توماس فريدمان: غزو غزة دون قبول حل الدولتين خطأ فادح سيشعل المنطقة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
أكد الكاتب الأميركي توماس فريدمان، أحد أكبر المؤيدين لإسرائيل، أن الولايات المتحدة عليها فعل كل ما تستطيعه للضغط على تل أبيب لمنعها من غزو غزة، مؤكدا أن التصعيد غير المحسوب من شأنه أن يشعل المنطقة كلها، مما يهدد المصالح الأميركية.
وأوضح فريدمان -في عموده بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية- أن المخرج الوحيد أمام إسرائيل إن أرادت إعادة احتلال غزة لتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هو أن تقرن ذلك بالتزام جديد بالسعي لإنجاح حل الدولتين في الضفة وغزة مع الفلسطينيين المستعدين لذلك.
ونقل عن مسؤولين أميركيين بارزين قولهم إن الرئيس جو بايدن فشل في إقناع إسرائيل بالتراجع عن غزو غزة، والتفكير في جميع الآثار المترتبة على تلك الخطوة ليس بالنسبة لإسرائيل فحسب، ولكن بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية نفسها.
وبينما أعرب الرئيس عن فهمه العميق "للمعضلة الأخلاقية والإستراتيجية التي تواجهها إسرائيل"، فقد ناشد القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين أن يتعلموا من اندفاع الولايات المتحدة إلى الحرب بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي أخذت القوات الأميركية إلى "طرق مسدودة وأزقة مظلمة" في العراق وأفغانستان.
خطأ فادح
وقال إن الاندفاع الإسرائيلي، من دون التزام سياسي بحل الدولتين وإنهاء المستوطنات في الضفة الغربية، سيكون خطأ فادحا مدمرا للمصالح الإسرائيلية والأميركية، وقد يتسبب في حريق عالمي لا يمكن إطفاؤه، ومن أهم معالمه تفجير هيكل التحالف الموالي للولايات المتحدة الذي عملت واشنطن على بنائه منذ أيام وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر عام 1973.
وشرح فريدمان أنه يقصد بذلك معاهدة كامب ديفيد للسلام، واتفاقيات أوسلو، وعملية التطبيع مع الدول العربية.
ولم يعارض فريدمان ما سماها عمليات الانتقام من حماس، لكنه يشترط فقط أن تتم بالطريقة الصحيحة، أي ربطها بالتزام بحل الدولتين.
وقال الكاتب الأميركي، الذي يوصف بأنه من أكبر الكتاب المؤيدين لإسرائيل، إن مسؤولا كبيرا من فريق بايدن أخبره أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يدرك أن "التجاوز في غزة يمكن أن يؤدي إلى إشعال النار في الجوار كله"، غير أن حلفاءه من "المتطرفين" حريصون على تأجيج تلك النيران ليس في غزة فقط، وإنما في الضفة أيضا حيث قتل المستوطنون مدنيين فلسطينيين في أعمال انتقامية.
نصيحة محب
وزاد المسؤول الأميركي -في حديثه مع فريدمان- بأن نتنياهو لا يستطيع رفض تعليمات حلفائه، لأنه يحتاجهم للإبقاء على نفسه خارج السجن بتهم الفساد.
كما نقل فريدمان عن مسؤول أميركي كبير قوله إن القادة العسكريين الإسرائيليين هم الآن أكثر تشددا من نتنياهو نفسه، وأوضح أنه يتفهم ذلك، "لكن الأصدقاء لا يسمحون لأصدقائهم بالقيادة وهم غاضبون"، لذلك يقدم لهم النصيحة في مقاله.
وأساس تلك النصيحة أن الولايات المتحدة الأميركية عليها أن تقول للحكومة الإسرائيلية بوضوح إن الاستيلاء على غزة من دون ربطها بحل الدولتين وتفكيك مستوطنات الضفة سيكون بمثابة كارثة لإسرائيل وللولايات المتحدة أيضا.
ودعا لتحقيق ذلك بإنشاء سلطة فلسطينية "أكثر فعالية وأقل فسادا"، على حد تعبيره.
وكرر فريدمان إيمانه بصدق الرواية الإسرائيلية بخصوص مستشفى المعمداني بغزة، وقال إنه جاء نتيجة لخطأ إطلاق صاروخ من طرف حركة الجهاد الإسلامي في غزة.
وقد خلفت المجزرة التي ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية بحق المستشفى الأهلي المعمداني في غزة يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أكثر من 500 شهيد، معظمهم نساء وأطفال، لجأ كثير منهم للمستشفى ظانين أنه مكان آمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
تركيا تعتزم الاستثمار في حقول الغاز الأميركية
تستكشف تركيا فرص الاستثمار في حقول النفط والغاز الأميركية، في إطار تسريعها لعملية إعادة هيكلة شاملة لمحفظتها من الطاقة، والتي تركزت حتى الآن على الغاز الطبيعي المسال الأميركي.
وأعلن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، أمس الأربعاء، على هامش القمة العالمية للغاز الطبيعي المسال في إسطنبول، أن مؤسسة البترول التركية تجري محادثات مع شركتي شيفرون وإكسون موبيل وشركات أميركية كبرى أخرى للاستحواذ على حصص في أصول المنبع، في إطار خطة تركيا للتوسع في قطاع الغاز الطبيعي المسال، مشيرا إلى أن الإعلانات قد تصدر في وقت مبكر من الشهر المقبل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الذهب ينخفض مع جني الأرباح والنفط يرتفع بفعل الأخطار الجيوسياسيةlist 2 of 2الذهب عند أعلى مستوى في أسبوعين والنفط يستقرend of listتضيف هذه الخطة بُعدا جديدا إلى علاقة تركيا المتنامية مع الولايات المتحدة، التي أصبحت مصدرا رئيسيا لإمدادات الغاز الطويلة الأجل إلى أنقرة، وتسعى تركيا إلى تأمين الوصول إلى الوقود الأساسي لتغذية اقتصادها المتعطش للطاقة، والبالغة قيمته 1.4 تريليون دولار، وتنويع مصادرها بعيدا عن روسيا وأذربيجان.
وأبرمت تركيا صفقات للغاز الطبيعي المسال مع شركات، منها مجموعة ميركوريا للطاقة ومجموعة وودسايد للطاقة المحدودة، لتوريد الغاز الطبيعي المسال، ومعظمها من مصانع في الولايات المتحدة، ووافقت هذا الأسبوع على عقود مدتها 10 سنوات مع شركة "إيني" وشركة "إس إي إف إي" (SEFE) الألمانية.
وقّعت تركيا اتفاقيات طويلة الأجل للحصول على 150 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال منذ أواخر عام 2024، على أن يبدأ معظم التوريد بين عامي 2027 و2030.
"أكثر تنافسية"وصرح بيرقدار بأن الغاز الطبيعي المسال الأميركي أصبح "أكثر تنافسية" من غاز خطوط الأنابيب من روسيا وإيران.
واستوردت تركيا 5.2 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال حتى الآن هذا العام، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرغ، ويقارن هذا بـ3.98 ملايين طن لعام 2024 بأكمله، كما يتيح العرض الإضافي للشركات التركية خيار تعزيز تجارة الغاز لتحقيق أقصى قدر من الأرباح.
إعلانوأضاف بيرقدار أن تركيا تتوقع تسلّم نحو 1500 شحنة من الغاز الطبيعي المسال على مدى السنوات العشر إلى 15 المقبلة، مع ربط معظمها بأسعار غاز "هنري هب" في الولايات المتحدة.
وصارت الولايات المتحدة رابع أكبر مورد للغاز لتركيا هذا العام بحصة تبلغ 5.5 مليارات متر مكعب ونسبتها 14%.
مصر والمغربولاستيعاب تزايد الواردات، تخطط تركيا لإضافة وحدتين عائمتين جديدتين للتخزين وإعادة التغييز (تحويل الغاز المسال إلى الحالة الغازية)، لتوسيع أسطولها إلى 5 وحدات.
وتعتزم أنقرة إرسال إحدى هذه الوحدات إلى مصر خلال أشهر الصيف للمساعدة في تغطية نقص الغاز الموسمي في القاهرة، وتجري محادثات مع دول أخرى، منها المغرب، لترتيبات مماثلة.
وأضاف بيرقدار أيضا أن تركيا يمكنها مضاعفة سعة نقل الغاز السنوية إلى بلغاريا إلى ما يصل إلى 7-10 مليارات متر مكعب، مع مراعاة تحسينات طفيفة من الجانب البلغاري، وقد يُتيح ذلك كميات إضافية لجنوب شرق أوروبا، وربما لأوكرانيا.
وتطمح تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، إلى أن تصبح مركزا لتجارة الغاز إذ تعمل على تنويع مصادر إمداداتها التقليدية والتي ترد عبر خطوط الأنابيب.