الجفاف الشديد في منطقة الأمازون يكشف عن "نقوش وجوه بشرية" تعود إلى ألفي عام
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
ظهرت منحوتات صخرية غريبة لوجوه بشرية يُعتقد أنها تعود إلى ما يصل إلى 2000 عام في منطقة الأمازون بسبب الجفاف الشديد الذي شهدته مدينة ماناوس البرازيلية.
وتم رصد النقوش الصخرية المخفية على ضفة نهر نيغرو، في مدينة ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس البرازيلية، حسب ما نشرت وسائل الإعلام البرازيلية، بعد أن تسبب الجفاف الشديد الأسبوع الماضي في انخفاض مستويات المياه إلى أدنى مستوى لها منذ 121 عاما.
ومعظم النقوش الموجودة على نهر نيغرو، أحد الروافد الرئيسية لنهر الأمازون، هي لتعابير الوجه، بعضها مبتسم والبعض الآخر يبدو متجهما.
ويقول الخبراء إن العديد منها شوهد من قبل، لكن هناك الآن تنوعا أكبر، وهو ما من شأنه أن يساعد في تحديد أصل المنحوتات.
وأوضح عالم الآثار خايمي دي سانتانا أوليفيرا، الحائز على درجة الماجستير في علم الآثار من جامعة هارفارد: "النقوش تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، أو ما قبل الاستعمار. لا يمكننا تأريخها بدقة، ولكن بناء على أدلة على الاحتلال البشري للمنطقة، نعتقد أن عمرها يتراوح بين 1000 إلى 2000 عام".
وتوجد في إحدى المناطق المحددة أخاديد ناعمة يُعتقد أنها المكان الذي شحذ فيه السكان الأصليون سهامهم ورماحهم قبل وقت طويل من وصول الأوروبيين.
وتسمى المنطقة التي تم رصد المنحوتات فيها باسم بونتو داس لاغيس، وهي تقع على الشاطئ الشمالي للأمازون بالقرب من ملتقى نهري ريو نيغرو وسوليمو.
وقد تم رصد بعضها سابقا لأول مرة منذ 12 عاما، ولكن مع انخفاض مستويات المياه الآن إلى أدنى مستوياتها منذ 121 عاما، ظهر بعضها الآخر أيضا.
وكان الجفاف شديدا لدرجة أن نهر ريو نيغرو انخفض بمقدار 49.2 قدما (15 مترا) منذ يوليو، ما أدى إلى كشف عدد من الصخور غير المرئية من قبل على قاع النهر.
Ancient rock carvings revealed by receding Amazon waters amid drought https://t.co/dXZqaB1rZ2
— Guardian Science (@guardianscience) October 24, 2023وقال أوليفيرا، الذي يعمل في المعهد الوطني للتراث التاريخي والفني الذي يشرف على الحفاظ على المواقع التاريخية: "هذه المرة لم نجد المزيد من المنحوتات فحسب، بل وجدنا منحوتات لوجوه بشرية محفورة في الصخر".
وأضاف: "الموقع يعبر عن العواطف والمشاعر، وهو عبارة عن سجل صخري محفور، ولكن لديه شيء مشترك مع الأعمال الفنية الحالية".
وعلى الرغم من الإثارة، فإن ظهور هذه النقوش الصخرية التي لم تكن معروفة سابقا قد أثار أيضا قلقا في المجتمع المحلي، حيث تسبب الجفاف في منطقة الأمازون في انخفاض منسوب الأنهار بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما ألحق ضررا خاصا بمنطقة تعتمد على متاهة من الممرات المائية للنقل والإمدادات.
إقرأ المزيدوقالت المؤرخة بياتريس كارنيرو إنها تأمل أن يساعد الاكتشاف الأخير في فهم الأشخاص الأوائل الذين سكنوا المنطقة بشكل أفضل، لكنها أعربت أيضا عن قلقها بشأن التأثير غير المباشر لكيفية حدوث ذلك.
وأضافت: "من المؤسف أنها عادت الآن للظهور مع تفاقم الجفاف. إن إعادة (غمر) الأنهار وإبقاء النقوش مغمورة بالمياه سيساعد في الحفاظ عليها، حتى أكثر من عملنا".
ويقول الخبراء إن موسم الجفاف في البلاد تفاقم هذا العام بسبب ظاهرة النينيو، وهو نمط مناخي غير منتظم فوق المحيط الهادئ يعطل الطقس الطبيعي، ما يزيد من تأثير تغير المناخ.
وقد أشارت الأبحاث في السابق إلى أن مساحات شاسعة من غابات الأمازون المطيرة كانت عبارة عن أراضي عشبية حتى قبل 2000 عام فقط، وهو الوقت الذي يُعتقد أن هذه المنحوتات تعود إليه.
وقال مؤلفو الدراسة إنهم يعتقدون أن معظم المنطقة كانت عبارة عن أراضي عشبية حتى أدى التحول الطبيعي إلى مناخ أكثر رطوبة إلى تشكيل الغابات المطيرة. وهذا يتحدى الاعتقاد السائد بأن أكبر غابة استوائية في العالم أقدم بكثير.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: آثار اكتشافات فی منطقة
إقرأ أيضاً:
مستويات جفاف تاريخية بالعراق وتحذيرات من كارثة وشيكة
يواجه العراق أزمة جفاف غير مسبوقة تعد الأسوأ منذ أكثر من 90 عاما، حيث حذرت وزارة الموارد المائية من تداعيات خطيرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، في حين يرى خبراء أن على السلطات إيجاد حلول مبتكرة لتلافي التبعات الخطيرة للتغير المناخي.
وأكدت وزارة الموارد المائية العراقية أن هذا العام هو الأكثر جفافا منذ عام 1933، مبينة أن إيرادات نهري دجلة والفرات وصلت إلى 27% فقط مقارنة بالعام الماضي، وأن مخزون المياه في السدود والخزانات انخفض إلى 8% من قدرتها التخزينية بنسبة تراجع بلغت 57% عن العام الماضي.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تفاقم أزمة المياه بالعراق وجفاف نصف أراضيه الزراعيةlist 2 of 4سد دوكان يفقد 75% من مياهه و4 ملايين عراقي يواجهون الجفافlist 3 of 4المياه الجوفية.. طوق النجاة المهدد في معركة العراق ضد الجفافlist 4 of 4دعم تركي مائي للعراق ومساعٍ لمواجهة خطر الجفافend of listواقترنت موجة الجفاف المتواصلة منذ سنوات بدرجات حرارة قياسية تضرب خصوصا جنوب البلاد، حيث سجلت مدن عراقية -ومنها البصرة- أعلى درجات حرارة في العالم، مما يفاقم الأوضاع في بلد بات يعاني من مظاهر عدة لتطرف المناخ.
لا تقتصر آثار موجة الجفاف على معاناة المزارعين والقطاع الزراعي الذي تقلصت مساحته بنحو 50% خلال السنوات الأخيرة حسب تقديرات وزارة الزراعة، بل أثرت أيضا على مياه الشرب، إذ إن محطات الضخ باتت غير قادرة على توفير المياه في مناطق عدة بسبب جفاف الأنهار أو ضعف منسوبها.
وتشير التقديرات إلى أن الإيرادات المائية للعراق تراجعت من نحو 70 مليار متر مكعب إلى 40 مليارا، كما تشير التوقعات إلى أن يصل نصيب الفرد من المياه إلى 479 مترا مكعبا بحلول عام 2030، في حين يصل معيار منظمة الصحة العالمية إلى 1700 متر مكعب سنويا للفرد.
وفي حديثه للجزيرة نت يكشف المواطن جاسم محمد -وهو أحد سكان أطراف بغداد- عن معاناة يومية قاسية يواجهها هو وأهالي منطقته جراء نقص المياه، مؤكدا أن الأطفال وكبار السن يدفعون ثمنا باهظا جراء نقص المياه وانقطاع التيار الكهربائي بسبب الحرارة الشديدة.
إعلانوقال محمد للجزيرة نت إنه يضطر إلى شراء المياه الصالحة للاستخدام المنزلي من الحوضيات بسعة ألفي لتر بسعر مبالغ فيه وصل إلى 10 آلاف دينار عراقي (نحو 7 دولارات).
كما أن المياه تنقطع في أغلب ساعات النهار، مما يفرض على السكان الاعتماد على المضخات لدفع المياه إلى الخزانات المنزلية على الأسطح.
وتتفاقم الأزمة بسبب انقطاع الكهرباء الوطنية لساعات طويلة مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث أكد محمد أن الأهالي يعتمدون على مبردات الهواء التي تحتاج إلى المياه، لكن نقص المياه المستمر يضاعف المعاناة، مما يضطرهم إلى إطفاء المبردات لساعات من النهار لتوفير المياه.
بدوره، يؤكد عضو الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق أحمد العيساوي أن الأزمة المتفاقمة للجفاف في العراق وصلت إلى مستويات كارثية هذا العام، مما يهدد الأمن الغذائي ويقضي على سبل عيش المزارعين.
وأكد العيساوي للجزيرة نت أن حالة الجفاف وعدم وجود إستراتيجية وخطط استباقية من قبل السلطات أثرا مباشرة على الخطط الزراعية وكمية ونوعية المحاصيل الإستراتيجية.
وأضاف أن "المناطق التي تعتمد على الأنهر الفرعية تشهد وضعا مأساويا، حيث لم تصل المياه إليها منذ أكثر من 4 أشهر، مما أدى إلى ذبول المزروعات ونفوق المواشي وتلف الأشجار، حيث تشهد تلك المناطق كوارث بيئية حقيقية".
ويرى العيساوي في سياق تشخيصه أزمة شح المياه أن "دول الجوار قد قست على العراق بشكل كبير، إضافة إلى قسوة التغير المناخي والارتفاع الكبير في درجات الحرارة وقساوة الصيف العراقي".
وأوضح أن المشكلة في العراق لا تكمن في الجفاف وشح المياه فحسب، بل تتعدى ذلك إلى غياب إدارة موارد المياه بالصورة الصحيحة، مشددا على أنه لو تم تحقيق الإدارة الصحيحة لأمكن معالجة ما يصل إلى 50% من مشكلة الشح.
وحذر العيساوي من عدم وجود أي خطة زراعية صيفية حتى الآن، مشيرا إلى أن "المياه المتوفرة حاليا مقتصرة على الاستخدام البشري وري المزروعات القديمة مثل النخيل والأشجار، وبالتالي لا توجد خطة للخضروات أو الأعلاف الخضراء أو غيرها".
من جانبه، دعا الخبير البيئي عادل المختار إلى إعادة النظر الفورية في السياسات الزراعية والمائية العراقية، مؤكدا أن الوضع الحالي "صعب جدا" ويحمل في طياته مخاطر كارثية.
وفند المختار خلال حديثه للجزيرة نت تبريرات وزارة الموارد المائية بشأن انخفاض الإطلاقات المائية من دول المنبع وتأثير التغير المناخي، مشيرا إلى أن "أزمة التغير المناخي مستمرة منذ أكثر من 5 سنوات، لكن سوء الإدارة كان السبب الرئيسي لما وصلنا إليه الآن".
وأشار إلى أن المخزون المائي بلغ بداية الصيف الماضي 21 مليار متر مكعب، كما أن المخزون في سد الموصل وصل إلى أعلى ارتفاع له بـ325 مترا، في حين المستوى الآمن هو 321 مترا، وكانت هناك مخاوف من انهياره.
ويعني ذلك -بحسب المختار- أن "مؤشرات الوفرة المائية كانت واضحة، لكن سوء الإدارة جعل العراق يهدر المياه حتى وصلنا إلى حالة الجفاف التي نعيشها هذا العام".
وحذر المختار من أن "سيناريو الشتاء المقبل الجاف مع قلة الأمطار كما حصل في الشتاء الماضي سيجعلنا نعيش أسوأ مرحلة في تاريخ العراق، وسيصبح الحصول على مياه الشرب أمرا شبه مستحيل".
إعلانمن جهته، أكد رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب الأسدي أن "العراق يمر بأسوأ أزمة مائية في تاريخ الدولة العراقية".
وأشار الأسدي إلى أن أزمة الجفاف الحالية التي تضرب العراق أثرت بشكل بالغ على الثروة السمكية في البلاد، حيث أدى انخفاض مناسيب المياه إلى إزالة البحيرات المتجاوزة التي كانت ترفد الثروة السمكية، مما يثير مخاوف جدية بشأن الأمن الغذائي والاقتصادي.