كانت أوضاع الجماعة المسيحية في غزة والأرض المقدسة موضوع مقابلة أجرتها جريدة أوسيرفاتوري رومانو مع غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس.
أجرت جريدة أوسيرفاتوري رومانو مقابلة مع غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس وذلك عقب ترؤسه صلاة وتأبينا على أرواح ضحايا حرب غزة، وضحايا الغارة الجوية الإسرائيلية التي ضربت يوم الخميس مجمع كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس.

وكان السؤال الأول الذي وُجه إلى غبطته حول أوضاع المسيحيين الناجين من هذه المأساة، وفي إجابته قال غبطته إن هذا الانفجار المأساوي كان له تأثير كبير على الجماعة المسيحية في غزة وفي باقي مناطق الأرض المقدسة. وتحدث عن صمود الناجين وكونهم ممتلئين بروح المسيح مضيفا أنهم قد أظهروا إيمانهم عقب هذا الاختبار الرهيب. وأشار غبطة البطريرك إلى الوحدة في الجماعة لتبادل الدعم والصلاة من أجل الشفاء وطلب القوة أمام المصاعب. وشدد في إجابته على أننا كمؤمنين مسيحيين مدعوون إلى أن نكون صانعي سلام وساعين إلى العدالة، وأضاف إن إجابتنا على جريمة الحرب هذه يجب أن تكون فنار رجاء من خلال إبراز قوة الإيمان المحوِّلة وقدرة النفس البشرية على التعالي على ظلمات الحرب.
انتقل الحديث بعد ذلك إلى ما يتم اتخاذه من إجراءات ومبادرات لحماية المؤمنين ودعمهم، وقال غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث في هذا السياق إن واجبنا المقدس في هذه اللحظة الصعبة هو مد الأيادي لدعم وحماية أخوتنا المسيحيين وجميع المتضررين من مأساة غزة. وأشار إلى أن البطاركة وقادة الكنائس في القدس يعملون بلا كلل من أجل تقديم المساعدة الإنسانية والدعم لأكثر المتألمين. وتحدث من جهة أخرى عن نشاط هيئات أعمال المحبة التي تعمل في تعاون مع الشركاء المحليين من أجل ضمان توفُّر الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والملجأ والخدمات الصحية بأفضل شكل قدر إمكانياتنا، حسبما أضاف، وذلك بعد قرار إسرائيل قطع إمدادات المياه والتيار الكهربائي والغذاء والأدوية. وتابع غبطته مشددا على العزم، من خلال الصلاة والمساعدة والدعم الملموس، على القيام بحماية ومساندة المتضررين من هذه المأساة متَّبِعين تعليم يسوع الذي دعانا إلى أن نكون أدوات سلام ومداواة في عالم في حاجة إلى المحبة والشفقة.
وفي إجابته على سؤال حول المشاعر السائدة لدى الجماعة المسيحية سواء في فلسطين أو إسرائيل تحدث غبطة البطريرك عن الرجاء والصمود والالتزام العميق بإيماننا. وقال إنه وبينما تواجه المنطقة ظروفا معقدة وصعبة يظل أخوتنا وأخواتنا راسخين في العزم على عيش تعليم المسيح. وواصل أننا في هذه الأرض التي غالبا ما تشهد الشجار، نواصل تعزيز السلام والتعايش.
وتحدث في هذا السياق عن المشاركة الفعالة في الحوار ما بين الطوائف والأديان وفي الجهود الساعية إلى بناء جسور بين المنتمين إلى أطر وديانات مختلفة. وتابع أن جماعاتنا تعمل كشهادة حية لرسالة المحبة والمغفرة والمصالحة والتي هي محور المسيحية. إلا أنه لا يمكن من جهة أخرى، تابع البطريرك ثيوفيلوس الثالث، إنكار المصاعب والشدائد التي على كثيرين في المنطقة مواجهتها، وخاصة مَن يعيشون تحت ذعر الغارات الجوية والقصف المدفعي في غزة. 
وكرر غبطته هنا الحديث عن رسالة إيمان والتزام من أجل السلام والقناعة بأننا كمسيحيين مدعوون إلى أن نكون صانعي سلام في هذه الأرض مجسدين الرجاء في مستقبل أكثر إنارة وتناغما بين سكانها جميعا. وأكد مواصلة الصلاة والعمل من أجل السلام والعدالة والرخاء لكل من هم في هذه الأرض المقدسة والمعذبة.
وفي ختام المقابلة أجاب البطريرك ثيوفيلوس الثالث على سؤال حول مشاعره الشخصية فقال إنه كبطريرك يحمل مع قادة الكنائس الآخرين ثقل المسؤولية عن الخير الروحي والسكينة للجماعة المسيحية في هذه المنطقة، وأيضا عن حماية الحج إلى الأرض المقدسة. 
وتابع أن مشاعره الشخصية في مثل هذه اللحظات الصعبة هي متجذرة في تعليم المسيح الذي يجعله يحافظ على الإيمان والرجاء والمحبة. وأعرب هنا عن تعاطفه الكبير مع المتألمين وأيضا عن شعوره بالمسؤولية الكبيرة في القيادة من خلال تقديم المثال مُبرِزا رسالة المسيح، رسالة الشفقة والمغفرة والمصالحة. ثم ختم غبطته قائلا إنه يفكر أمام الصعاب والتحديات في كلمات القديس بولس في رسالته إلى أهل فيلبي: أَستَطيعُ كُلَّ شيَءٍ بِذاكَ الَّذي يُقوِّيني. وأضاف أنه بهذه القوة وبدعم الجماعة يقوم بمهمته سعيا إلى العدالة والسلام وأوضاع أفضل لجميع أبناء الله في هذه الأرض المقدسة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غبطة البطریرک الأرض المقدسة فی هذه الأرض إلى أن نکون من أجل

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات الذكرى المئوية لتشييد كاتدرائية مار أفرام السرياني بحلب

حلب-سانا

افتتح بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس ورئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بالعالم مار إغناطيوس أفرام الثاني اليوم الفعاليات الخاصة بالذكرى المئوية لتشييد كاتدرائية مار أفرام السرياني وهجرة سريان الرها إلى حلب.

وبدأت الفعاليات بحفل مركزي تضمن كلمات وفقرات فنية وأفلاماً وثائقية تعكس التراث السرياني وتجذر السريان بسورية كملاذ آمن لهم بعد تعرضهم للمجازر في مدنهم التاريخية على يد السلطات العثمانية.

ولفت البطريرك أفرام الثاني في كلمته إلى دور سورية في نفخ روح الحياة بنفوس السريان الهاربين من الاضطهادات في الرها، حيث تشاركوا مع مكونات المجتمع السوري الصعاب والرخاء على مر السنين، وهم يستمرون بالنهج نفسه حتى إعادة سورية إلى ألقها السابق.

وقال البطريرك: إن الذكرى المئوية فرصة لتجديد العهد بالوفاء للجذور والانتماء والوطن والتعبير عنه من خلال مبادرات عدة تحتويها فعاليات الذكرى بهدف نشر العلم وتنوير النفوس إلى جانب دور الكنيسة الروحي.

ونوه محافظ حلب حسين دياب في كلمته بدور حلب كمهد لجميع الحضارات الإنسانية، لافتاً إلى أن مناسبة مرور مئة عام على تشييد كاتدرائية مار أفرام السرياني والهجرة الرهاوية إلى حلب ماهي إلا صورة حيَة لواقع حلب النابضة بالحياة رغم كل ما تعرضت له خلال العصور المتعاقبة من حروب وحصار وزلازل ودمار.

وبيّن الإعلامي والمفكر غسان الشامي أنّ حلب شكلت محطة مهمة في تاريخ السريان، وانتشروا منها إلى شتى بقاع العالم واحتوت على أصالة تاريخ المدن السريانية التاريخية، وحافظت عليها وقبلتها ضمن أطيافها المتماسكة.

وافتتح البطريرك أفرام الثاني مكتبة المطران المغيب قسراً يوحنا إبراهيم بجوار كاتدرائية مار أفرام السرياني التي تضم 35000 عنوان في مختلف المجالات والأعمار وبأكثر من 28 لغة، كما تم افتتاح استديو الفضائية السريانية بهدف الحفاظ على اللغة السريانية وتقديمها للجيل الجديد التي ستبدأ البث من حلب.

شارك في الحفل أمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي أحمد منصور وأمين فرع جامعة حلب لحزب البعث الدكتور لؤي شاشاتي ومفتي حلب محمود عكام وقائد شرطة محافظة حلب اللواء ديب مرعي ديب والقنصل العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية بحلب نواب النوري وحشد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي والمعنيين.

أوهانيس شهريان

مقالات مشابهة

  • الراعي: لتنفيذ القرارات الأممية لا سيما الـ1559 والـ1680 والـ1701
  • مدرب صربيا يختار مرشحه للكرة الذهبية
  • أحمد فايق: أكثر من مليوني حاج بالأراضي المقدسة تجمعهم لغة التقرب إلى الله
  • محافظ المنيا يستقبل وفودا كنسية للتهنئة بعيد الأضحى
  • محافظ المنيا يستقبل وفودا كنسية للتهنئة بعيد الأضحى المبارك
  • السفير الفرنسي يتعرف على تاريخ الكنيسة الكاثوليكية بالقاهرة
  • انطلاق فعاليات الذكرى المئوية لتشييد كاتدرائية مار أفرام السرياني بحلب
  • لحظات فارقة فى تاريخ أمتنا العربية والإسلامية «نكون أو لا نكون»
  • شرف ونعمة
  • وزير إسرائيلي: لن نكون طرفا في لجنة لتسوية الأوضاع على الحدود تشارك بها فرنسا