تعرف على اهمية وضرورة التراتيل في المجتمع الكنسي
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال المطران جورج خضر مطران الروم الارثوذكس في لبنان، في تصريح له، إن الانجيل يقول «اتلوا معًا مزامير وتسابيح وأناشيد روحيّة» (أفسس ٥: ١٩). هذه النقولة لبولس الرسول تعود حرفيًّا في رسالته إلى أهل كولوسي ٣: ١٦ ما يدلّ على أنّ كنيسة الرسل أخذت بالموسيقى. ويشهد العهد القديم أنّ الموسيقى عُرفت منذ بدء الإنسانيّة ثمّ عزف العبرانيّون بالآلات.
ثمّ بظهور الحركة الرهبانيّة ونموّ الذوق النسكيّ صارت بعض الكنائس تقلع عن الترتيل ذاته خوفًا من الطرب. إلّا أنّنا لاحظنا دخول الموسيقى مع القدّيس رومانوس المرنّم الحمصيّ المولود والنشأة والذي خدم في كنيسة بيروت وتوفّي في القسطنطينيّة في منتصف القرن السادس. وتعاظم الترتيل مع القدّيس يوحنّا الدمشقيّ ووضْعه أو تثبيته للألحان الثمانيّة. وعشنا على تراثه حتّى يومنا هذا حتّى نهضت الموسيقى البيزنطيّة نهضة كبيرة في مطلع القرن الماضي وتكيّفت بعبقريّة الشعوب الأرثوذكسيّة وأحسسنا أنّ الصوت البشريّ يكفي للتسبيح.
وقد ساعد التلحين على ألّا يملّ الشعب الأرثوذكسيّ النصوص المتلوّة وساعد على حفظها وتناولها واحتضن هذا المناخُ الجماليّ تقوانا كما تعهّدت العمارة والأيقونة تقوانا.
ووضعت الكنيسة ضوابط على الملحنين الكنسيين كما وضعت ضوابط لرسم الأيقونة التي يجب أن تخضع لقوانين في الرسم، فلا ندخل إلى كنائسنا لوحات من الفنّ الإيطاليّ يسودها الجمال البشريّ. الخشوع، ترتيلًا ورسمًا وبناءً، يسود حياتنا الطقوسيّة.
من هنا إنّنا في الأصل نجعل للمرتّل رسامة كما نجعل للقارئ رسامة إذ نتحقّق أنّه يعرف القراءة فإذا أعجب الأسقف يقرأ ويرتّل. ومن هنا أنّ عندنا في الكاتدرائيّات «بروتوبسالتي» أي أوّل المنشدين. وعندنا المرتّل الثاني الذي يقف إلى الشمال أو عندنا منذ القرن الرابع جوقة إلى اليمين وجوقة إلى اليسار تتناوبان بخضوع الكلّ إلى أوّل المنشدين.
إنّ الشعب يسمّي المرتّل عندنا المصلّي أي إنسانًا ينحصر في التقوى ويخضع في الأداء للكاهن. فالكاهن يسهر على حسن الأداء ويأمر بالمطوّل أو غير المطوّل حسبما يراه نافعًا للمؤمنين. نحن لسنا فئة مستقلّة في الهيكل وفئة أخرى مستقلّة على «القرّاية». نحن كتلة واحدة تصلّي رئيسها الكاهن إِمام الصلاة.
لهذا تخضع الكتب الموسيقيّة لإذن صريح من المجمع المقدّس فلا إطالة في غير محلّها ولا طرب يسوقك إلى الألحان الدنيويّة. لذلك نسعى إلى أن يأتي الترتيل من التراث الحافظة لإنشاد تقلّدناه عن السلف. والذين يعتبرون أنفسهم مبدعين ينبغي أن يكونوا محافظين على روح الكنيسة ضمن التقليد الأرثوذكسيّ كما يبدع الرسامً في إطار الأيقونة التراثيّة.
وقد نصَّت المجامع على روحانيّة المرتّل فجاء في المجمع الرابع المسكونيّ أنّه يجب أن يكون متزوّجًا من امرأة أرثوذكسيّة (قانون ١٤).
أمّا في مجال الأداء فقد جاء في القانون ٧٥ لمجمع تروللو «إنّ المرتّلين في الكنائس يجب ألّا يستعملوا أصواتًا خارجة عن النظام أو يقسروا الطبيعة بالصراخ أو يخرِجوا أنغامًا لا يليق سماعها في الكنيسة. بل يجب أن يقوموا بالتسابيح لله بانتباه وخشوع تامَّين وهو المطَّلع على سرائر القلوب...».
ونحن ننبّه إلى أنّ بعضًا من المنشدين في الجوقات يحاولون أن ينفردوا لتُسمع أصواتهم. فالتواضع هو المطلوب وكذلك الانسجام حتّى لا يَطلب أحدٌ مجدًا لنفسه. والتواضع يفرض على أنّ الأولويّة في الكنيسة نعترف بها للذين يتقنون الموسيقى لا للذين بقوا على السماعي. الإنشاد صلاة وفضيلة لكي يبقى الله هو المُسبَّح.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
تاريخ وتطور شجرة الكريسماس حول العالم
تعد شجرة الكريسماس أو شجرة الميلاد، واحدة من أبرز الرموز المرتبطة بعيد الميلاد حول العالم، لكنها أكثر من مجرد شجرة تُزيّن بالأضواء والزينة؛ فهي تحمل تاريخًا طويلًا يمتد لقرون، ويجمع بين التقاليد الوثنية القديمة والاحتفالات المسيحية الحديثة. تُعتبر رمزًا للحياة، الأمل، الفرح، والضوء في أوقات فصل الشتاء الباردة، وهي شاهدة على تطور العادات البشرية عبر العصور.
اقرأ ايضاًتعتبر شجرة الكريسماس مزيج فريد من التقاليد القديمة والممارسات المسيحية، فهي تعكس روح الفرح والاحتفال، وتستمر في جمع العائلات حولها كل عام لتبادل الحب والهدايا والنور، فيما يلي تاريخ وتطور شجرة الكريسماس حول العالم:
1. الأصول الوثنيةكان سكان أوروبا الشمالية والوسطى قبل انتشار المسيحية، يستخدمون الأشجار دائمة الخضرة كرمز مهم للحياة والخصوبة والحماية من الأرواح الشريرة خلال فصل الشتاء. في احتفالات الانقلاب الشتوي، كانوا يزينون الأشجار بالفواكه، الزهور، والرموز التي تمثل الخير والبركة، احتفالًا بدورة الطبيعة وبقدوم موسم النمو بعد الشتاء الطويل.
2. التحول المسيحيتم تبني هذه العادة الوثنية مع انتشار المسيحية في أوروبا، وتحويلها إلى طقس ديني مرتبط بميلاد السيد المسيح. تشير المصادر التاريخية إلى أن أول شجرة ميلاد كما نعرفها ظهرت في ألمانيا خلال القرن السادس عشر، حيث كان المسيحيون يزينون أشجار الصنوبر أو التنوب بالشموع، تعبيرًا عن النور المسيحي والرجاء.
3. انتشار الشجرة في أوروبا والعالمأصبحت عادة وضع شجرة الميلاد داخل البيوت شائعة في ألمانيا بحلول القرن السابع عشر، وأيضاً مع الهجرة الألمانية انتقلت هذه العادة إلى دول أخرى مثل إنجلترا وفرنسا، قبل أن تصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر، حيث اكتسبت شعبية واسعة وأصبحت جزءًا أساسيًا من احتفالات عيد الميلاد.
4. التطور الحديثتم استبدال الشموع بالمصابيح الكهربائية مع مرور الوقت، بعد اختراعها في أواخر القرن التاسع عشر، وأصبحت أشكال الزينة أكثر تنوعًا، من الكرات الملونة والأجراس إلى الحلوى والحلي الصغيرة، لتتحول شجرة الميلاد إلى رمز مهم وعالمي للفرح، العطاء، والاحتفال بالعيد.
كلمات دالة:تاريخ وتطور شجرة الكريسماس حول العالمشجرة الكريسماس تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن