زكي بني ارشيد يكتب .. طوفان الترويع والتقويض
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
#سواليف
#طوفان_الترويع و #التقويض
كتب … #زكي_بني_ارشيد
( من لم يأت بالترويض لا بدّ أن ينتهي بالتقويض، ومن استعصى على التطويع فليواجه الترويع، ومن لم يكن مع #أميركا و«إسرائيل» فهو #إرهابي وعدوٌ للحياة والأمل والمستقبل ولا بدّ من تصفيته).
مقالات ذات صلة السنوار.. “ميت يمشي في الأنفاق” يغير قواعد اللعبة 2023/10/22على مدى أكثر من عشرين عاماً كانت وكالة المخابرات الأميركية هي التي تدفع للزمّار والمزمرين، وتدير جبهة ثقافية بدعوى حرية التعبير من أجل السيطرة على #عقول_البشر وقلوبهم.
قبل أن تضع الحروب الأميركية أوزارها، أخرجت الترسانة الامبريالية أثقالها الثقافية: ( الصحف والمجلات والإذاعات، والمؤتمرات ومعارض الفن التشكيلي، والمهرجانات الفنية والمنح والجوائز… إلخ)
وتكونت شبكات من شعراء الطرب السياسي، وحملة المباخر ممن وُصفوا بالحداثيين والتنوريين، والليبرالبين الجدد، ومن مؤسسات وهمية وتمويل سرّي ضخم ، في حرب دعائية ضارية هدفها زرع ثقافة القرن الأميركي الجديد.
كانت تخطط لهذه الحرب وتديرها «منظمة الحرية الثقافية» (Congress for Cultural Freedom)، وهي «الزمار» الذي تدفع له وكالة المخابرات المركزية (CIA) ثمن ما تطلبه من ألحان نهاية التاريخ وصراع الحضارات.
هذا هو ملخص الجهد الضخم الذي قامت به الباحثة البريطانية ف. س. سوندرز في كتابها «من الذي دفع للزمار؟»، فبيّنت الجانب المظلم من تاريخ أميركا الثقافي، معتمدة على عدد كبير من المقابلات الشخصية، وفحص عدد كبير من الوثائق الرسمية التي أُفرِج عنها، كشفت سوندرز عن أسماء عدد كبير من أبرز مفكري المرحلة وفنانيها، تعاون بعضهم دون أن يدري، وعمل آخرون بعلم واستعداد للتعاون لصنع ما يسمى «أيديولوجيات الاستيعاب التنويرية»، واُستُعمل اليسار الديمقراطي ضد اليسار الراديكالي كستار للهيمنة الأميركية على أوروبا.
هذا هو الأسلوب الذي لجأت إليه وكالة المخابرات المركزية ل اللعب في الميدان الثقافي، متخذةً من الفنون والآداب غطاءً لها في عملها.
بعد عشرين سنة من الحرب الأميركية في أفغانستان، وما رافقها من ويلات وجرائم الحرب اضطرت للانسحاب المذل ودون تحقيق أياً من أهدافها وعادت طالبان لحكم أفغانستان، وفي العراق وبعد أن تبيّن زيف الأسباب التي ساقتها لتبرير تلك الحرب الفاجرة وما رافقها من جرائم بشعة، تصاعدت معاناة العزلة والكراهية وبدأت بطرح السؤال ( لماذا يكرهوننا؟) عندها لجأت إلى صياغة نظريات لأجيال جديدة من الحروب، فضاؤها حقول الإمبراطوريات الإعلامية، ومنتجات الذكاء الاصطناعي، وهندسة الخوارزميات في منصات التواصل الإجتماعي الذي يتحكم بحرية إبداء الرأي عبر محابس إلكترونية لا تسمح بالمرور لأي كلمة أو عبارة أو مصطلح يخدش مشاعر العم سام، بحجة معادة السامية ومحاربة خطاب الكراهية!..
اليوم لم يعد للسؤال الوقح ( لماذا يكرهوننا؟ ) اي قيمة أو معنى وبعد طوفان الأقصى بدأت مرحلة جديدة من السفور الفاضح في الانحياز الأعمى لجرائم الحرب الصهيونية، ضد القوى الصاعدة التي صنعت الفلسطيني الجديد وعلى منواله سينتج العربي الجديد في رسم ملامح الشرق الأوسط والمستقبل الجديد، ليس انحيازاً صارخاً فقط ولكنها شراكة في الجريمة المكتملة الأركان، ما يعني أن الكتل البشرية المتضررة من الغطرسة الأميركية أصبحت مشبعة بالكراهية ضد السياسات الأميركية، وبالضرورة فإن الولايات الأمريكية ستعاني من المزيد من العزلة والرفض، لأن الإدارة الأميركية لا زالت تضحي بمصالح شعبها لصالح ” الكيان الإسرائيلي “، خسارة العقول والقلوب ستضع اغلالها لصالح ( الصين وروسيا) المنافسين القادمين لصدارة المشهد الدولي
الحقيقة التي لم تدركها المزادات والمزايدات في بورصة الانتخابات القادمة ان “إسرائيل” وخاصة بعد طوفان الأقصى، لم تعد قادرةً على حماية ذاتها وعاجزةً عن رعاية مصالح وكلائها وأن المراهنة على الدور الوظيفي للكيان في رعاية المصالح الغربية هو رهان خاسر وأن “إسرائيل” أصبحت عبئاً ثقيلاً على من أسسها وأنشأها ودعمها.
بدأت مرحلة التطويع الفكري والثقافي، وعنوانها من لم يأت بالترويض لا بدّ أن ينتهي بالتقويض، ومن استعصى على التطويع فليواجه الترويع، ومن لم يكن مع أميركا و«إسرائيل» فهو إرهابي وعدوٌ للحياة والأمل والمستقبل ولا بدّ من تصفيته .
تحت الرعاية الغربية والبوارج الأميركية الأوربية وألالحان العبرية، تدور الحرب ضد غزة قاسية وكريهة ودموية لقمع إرادة التحرر والاستقلال الحقيقي.
في تطور المشهد السياسي، مفاجأآت صادمة ستفسد اللحن الموسيقي المراد إنتاجه على اشلاء الشعب الفلسطيني وخرائط الشرق الأوسط الصهيوني،
آن الآوان لانكشاف الوجه القبيح المختفي خلف الاقنعة السوداء، وانقلاب السحر على الساحر.
مرحلة النهوض لها لحن آخر، تعزفه صواريخ المعركة،
وسواعد المقاومة،
بحور الشعر لم تعد عبرية وستعود كما الأصل عربية الحرف والقافية، وأما الذين اعتادت اذانهم على الإستماع والاستمتاع باللحن العبري، ويطربون لميشيل إلياهو وغيره، فما بكت عليهم السماء والأرض ولا عزاء لهم ولا كرامة ولا احترام.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف أميركا إرهابي عقول البشر
إقرأ أيضاً:
من انتصر في الحرب: إسرائيل أم إيران؟
قبل الهجوم غير القانوني الذي شنّته إسرائيل على إيران، كان نطاق الاشتباك بين طهران وتل أبيب يُعرّف ضمن "المنطقة الرمادية"، أو ما يُعرف بالحرب غير المتكافئة. لكن منذ أسبوعين تغيرت المعادلة، وأصبحنا أمام مواجهة مباشرة بين هذين الفاعلين الإقليميين.
ففي فجر يوم الثالث عشر من يونيو/ حزيران 2025، أعلنت الحكومة الإسرائيلية، عبر بيان رسمي، أنها نفذت "ضربة استباقية" أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت من خلالها مواقع حيوية كالمواقع النووية ووحدات الصواريخ والطائرات المسيّرة في نطنز وفوردو وخنداب وبارتشين.
بالتزامن، شنّ الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد عمليات اغتيال ضد كبار القادة العسكريين وبعض الشخصيات البارزة في البرنامج النووي الإيراني.
خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين طهران وتل أبيب، سقط ما لا يقل عن 610 ضحايا إيرانيين. وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد استُهدِف ما لا يقل عن 480 هدفًا إستراتيجيًا داخل إيران خلال هذه العمليات المفاجئة.
في المقابل، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية بدء عملية "الوعد الصادق 3″، حيث أطلقت أكثر من 500 صاروخ على الأراضي المحتلة ضمن أكثر من 21 موجة هجومية. وأسفرت الهجمات الصاروخية الإيرانية عن مقتل 28 صهيونيًا، وإصابة 265 آخرين على الأقل.
وعقب عملية "بشائر الفتح" الإيرانية ضد قيادة "سنتكوم" الأميركية في قاعدة العديد، وردًا على عملية "مطرقة منتصف الليل"، بدأت الولايات المتحدة بمساعدة قطر جهود وساطة بين إيران وإسرائيل، وأعلن ترامب عبر منشور على منصة "تروث سوشيال" عن التوصل إلى هدنة بين الطرفين.
والسؤال الحاسم بعد إعلان هذه الهدنة النسبية في المنطقة: هل ستُستأنف الحرب بين إيران وإسرائيل من جديد؟
أهداف إسرائيلبعد دقائق من الهجوم واسع النطاق على أهداف عسكرية ومدنية داخل إيران، أعلن كل من بنيامين نتنياهو، ويسرائيل كاتس، وجدعون ساعر، الأقطاب الرئيسيين في الحكومة الإسرائيلية، أن هدف الحرب هو تدمير البرنامج النووي والصواريخ الباليستية الإيرانية.
إعلانرغم أن الحكومة الإسرائيلية حاولت عبر المنابر الرسمية إظهار تلك الأهداف على أنها الأجندة الرئيسية للجيش وأجهزة الاستخبارات، فإن الوقائع على الأرض تشير إلى أن اليمين الصهيوني يسعى لتحقيق أهداف أكثر طموحًا.
فقد ضخت إسرائيل كمًا هائلًا من الدعاية؛ بهدف تحريض الشعب الإيراني على التمرد وتغيير النظام القائم في طهران، مما يُظهر سعيها لتغيير وجه الشرق الأوسط. لكن الشعب الإيراني، بإظهاره وحدة وطنية واضحة في مواجهة العدو الخارجي، لم يتجاوب مع هذا المشروع الإسرائيلي- الأميركي.
وبعد انتهاء الحرب، أعلنت إسرائيل أنها دمرت 50% من منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، واستهدفت 35 مركزًا لتصنيع الصواريخ، واغتالت 11 عالمًا نوويًا.
ورغم مزاعم "النصر العظيم" من قبل المسؤولين الإسرائيليين، فإن الوقائع تشير إلى أن إسرائيل اكتفت بتوجيه ضربات محدودة إلى البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين. فقد أظهرت استطلاعات رأي، مثل ما نشرته صحيفة "معاريف"، أن 65% من سكان الأراضي المحتلة لا يرون أن إسرائيل حققت نصرًا واضحًا.
أهداف إيرانخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، أعلنت طهران أن أهم أهدافها كانت "الرد الفعال على العدوان"، و"حماية الأصول الإستراتيجية"، و"معاقبة المعتدي بهدف استعادة الردع".
وأكد اللواء موسوي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، أن العمليات المنفذة حتى الآن كانت تحذيرية لردع العدو، وأن العملية العقابية الحاسمة قادمة.
عمليًا، وبسبب استهداف إسرائيل منظومات الدفاع الجوي والراداري الإيرانية، وعمليات التخريب التي نفذها عملاء الموساد، ركزت طهران على الهجوم وضرب مراكز إستراتيجية في الأراضي المحتلة، مثل: قاعدة نيفاتيم الجوية، قاعدة عودا الجوية، قاعدة رامون العسكرية، المقر المركزي للموساد، ومصفاة نفط حيفا.
"تجميد التوتر".. العودة إلى طاولة المفاوضاتمع إعلان الهدنة بين إيران وإسرائيل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن محادثات غير رسمية مع طهران لإحياء المفاوضات النووية.
ويبدو أن واشنطن قدمت بعض الحوافز، كرفع جزئي للعقوبات، لا سيما بيع النفط للصين. وقد ذكرت شركة "Kpler" أن صادرات إيران النفطية بلغت 2.2 مليون برميل يوميًا، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 2.4 مليون قريبًا.
وفيما بعد، كشفت "CNN" عن عرض أميركي بقيمة 30 مليار دولار لإنشاء برنامج نووي سلمي مقابل تخلي إيران عن التخصيب. رغم اهتمام البيت الأبيض بإبرام اتفاق نووي، فقد نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني وجود أي خطط لاستئناف المفاوضات.
وتُظهر تقارير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية أن المنشآت النووية الإيرانية لم تُدمَّر بالكامل، وهناك 400 كيلوغرام من اليورانيوم العالي التخصيب لا يزال مصيرها مجهولًا. وبالتالي، فإن العودة إلى المفاوضات باتت شبه حتمية، ما لم تستأنف إسرائيل مغامراتها العسكرية مجددًا.
"تراجع تكتيكي" وفتح "صندوق باندورا" من جديدخلال قمة الناتو في هولندا، تحدث دونالد ترامب صراحة عن "الضربات القاسية" التي تعرضت لها إسرائيل جراء الهجمات الصاروخية. بالتوازي، تحدثت بعض المصادر عن محدودية مخزون الدفاعات الجوية الإسرائيلية لمواجهة هجمات إيرانية طويلة الأمد، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي مرارًا.
إعلانفي هذا السيناريو، قد تلجأ إسرائيل بعد إعادة بناء قدراتها العسكرية وتحديث تقييماتها الاستخباراتية لجولة جديدة من الهجمات بذريعة استمرار التهديد النووي والصاروخي الإيراني.
ويبدو أن النخبة السياسية والعسكرية والاستخباراتية في إيران تتعامل مع احتمال استئناف الحرب على المدى القصير بواقعية، وهو ما تعززه التجارب السابقة في لبنان وسوريا، بالإضافة إلى عدم تحقيق إسرائيل أهدافها بالكامل خلال الحرب الأخيرة.
العودة إلى المنطقة الرمادية: لا حرب ولا سلمحتى قبل الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل/ نيسان 2024، كان الصراع بين إيران وإسرائيل يدور ضمن "المنطقة الرمادية"، حيث كان الطرفان يتجنبان الحرب المباشرة والشاملة. لكن الحرب الشاملة من 13 إلى 25 يونيو/ حزيران 2025 دفعت بعض خبراء العلاقات الدولية إلى القول إن العودة إلى المنطقة الرمادية لم تعد ممكنة.
غير أن فريقًا آخر يرى أنه في حال فشلت المفاوضات المحتملة بين إيران والولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه لم تكن إسرائيل راغبة بخوض حرب جديدة، فإن الطرفين قد يعودان إلى استخدام أدوات "الحرب غير المتكافئة" من خلال العمليات الاستخباراتية، الحملات الدبلوماسية، الاستفادة من الحلفاء الإقليميين، أو توظيف الأدوات الاقتصادية.
حرب على مستقبل الشرق الأوسطالمنتصر في الحرب بين إيران وإسرائيل سيكون له دور حاسم في "إعادة تشكيل" النظام الإقليمي في غرب آسيا. ولعل فهم مكانة عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في خريطة التنافس الجيوستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، يوضح هذا التوجه.
فإسرائيل، باعتبارها الحليف الإستراتيجي لأميركا في شرق المتوسط، تسعى إلى إزالة محور المقاومة من معادلة المنطقة، تمهيدًا لتفعيل ممر "الهند – الشرق الأوسط – أوروبا" (IMEC) واحتواء النفوذ الصيني والروسي في شمال المحيط الهندي.
وتزايد الحديث عن نهاية محتملة لحرب غزة، وتوسيع اتفاقيات "أبراهام" لتشمل السعودية وسوريا يعكس خطة مشتركة بين ترامب ونتنياهو لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline