المؤمنون كلهم يعلمون يقينا أن الصهاينة هم أجبن خلق الله على وجه البسيطة، وهذا القول لم يأت به كاتب السطور من عنده، أو غيره من الكتاب والمدونين والمؤرخين، بل جاء به رب العباد في القرآن الكريم؛ إذ أشار تعالى إلى ذلك في غير موضع، منه على سبيل التمثيل؛ في سورة المائدة (الآيات من 21 – 25) كيف رفض اليهود تنفيذ الأوامر الإلهية عبر نبيهم موسى بدخول الأرض المقدسة خوفا من القوم الجبارين الذين هم بداخلها، وكم حاول نبيهم موسى إقناعهم بالدخول، لكن الجبن كان قد تملكهم، والرعب قد سكن قلوبهم، فعصوا ربهم ونبيهم، الأمر الذي جعل موسى يشكو ضعفه وهوانه وقلة حيلته إلى الله، مؤكدا لربه أنه لم يعد معه إلا نفسه وأخوه، طالبا منه أن يفرق بينهما وبين القوم الفاسقين (وهم اليهود من بني إسرائيل، الذين خلّفوا صهاينة اليوم) .
وبعد حقبة من الزمن طلب (يهود الأمس صهاينة اليوم) من نبيهم أن يدعو ربه يُعيّن لهم ملكا ليقاتلوا تحت رايته جالوت وجنوده، ولما عيّن لهم ربهم طالوت ملكا، وأمرهم بالقتال تحت رايته، كعادتهم سيطر على قلوبهم الرعب، وعبث بأنفسهم الخوف، فقالوا لا طاقة لنا بجالوت وجنوده، ولم يبق منهم مع طالوت إلا قلة قليلة، (وهذا في سورة البقرة، الآيات 246 – 250) .
أخي القارئ نكتفي بهذا القدر من مواقف جبن اليهود (الصهاينة)، وتوليهم يوم الزحف، التي وردت في القرآن الكريم؛ لعدم احتمال المقام لأكثر من ذلك من الأمثلة، ونعمد إلى سرد شيء من عنترياتهم الوهمية اليوم، واستعراضاتهم الكذبية على أنظمتنا العربية المرتعشة، وجيوشها أرباب الكروش البارزة، والرؤوس الغائرة، إذ سمعنا عبر شاشات التلفزة، والقنوات الإخبارية أن جيش الصهاينة الذي يطوق غزة من الاتجاهات كلها، قام أحدهم بالاستدارة بدبابته لأكثر من 180 درجة، أي من الأمام إلى الخلف، ثم أطلق قذيفة من دبابته – وربما أكثر – نحو موقع عسكري قريب منه، في ذلك الموقع جماعة من أجناد الكنانة، لم تتفضل قيادتهم بذكر عددهم، أو عدد القتلى والمصابين منهم، وأشارت القيادتان – قيادة الجاني وقيادة المجني عليه – أن الأمر كان مجرد خطأ غير مقصود من الجندي الصهيوني، الذي كان مصوبا مدفع دبابته نحو عدوه الغزاوي المقاوم في الغرب، ثم فجأة أدار مدفع دبابته نحو عدوه المسالم المستكين في الشرق، وأطلق النار عليه .
غير أن كاتب السطور لم يتقبل معنى الرواية التي قالها الصهيوني ثم أكدها العربي؛ لأن الخطأ يكون مقبولا لو كان الجندي الصهيوني صوب بندقيته نحو جماعة في مكان واحد، فيها عدو له وصديق، ففي مثل هذه الحالة يحصل الخطأ، أما أن تحول بندقيتك من جهة العدو الذي هو أمامك فجأة نحو صديقك الذي هو خلفك فالأمر فيه نظر؛ أولا إن العدو الصهيوني معروف بجبنه ونذالته على مر التاريخ، وقد أتيناك بأمثلة تؤكد ذلك من القرآن الكريم لا تحتمل الشك أو التأويل؛ لذلك فإن الصهاينة من شدة جبنهم غير واثقين من خنوع الجندي العربي واستكانته؛ إذ يخيل لهم أن بندقية الجندي العربي مصوبة نحو ظهورهم، وقد يطلقون النار عليهم في أي لحظة؛ لذلك فإن ما قام به الجندي الصهيوني ليس من قبيل الخطأ، بل كان مقصودا؛ ليشعر الآخر بأنه يستطيع قتال العرب جميعا وفي كل الاتجاهات .
الأمر الآخر، يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الصهاينة يعدون العرب والمسلمين كلهم أعداء – المقاومين والمستكينين – ولا يثقون بأحد منهم، مهما حاول العربي الانبطاح لهم، والتمسح بأحذيتهم، والإذعان المخزي لأوامرهم …
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
لحج.. مسيرتان جماهيريتان في القبيطة تجددان التفويض للقيادة وتباركان تصعيد العمليات ضد الصهاينة
يمانيون../
في مشهد يعبّر عن الارتباط العميق بين القضية الفلسطينية والوجدان الشعبي اليمني، شهدت مديرية القبيطة بمحافظة لحج، اليوم الجمعة، مسيرتين جماهيريتين حاشدتين تحت شعار: “ثباتاً مع غزة.. سنصعّد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع”، تأكيداً على استمرار الموقف اليمني الثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة الكيان الصهيوني.
شارك في المسيرتين وكيل محافظة لحج فيصل الفقيه، ومسؤول التعبئة العامة جميل الصوفي، إلى جانب قيادات محلية وأمنية وعسكرية، وشخصيات اجتماعية، حيث صدحت الحناجر بالهتافات المؤيدة للمقاومة الفلسطينية، والمباركة للعمليات البطولية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني، وآخرها استهداف مطار اللد وميناء حيفا، إلى جانب استمرار الحظر المفروض على الملاحة الجوية والبحرية للكيان المحتل.
وأكد المشاركون أن العمليات اليمنية تمثل موقفاً عملياً راسخاً في وجه العدوان والإبادة التي تتعرض لها غزة، كما جددوا التفويض الكامل لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وأعلنوا الجهوزية الكاملة لتنفيذ أي خيارات يحددها في سياق معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
المشاركون وجّهوا رسائل واضحة للشعوب العربية والإسلامية، داعين إياها للتحرك الجاد والخروج من حالة الصمت والشلل، والتحلل من عار التخاذل تجاه ما وصفوه بأبشع جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث، والتي تُرتكب بحق غزة بشراكة أمريكية مباشرة ودعم من أنظمة عربية تضخ المليارات في خزائن واشنطن لتمويل آلة القتل الصهيونية بدلاً من دعم صمود الفلسطينيين.
وأكد البيان الصادر عن المسيرتين أن الشعب اليمني – وهو يواجه التحديات والحصار – لن يقف مكتوف الأيدي أمام المجازر في غزة، ولن يقبل أن يكون جزءاً من صمت العالم المخزي. وأضاف:
“سنسجل موقفنا أمام الله وخلقه وقرآنه، بأننا لم ولن نقبل، ولن نسكت، بل سنواصل الموقف، حتى يتحقق وعد الله بالنصر والفرج”.
وجدد البيان التأكيد على التأييد الشعبي الكامل للعمليات العسكرية اليمنية ضد كيان العدو، داعياً القوات المسلحة إلى المضي قدماً في تطوير قدراتها، ورفع مستوى الردع بما يلحق بالعدو المزيد من الخسائر، حتى ينكسر حصاره الإجرامي عن غزة.
المشاركون عبّروا عن فخرهم بالصمود الأسطوري لأبناء غزة، وبالبطولات التي يسطرها المقاومون الفلسطينيون رغم الجراح، مؤكدين أن غزة – برغم ما تعانيه من حصار وتجويع – تُفشل العدو في تحقيق أهدافه وتضرب مثالاً نادراً في الثبات والتحدي.
وتأتي هذه المسيرات كحلقة من حلقات التفاعل الشعبي المتواصل في المحافظات الحرة، تعبيراً عن الالتزام المبدئي والديني والوطني تجاه قضية فلسطين، وتجديداً للعهد بأن اليمن سيظل حاضراً في ميادين الشرف، حتى ينكسر العدوان ويُرفع الحصار، ويعود الحق لأهله.