صدى البلد:
2025-07-28@21:26:08 GMT

إبراهيم شعبان يكتب: الأسئلة الصعبة في حرب غزة

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

التضامن المصري والعربي والعالمي الواسع ومنقطع النظير، وفي كل العواصم والبلدان مع الشعب الفلسطيني وضد حملة الإبادة التي يتعرض لها من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع من العالم كله، يكشف للعالم عدالة القضية الفلسطينية ومشروعيتها وحق الشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ولكن هناك أسئلة صعبة، لا بد أن تطرح على الطاولة خلال هذه الحرب التي لا يعلم مداها ولا تداعياتها إلا الله، كما أن هناك نقاطا هامة وجب التوقف أمامها:-

- في مقدمتها، أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تحكم إسرائيل بقيادة نتنياهو منذ 2009 وحتى الآن، ما عدا شهور قليلة ابتعد فيها نتنياهو قبل أن يعود ثانية، في ديسمبر 2022، على هوى الشعب الإسرائيلي تمامًا، وهو يشعر مع خطابها الإرهابي المعلن بالاطمئنان! ولذلك فشل حزب العمل، وفشلت كل الأحزاب الإسرائيلية اليسارية الأخرى في الفوز بمقاعد الكنيست وتشكيل حكومة، تؤمن بالسلام وبحل الدولتين كما كان موجودًا من قبل، وبقيت هذه الحكومة الدموية على رأس إسرائيل.

- إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت، مصران على مواصلة الحرب الوحشية في غزة، والمظاهرات المليونية العارمة في كل دول العالم، رفضًا لاستمرار قصف غزة، وقتل واستهداف آلاف المدنيين فيها وفرض حصار وعقاب جماعي، في جريمة حرب غير مسبوقة، كل هذا لم يرهبهم ولم يردعهم. 

- الولايات المتحدة الأمريكية، وبشكل سافر لم يسبق في التاريخ وبكل أركانها بدءًا من وزيرا الخارجية والدفاع ورئيسها بايدن، أن أعلنوا دعمهم التام لإسرائيل في حربها المهووسة على قطاع غزة، والدعم اللامحدود عسكريًا، بل وهناك تقارير تتحدث عن آلاف الجنود الأمريكيين، الذين قد يتم الزج بهم في المعركة. 

- إصرار نتنياهو على حربه الإجرامية في قطاع غزة، يكشف أنه انتهز الفرصة التي كان يتحينها منذ زمن، للانقضاض على قطاع غزة وتصفية آخر جيب فلسطيني، يتمسك بما بقى من "فلسطين التاريخية" على الأرض المقدسة. 

وقال خلال لقائه الأخير برئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك في تل أبيب: “إن حرب غزة ستكون طويلة، ورد سوناك: ”إن بريطانيا ستقف إلى جانب إسرائيل في أحلك أوقاتها"!!

أما الأسئلة الصعبة التي نحن بحاجة لطرحها علانية فهى: 

- إلى أي مدى ستكون تداعيات هذه الحرب الإجرامية من جانب إسرائيل؟ وكم سيدفع مدنيو غزة وكم سيدفع قطاع غزة ثمنًا لها؟ 

- إن ما ظهر من حرب إسرائيل على غزة حتى الآن مروع، وتل أبيب تطمئن إلى أنها لن تُحاسب، وقد استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدين حربها الوحشية؟ أو حتى لإدخال مساعدات إنسانية للقطاع، والسؤال كيف يمكن ردع إسرائيل وإجبارها على وقف الحرب الآن؟ 

- إن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، يتفاخر بعملية التدمير الممنهجة والوحشية على القطاع،  وقال خلال لقاء له مع الجنود الإسرائيليين: "لا نتحدث عن حملة عسكرية قصيرة بل عن حملة طويلة"، وبخصوص تهديد حزب الله رد المتطرف جالانت: "نحن متأهبون وإذا أراد حزب الله حربا، فيتعين عليه أولا أن يلقى نظرة على صور مدينة غزة"!! وذلك في إشارة سافرة إلى أنه قد يفعل ذلك في لبنان إذا تدخل حزب الله، والسؤال: هل يتدخل حزب الله في الحرب الدائرة فعليا؟ بعيدا عن ضربة هنا واشتباك هناك؟!! 

- إن خالد مشعل، رئيس حركة حماس في الخارج ورئيس المكتب السياسي السابق، قال في حوار مع “العربية”، وهو منشور: “إن إيران وحزب الله أمدونا بالأسلحة ونريد المزيد، فهل يتدخلان اليوم كذلك، بعد انفجار الحرب، أم أنه حرب عنهما بالوكالة؟”، وقال كذلك: "إن حسابات عمليتنا كان على نطاق ضيق"، وهذا أيضا منشور، لكنها اتسعت لتأكل غزة كلها؟!! 

- لا أحد يزايد على مقاومة فلسطينية شريفة وهادرة، مهما كان مسماها، استعادت كرامة الأمة العربية وأججّت قضية فلسطين، لكن ليس عيبا التذكير أن الظروف اليوم غير ظروف الانتفاضة الفلسطينية في التسعينيات، والتي عرفت بانتفاضة أطفال الحجارة وقد كان دويها أكبر، ودفعت الحكومة الإسرائيلية آنذاك، للدخول في مفاوضات أوسلو، والانسحاب من العديد من البلدات الفلسطينية، فالانتفاضة حققت مكاسب سياسية على الأرض وأخرجت إسرائيل من المدن الفلسطينية ومن قطاع غزة ذاته فيما بعد، وتأسست حينها "السلطة الفلسطينية" على يد الزعيم الراحل ياسر عرفات، لكن اليوم ماذا بعد طوفان الأقصى سياسيًا؟!

- ما هى الأراضي التي تم تحريرها من أيدي الإسرائيليين؟ للأسف الفلسطينيون منقسمون بين حماس وفتح وحتى اللحظة، ولا توجد حتى عروض سياسية ولا تفاوض مع إسرائيل من الأساس ولا محادثات تسوية، لكي يكون لطوفان الأقصى مكاسب سياسية على الأرض، وأراضٍ يتم تحريرها واستعادتها في أعقاب الضربة الهائلة التي حققتها المقاومة الفلسطينية باقتحام البلدات الإسرائيلية وقتل 1400 إسرائيلي، منهم 306 جنود إسرائيليين و203 أسرى وفق الأرقام الرسمية للجيش الإسرائيلي.

- أنقذوا غزة، قبل ألا يبقى فيها شىء بعد هذه الحرب الهمجية والوحشية، التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ويتباهى بالدمار الواسع فيها، ولا بد من الضغط والتحرك السياسي عبر ورقة السفراء والبعثات التجارية والقنصليات الإسرائيلية، والضغط الاقتصادي على الولايات المتحدة لإجبارها على دفع نتنياهو لإيقاف آلة القتل الآن، أما غير ذلك فإنه سيواصل طريقه وهم معتادون على مثل هذه العمليات الإرهابية منذ نكبة 1948. 

- نقطة فاصلة وسؤال خطير أخير: هل ما تقوم به إسرائيل حاليًا يهدف لتصفية القضية الفلسطينية قبل تصفية حركة حماس؟ الإجابة نعم. 

- ولابد من وقف الحرب عند هذه المرحلة بأي ثمن، والانتباه إلى ما قاله وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، قبل ساعات أن المملكة الأردنية تخشى أن الأسوأ لم يأتِ بعد في حرب غزة؟ وللأسف هذه أيضا حقيقة. 

- أما حديث إجبار الفلسطينيين على الخروج من قطاع غزة وتهجيرهم، فهذه نقطة شديدة الحساسية وتحتاج مقالا جديدًا، وهى الأخطر في مآلات الصراع الحالي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

عادل القليعي يكتب: أيها المزايدون على مصر .. عار عليكم

يبدو أنه قدر مقدر ومكتوب على أرض الكنانة أنها تتحمل مسؤولية وتضع على عاتقها حملا ثقيلا ، لا أقول هم القضية الفلسطينية وحدها ، وإنما هموم الأمة العربية والإسلامية.
فمصر شعبا وقيادة لا تألو جهدا ولا تدخر وسعا في نصرة الأشقاء العرب مهما كلفها ذلك من تضحيات.

ولعل التاريخ الحديث والمعاصر خير شاهد على ذلك.
فمن الذي حمل على عاتقه هم القضية السودانية وتصدت بكل ما أوتيت من قوة لمنع الفتنة ووقفت عقبة كئود وحجر عثرة في طريق تقسيم السودان ، ليس هذا وحسب ، بل وفتحت حدودها مرحبة بالأشقاء السودانيين ولم تقم لهم خياما على الحدود ، بل استقبلتهم ضيوفا كراما مأكلهم ومشربهم واحد مثلهم مثل المصريين ، مدارسها وجامعاتها وأسواقها فتحت أبوابها على مصرعيها لهم لا فرق بينهم وبين أهلها.

من الذي استقبل الإخوة السوريين الفاريين من بطش القيادة السورية ،  ومن جحيم الآلة العسكرية السورية الفتاكة من الذي أعطاهم حقوقا مثلهم مثل المصريين ، إنها مصر التي ناصرتهم كما فعل الأنصار مع المهاجرين ولم يمل الشعب ولم يكل بل اقتسم لقمته معهم وأواهم واحتضنهم حتى صاروا قوة لا يستهان بها ففتحوا المحلات والمصانع والمطاعم.وعندما قرروا العودة ، عادوا إلى بلادهم معززين مكرمين.

من الذي جيش الجيوش عندما استنجدت دولة عربية بها وقت غزو العراق لها عام 1990م، ومن الذي قاد حربا برية ضد جحافل جيوش العراق وحرر الكويت من تحت وطأة الاحتلال العراقي.

وللأسف الشديد لم يقدم لها حتى كلمات شكر ، بل العكس من ذلك ، إهانات هنا وهناك ، نحن من أتينا بكم بأموالنا ، لكن السؤال إلى هؤلاء ، هل جيش مصر مرتزق يؤجر فى المعارك ، أي غباء هذا ، ما لكم كيف تحكمون.؟!

ويزيد الطين بلل أن تتهمنا صحافية أننا حفاة عراة مأجورين نعمل عندهم ،  وهذا ما استفز قائدنا فخامة الرئيس ، فخرج بخطاب جامع وضح فيه ، أننا شعب أبي لا يقبل الإهانة من أحد ، وأننا عندما نسافر للعمل فإننا نسافر بشرفنا وبعقود موثقة ، وعندما نذهب إلى أي مكان فى العالم نذهب بكرامتنا وللاستفادة منا ومن خبراتنا في كل المجالات.

ألم يقلها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، لن نتأخر عن نصرة أشقائنا في أي دولة عربية أو إسلامية.
إن مصر مواقفها واضحة وثابتة في كل ما يخص قضايا أمتنا العربية ، فما الداعي إلى المزايدات عليها ، ما الداعي لإثارة الفتن وإحداث بلبلة للرأي العام ، هل أيها المزايدون تريدون تفتيت وحدتنا ، هل تريدون تشكيك الشعب في قيادته وفي كل منجز تم على أرض الواقع ، لماذا كل هذا الغل وهذا الحقد على مصر .

راعكم النجاح ولم لا فأنتم أعداء كل نجاح ، هل بلغ بكم الأمر إلى تأليب بعض أبناء الجالية الفلسطينية وتحريضهم أن يخرجوا في مظاهرات ضد حكومتنا ، وتطالبهم بفتح المعبر ، من الذي أوهمهم أن المعبر مغلق ، ما الذي أوحى إليهم أن المساعدات الإنسانية لا تمر ، إنها تمر ، لكن لابد من التنسيق مع الجانب الآخر المسيطر على المعبر الفلسطيني أم تريدون أن تجرونا إلى حرب لا يعلم مداها ونهايتها إلا الله .

اخسئوا وقفوا عند منتهاكم ، صدق فيكم قوله تعالى(كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين)، هل رأيتم شاحناتنا وهي تمر في أنفة وعزة وكبرياء ، هل رأيتم طائراتنا وهي تملأ سماء غزة محملة بالمعونات والمساعدات.

ثم أطرح عليكم سؤالا أيها المزايدون ، من الذي حارب من أجل القضية الفلسطينية في عام 1948م،  من الذي قاد مفاوضات مع المحتل الإسرائيلي من أجل حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتهم القدس ، إنها مصر.
من الذي دعا إلى قمة عربية في مارس الماضي ، وصدر خلالها بيانا مصريات برفض التهجير والسعي الدءؤب لإعمار غزة.
ومن الذي غرد منفردا في قمة بغداد مؤكدا على موقفه الثابت من القضية الفلسطينية ، إنها مصر.

فلا داع للمزايدات فالتاريخ يشهد ، وقبل التاريخ فيوجد إله وهو خير الشاهدين.
لماذا يقوم بعض المأجورين ، بالهتاف والسباب وغلق بوابات سفاراتنا في بعض الدول الأوروبية.

فإنه من باب أولى اذهبوا إلى سفارات المحتل الإسرائيلي واهتفوا ضدهم ، اذهبوا إلى مقر سفارات أمريكا واقذفوهم بالحجارة ، هل مصر من قتلت وجوعت أهل غزة ، والله إنه لعار عليكم عظيم ، والله إنه لهو الخزي والخذلان ذاته.
بدلا من أن تحمدوا صنيع مصر ،تسبوها وتسبوا قادتها ، ألا سحقا لكم ولمن سلطكم وحرضكم على فعل مثل هذه الأفاعيل النكراء.

إنه قدر مصر تتحمل ما لا تتحمله الجبال من صنوف الأذى وعدم الشكر والتقدير.
لكن نذكر بقوله الله تعالى (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا…

طباعة شارك أرض الكنانة القضية الفلسطينية الأمة العربية

مقالات مشابهة

  • السيناتور غراهام: إسرائيل ستفعل بغزة ما فعلناه في طوكيو وبرلين (شاهد)
  • إبراهيم عثمان يكتب: تبرير العدوان: لماذا حدث ولماذا فشل؟
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة الرباعية وتكتيكات الإسلاميين
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نحن…)
  • إبراهيم النجار يكتب: زياد الرحباني.. رحيل أيقونة فنية نضالية استثنائية!
  • عادل القليعي يكتب: أيها المزايدون على مصر .. عار عليكم
  • الهجرة أم التهجير؟ إسرائيل تروج لـحل إنساني يثير مخاوف فلسطينية
  • الجيش الإسرائيلي يبلغ عن “مقذوف” أطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل
  • العين السابق عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : للمشككين بمواقف الأردن .. “القافلة تسير …”
  • دعاء الكرب وما يقال عند الأمور الصعبة.. ردده يفتح لك أبواب الفرج