الخولي لـ "صدى البلد"، أن 30 يونيو كانت ثورة على التمييز والتقسيم، وأن أكبر مكتسب لها هو الحفاظ على الهوية المصرية واستقلال القرار الوطني، مشددًا على أن الجماعة كانت تسعى للسيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة عبر مشروع أخونة واسع.
وتحدث "الخولي"، عن تهديدات مباشرة تلقاها بالاغتيال، ومحاولات لترهيبه خلال ظهوره الإعلامي ومشاركته في الحراك الشعبي، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لعب دورًا محوريًا في إنفاذ إرادة المصريين، التي كانت العامل الحاسم في إسقاط حكم الإخوان.
وإلى نص الحوار كاملا:
بالرغم من مرور سنوات طويلة على قيام ثورة 30 يونيو إلا أن الذاكرة تحمل الكثير والكثير عنها وكأنها حدثت وقعت بالأمس. الطريق الذي كان مرسوما لمصر من العديد من الأطراف التي تكالبت على مصر في هذا التوقيت في فترة حكم الإخوان، كان طريقا مشؤومًا، شاهدناه في بعض دول الجوار. وهذا الطريق يتمثل في الوصول إلى ما يسمى بالدولة الفاشلة والوصول إلى دولة ضعيفة ومتناحرة من الداخل، تضربها الطائفية والتشدد والتطرف.
ولذلك جماعة الإخوان كانت الخيار الأمثل للقوى المعادية للوطن في استغلالها واستغلال وجودها لتعظيم الفجوة بين أباء الشعب الواحد وخلق عمليات تمييز بين أبناءه، وخلق جماعة تسمو على المجتمع وهي جماعة الإخوان. ولكل من يريد أن يشارك في العمل العام يجب أن يمر من خلالها. ولأول مرة تشهد مصر جماعة طبقية، وهو أمر كان شديد الخطورة.
إضافة لذلك، خطورة ما كان سيحدث لمؤسسات الدولة، فمصر لديها مؤسسات وطنية راسخة، وكانت ستتم عملية الأخونة لها، وكيفية القدرة على إحلال العديد من قيادات الإخوان محل القيادات الطبيعية الوطنية داخل هذه المؤسسات من أجل السيطرة عليها ومن أجل القدرة على الدخول إلى كل مفاصل الدولة بوجود إخواني يتسطيع من خلال الاستمرار في الحكم، ليس لعشرات السنوات بل لمئات السنوات كما كانوا يستهدفون.
كيف رأيت الإخوان في الحكم وما الذي دفعك للإصرار على رحيلهم؟حالي شخصيًا قبل ثورة 30 يونيو كان مريرًا للغاية، لأننا مررنا على مستوى العام وأنا أعتصر ألمًا مثلي مثل كل المصريين بأن يعتلي كرسي الحكم في مصر رئيس وُصف بأنه "دمية" لجماعة الإخوان كما وصف بأنه أتهم بالتسريب والخيانة وتسريب وثائق هامة للدولة المصرية لعدد من الأطراف الدولية.
أيضا كنت أشعر بخوف هائلة من المستقبل على مصرـحالي حال كل المصريين ـ. وعلى المستوى الشخصي كان الخطر قريب مني لأني كنت أحد المستهدفين من جماعة الإخوان لمعارضتي لحكمهم. وهذا الاستهداف قد تعاظف بشكل كبير جدا بالتهديد بالاغتيال رغم أن الخوف إحساس إنساني طبيعي، لكني لم أشعر به، وعلى العكس كنت مثل المصريين شديد الإصرار على إزاحة حكم الجماعة ولو كلفنا ذلك أي شيء، حتى لو كان حياتتنا.
نحن كنا أمام أيام ثقال ولحظات صعبة. وكنت أدرك تمامًا أننا أمام لحظات مصيرية، إما أن يتم إنقاذ مصر بأبنائها أو تغرق مصر في الظلمات ـ لا قدر الله ـ لعشرات السنوات.
ما المكتسبات التي تحملها لـ 30 يونيو؟في رأيي أن أكبر مكتسب لثورة الـ 30 من يونيو أنها كانت ثورة الهوية المصرية. وبهذه المناسبة والمصريين عبر الزمان شعب متفرد ومعتز بمصريته ونعيش في وطن واحد جميعا ولدينا كل مشاعر الوطن بداخلنا. لكن فترة حكم الجماعة أخرجت من صدورنا كل هذه المشاعر تحت عنوان عريض ومسمى لم نعتاهده لأنه لم تكن هناك حاجه لاستدعاءه ولكن تم استدعاء ما يسمى بالهوية المصرية وكيفية الحافظ عليها وحمايتها من براثن جماعة متطرفة جثمت على أنفاس الوطن وأردات أن تختطف هويته وتشوه معالمه التي بنيت على مدار آلاف السنين
بالتالي، أكبر مكتسب هو استعادة والحفاظ على الهوية المصرية والأمر الثاني هو استقلال القرار المصري الوطني لأننا ندرك جميعا أن 30 يونيو كان لها كثيرا من محاولات الإفشال والاستهداف من قوى إقليمية ودولية مختلفة طمعا في استمرار حكم الجماعة لتحقيق مصالح هذه الأطراف. إلا أن المصريين ورغم كل الضغوط التي لا يتحملها أحد وفوق مقدار أي دولة أن تتحمله، إلا أن إرداة المصريين نفذت، وكان تنفيذًا لتلك الإرادة يمكن وضع عنوان عريض وهو "استقلال القرار الوطني المصري".
الأمر الثالث هو الفرصة لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها بعد سنوات وصعبة بشكل سليم. وبالتالي أكبر تحدي أمامنا هو تدعيم البنية الحزبية المصرية والكيانات السياسية وأن يكون ذفلك أحد الأهداف الوطنية الرئيسية للدولة المصرية ككل من أجل الحفاظ على هوية الدولة المصرية لأن الإخوان تعول أنها تعود بعد عشرات السنوات لتقفز على الحك مرة أخرى.
الإخوان لم يكونوا ليصلوا للحكم إلا لوجود فراغ سياسي وعدم قدرة من الأحزاب على المنافسة في هذا التوقيت. بالتالي هناك تحدي رئيسي في القدرة على تدعيم البنية الحزبية بما يحافظ على الدولة المصرية من أن يقفز عليها قوى متطرفة ولا تؤمن بالدولة المصرية.
كيف رأيت الصراع قبل ساعات من قيام 30 يونيو؟أقصى لحظات التوتر والقلق كانت تعويل الإخوان على فشل الـ 30 من يونيو، أنا كنت في خضم العملية السياسية والحركا الثوري وعلى احتكاك بعدد كبير من قيادات جماعة الإخوان عبر وسائل الإعلام المختلفة حيث كنت أناظرهم. وحتى أني تعرضت لاعتداء من جانب جماعة الإخوان عند حصار مدينة الإنتاج الإعلامي بينما كنت في طريقي للظهور في إحدى البرامج داخل إحدى القنوات في المدينة. وعندما وصلت اعتدى عناصر الإخوان على السيارة التي كانت ملك للقناة. واستطاع السائق أن يفلت منهم.
نحن أمام جماعة ستحاول تدمير الوطن من أجل أن تبقى في الحكم، وإذا ما تم إزاحتها سوف تحرق الوطن بمن فيه. لذلك كنت أشعر برعب على بلدي بالذاات أن اقتربت بشدة من ممارساتهم. وهذه واحدة من المواقف من العديد. وقبل ثورة 30 يونيو كنت على في مناظرات محتدمة معهم وكان هناك توعد من الجماعة لتدمير كل من يشارك فيها وهناك تعويل أن المتظاهرين لن يستطيعوا أن يحرزوا انتصار في هذا الحراك. لكن كان لدينا إصرار على الانتصار. لأن إذا لم يحدث فمعناه أن مصر قد ضاعت ـ من وجهة نظري ـ وسندخل في سلسلة من الدماء وزالدمار وننفق من الظلمات لا نسطتيع أن نخرج منه ولو بعد عشرات السنوات. لأن هذا ما شاهدناه في دول الجوار. فكنت أعرف أنها لحظة مصيرية وكنت أشعر بالرعب ألا تنتصر إرادة المصريين ممزوجة بمشاعر الإيمان بصلابة إرادة المصريين عندما يجتمعون على شيء. وبالتالي انتصرت في النهاية إرادة المصريين في ثورة 30 يونيو.
صف لنا شكل التهديدات التي تعرضت لها خلال 30 يونيو.. والاشتباك على الأرض وفي الشاشات؟كان هناك تهديدات مباشرة أتذكرها بالاغتيال من قبل واحد من أهم قيادات جماعة الإخوان. وكان تصفية واغتيال الحسيني أبو ضيفواحدة من التهديدات المباشرة لكل المعارضين لجماعة الإخوان في هذا التوقيت. وكان يتم الاغتيال في التجمعات والتظاهرات. وكانت الجماعة تستخدم الترهيب تجاه المعارضين. وبالتالي كان هناك العديد من المواقف الصعبة التي عشناها. لكن لم يثنينا أي موقف أو تهديد على الاستمرار في الخوض فيما كنت أخوض فيه.
كان لدي معركتان، الأولى على الأرض حيث كنت أقوم ببعض التحركات المجنونة وكنت وعدد قليل من زملائي أخذنا أعلام مصر قبل 30 يونيو بـ 48 ساعة وذهبانا لميدنا رابعة وكان يحتشد الإخوان داخل المسجد لوجود ميدان موازي لإظهار أن الشعب منقسم وإحباط 30 يونيو. فأخذت علم مصر ووقفت وحيًا أمام المسجد وهتفت بعلو صوتي تحيا مصر وهتف معي زملائي، وخرج الإخوان من المسجد وكانوا قد اشتاطوا غضب لكن لم يكن لديهم تعليمات بالاشتباك.
كان أيضا لدي معارك على الشاشات المختلفة، كنت دائم الظهور في مواجاهت محتدمة ضدهم. والعديد من تلك اللقاءات كان يتبطنها التهديدات والوعيد.
لولا الشعب المصري ما نجحت 30 يونيو الذين نزلوا للميادين، مهما فعلنا كشخصيات سياسية وكيانات مقاومة للإخوان. كل فئات المجتمع المصري شاركوا في هذا الحركا العظام الذي سيظل يذكر في التاريخبأنه واحدة من أكبر الثورات الشعبية التي شهدها العالم.
أيضا، شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي ومع تلاحم الإرادة الشعبية وإنفاذ إرادة المصريين جاءت بدعم الجيش وقوته، فكل التحية والتقدير للبطل العظيم عبد الفتاح السيسي الذي انحاز والجيش لإرادة المصريين وأنفذوا إرادتهم.
إقامة مؤسسات الدولة المصرية وتثبيت دعائمها كان أحد أهم التحديات.. كيف أنجزت مصر ذلك بعد 30 يونيو؟على مدار 12 عاما نسنطيع أن نقول أن مصر انتصرت في معركة البقاء، لأن الدولة المصرية كانت على شفا الانهيار في ظل عمليات مكافحة الإرهاب وعمليات الفوضى من الإخوان. وعلى الجانب الآخر تحديات ضخمة جدا في إعداة بناء المؤسسات ووفقا لدستور عام 2014.
وبالفعل، استطاعت مصر القدرة على إعادة بناء مؤسساتها واتخذت خطوات في معركة البناء رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها بسبب وجودها في إقليم شديد التعقيد والتحديدات الأمنية المختلفة، إلا أن مصر خطت خطوات في معركة البناء والقدرة على وجود دولة لديها اقتصاد قوي ومواجهة الصدمات والتحديات الإقليمية والدولية.
وهنا يأتي الشعب المصري الذي نوجه له التحية والتقدير على تحمله فترة الإصلاح الاقتصادي الصعبة التي تحمل فيها المواطن المصري عبء كبير. وقد أصبح المواطن على دراية بأن الضغط على مصر يتم عبر الجانب الاقتصادي وفي محاولة لعرلة التقدم المصري. إلا أن هناك إدراك رسمي وشعبي لهذه الأمور ومنها ضغطوط مخطط التهجير إلى سيناء واستغلال الملف الاقتصادي في هذا الأمر.
ما رسالتك للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم؟الحرب على الإرهاب هي واحدة من أسمى الحروب في تاريخ الدولة المصرية وتنضم لانتصاراتها العظيمة. هذه الدولة التي يموت أبناؤها من أجل أن يحيى الوطن وهي عقيدة ضحى من أجلها شباب في مقتبل العمر ضمن صفوف الجيش المصري العظيم والشرطة المصري العظيمة، وحتى أن عدد من المدنيين دفعوا أرواحهم فداءًا لهذه الحرب، وهي حرب كانت مريرة لأنها ليست كحرب تقليدية وإنما ضد جماعات لا تعرف معنى المواجهة بشرف وإنما يختبئون كالجرذان ويستهدفون المساجد والكنائس. فأنت أمام نوعية من البشر شديدة الانحطاط.
وبالتالي يتعاظم معه صعوبة هذه الحرب والمواجهة. وانتصار مصر في هذه الحرب ما كان ليحدث إلا بتضحيات أبنائها. هذه التضحية العظيمة التي قدمها أبناء مصر. تحية لأبنائنا الشهداء الذين نتذكرهم في كل ذكرى للثورة وتعتصر قلوبنا ألما ولكن يعزينا دائما أنهم في مرتبة الشهداء.
ختامًا.. ما التحديات التي تراها تواجه الدولة المصرية في هذا التوقيت؟يبدوا أنه قدر لمصر دائما أن تكون حائط الصد لكل التحديات التي تحيط بهذه المنطقة، وبالتالي هناك العديد من التحديات التي مكا زالت قائمة من بينها التحدي الإقليمي، حيث أن كل حدود مصر الاستراتيجية ملتهبة وهو تحدي غير مسبوق. أيضا التحدي المتعلقة بتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين وهو تحدي غير مسبوق كذلك. إضافة إلى التحديات الاقتصادية التي ما زالت قائمة.
لكن لدينا دائما "روشتة" أصبحنا نعرفها منذ ثورة 30 يونيو، أنه بوحدة المصريين ووحدة إرداتهم ستستطيع مصر الانتصار على أي تحدي، وهذا الإيمان العميق لدى كل المصريين بأن مصر سوف تنتصر في كل نهاية وكل موقف صعب وكل تحدٍ جلل. لأن التاريخ علمنا أن مصر تنتصر في كل نهاية.