إذلال وتجويع وعمل بلا أجر.. الكشف عن حالات لـالعبودية الحديثة في بريطانيا بـرعاية الدولة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
شفق نيوز/ كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، يوم الاثنين، عن ممارسة "العبودية الحديثة" تجاه العمال المهاجرين الذين يعملون في مزارع البريطانيين، مشيرة إلى تعرضهم للإذلال والإهانات العلنية والعمل في ظروف قاسية.
وذكرت الصحيفة أن تحقيقاً أجراه مكتب الصحافة الاستقصائية (TBIJ)، وهو منظمة غير ربحية، كشف عن أدلة تشير إلى أن "العمال الذين سافروا آلاف الأميال لسد الفجوات في القوى العاملة الزراعية بالمملكة المتحدة، تعرضوا للإذلال والإهانات العلنية، وأن الكثير منهم لم يحصلوا على أجورهم".
وأشار التقرير إلى أن "أولئك العمال أُجبروا على العيش والعمل في ظروف صعبة وقاسية".
الحكومة تمنع النشر
وكانت وزارة الداخلية البريطانية قد جمعت تلك الأدلة في تقارير سرية في عامي 2021 و2022، وحاولت منع نشرها للجمهور، ولم يتم نشرها إلا بعد معركة قضائية استمرت 5 أشهر، مع مكتب الصحافة الاستقصائية.
وقال التقرير إن "سوء معاملة المهاجرين الحاصلين على تأشيرات العمال الموسميين كان أمراً صارخاً للغاية، لدرجة أن الحكومة قد تنتهك التزاماتها بشأن منع العبودية الحديثة".
تجويع وعمل متواصل
ومن بعض الأدلة التي وردت في التقرير:
امرأة أوكرانية تعمل في قطف الفاكهة، استأجرتها شركة توظيف مسجلة لدى الحكومة، أكدت أنها "تُركت تتضور جوعاً، بعد أن ظلت محتجزة في كرفانها دون الحصول على المساعدة الطبية أو الطعام لمدة 11 يوماً عندما أصيبت بفيروس كورونا".
عامل قال إن زميلاً له "قام بخلع سنه، بعد أن حرمته المزرعة من حقه في الرعاية الصحية".
عاملة من مولدوفا قالت إنه "لم يُسمح لها إلا باستراحة مدتها 15 دقيقة فقط خلال ساعات العمل الطويلة، وإنها مُنعت من الذهاب إلى المرحاض أو شرب الماء أو تناول أي طعام إلى أن تنجز المهام المطلوبة منها يوميا".
وطفت هذه القصص وغيرها على السطح بعد أن حصل مكتب الصحافة الاستقصائية على 19 تقرير تفتيش أصدرته وزارة الداخلية في المزارع التي توظف أفراداً بتأشيرات عمال موسميين.
وتلخص الوثائق، التي تم إصدارها بعد الاستئناف الناجح الذي قدمه مكتب الصحافة الاستقصائية، المقابلات والنتائج التي توصل إليها المفتشون الذين زاروا المواقع.
إقرار بالعبودية الحديثة
وفي هذا الصدد، قالت النائبة عن حزب المحافظين، جاكي دويل برايس، لصحيفة "الإندبندنت"، إن "تلك التقارير تكشف أن العبودية الحديثة موجودة في العديد من أماكن العمل، وبالتالي من المرجح أن يتعرض العمال المهاجرون لها، سواء أتوا إلى هنا بشكل قانوني أو غير قانوني".
وأضافت: "من الواضح جدًا أن العمال الموسميين هم فئة ضعيفة، ومن واجب وزارة الداخلية التأكد من أن اتخاذ إجراءات قوية عند تحديد سوء المعاملة".
وأطلقت حكومة المملكة المتحدة برنامج العمال الموسميين عام 2019، لمعالجة نقص العمالة، الذي من المتوقع أن يتفاقم بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
استغلال برعاية الدولة
وكان وزير الزراعة البريطاني، مارك سبنسر، قد قال الشهر الماضي، إن العمال المشاركين في البرنامج "يتلقون رعاية جيدة للغاية"، وإن أصحاب العمل "يتأكدون من تلبية احتياجاتهم الاجتماعية".
وقال محامون بمجال حقوق الإنسان، إن "الفشل في حماية اؤلئك العمال، قد يعني أن الحكومة انتهكت التزامها بمنع العمل القسري، بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان".
واتهمت جميلة دنكان بوسو، المحامية في وحدة مكافحة الإتجار بالبشر واستغلال العمالة، وهي مؤسسة خيرية ترفع دعاوى نيابة عن ضحايا العبودية الحديثة، الحكومة بـ"الاستغلال الذي ترعاه الدولة".
عمل بلا أجور
وتعد ساعات العمل غير مدفوعة الأجر أمراً شائعاً، وفقاً لتقارير وزارة الداخلية، فيما يقرب من ثلثي المزارع التي تم تفتيشها.
وقال بعض العمال إنهم "لم يحصلوا نهائياً على أجورهم مقابل ساعات خدمتهم"، في حين أكد قسم آخر أن "خصومات مفرطة من رواتبهم فرضت عليهم بشكل يتجاوز الحد الأقصى الذي يسمح به القانون".
وفي هذا المنحى، قال جيريمي بورفيس، القيادي في الحزب الديمقراطي الليبرالي، وهو أيضاً عضو في "منظمة مكافحة العبودية الحديثة"، إن ما تم الكشف عنه كان "مريعاً".
وأضاف أن "قانون الهجرة غير الشرعية الذي أصدرته الحكومة، من شأنه أن يجعل المشكلة أسوأ، من خلال منع أولئك الذين يأتون إلى المملكة المتحدة عبر طرق غير قانونية، من الوصول إلى وسائل الحماية من العبودية الحديثة".
وأوضح أن الوزراء "قطعوا تماماً أية قدرة لبريطانيا على أن تكون قائدة أخلاقية في العالم في هذا الشأن".
وتابع "العبودية الحديثة قضية جدلية مستمرة في المملكة المتحدة، وبريطانيا تمثل حتماً نقطة جذب لكثير من الناس، كما هو الحال في الدول الغنية الأخرى، لكنني أؤمن بقوة أن ذلك يمنحنا مسؤولية أخلاقية متزايدة لضمان عدم استغلال الأشخاص الموجودين هنا للعمل بشكل قانوني".
ورداً على النتائج التي توصل إليها تقرير مكتب الصحافة الاستقصائية، قالت وزارة الداخلية إنه "يتم إجراء تحسينات كل عام لوقف الاستغلال، وتضييق الخناق على ظروف العمل السيئة".
وأضافت أنه "تم إنشاء فريق جديد لحماية حقوق العمال، من خلال تحسين التدريب والعمليات لمفتشي الامتثال، ونشر إرشادات واضحة لاتخاذ إجراءات قوية" لمنع تعرض العمال لخطر الاستغلال.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي بريطانيا العبودية الحديثة وزارة الداخلیة
إقرأ أيضاً:
زيادة عدد المقرات.. محافظ الغربية يوجّه بحل أزمة زحام الكشف الطبي بزفتى
في استجابة سريعة لشكاوى المواطنين بشأن الزحام الشديد الذي شهدته مقرات الكشف الطبي لطلاب الصفوف الأولى بمراحل التعليم المختلفة بمركز ومدينة زفتى، وجّه اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية بزيادة عدد المقرات المخصصة لإجراء الكشف الطبي من ثلاث مقرات إلى خمس، مع دعمها بكافة التجهيزات والفرق الطبية اللازمة لضمان سير العمل بكفاءة وتوفير الراحة للطلاب وأولياء أمورهم.
جهود محافظ الغربيةوأكد محافظ الغربية أن الاستجابة جاءت فور تلقي شكاوى من أولياء الأمور الذين أبدوا تضررهم من طول الانتظار والزحام الشديد، مشددًا على أن المحافظة تضع المواطن في قلب أولوياتها، وأنه لا تهاون مع أي تقصير في الخدمات الأساسية، وخاصة تلك التي تتعلق بالأطفال والتعليم والصحة.
وأضاف أن الهدف هو تسهيل الإجراءات وتقليل المعاناة، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة والإقبال الكثيف في هذا التوقيت من العام.
وبموجب التوجيهات الصادرة، تم بالتنسيق بين المهندس ناصر حسن وكيل وزارة التربية والتعليم، والدكتور كريم بركات مدير فرع هيئة التأمين الصحي بالغربية، اعتماد مدرستي “مسجد وصيف الثانوية” و”سنباط الثانوية التجارية” كمقرين إضافيين للكشف الطبي، إلى جانب المقرات الثلاثة الأساسية وهي: مركز شباب زفتى، مدرسة مؤسسة ناصر، ومدرسة زفتى الثانوية التجارية، ليصبح إجمالي عدد المقرات خمسة.
كما أعلنت هيئة التأمين الصحي عن تمديد فترة التقديم لإجراء الكشف الطبي حتى نهاية شهر أغسطس 2025، وذلك لمنح الأسر الوقت الكافي دون ضغط أو تزاحم، وتيسيرًا على الجميع.
وفي ضوء هذه التوجيهات، كلّف اللواء أشرف الجندي، اللواء أحمد أنور السكرتير العام لمحافظة الغربية، بمتابعة تنفيذ الإجراءات على أرض الواقع والتأكد من انتظام العمل داخل المقار الجديدة. وعلى الفور، قام السكرتير العام بجولة ميدانية صباح اليوم السبت تفقد خلالها سير العمل وتابع بنفسه انسيابية الإجراءات داخل المقرات، وتحدث مع عدد من أولياء الأمور الذين أعربوا عن ارتياحهم الكبير بعد التوسع في عدد النقاط المخصصة للكشف الطبي.
دعم سكرتير عام الغربيةوأكد اللواء أحمد أنور خلال جولته أن توجيهات المحافظ واضحة وحاسمة بضرورة العمل على راحة المواطن وتقديم خدمات تعليمية وصحية تليق بأبناء الغربية، مشيرًا إلى أن غرفة العمليات بالمحافظة تتابع أولاً بأول الوضع ميدانيًا، وأن المحافظ يتابع بنفسه التقارير الخاصة بهذا الملف لضمان أفضل أداء.