حجم الإرهاب الإسرائيلي الأمريكي على غزة وأبنائها المحاصرين لا يتوقف، حياة أشبه بجحيم مستعر وأوضاع إنسانية غاية في الصعوبة والتعقيد وحياة الملايين من المواطنين على المحك، يزداد ذلك الإجرام وضاعة وإرهابا حين يجعل من الطفولة هدفاً رسمياً لجرائمه، حيث يتعرض الأطفال والنساء في غزة لحرب إبادة جماعية متعمدة بصورة لا تخفي حقيقة أن الكيان المحتل في كل حروبه وعدوانه على فلسطين لابد له أن يجعل من أطفالها أهدافاً مشروعة لكل جرائمه الوحشية، ولتبدو هذه المرة بصورة أكثر وحشية وبشاعة أكبر من أي وقت مضى.


قضايا وناس / مصطفى المنتصر

«إن الأطفال خلقوا ليعيشوا ويكبروا وليس ليستهدفوا في أماكن الحروب «، بهذه الكلمات يبدأ الباحثون عن حقوق الطفل في القوانين الدولية أبحاثهم ودراساتهم، فهل يتوقف الأمر إذا تعلق بالأطفال في غزة!
سؤال يطرح نفسه وبقوة أين يقف أطفال غزة من كل تلك القوانين الرنانة والخطابات المجلجلة المتعلقة بالطفولة في كل المنابر والخطابات الدولية الكاذبة، أم أن أطفال غزة لم يصلوا إلى مرتبة الطفولة لهول ما عاشوه وعايشونه من وحشية وإجرام يشيب منها الولدان جراء جرائم ووحشية المحتل الإسرائيلي الغاصب.

مشاهد مأساوية
مشاهد دامية لحجم الإرهاب الإسرائيلي بحق الأطفال في غزة، ومن هؤلاء ما تداولته وسائل إعلام دولية صورة للحظة وضع جثمان مولود (شهر واحد) في ثلاجة خارجية عقب امتلاء ثلاجات الشهداء بالجثامين بعد ارتقائه بقصف إسرائيلي في غزة، وفي مشهد لا يقل عن مأساة جرائم الطفولة التي يمارسها المحتل بحق أطفال غزة أم تفجع بطفلها الرضيع الذي ارتقى في قصف طائرات الاحتلال على قطاع غزة بقولها له «قوم ارضع، حبيبي يما».
مشهد هو الآخر لا يقل حسرة وبشاعة عن سابقيه لما تعرض له الطفل تميم داود الذي لم يتحمل أصوات القذائف المنهمرة فوق رأسه ليرحل قلبه الصغير عن هذه الحياة وهو لم يتم بعد عامه الخامس.
وغيرها من الفظائع المهولة التي يندى لها الجبين، ولا يمكننا حصرها لضيق المساحة هنا إلا أن تلك الجرائم ستظل شاهدا على فظاعة الإجرام الذي يمارسه المحتل بحق أبناء غزة والتي لن تسقط بالتقادم.

تحذير وإدانة استهداف الأطفال
وزير الصحة الفلسطيني في غزة أكد، إن 80 % من الشهداء والجرحى الذين يصلون إلى المستشفيات هم من فئة الأطفال، وان العديد منهم لا تظهر ملامحهم ولا يتم التعرف عليهم نظرا لاستخدام جيش الاحتلال أسلحة محرمة دوليا كالفسفور الأبيض.
فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» أن مئات آلاف الأطفال في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية من جراء تصعيد الأعمال العدائية في غزة. وقبل بدء الحرب، أعلنت أن هناك 1.1 مليون طفل بحاجة إلى المساعدات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية، معربة عن قلقها إزاء قطع الكهرباء والمياه والغذاء عن سكان القطاع.
وقالت اليونيسيف على موقعها الإلكتروني “قُتل وأصيب، مئات الأطفال، في كل ساعة في غزة يرتفع عدد الأطفال الذين قتلوا.. قتل الأطفال يجب أن يتوقف.. أطفال يعانون من حروق مروعة، وجروح بالقذائف، وفقدان أطراف والمستشفيات مرهقة بشكل تام لعلاجهم ومع ذلك، تستمر الأرقام في الارتفاع”، وأكدت “يجب أن يكون العاملون في المجال الإنساني قادرين على الوصول بأمان إلى الأطفال وأسرهم من خلال الخدمات والإمدادات المنقذة للحياة”.
المرصد الحقوقي « (الأورومتوسطي) أكد أن أطفال غزة تأذوا بشكل حاد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة وظهروا كهدف أول لـ«المذبحة الجماعية» الذي يرتكبها المحتل الإسرائيلي بحق أبناء القطاع وقال أيضا، إن الجيش الإسرائيلي يسحق براءة أطفال غزة ويقتل ما معدله 100 منهم يوميا منذ إطلاق هجومه العسكري واسع النطاق ضد القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

جرائم ومجازر مروعة
وفي مساء الثلاثاء الماضي ارتكبت طائرات العدو الصهيوني جريمة مروعة بحق المستشفى الأهلي المعمداني في غزة والذي كان بداخلها الآلاف من الأطفال والجرحى والمصابين وأهالي الضحايا والمواطنين الذين لجأوا إلى باحات المستشفى للاحتماء من قصف المحتل الغاشم لتشن طائرات الكيان غارات همجية نجم عنها استشهاد وإصابة المئات من المدنيين من بينهم عشرات الأطفال والنساء.
الصور والمشاهد التي تم تناولها عقب هذه المجزرة ولاسيما ما كان متعلق بالأطفال عقب قصف المستشفى، وبرغم فداحة الجرم المشهود بحقهم من قبل الكيان الصهيوني المحتل إلا أن هناك أطفالاً منهم من كان لايزال يحمل بيديه الخبز، وآخر متمسكاً بالنقود والدمى، وفي جميع تلك الصور والمشاهد المؤلمة إلا أنها عبرت عن قوة الطفل الفلسطيني وصموده ومدى تمسكه بالحياة غير آبه بدموية المحتل ومطالبته لهم بالاستسلام.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: أطفال غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

70٪ من أطفال أوكرانيا يفتقرون إلى الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية

أفاد اليونيسف في بيان له اليوم، أن حوالي 70٪ من الأطفال في أوكرانيا، أي ما يعادل 3.5 مليون طفل، يفتقروا إلى الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء الكافي أو المأوى، حيث ارتفعت نسبة الأطفال الذين يعانون من "الحرمان المادي" من نحو 18٪ في عام 2021، قبل تصاعد الحرب في فبراير 2022.

شروط تملك غير السعوديين للعقار بعد قرار المملكة الجديدلردع بيونج يانج.. نشر مقاتلات أمريكية قرب حدود كوريا الشمالية


 

و أشار بيان اليونيسف أنه منذ فبراير 2022، تم قتل أو إصابة نحو 2,786 طفلًا، ويعيش ثلث أطفال أوكرانيا في منازل لا تتوفر فيها مياه صالحة للشرب أو شبكات صرف صحي عاملة، كما يفتقر نحو نصف الأطفال إلى مكان للعب سواء داخل المنزل أو خارجه. وقد تسببت الهجمات المستمرة والممنهجة على البنية التحتية الحيوية للمياه والصرف الصحي والطاقة، ومنازل الأطفال والمدارس والمرافق الصحية، إلى جانب تصاعد الفقر، في زيادة مستويات الحرمان المادي.


 

كما تواجه أوكرانيا تحديات ديموغرافية خطيرة، منها انخفاض معدل المواليد بنسبة 35٪، وفرار ملايين النساء والأطفال من البلاد.



 

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل: "لا تزال الحرب في أوكرانيا تُدمّر حياة الأطفال في البلاد، إن الاستثمار فيهم وفي الخدمات التي يعتمدون عليها هو أفضل وسيلة لضمان مستقبل أوكرانيا"، مضيفة: "الاستجابة الإنسانية الجارية مصممة لتلبية الاحتياجات العاجلة، مع دعم نتائج دائمة. لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب الاستثمار في تعافي أوكرانيا على المدى الطويل، وهو ما سيعود بالنفع على الأطفال اليوم ولأجيال قادمة".

طباعة شارك اليونيسف أوكرانيا الأطفال السلع أطفال أوكرانيا

مقالات مشابهة

  • قذيفة تقتل خمسة أطفال في ريف تعز
  • تعز.. مقتل 5 أطفال وسط اتهامات متبادلة بين الحوثيين والقوات الحكومية 
  • الجوع يهدد أطفال السودان بـ«وفيات جماعية»
  • المدينة الإنسانية في رفح... مشروع تهجير إسرائيلي يواجه رفضًا عربيًا شاملًا
  • عاجل : سوريا .. العدو الإسرائيلي يغتصب القنيطرة بالنار والجرافات ويشرد الآف العائلات بذرائع كاذبة وهذا ما يحدث الآن
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • إدانة أممية لاستهداف العدوان الإسرائيلي المدنيين في غزة
  • أطفال غزة.. ضحايا الحصار الغذائي والتجويع المتعمّد
  • «جيل 71» برنامج مستلهم من عام الاتحاد
  • 70٪ من أطفال أوكرانيا يفتقرون إلى الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية