صدى البلد:
2025-05-16@05:49:23 GMT

جاسم مرزوق بودي يكتب: لفلسطين.. وللكويت أيضًا !

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

بادئ ذي بدء، نقرأ هذه الأيام واحدة من أكثر صفحات التاريخ سوادا، يكتب الغرب فيها نهاية شعاراته التي اسقطها في حفرة المعايير المزدوجة.
ونقرأ واحدة من أكثر صفحات الصمود والفداء بياضا. شعب فلسطين المحاصر المذبوح الموضوع تحت سيف الإبادة الجماعية والمحرقة الإسرائيلية يقاوم باللحم الحي كاشفا عار الجميع من متواطئين وعاجزين وخائفين ومترددين ومراقبين ومنتظرين.

تحول كثيرون إلى آلات حاسبة تحصي عدد الشهداء والمصابين والابنية المهدمة فوق رؤوس أصحابها بدل محاسبة آلات القتل وأرباب المجازر.
ونقول إن الغالبية العظمى المطلقة من الكويتيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم هم مع الفلسطيني الضحية وليس مع الجلاد. قيمنا وتاريخنا وتجاربنا لم تكن يوما خارج السرب مهما تعكرت مياه في جداول العلاقات ومهما أخطأ من أخطأ واعتذر من اعتذر... لأن القدس أكبر منا كلنا برمزيتها الشرعية والإنسانية.
نستهل هذا المدخل لنعبر منه إلى مساحة أخرى.
ليس غريبا هذا الحراك الكويتي المتعاطف مع أهلنا في فلسطين فهذه هويتنا، ولولا رسالتنا الإنسانية التي جبلنا عليها لما تعاطف العالم معنا يوم احتلت الأرض. الشعوب التي وصلتها رسالتنا قبل الدول عاشت ألمنا. رسالة بلسمة الجراح ومساعدة المحتاج والتوسط لحل الازمات واعلاء الحوار ودعم أصحاب الحق في كل مكان. فما بالنا والموضوع يتعلق بثالث الحرمين وأولى القبلتين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ومهد السيد المسيح عليه السلام، وبأرض حرقها احتلال، وبشعب تم تشريده ثم سجنه في زنازين الحصار، وبخريطة يقضمها الغاصب كل فترة بتواطؤ دولي، وبعصابات استيطانية أغلقت شرايين المساحات الباقية. ما بالنا والفلسطيني منذ ولادته يعرف انه سيوضع بين خيارين، فإما ان يكون قتيلا وإما أن يكون شهيدا... قتيلا من الاختناق والقمع والمرض والجوع والإحباط او شهيدا بمقاومته وارتقائه.
ولكن، حراكنا المتعاطف مع الفلسطينيين وقضيتهم يجب الا يحرفنا عن جملة أمور لا بد من التوقف عندها.
الكويتيون كمجتمع متنوع متحضر في غنى عن فحوصات الوطنية التي يوزع شهاداتها البعض وان كانوا قلة، فلا يجوز أن تستبد بأحد "نشوة" الصوت العالي والتصفيق ويسمح لنفسه بتصنيف الكويتيين بين متعاطف ومتخاذل ومهتم ومتجاهل ومتقدم ومتأخر. فهذا يحرف الحراك نفسه عن أهدافه ويخلق حالات انقسام تضر ولا تفيد، وقد يكشف – لا سمح الله – مقاصد أخرى له نربأ بأصحابه ان تكون لديهم.
والكويتيون على اختلاف آرائهم يلتقون عند دعم فلسطين، انما لا يصح ايضا أن يلزم أحد غيره بموقفه الخاص وخطابه وطريقته واسلوبه. تتعدد الطرق والعنوان واحد. ولا يجوز لأحد ان يفرض على الاخرين الدخول في مسارات التعبير التي يعتمدها... فتعددية التعبير تفيد الهدف وتغني الحراك.
والكويتيون يتمنون التزام الجميع برفض ازدواج المعايير، فالمخطئ تدل مواقفه عليه واستثناء البعض له وتغييبه لأهداف سياسية لا مبدئية أيضا لا يخدم الحراك الشعبي المناصر لفلسطين.
والكويتيون يتمتعون بقدر عال من الثقافة السياسية والرؤية الموضوعية ويزينون الأمور بميزان التجارب التاريخية والمصلحة الوطنية سواء تعلق الأمر بالأصدقاء والاشقاء. الخطاب القوي الموضوعي الواضح المنحاز لقضية العرب والمسلمين الأولى يجب أن يبقى على ثباته ولا يجنح إلى الجدالات والسجالات الجانبية.
والكويتيون يعتبرون ان وحدتهم الوطنية موضوع مصيري مثله مثل الحفاظ على الكيان. وبما أن قضية فلسطين أكبر منا كلنا فلا بد من الاعتصام بحبل الوحدة خدمة لها ودعما لعدالتها، ولا بد من تلافي الخطاب الذي يعتمد مفردات تستدرج ردودا ونعرات ويمكن ان تنعكس سلبا على الاحتضان الشعبي لقضية فلسطين.
والكويتيون يعلمون ان قيادتهم تمارس أقسى درجات الثبات في التعامل مع قضية فلسطين مع أقسى درجات الحكمة، ويتمنون أن ينسجم الخطاب الشعبي مع هذا الموقف ويكون الصدى الحضاري له.
اللهم إن الأرض أرضك والجند جندك والأمر أمرك، وأنت القوي العزيز.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

مع قرب الإنتخابات.. فوزي الشعبي يتهم برلمانيين ورجال أعمال مغاربة بالتآمر على شركاته لصالح مستثمرين فرنسيين

زنقة 20 ا عبد الرحيم المسكاوي

اتهم رجل الأعمال والبرلماني السابق فوزي الشعبي، نجل الملياردير الراحل ميلود الشعبي، ما وصفه بـ”لوبي مغربي نافذ” بالتورط في مؤامرة تستهدف شركات العائلة، بتنسيق مع مستثمرين أجانب، على رأسهم شركة فرنسية تخوض نزاعا قضائيا دوليا ضد مجموعة الشعبي أمام هيئة التحكيم الدولي.

وقال الشعبي، في تصريح إعلامي مثير، إن “هذا اللوبي يضم برلمانيين معروفين من اللجنة البرلمانية المشتركة المغربية الفرنسية ورجال أعمال، يعملون على تجييش ضدنا، بهدف تجميد أنشطة شركاتنا وإفساح المجال أمام منافسين أجانب للاستيلاء على السوق الوطنية”.

وأضاف الشعبي: “نأسف لوجود جهات من داخل الوطن تتآمر مع الخارج ضد مقاولة مغربية وطنية ساهمت لعقود في خلق آلاف مناصب الشغل وتنمية الاقتصاد الوطني، لمجرد تضارب المصالح أو طمع في نصيب من الكعكة”.

تصريحات فوزي الشعبي الذي غاب عن الأنظار لمدة طويلة تأتي مع قرب الإنتخابات التشريعية ، ما يطرح تساؤلات حول توقيتها ، و أيضا مغزى الاتهامات الخطيرة الموجهة لنواب برلمانيين مغاربة و رؤساء شركات، والتي تشكك في وطنيتهم.

مقالات مشابهة

  • الألكسو تعقد أول ملتقى لروابط الأدب الشعبي العربي
  • مليلية.. الحزب الشعبي يدعو إلى إعادة القاصرين إلى المغرب
  • استشهاد صحفي و11 من أفراد عائلته جنوب قطاع غزة
  • السوداني:حصر السلاح بيد الدولة ليس المقصود منه حل الحشد الشعبي بل عدم امتلاك المواطن أي قطعة سلاح!
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية!!
  • محافظ الدقهلية يتفقد الأعمال الجارية بمشروع تطوير ضريح الإمام الشعراوي بدقادوس
  • مع قرب الإنتخابات.. فوزي الشعبي يتهم برلمانيين ورجال أعمال مغاربة بالتآمر على شركاته لصالح مستثمرين فرنسيين
  • المغنيسيوم.. كيف يقاوم الالتهابات؟ وما أشهر الأطعمة التي تحتوي عليه؟
  • تمهيدا لافتتاحه.. محافظ الدقهلية يتفقد مشروع تطوير ضريح الإمام الشعراوي
  • فلسطين: رابط الأسماء التي تم فرزها بقرعة مكرمة الحج 2025 - قطاع غزة