جراحة استثنائية للدكتور طارق مزيدة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
كتب/ عمر قريش:
مهنة الطبيب مهنة إنسانية، وهي من المهن التي تحتلّ مكانةً عاليةً في المجتمع، فالطبيب من المفترض أن يملك قدرةً رائعةً على ربط الأعراض ببعضها بعضًا ليعرف ما هو الدواء المناسب للمرض الذي يعانيه الأشخاص، فهنا يكمن دوره الحقيقي لمعرف موضع الألم فيتدخّل بمشرطه الجراحي ليزيله، وجاهزًا لأيّ طارئ في أيّ وقت.
وهنا برز اسم طبيب يتصف بأغلب صفات الطبيب الماهر الحصيف الذي استخدم مشرطه في غرفة العمليات بكل مهارة ودقة واتقان ليزيل آلام المرضى الذين يخضعون للعمليات الجراحية.
إنه الدكتور طارق مزيدة اخصائي الأوعية الدموية الذي أجرى أصعب وأغرب عملية جراحية عبر التاريخ التي يجب أن تسجل بموسوعة جينيس، وهي عملية استخراج مقذوف حراري من فخض الجريح معاذ الميسري الذي أصيب في الحرب الذي شنتها ميلشيا الحوثي على اليمن عام 2015م، بالإضافة الى مهامه الإدارية منذ صدور قرار رئيس الوزراء بتعيينه كنائب رئيس هيئة مستشفى الجمهورية التعليمي في فبراير 2016م.
أسهم الدكتور طارق مزيدة في خدمة الجرحى والمرضى الوافدين إلى مستشفى الجمهورية بعدن من العديد من المحافظات المجاورة لعدن منذ بداية حرب مليشيات الحوثي إلى عدن في مارس 2015م وكان من ضمن الطاقم الطبي الجراحي والإداري الذي قام بإعادة تشغيل المستشفى في 26/ديسمبر /2015م، كما ساهم في تأسيس الخدمات الطبية لجرحى المقاومة والحزام الأمني في مستشفى الجمهورية.
لمع اسم الدكتور طارق مزيدة في جراحة الأوعية الدموية كونه الجراح الوحيد في المستشفى في هذا التخصص النادر إلى جانب الاستاذ الدكتور جمال خدابخش، ويعد من الجراحيين المتميزين الذين يقدمون الخدمة الطبية للمواطنين وخاصة لذوي الدخل المحدود الوافدين للمستشفى ويقوم بإجراء العمليات الجراحية لعشرات المرضى اسبوعيا كل يوم (ثلاثاء وخميس)وتشمل جراحة الأوعية الدموية والجراحة العامة وجراحة المناظير وجراحة الأطفال إضافة إلى جراحة الحروق والتجميل.
يشغل الدكتور طارق مزيدة أيضا عضو الهيئة التعليمية في قسم الجراحة العامة بكلية الطب جامعة عدن ومن المدربين للأطباء المتدربين في المساقات المختلفة والتي تشمل أطباء البورد العربي في الجراحة ومساقات الماجستير والدبلوم في الجراحة العامة بمستشفى الجمهورية.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيل الفنان أحمد راتب.. مسيرة فنية استثنائية صنعت فنانا لا يتكرر
تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان المصري أحمد راتب، الوجه المألوف الذي أثرى الدراما والسينما والمسرح المصري لعقود طويلة.. اعتاد الجمهور رؤيته متألقا في كل دور يقدمه، وكان من أبرز نجوم جيله وأكثرهم قدرة على التنقل بسلاسة بين التراجيديا والكوميديا، مقدما مختلف الأشكال الفنية ببراعة لافتة، تاركا بصمة راسخة في تاريخ الفن المصري.
ولد أحمد كمال الدين راتب في 23 يناير 1949 بحي السيدة زينب بالقاهرة.. بدأت موهبته الفنية منذ طفولته من خلال مشاركته في الأنشطة التمثيلية المدرسية، ثم تطورت لاحقا عندما انضم إلى فرقة التمثيل الجامعية أثناء دراسته في كلية الهندسة، قبل أن يترك الكلية في عامه الدراسي الثاني ليلتحق بمعهد الفنون المسرحية، حيث حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1974. بعدها انطلق في مشواره الفني الحقيقي عبر التلفزيون من خلال مسلسلات: " فجر"،" المال والبنون"، "الأبطال".
انضم راتب إلى مسرح الطليعة وقدم مجموعة من الأعمال المسرحية، منها: "من أجل حفنة نساء"، "أبو زيد الهلالي"، "سك على بناتك"، "جحا يحكم المدينة"، "المدرسين والدروس الخصوصية"، "أصل وخمسة".
شهدت مسيرته الفنية نقلة كبيرة حين تعاون مع كبار المخرجين والنجوم، وكانت أبرز محطاته مشاركاته المتعددة مع النجم عادل إمام، حيث شكل معه ثنائيا محبوبا لدى الجمهور من خلال أفلام مثل: “الإرهاب والكباب”، “المنسي”، و“جزيرة الشيطان”، وغيرها من الأعمال التي أبرزت خفة ظله وقدرته على المزج بين الكوميديا والجدية.
واصل تألقه عبر مشاركته في أفلام أصبحت جزءا من ذاكرة السينما المصرية، أبرزها: "عمارة يعقوبيان"،"واحد من الناس"، "على باب الوزير"، " البلياتشو"، " في شقة مصر الجديدة".. نجح أحمد راتب في ترسيخ اسمه كأحد الفنانين الأكثر قدرة على تجسيد الشخصيات الإنسانية القريبة من الجمهور، ليظل أحد أعمدة الأداء التمثيلي في السينما المصرية.
أما في الدراما التلفزيونية، فقد كانت مشاركته غزيرة ومؤثرة، حيث قدم مئات الشخصيات في أعمال مثل: "طريق الخوف"، "جمهورية زفتى"، "هند والدكتور نعمان"، "أم كلثوم"، "جحا المصري"، و"الأب الروحي".. وتميز أداؤه دائما بالهدوء والصدق والقدرة على التعبير بأبسط التفاصيل، ما جعل حضوره لافتا في كل دور يؤديه.
ورغم نجاحه الكبير في السينما والدراما، ظل المسرح الأقرب إلى قلبه، حيث قدم أعمالا راسخة مثل: "الزعيم"، "المدرسين والدروس الخصوصية"، "عفوا زوجتي العزيزة"، "المشاغبون في المستشفى".. مؤكدا قدرته على الارتجال والتفاعل المباشر مع الجمهور وترك بصمة واضحة في المسرح الكوميدي والدرامي.
لم يقتصر نشاطه على السينما والتلفزيون والمسرح فقط، بل شارك أيضا في مسلسلات إذاعية من أبرزها: "زكي لاكي"، "الأستاذ مبسوط جدا"، "بحبك يا مجنونة"، "ميمي عربيات"، "درب الأربعين"، "حواديت حصاوي"، "شرويت على الإنترنت".
نال أحمد راتب العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته، منها جائزة النقاد من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في2007، جائزة عن فيلمي "في شقة مصر الجديدة" و"البلياتشو"، بالإضافة إلى جائزة مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن مسلسل "أم كلثوم".
على المستوى الشخصي، كان معروفا بخجله وهدوئه وبعده عن الأضواء خارج عمله، وبأن الفنان يعرف بأعماله لا بحضوره الإعلامي.. تزوج من ابنة خاله "فيروز" عام 1978، ورزق بثلاث بنات "لمياء ولبنى ولميس"، وكان شديد التعلق بأسرته.
رحل عن عالمنا الفنان أحمد راتب في 14 ديسمبرعام 2016 عن عمر ناهز الـ 67 عاما، إثر أزمة قلبية مفاجئة بسبب مياه على الرئة، نقل على إثرها إلى أحد المستشفيات حيث وافته المنية، وشيعت جنازته من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر.