حذر باحثون من قراصنة يستغلون ثغرة أمنية في برنامج شبكات شركة مستلزمات شبكات المعلومات الأميركية "سيسكو" للتسلل إلى عشرات الآلاف من الأجهزة.

وكانت "سيسكو" حذرت الأسبوع الماضي من وجود ثغرة خطيرة في تطبيق "آي أو إس إكس إي" الذي يستخدم في تشغيل مجموعة واسعة من معدات الشبكات التي تنتجها الشركة، مشيرة إلى أن قراصنة يستغلون هذه الثغرة بنشاط.

وأضافت أنه تم اكتشاف الثغرة في واجهة إدارة الويب لتطبيق "آي أو إس إكس إي"، والتي يمكن استخدامها عندما يتصل الجهاز المتضرر بالإنترنت.

من جانبه، ذكر موقع "تك كرانش" المتخصص في موضوعات التكنولوجيا أن قائمة الأجهزة التي تعمل بتطبيق "آي أو إس إكس إي" تضم محولات المؤسسات ووحدات التحكم اللاسلكي ونقاط الوصول إلى شبكة الاتصالات وأجهزة الراوتر الصناعية، وهي أجهزة تستخدمها الشركات والمؤسسات الصغيرة لإدارة شبكاتها بطريقة آمنة.

وفي رسالة عبر الإنترنت ذكرت شركة "تالوس" لأمن المعلومات التابعة لشركة "سيسكو" أنه حتى الآن يستغل قراصنة غير معروفين الثغرة الأمنية المعروفة باسم "يوم الصفر"، وهي نوع من الثغرات التي اكتشفها القراصنة ويستخدمونها منذ 18 سبتمبر/أيلول الماضي على الأقل قبل أن تتمكن الشركة المنتجة من معالجتها.

وأضافت "تالوس" أن القراصنة الذين ينجحون في استغلال الثغرة يسيطرون تماما على الجهاز الضحية، مما يسمح لهم باحتمال القيام بأنشطة غير مرخصة على شبكة الشركة الضحية.

ولم تكشف "سيسكو" عن حجم عمليات القرصنة التي تمت عبر هذه الثغرة حتى الآن.

وفي الوقت نفسه، يقول محرك البحث على الأجهزة والأصول المرتبطة بالإنترنت "سينسيس" إنه لاحظ نحو 42 ألف جهاز من أجهزة "سيسكو" تضررت من عمليات قرصنة في يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، مشيرا إلى رصد ارتفاع حاد في هذا اليوم عن اليوم السابق.

وفي تحليله لبيانات هذه الثغرة قال محرك البحث "سينسيس" إن أغلب الأجهزة المتضررة موجودة في الولايات المتحدة والفلبين والمكسيك، وإن القراصنة يستهدفون شركات الاتصالات التي تقدم خدمات الإنترنت لكل من المنازل والشركات.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ملتقى الجامع الأزهر للقضايا المعاصرة يحذر من شبكات التواصل وتأثيرها على الوعي

عقد الجامع الأزهر، أمس الثلاثاء، حلقةً جديدةً من ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: «شبكات التواصل الاجتماعي بين الإيجابية والسلبية»، وذلك في إطار اللقاءات الأسبوعية التي تُعقد كل ثلاثاء برحاب الجامع الأزهر، بحضور كل من؛   أ. د. رضا أمين، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، وأ.د صالح عبد الوهاب، وكيل كلية العلوم الإسلامية للوافدين، وأدار الحوار الإعلامي محمد مصطفى يحيى.


في بداية الملتقى أكّد الدكتور رضا عبد الواجد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، على الأهمية القصوى لتوخي الحذر من الآثار السلبية المتزايدة لشبكات التواصل الاجتماعي على نسيج مجتمعاتنا،  لأن هذه السلبيات تزداد فتكًا وتأثيرًا كلما استسلم الفرد لساعات طويلة أمام هذه المنصات دون وعي  أو تفكير ، محذرًا من أن هذا الاستهلاك السلبي قد يؤدي إلى تشكيل وعي زائف وتبني أفكار هدامة، ولتحصين الذات والمجتمع من براثن هذه السلبيات، شدد  على ضرورة تبني مجموعة من الضوابط الواضحة والملزمة عند التعامل مع المحتوى الرقمي، سواء كان ذلك استقبالًا أو نشرًا، كما أن الدراسات العلمية الحديثة كشفت عن رقم مفزع يتمثل في متوسط أربع إلى خمس ساعات يوميًا يقضيها الفرد متصفحًا هذه الشبكات، وهو ما يمثل استنزافًا حقيقيًا لجزء ثمين من عمر الإنسان وطاقاته، ويستدعي وقفة جادة لإعادة تقييم أولوياتنا وكيفية استثمار أوقاتنا بشكل أكثر إنتاجية.

أطباء جامعة الأزهر يوقعون الكشف الطبي على 2000 مواطن بالسويسملتقى الجامع الأزهر: رسولنا حث على طلب الشفاء وعدم الاستسلام للمرض‏


وفي سياق تفصيله لهذه الضوابط، أوضح عميد إعلام الأزهر أن أولى هذه المحاذير تكمن في ضرورة التحلي بالمسؤولية وتجنب الانسياق وراء نشر الأخبار الكاذبة والشائعات المغرضة، لأن سهولة تداول المعلومات غير الموثقة عبر هذه المنصات قد تدفع الكثيرين إلى إعادة نشرها دون أدنى تدقيق، وهو ما لا يقتصر ضرره على الأفراد فحسب، بل يمتد ليطال الأمن الفكري للمجتمع ككل، ويساهم في تزييف الحقائق وتشويه الوعي العام، أما الضابط الثاني الذي أكد عليه، فهو ضرورة الامتناع عن نشر أي محتوى يتعارض مع قيمنا الدينية الراسخة وتقاليدنا المجتمعية الأصيلة، وعدم  الانسياق وراء التيارات الفكرية والثقافية الغريبة التي قد تبث سمومها وتنشر الرذيلة  عبر هذه الشبكات، وتسعى إلى تفكيك منظومة القيم والأخلاق التي تحافظ على تماسك المجتمع، وحول الضابط الثالث أشار إلى ضرورة الاستخدام الرشيد للوقت، وعدم إهداره في تصفح غير هادف ومحتوى تافه لا يعود بالنفع على الفرد أو المجتمع، لأن الوقت هو أثمن ما يملكه الإنسان وأنه مسؤول عنه أمام الله، وأختتم هذه الضوابط بالتشديد على عدم الخوض في خصوصيات الآخرين وكشف سترهم عبر هذه المنصات، لتسببه في إلحاق الأذى النفسي والمعنوي بهم،  كما يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية وانتشار الكراهية والبغضاء.

وفي المقابل، بين عميد إعلام الأزهر  أهمية توجيه استخدام هذه الأدوات الرقمية نحو تحقيق أقصى استفادة ممكنة فيما يعزز تقدم المجتمع، من خلال استثمار هذه المنصات في نشر القيم الإسلامية النبيلة والمبادئ الوطنية السامية التي تدعو إلى الخير والتسامح والتعاون، بالإضافة إلى الاستفادة من الإمكانات المعرفية الهائلة التي تتيحها هذه الشبكات في توسيع المدارك واكتساب العلوم والمعارف النافعة، بجانب تعزيز الاستفادة الإيجابية من شبكات التواصل الاجتماعي، مثل: نشر الوعي بالقضايا المجتمعية الهامة، وعلى الدعاة استثمار هذه الشبكات في الدعوة إلى الله ونشر الوعي والفكر الأمن الذي يحصن شبابنا من الوقوع فريسه للأفكار الهدامة.

كما أشار فضيلة الدكتور صالح عبد الوهاب، وكيل كلية العلوم الإسلامية للوافدين، إلى التداعيات السلبية المتزايدة الناجمة عن الاستخدام غير الرشيد لشبكات التواصل الاجتماعي، والتي أدت إلى ظهور  العديد من المساوئ، نتيجة غياب  الوعي في تعامل الأشخاص  مع هذه المنصات،  ونتج عن هذا الانغماس المفرط في شبكات التواصل الاجتماعي حدوث  خلل جوهري في الأسرة، وضعف الروابط الأسرية،  ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تسببت أيضا في إحداث أضرار نفسية واجتماعية عميقة، كنتيجة للإدمان في استخدامها بشكل غير واع،  وتشمل هذه الأضرار الشعور بالعزلة، وتفاقم مشاعر القلق والاكتئاب، وانتشار المقارنات الاجتماعية السلبية التي تؤدي إلى تدني احترام الذات.


وعقد الدكتور  صالح عبد الوهاب مقارنة بين واقع شبابنا المعاصر ، الذين يقضون أوقاتًا طويلة  أمام شبكات التواصل الاجتماعي،  دون تحقيق أي فائدة تذكر أو إضافة حقيقية إلى رصيدهم المعرفي أو الشخصي، وبين قامة شامخة، ألا وهو الإمام شرف الدين النووي رحمه الله، الذي كان يستثمر كل لحظة في طلب العلم ونشره، حتى أنه كان يُملي في كل يوم وليلة ما يعادل دفترين كاملين مما جادت به قريحته  وحصيلته العلمية، كما تذكر لنا الأخبار أيضا أن الإمام ابن جرير الطبري ظل يكتب كل يوم أربعين ورقة طوال أربعين عاما من عمره، مؤكدا أن هذه المقارنة لا تهدف إلى جلد الذات بقدر ما هي دعوة صادقة إلى استلهام عظمة الماضي واستثمار طاقات شبابنا فيما يعود عليهم وعلى أمتهم بالنفع والارتقاء.


وفي سياق نصائحه للشباب، استلهم وكيل كلية العلوم الإسلامية من معين العلامة ابن الجوزي لأبنه: "يا بني، إن الأيام تبسط ساعات، وإن الساعات تبسط أنفاسًا، وفي كل نفس خزانة، فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء، فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم ولا ينفعك الندم"، وهي دعوة إلى الوعي بقيمة الوقت والحياة، وإلى السعي الدؤوب لملء خزائن أنفاسهم بما يرتقي بهم وبمجتمعاتهم، فالشباب هم وقود المستقبل، وإدراكهم لهذه الحقائق هو الخطوة الأولى نحو بناء غد مشرق.

وأوضح وكيل كلية العلوم الإسلامية أن المبادئ السامية والضوابط الأخلاقية التي أرساها شرعنا الحنيف في تعاملاتنا مع الآخرين، والمستمدة من نصوص قرآنية كريمة كقوله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، وقوله عز وجل: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"، ليست مجرد توجيهات عابرة، بل هي أسس راسخة يتعين علينا الالتزام بها بدقة وأمانة خلال تواصلاتنا وتفاعلاتنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي،  على أن تحقيق المناعة والتحصين من الآثار السلبية  لشبكات التواصل الاجتماعي يبدأ بالاستشعار الدائم لمراقبة الله عز وجل لنا في كل ما نفعل، سواء في عالمنا الواقعي أو في الفضاء الرقمي، وعلى كل منا أن  يدرك تمام الإدراك أن كل كلمة يكتبها، وكل صورة ينشرها، وكل تفاعل يقوم به على هذه الشبكات، سيكون شاهدًا له أو عليه يوم القيامة.

طباعة شارك ملتقى الجامع الأزهر الاستهلاك السلبي شبكات التواصل

مقالات مشابهة

  • توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب وكلية التدريب المهني المتقدم في الأردن
  • ملتقى الجامع الأزهر للقضايا المعاصرة يحذر من شبكات التواصل وتأثيرها على الوعي
  • سرقات تهز إيكيا الدارالبيضاء والدرك يعتقل عاملين داخل الشركة
  • عرض أصول عقارية في ملكية الشركة المستغلة لفندق عريق بتارودانت للبيع في المزاد
  • قراصنة روس يخترقون القوات المسلحة الأوكرانية ويمنعونهم من تتبع الطائرات الروسية
  • الشركة العامة للكهرباء تبحث تداعيات اشتباكات طرابلس واستعدادات الصيف
  • الوطنية للأسمنت تنفي ما تم تداوله بشأن أسعار الاسمنت المنتج من قبل الشركة
  • ملتقى الأزهر يناقش إيجابيات وسلبيات شبكات التواصل الاجتماعي.. غدا
  • شجار على متن طائرة “بيغاسوس” يعكر صفو الرحلة.. ما موقف الشركة!
  • شبكات مشبوهة تتحكم في كهرباء بغداد