ظهرت منحوتات صخرية غريبة لوجوه بشرية يُعتقد أنها تعود إلى ما يصل إلى 2000 عام في منطقة الأمازون بسبب الجفاف الشديد الذي شهدته مدينة ماناوس البرازيلية.

وتم رصد النقوش الصخرية المخفية على ضفة نهر نيغرو، في مدينة ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس البرازيلية، حسب ما نشرت وسائل الإعلام البرازيلية، بعد أن تسبب الجفاف الشديد الأسبوع الماضي في انخفاض مستويات المياه إلى أدنى مستوى لها منذ 121 عاما.

إقرأ المزيد "شاي الغابة!".. نهر شديد الظلمة لدرجة انعدام الرؤية من خلاله

ومعظم النقوش الموجودة على نهر نيغرو، أحد الروافد الرئيسية لنهر الأمازون، هي لتعابير الوجه، بعضها مبتسم والبعض الآخر يبدو متجهما.

ويقول الخبراء إن العديد منها شوهد من قبل، لكن هناك الآن تنوعا أكبر، وهو ما من شأنه أن يساعد في تحديد أصل المنحوتات.

وأوضح عالم الآثار خايمي دي سانتانا أوليفيرا، الحائز على درجة الماجستير في علم الآثار من جامعة هارفارد: "النقوش تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، أو ما قبل الاستعمار. لا يمكننا تأريخها بدقة، ولكن بناء على أدلة على الاحتلال البشري للمنطقة، نعتقد أن عمرها يتراوح بين 1000 إلى 2000 عام".

وتوجد في إحدى المناطق المحددة أخاديد ناعمة يُعتقد أنها المكان الذي شحذ فيه السكان الأصليون سهامهم ورماحهم قبل وقت طويل من وصول الأوروبيين.

وتسمى المنطقة التي تم رصد المنحوتات فيها باسم بونتو داس لاغيس، وهي تقع على الشاطئ الشمالي للأمازون بالقرب من ملتقى نهري ريو نيغرو وسوليمو.

وقد تم رصد بعضها سابقا لأول مرة منذ 12 عاما، ولكن مع انخفاض مستويات المياه الآن إلى أدنى مستوياتها منذ 121 عاما، ظهر بعضها الآخر أيضا.

وكان الجفاف شديدا لدرجة أن نهر ريو نيغرو انخفض بمقدار 49.2 قدما (15 مترا) منذ يوليو، ما أدى إلى كشف عدد من الصخور غير المرئية من قبل على قاع النهر.

Ancient rock carvings revealed by receding Amazon waters amid drought https://t.co/dXZqaB1rZ2

— Guardian Science (@guardianscience) October 24, 2023

وقال أوليفيرا، الذي يعمل في المعهد الوطني للتراث التاريخي والفني الذي يشرف على الحفاظ على المواقع التاريخية: "هذه المرة لم نجد المزيد من المنحوتات فحسب، بل وجدنا منحوتات لوجوه بشرية محفورة في الصخر".

وأضاف: "الموقع يعبر عن العواطف والمشاعر، وهو عبارة عن سجل صخري محفور، ولكن لديه شيء مشترك مع الأعمال الفنية الحالية".

وعلى الرغم من الإثارة، فإن ظهور هذه النقوش الصخرية التي لم تكن معروفة سابقا قد أثار أيضا قلقا في المجتمع المحلي، حيث تسبب الجفاف في منطقة الأمازون في انخفاض منسوب الأنهار بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما ألحق ضررا خاصا بمنطقة تعتمد على متاهة من الممرات المائية للنقل والإمدادات.

إقرأ المزيد رسم خرائط بالليزر يكشف عن آلاف الهياكل القديمة المخفية في منطقة الأمازن

وقالت المؤرخة بياتريس كارنيرو إنها تأمل أن يساعد الاكتشاف الأخير في فهم الأشخاص الأوائل الذين سكنوا المنطقة بشكل أفضل، لكنها أعربت أيضا عن قلقها بشأن التأثير غير المباشر لكيفية حدوث ذلك.

وأضافت: "من المؤسف أنها عادت الآن للظهور مع تفاقم الجفاف. إن إعادة (غمر) الأنهار وإبقاء النقوش مغمورة بالمياه سيساعد في الحفاظ عليها، حتى أكثر من عملنا".

ويقول الخبراء إن موسم الجفاف في البلاد تفاقم هذا العام بسبب ظاهرة النينيو، وهو نمط مناخي غير منتظم فوق المحيط الهادئ يعطل الطقس الطبيعي، ما يزيد من تأثير تغير المناخ.

وقد أشارت الأبحاث في السابق إلى أن مساحات شاسعة من غابات الأمازون المطيرة كانت عبارة عن أراضي عشبية حتى قبل 2000 عام فقط، وهو الوقت الذي يُعتقد أن هذه المنحوتات تعود إليه.

وقال مؤلفو الدراسة إنهم يعتقدون أن معظم المنطقة كانت عبارة عن أراضي عشبية حتى أدى التحول الطبيعي إلى مناخ أكثر رطوبة إلى تشكيل الغابات المطيرة. وهذا يتحدى الاعتقاد السائد بأن أكبر غابة استوائية في العالم أقدم بكثير.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: آثار اكتشافات فی منطقة

إقرأ أيضاً:

سر غارق منذ 3000 عام… بصمات بشرية على تمثال غامض في أعماق بحيرة| إيه الحكاية ؟

أثار فريق من الغواصين دهشة الباحثين بعد العثور على تمثال أثري عمره أكثر من 3000 عام في قاع بحيرة بولسينا بوسط إيطاليا، حيث لم يلفت التمثال الأنظار بقدمه فحسب، بل بوجود بصمات أصابع بشرية لا تزال واضحة على سطحه، ما يجعل الاكتشاف من أكثر الاكتشافات غرابة وتميزًا في علم الآثار المغمورة بالمياه.

اكتشاف مدينة مدفونة منذ أكثر من 2500 عام.. ماذا وجدوا بداخلها؟اكتشاف مدينة عنكبوتية عملاقة على الحدود اليونانية الألبانية .. تفاصيلاكتشاف تاريخي يعيد رسم خريطة التعدين في العالم.. ماذا وجد العلماء؟بعيون حمراء وأصابع طويلة.. اكتشاف أغرب كائن في هذه المنطقة| ما شكله؟اكتشاف نحو 11 مليون طن من النحاس والذهب والفضة في نجران جنوب السعودية

ويرجح الخبراء أن التمثال يعود إلى أوائل العصر الحديدي، ليقدم لمحة نادرة عن تفاصيل الحياة اليومية في تلك الفترة التاريخية.

موقع أثري غارق يتحول إلى محطة بحث عالمية

تم العثور على التمثال في موقع غراند كارو دي بولسينا الغارق قرب قرية أيولا، وهي منطقة معروفة بينابيعها البركانية وتاريخها الأثري الغني.

 ورغم أن الموقع لم يحظي بالاهتمام عند اكتشافه أول مرة، فإنه تحول منذ تحديده في التسعينيات إلى أحد أبرز المواقع الأثرية تحت الماء، بعد الكشف عن آثار مستوطنة قديمة قائمة على ركائز خشبية تحت سطح البحيرة.

تمثال لامرأة تحمل بصمات صناعه

ووفق بيان صادر عن وزارة التراث الثقافي الإيطالية، فإن التمثال المكتشف يمثل شخصية صغيرة غير مكتملة لامرأة، والمثير أن الطين المصنوع منه ما زال يحمل بصمات الفنان القديم الذي نحته قبل آلاف السنين، في حالة تعد شبه فريدة في سياق الآثار المغمورة.

وتشير الوزارة إلى أن التمثال يكشف تفاصيل جديدة عن الحياة في جنوب إتروسيا بين أواخر القرن العاشر وأوائل القرن التاسع قبل الميلاد.

أثر قماش يشير إلى طقوس قديمة

لاحظ الباحثون آثار قطعة قماش مطبوعة على صدر التمثال، ما يشير إلى أنه ربما كان مزاينا أو ملبوسا قبل أن يترك هناك، على عكس القطع المشابهة التي غالباً ما تعثر عليها في المقابر هذا التفصيل فتح باب التساؤلات حول الدور الطقسي للأغراض المنزلية في الحياة اليومية لدى سكان المنطقة خلال العصر الحديدي.

دلائل على قرى غارقة واستيطان طويل الأمد

ازداد الاهتمام العلمي بالموقع منذ عام 1991، بعد الربط بين التكوينات الغارقة والنشاط البشري القديم. 

وتظهر البحوث وجود أعمدة خشبية، وفخار، وأكوام حجرية متصلة بينابيع حرارية تصل حرارتها إلى 40 درجة مئوية، وهو ما ساعد على حفظ الهياكل عبر آلاف السنين.

وفي عام 2020، كشفت أعمال التنقيب عن تل ترابي أسفل الحجارة، مما أكد أن المنطقة كانت جزءًا من قرية قائمة على ركائز تعود للعصر الحديدي، مع استمرار الاستيطان حتى الحقبة الرومانية.

آفاق جديدة لفهم تاريخ المنطقة

يواصل فريق من علماء الآثار والغواصين الحكوميين العمل في الموقع، وسط توقعات بوجود قرى أخرى مغمورة في أعماق البحيرة لم تكتشف بعد، ما يفتح المجال أمام حقبة جديدة من الاكتشافات.

ويؤكد الخبراء أن هذا التمثال لا يمثل مجرد قطعة فنية قديمة، بل شاهد حيا يكشف علاقة الإنسان القديم بين الطقوس والحياة اليومية، ويضيف بعدا جديدا لفهم حضارة أيولا والإتروسكيين الذين تركوا بصمتهم حرفيا في التاريخ.

طباعة شارك تمثال أثري قاع بحيرة بولسينا بوسط إيطاليا موقع غراند كارو دي بولسينا الغارق قرية أيولا وزارة التراث الثقافي الإيطالية

مقالات مشابهة

  • أمير الرياض ينوه بالدعم الكبير الذي يحظى به التعليم من جانب القيادة
  • سر غارق منذ 3000 عام… بصمات بشرية على تمثال غامض في أعماق بحيرة| إيه الحكاية ؟
  • بعد قرون من الغموض.. كشف علمي يحل لغز النقوش الغريبة على الزجاج الروماني
  • علماء يحلون لغز النقوش الغريبة على الزجاج الروماني بعد قرون من الغموض
  • ريلمي تعود إلى الساحة بقوة.. تسريب يكشف مواصفات Realme Pad 3
  • أصدر ألفي فتوى.. من هو الشيخ علام نصار الشخصية الخالدة في تاريخ دار الإفتاء؟
  • الأمم المتحدة تعرب عن استيائها الشديد من إعدام فلسطينيين في جنين
  • ما الذي حدث عند الساعة 2:43؟.. طيّار إسرائيلي يكشف كواليس اغتيال رئيس أركان حزب الله
  • الأمم المتحدة: 21.2 مليون شخص في السودان يواجهون الجوع الشديد
  • متحدث «الهيئة الملكية للعلا»: نقوش بـ10 لغات تكشف ملامح المجتمعات القديمة ومشروع بحثي عالمي لتحليلها