الحطب يوشك على النفاد.. أزمة الغاز تهدد إطعام النازحين بغزة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
غزة- على رصيف واسع في قلب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تختلط رائحة الطعام المطهو في قدور واسعة بالدخان المنبعث من نار الحطب. ويخفي هذا المشهد التحدي الكبير الذي يواجه العاملين في المجال الخيري أثناء توفير الطعام لعشرات الآلاف من النازحين الفارين من جحيم الغارات الإسرائيلية.
ويضطر العاملون في المؤسسات الخيرية لإشعال الحطب خلال تجهيزهم الطعام للنازحين بسبب عدم توافر غاز الطهي، لكن الحطب لا يبدو بديلا جيدا، نظرا لتكلفته العالية، وتلويثه للبيئة.
يقول مالك أحد المطابخ في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، والذي فضّل عدم ذكر اسمه، إنه اضطر لاستخدام الحطب لطهي الطعام للنازحين من مناطق شمالي قطاع غزة. ويذكر للجزيرة نت أنه "يصنع الطعام للنازحين بتمويل من هيئة الأعمال الخيرية (جمعية أهلية)".
ويقول المالك "نطبخ حوالي 3 آلاف وجبة يوميا، مكونة من الأرز واللحم"، وقد اضطروا لاستخدام الحطب، نظرا لعدم توافر الغاز بسبب إغلاق إسرائيل للمعابر. ويضيف "الطبخ على الحطب مرهق جدا جدا، ومشاكله كثيرة، إنه ملوث للبيئة ويلحق الضرر بالأواني".
كما أن الحطب أكثر تكلفة من الغاز، حيث يقول إنه يدفع يوميا نحو 400 شيكل (100 دولار تقريبا) ثمنا للحطب، بالإضافة إلى أجرة نقله، في حين أن تكلفة الغاز لا تزيد عن 280 شيكل (70 دولار تقريبا).
وثمّة مشكلة أخرى متعلقة بالطبخ على الحطب، وهي عدم توافره بشكل دائم، وفي هذا الصدد يقول مالك المطعم "الحطب شحيح جدا، والمورد أخبرني أنه قارب على النفاد، وفي هذه الحالة سأغلق المطبخ".
مأساة النازحينالنازحون في مدرسة "السيدة سكينة بنت الحسين" الحكومية بمدينة دير البلح، كانوا ينتظرون قدوم وجبات الطعام على أحر من الجمر، حيث يعاني النازحون هنا من عدم تلقيهم أي نوع من المساعدات أو الخدمات كونها تتبع للحكومة وليس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأممية "أونروا".
ويقول أبو شام (35 عاما) إن "النازحين، في المدارس الحكومية يعانون من ظروف صعبة جدا"، ويضيف في حديثه للجزيرة نت " في مدارس أونروا، يتلقى النازحون بعض المساعدات من الوكالة، طعام ومياه وخدمات، لكن هنا في المدارس الحكومية، لا يوجد شيء".
لكنه يضيف مستدركا "فقط بعض الجمعيات الخيرية تحضر لنا بشكل متقطع وجبات طعام، وجبة كل يومين أو ثلاثة"، ويذكر أنه حاول الإقامة في مدرسة تتبع للأونروا، لكنه لم يتمكن نظرا للاكتظاظ الشديد".
وحول سبب نزوحه، يقول "أنا من سكان منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع، ومنطقتنا تعرضت لقصف شديد وتدمرت بشكل شبه كامل، منزلي المكون من 3 طوابق تدمر، وتشردت أنا وعائلتي المكونة من 23 شخصا".
ويشكو أبو شام من قسوة الحياة في المدرسة، حيث يقول " نضطر للمشي حوالي كيلومترين للحصول على المياه العذبة الصالحة للشرب، لا يوجد لدينا ملابس لأننا هربنا من منازلنا دون أخذ شيء، والطقس في الليل بارد".
ويقول أبو شام إن عدد النازحين في المدرسة يبلغ 12 ألفا، كما أنهم يعانون الأمرّين من مشكلة قلة المراحيض والاضطرار للوقوف في طوابير "وهو أمر محرج للغاية".
ورغم نزوحه من منطقة شمالي القطاع ومكوثه في مدرسة، إلا أنه لا يشعر مطلقا بالأمان، ويخشى أن تتعرض للقصف، خاصة بعد مجزرة المستشفى المعمداني، التي أودت بحياة أكثر من 500 فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال.
ويختم أبو شام حديثه قائلا: "نُطالب بالاعتناء بنا وحمايتنا، خاصة أننا دون مساعدات، ولدينا أطفال رضّع بلا أكل أو شرب".
ويعيش قطاع غزة حصارا مطبقا فرضه الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قطع عنه الغذاء والماء والدواء والوقود، مما تسبب بتفاقم الوضع الإنساني المتدهور نتيجة الحرب الإسرائيلية، قبل أن تدخل بعض المساعدات من معبر رفح المصري في وقت سابق من اليوم، لكنها وصفت بأنها "غير كافية أبدا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على الحطب قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كاتبان أميركيان: ترامب يوشك أن يكرر أخطاء بوش بالشرق الأوسط
قال كاتبان أميركيان إن الضربة الأميركية على إيران يمكن أن تتحول بسهولة إلى حرب لا هوادة فيها، يعارضها الأميركيون يمينا ويسارا، والتورط فيها حماقة كبيرة.
وأوضح الكاتبان ماثيو داس، مستشار المشرعين التقدميين، والمحرر المحافظ سهراب أحمري أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اختار الآن الانضمام إلى حرب إسرائيل المتهورة مع إيران، مما يعرقل مفاوضاته الدبلوماسية التي أثبتت جدواها، ويجعله يوشك أن يُغرق الأمة في مستنقع جديد، ويشكل خيانة جسيمة لملايين الأميركيين الذين ساندوه سعيا إلى نهضة محلية، لا إلى مغامرات خارجية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلومبيرغ: 5 أسئلة عما سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمزlist 2 of 2كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربةend of listوذكّر الكاتبان في مقالهما بصحيفة واشنطن بوست، بأن ترامب تفوق عام 2016 على وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لأنه انتقد حروب أميركا بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول ووصفها بأنها "كارثة"، كما فاز الرئيس السابق جو بايدن عام 2020، لمعارضته حروب الشرق الأوسط، وانتصرت حملة ترامب الأخيرة لتعهده "بمنع الحرب العالمية الثالثة".
وأشار الكاتبان إلى أنهما، رغم مسيرتهما المهنية التي ظلت على طرفي نقيض، متحدان اليوم في الرعب من احتمال نشوب صراع مباشر بين إيران وأميركا، وفي التصميم على تجنبه، ومعهما عدد من المشرعين وبعض أبرز الأصوات في حركة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"" (ماغا) المقربة من ترامب.
إضافة إلى ذلك أظهر استطلاع رأي حديث أن 16% فقط من الأميركيين يعتقدون أن الجيش الأميركي يجب أن يتدخل في الصراع بين إسرائيل وإيران، في حين يرى 60% أن ذلك لا ينبغي، كما أظهر استطلاع آخر أن أغلبية كبيرة من مختلف الأميركيين تؤيد اللجوء إلى الدبلوماسية لمعالجة البرنامج النووي الإيراني بدلًا من الحرب.
ونبه الكاتبان إلى أن الصقور من دعاة الحرب يتصورون أن الأمر يتلخص في ضربة سريعة لمحطة فوردو النووية الإيرانية، مرددين صدى تصريحات متباهية سبقت غزو العراق بأن حرب الرئيس جورج بوش الابن ستكون "نزهة"، لكن أي حرب أميركية ضد إيران لن تكون سريعة على الإطلاق.
ترامب اختار الآن الانضمام إلى حرب إسرائيل المتهورة مع إيران، مما يوشك أن يغرق الأمة في مستنقع جديد، ويشكل خيانة جسيمة لملايين الأميركيين الذين ساندوه سعيا إلى نهضة محلية، لا إلى مغامرات خارجية
ومع أن الجيش الإسرائيلي حقق بعض النتائج المذهلة في الأيام الأولى من الصراع، وهو ما فعله الجيش الأميركي في الأيام والأسابيع الأولى في العراق، فإن المشكلة -كما يرى الكاتبان- هي ما يأتي بعد أن ينقشع غبار الضربات الأولى.
إعلان صراع لا داعي لهوحتى لو هاجمت القاذفات الأميركية فوردو، وأقنعت إدارة ترامب نفسها بأن عملية واحدة حققت كل ما هو ضروري، فإن القيادة الإيرانية ستشعر بالحاجة إلى التصعيد، ويمكنها إغلاق مضيق هرمز، حيث يمر حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية، واستهداف القواعد الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط بترسانة من الصواريخ المتطورة التي لم تتأثر بعد بالغارات الجوية الإسرائيلية، حسب الكاتبَين.
ولا شك أن الهجمات على القواعد الأميركية ستتطلب من واشنطن الرد بالمثل، لتبدأ حرب أخرى في الشرق الأوسط، ويكرس جيل من الأميركيين حياته لصراع لا داعي له، علما أن إسرائيل تستهدف انهيار النظام الإيراني أو تغييره، مما سيُحدث فوضى قد تزعزع استقرار الدول المجاورة ومصالح الولايات المتحدة الحساسة، وتدفع بملايين المهاجرين إلى أوروبا المنهكة.
وخلص الكاتبان إلى أن التورط أكثر في هذه الحرب سيكون حماقة، وأن على ترامب الآن حث إسرائيل على وقف هجومها والعودة إلى المسار الدبلوماسي، لأن أفضل طريقة لمنع حصول إيران على سلاح نووي -يعارضانه كما يعارضان الحرب- هي اتفاق يضع البرنامج النووي الإيراني تحت قيود مشددة ومراقبة دقيقة.