وينص القرار الذي أصدره مجلس مدينة ريتشموند على أن ما يواجهه الفلسطينيون هو جريمة حرب بموجب القانون الدولي”. وانتقد النزوح الإجباري للفلسطينيين وعدم حصولهم على الكهرباء والغذاء والماء والرعاية الطبية والمساعدات كما يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وللسماح بالمرور الآمن للمساعدات الإنسانية إلى غزة”، فضلا عن “إنهاء الفصل العنصري الإسرائيلي واحتلال وحصار الأراضي الفلسطينية.

وقال المسؤولون المنتخبون إنهم يهدفون من خلال القرار إلى تسليط الضوء على المعاناة الفلسطينية التي يشعرون أنها مستبعدة من الأخبار الرئيسية في الولايات المتحدة بشكل عام.

وأعلن المسؤولون في هذه المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 115 ألف نسمة، معارضتهم لجميع المساعدات العسكرية التي ترسلها البلاد لدعم ومساعدة إسرائيل، لكنهم في المقابل أكدوا على دعمهم للجالية اليهودية.

ونفي العمدة إدواردو مارتينيز أن يكون القرار معاديًا للسامية، قائلا: “لم تكن هناك كلمة واحدة تقول إننا ضد الشعب اليهودي. وأوضح أنه “إذا كان الأمر يبدو وكأننا ندعم طرفًا واحدًا في هذا الصراع، فذلك لأنه تم تجاهل معاناة هذا الطرف لسنوات”.

وأضاف مارتينيز: “أنا أرفض فكرة أن التحدث علنًا ضد الجيش الإسرائيلي والحكومة اليمينية هو أمر معاد للسامية”. مؤكدًا “لا ينبغي لنا أن نبقى صامتين أبدًا عندما يتعلق الأمر بأي مجتمع.”

وقال عمدة المدينة إن “الشعب الأمريكي، الذي تدعم حكومته وأموال الضرائب التي يدفعها بشكل مباشر الجيش الإسرائيلي، لديه التزام أخلاقي فوري بإدانة أعمال العقاب الجماعي ودولة الفصل العنصري التي تمارسها إسرائيل”.

وقالت نائبة العمدة جايل ماكلولين لصحيفة كرونيكل إنها وعمدة المدينة شعرا أنهما بحاجة إلى اتخاذ إجراء بناءً على ما شاهداه في الأخبار، ولعدم وجود اهتمام كافٍ بالأصوات الفلسطينية في وسائل الإعلام الرئيسية.

وقالت: “الوضع في غزة مأساوي حقًا”، مشيرة إلى نقص الكهرباء والغذاء والمياه والمساعدات. “الأمر الملح الآن هو أن نفعل شيئًا ما.. فالتاريخ سيحاسبنا”

وأضافت “شعرنا أنه من الضروري ألا ندفن رؤوسنا في الرمال”، واصفة القرار بأنه “اختراق في التعتيم الإعلامي السائد”.

كما أشارت إلى أنه في حال عدم الاهتمام بحقوق الفلسطينيين في هذا الصراع، سنشهد المزيد من الأعمال العدائية.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تُنفذ خطتها للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية

ترجمة - بدر بن خميس الظفري -

إعلان الحكومة الإسرائيلية عن شن هجوم جديد لـ«احتلال» غزة، وتصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بأن القطاع «سيُدمر بالكامل»، قد أربكت المجتمع الدولي. وربما شعر المراقبون بالانزعاج أو الصدمة أو القلق إزاء هذه التصريحات، لكنها في الواقع لا ينبغي أن تكون مفاجئة. فهذا النوع من الإيديولوجيا الإبادية كان واضحًا منذ وقت طويل، على الأقل في حالة سموتريتش، أي قبل وقت طويل من 7 أكتوبر. وقد كانت هناك أصوات معارضة، من بينها صوتي، تحذر منذ أكتوبر 2023 من نوايا الحكومة في غزة.

إن ما يقوم به الآن المتطرفون القوميون في حكومة إسرائيل لا يجلب المعاناة فقط للفلسطينيين، بل للإسرائيليين كذلك. إذ إن قرار الحكومة بتوسيع الغزو أثار رعب عائلات الأسرى الإسرائيليين. وقد اتهموا سموتريتش بأنه يروج لرؤيته المهدوية على قبور أحبائهم، واتهموا بنيامين نتنياهو بإخفاء المعلومات والكذب عليهم بشأن عدد الرهائن الأحياء. إيناف زانغاوكر، والدة ماتان، الذي أسر من منزله في كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر، ذهبت هذا الأسبوع إلى الكنيست برسالة مرعبة، إذ قالت إن توسيع العمليات العسكرية في غزة سيؤدي إلى مقتل الرهائن. وعندما دعت جنود الاحتياط إلى رفض أوامر التجنيد، أسكتت وطردت من المنصة.

في أول مقابلة لي بعد أحداث 7 أكتوبر، حذّرت من أن الحكومة الإسرائيلية ستستغل هذا الحدث لتنفيذ مخططها لضم الأراضي الفلسطينية. وقد أشرت حينها إلى خطة صاغها سموتريتش في عام 2017 بعنوان «خطة الإخضاع» (ويُترجمها البعض بـ«الخطة الحاسمة»). في وثيقة مرعبة يتعامل فيها مع البشر كأنهم قطع شطرنج، أعاد سموتريتش رسم حدود إسرائيل.

أولًا، طالب بضم الأراضي الفلسطينية دون منح الفلسطينيين أي حقوق سياسية أو مدنية أو قومية، ومعاملتهم كمستعمرين خاضعين.

ثانيًا، من لا يقبل بهذا المصير كمواطن من الدرجة الثانية، سيُطرد قسرًا من بيته وأرضه ووطنه. وثالثًا، من يقاوم، ومن يناضل من أجل حقوقه الأساسية كإنسان، سيلاحق ويقتل.

وعلى الرغم من أن هذه الخطة وُضعت أساسًا للضفة الغربية، فإن الحرب الحالية تتيح الآن تنفيذها في غزة أيضًا. لم أكن متنبئا حين حذّرت من هذا المخطط، بل كنت فقط أصغي لما يقوله هؤلاء علنًا. وبدلًا من الاستماع لما قلته، علقت عضويتي في الكنيست، وأنا الآن أواجه تعليقًا ثانيًا بسبب تأييدي لطلب جنوب أفريقيا من المحكمة الدولية لمحاسبة إسرائيل على الجرائم التي كنت أحذر منها. فكيف يمكن أن يُفاجأ أحد بتصريحات سموتريتش، بينما كل ما فعله مجلس الوزراء الإسرائيلي في آخر 18 شهرًا يتماشى مع خطته؟ الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية قُصفوا وجاعوا وذُبحوا وطُردوا من أجل إفساح المجال أمام حلم سموتريتش بإنشاء مستوطنات جديدة. بينما كان العالم يشاهد هذا الدمار برعب، تفاخر مستوطنو سموتريتش بأنهم يعيشون في «عصر المعجزات».

وفي النقاش الدائر حول ما إذا كانت أفعال إسرائيل ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية، ينبغي أن تُقدم خطة «الإخضاع» هذه كأبرز دليل للادعاء. فـ«الإخضاع»، كما يراه سموتريتش وأتباعه، يعني التطهير العرقي، والترحيل القسري، والضم غير القانوني، وعمليات قتل تنتهك القانون الدولي. باختصار، هذه الخطة تستهدف القضاء التام على الفلسطينيين كمجتمع وطني، وشعب موحد في أرضه. أليس هذا بالضبط تعريف الإبادة الجماعية؟

«أي محاولة لضم أراضٍ في غزة ستكون غير مقبولة»، قالها وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، هاميش فالكونر، هذا الأسبوع. لكن تصريحه، الذي لم تصاحبه أي عقوبات أو إجراءات ملموسة، تلاشى في الهواء.

من السخيف فعلًا أن نكون بعد 20 شهرًا من هذه الكارثة، ولا يزال البعض يعتقد أن الحكومة الإسرائيلية قد تغير مسارها بالكلمات فقط، أو أنها تُعير القانون الدولي أو الأعراف أي اهتمام. وإن شعرت بداية ببعض الشفقة تجاه الحكومة البريطانية ودبلوماسيتها العقيمة، سرعان ما تحول ذلك إلى غضب حين تذكرت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إلى بريطانيا قبل أسابيع فقط، حيث وفرت له نفس الحكومة حماية دبلوماسية، وهي الآن تتهم حكومته بارتكاب أفعال غير قانونية.

من أجل الفلسطينيين، ومن أجل الرهائن، ومن أجل إسرائيل، يجب محاسبة الحكومة الإسرائيلية. وهذا لن يحدث بالكلمات فقط.

أوفر كاسيف عضو الكنيست عن «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» (حداش).

عن الجارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تُنفذ خطتها للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية
  • “بوريل”: “إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية في غزة وتنفذ أكبر عملية تطهير عرقي
  • جوزيب بوريل يتهم الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب إبادة جماعية في غزة (شاهد)
  • "مدينة".. قصة أول مولودة لحاجّة أفغانية بمستشفى المدينة المنورة
  • منظمة التعاون الإسلامي تدين إغلاق العدو الصهيوني مدارس “الأونروا” بالقدس
  • منظمة التعاون الإسلامي تدين إغلاق العدو الصهيوني مدارس أونروا بالقدس
  • “التعاون الإسلامي” تدين افتتاح الإكوادور مكتبًا دبلوماسيًا في القدس
  • “التعاون الإسلامي”تدين إعادة الإكوادور افتتاح مكتب بصفة دبلوماسية في القدس
  • “أطباء بلا حدود” تدين العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة
  • السلطة الفلسطينية تدين انتهاك حق الأطفال في التعليم بعد إغلاق إسرائيل مدرستين للأونروا