صحيفة أثير:
2025-05-10@16:43:20 GMT

غزّة؛ اختبارٌ للضمير العربي

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

غزّة؛ اختبارٌ للضمير العربي

أثير- عبدالله العريمي

يالله كم يحتاج إنسان هذا العصر إلى استئصال الحواجز الفاصلة بينه وإنسانيته، وهدم مستوطنات الخوف والخنوع والاستسلام للذل التي أقيمت في روحه، وكم نحتاج إلى كم هائل من ابتذال وبذاءة المفردات حتى تكون بمقاس ضمير العالم، وحتى نصف بها هذه الهزيمة العربية.

لأمريكا يعود كل هذا الأمر لكن هراوتها ليست إسرائيل؛ فإسرائيل أكثر تفاهة من أن تكون كذلك، لكنه الصمت العربي الذي يفتح الصدور العربية وينبش القبور، إنه القاتل الحقيقي، هو من يقتل الأجنة في بطون أمهاتهم وحارق النساء ومُطلق شذاذ الآفاق وأخلاط اليهود، إن غرف الاجتماعات العربية والدولية باردة كثلاجات الموتى لولا دفء بعض الضمائر التي تناهض هذه الوحشية وتطالب بمحاكمة هذه العصابة التي أسرفت في القتل وارتكبت أبشع جرائم الحروب ومارست أسوأ صور الإنسانية، لولا ذلك وانتباه ضمير الشعوب لاكتملت شهادة وفاة العرب الممهورة بالختم الأمريكي.

إن حقول العنب والقمح والتين والبيارات في غزة أصبحت كلها مقابر تتسكع حولها بنات آوى، والعالم يتفرج وقد صدق خرافة ميثاق حقوق الإنسان، إننا مصابون بحالة التباس غير عادية فلا ندري هل نبكي على أنفسنا ونحن نرى كل هذا الاعتداء على حرمة الإنسان أم نفرح لأن فلسطين هي الملاكُ الحارس لآخر ما تبقى في خيمة العربي من مطالب المروءة وتكاليف الشجاعة.

غزة اليوم تعلمنا كيف نقدس الكرامة والكبرياء، وتصحح أخطاءنا في كتاب الحياة، غزة اختبار الضمير العربي الذي أصبح وعاء للإهانة بشكل معلوم ومستهلك جدا، غزة وحدها من يجابه هذه العداوة السرية والمعلنة، وحدها من يجعل الحياة ممكنة ويرشُّ رذاذ الأمل، وحق لها ذلك، لأنها التأكيد الأوحد على أن الغياب حياة والموت انتصار، وأن العطور العربية متفسخة الرائحة، غزة وضوح النهايات وغموض البداية والتباسها، إنهم يموتون نيابة عنا وينتصرون نيابة عنا، فكيف لنا أن نتحرر من كل هذا الذنب ونفرغ القلب مما فاض فيه من الإثم، كم من غراب سوف يحتاج هذا العالم ليعلمه كيف يواري سوءة أخيه، وماذا سنفعل مع إخوة انشغلنا عنهم بخطب فارغة وتركناهم يبذرون بذور الأمل ويصعدون وحدهم حتى أعلى مستويات الكرامة والحياة، كيف سيقف الصامتون في محكمة التاريخ وكيف سيقدمون اعتذارهم للشهداء في حضرة ملك الملوك، كيف يمكنهم متابعة الحياة وهم يختلسون النظر إلى عيوبهم صباح مساء، إنه إغواء الخطيئة الذي يستدرجهم إلى هاوية الذل والامتهان، أما غزة فقد تخففت من تلك الأعباء وتركتنا نقدّس فعلها البطولي الذي يذكرنا دائما بسر الحياة.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد بن محمد: رقمنة الحياة في دبي خيار استراتيجي

دبي: «الخليج»
زار سموّ الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم هيئة دبي الرقمية، حيث اطّلع على سير العمل في الهيئة وأهم المشاريع والمبادرات التي تقوم عليها والتقدُّم المتحقق في تطبيق استراتيجية دبي الرقمية بمحاورها السبعة والتي تهدف مجتمعة إلى رقمنة الحياة في دبي، بما يعزز من جودة الحياة ويدعم آليات العمل والإنتاج في الإمارة وييسر الوصول إلى الخدمات المختلفة بأسلوب يتسم بالسهولة والسرعة والكفاءة العالية.
وخلال الزيارة، أكد سموّه أهمية الاستفادة من التقنيات الجديدة وأيضاً الكادر البشري المؤهل لاسيما الشباب منهم، حيث التقى بمجلس شباب دبي الرقمية منوهاً بالدور المحوري للشباب كشريك رئيس في تسريع التحوّل الرقمي وتأكيد النموذج الريادي لدبي في مختلف مجالات التطوير، كما لفت سموّه إلى أن رقمنة الحياة في دبي ما هي إلا خيار استراتيجي من شأنه تعزيز قدرة المجتمع على الازدهار والتطوّر السريع بأسلوب يحقق مستهدفات التنمية المستدامة.
ورحّب حمد عبيد المنصوري، مدير عام دبي الرقمية بزيارة سموّ الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، مؤكداً بالغ اعتزازه بهذه الزيارة وما تعكسه من اهتمام من جانب سموّه بالاطلاع على منظومة العمل في «دبي الرقمية» وما تحققه من إنجازات وقال: «على امتداد مسيرة التحوّل الرقمي، كنّا على الدوام نستمد عزيمتنا وإصرارنا على تحقيق الإنجازات من توجيهات سيدي صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعته الحثيثة للتقدم المتحقق في المسارات كافة وتأتي هذه الزيارة الكريمة امتداداً لهذا النهج القيادي الذي شكّل نموذجاً ملهماً للقائد الذي يسهر على دعم أبنائه وتمكينهم وتحفيزهم على العمل من أجل تحقيق إنجازات نوعية تسهم في تحقيق أفضل نوعيات الحياة».
وأضاف: «زيارة سموّ الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى دبي الرقمية تمثل حافزاً مهماً لفريق عمل الهيئة لمضاعفة الجهود والارتقاء بمستويات الأداء بما يسهم في تسهيل حياة الناس ودعم مرتكزات الاقتصاد الرقمي، عبر تسخير التكنولوجيا الرقمية وبما يسهم في تحقيق أهداف أجندتيّ دبي الاقتصادية والاجتماعية».
واطّلع سموّه على مستجدات المشاريع الاستراتيجية المركزية وفي مقدمتها الهوية الرقمية وتطبيق «دبي الآن»، التطبيق الموّحد للمدينة، كما تطرّق الشرح إلى البنية التحتية الرقمية والمبادرات النوعية التي تنفذها الهيئة ومنها: «لوحة دبي» و«خلك واعي»، و«المها» و«مشروع عيون».
كما شملت الزيارة تفقُّد سير العمل في غرفة عمليات دبي الرقمية، حيث استمع سموّ الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى شرح حول أسلوب قياس الأداء استناداً إلى مؤشرات مبنية على البيانات والمعطيات الرقمية الدقيقة، لافتاً سموّه إلى ضرورة البناء على النجاحات السابقة لتحقيق المزيد من النقلات النوعية اعتماداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الجديدة بما يخدم المواطن والمقيم والزائر ويسهم في تعزيز مكانة دبي كنموذج لمدن المستقبل وواحدة من أفضل ثلاث مدن في العالم للعيش والعمل والزيارة.

مقالات مشابهة

  • قواعد من الحياة
  • الأكاديمية العربية توقع مذكرتي تفاهم مع المركز العربي الياباني و"أراب لينك"
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • كيفية استخدام الملح لاختبار الحمل في المنزل
  • اختبار حركي جديد قد يشخّص التوحد خلال دقيقتين فقط
  • محمد بن راشد بن محمد: رقمنة الحياة في دبي خيار استراتيجي
  • مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين يدين الهجمات التي استهدفت المنشآت الحيوية والاستراتجية بالسودان
  • جامعة الدول العربية: أمن السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي
  • رئيس البرلمان العربي: خطة كيان الاحتلال للسيطرة على غزة تحد صارخ للضمير الإنساني العالمي
  • «التبرُّع بالأعضاء».. أمل جديد نحو الحياة