صحيفة أثير:
2025-12-07@19:59:24 GMT

غزّة؛ اختبارٌ للضمير العربي

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

غزّة؛ اختبارٌ للضمير العربي

أثير- عبدالله العريمي

يالله كم يحتاج إنسان هذا العصر إلى استئصال الحواجز الفاصلة بينه وإنسانيته، وهدم مستوطنات الخوف والخنوع والاستسلام للذل التي أقيمت في روحه، وكم نحتاج إلى كم هائل من ابتذال وبذاءة المفردات حتى تكون بمقاس ضمير العالم، وحتى نصف بها هذه الهزيمة العربية.

لأمريكا يعود كل هذا الأمر لكن هراوتها ليست إسرائيل؛ فإسرائيل أكثر تفاهة من أن تكون كذلك، لكنه الصمت العربي الذي يفتح الصدور العربية وينبش القبور، إنه القاتل الحقيقي، هو من يقتل الأجنة في بطون أمهاتهم وحارق النساء ومُطلق شذاذ الآفاق وأخلاط اليهود، إن غرف الاجتماعات العربية والدولية باردة كثلاجات الموتى لولا دفء بعض الضمائر التي تناهض هذه الوحشية وتطالب بمحاكمة هذه العصابة التي أسرفت في القتل وارتكبت أبشع جرائم الحروب ومارست أسوأ صور الإنسانية، لولا ذلك وانتباه ضمير الشعوب لاكتملت شهادة وفاة العرب الممهورة بالختم الأمريكي.

إن حقول العنب والقمح والتين والبيارات في غزة أصبحت كلها مقابر تتسكع حولها بنات آوى، والعالم يتفرج وقد صدق خرافة ميثاق حقوق الإنسان، إننا مصابون بحالة التباس غير عادية فلا ندري هل نبكي على أنفسنا ونحن نرى كل هذا الاعتداء على حرمة الإنسان أم نفرح لأن فلسطين هي الملاكُ الحارس لآخر ما تبقى في خيمة العربي من مطالب المروءة وتكاليف الشجاعة.

غزة اليوم تعلمنا كيف نقدس الكرامة والكبرياء، وتصحح أخطاءنا في كتاب الحياة، غزة اختبار الضمير العربي الذي أصبح وعاء للإهانة بشكل معلوم ومستهلك جدا، غزة وحدها من يجابه هذه العداوة السرية والمعلنة، وحدها من يجعل الحياة ممكنة ويرشُّ رذاذ الأمل، وحق لها ذلك، لأنها التأكيد الأوحد على أن الغياب حياة والموت انتصار، وأن العطور العربية متفسخة الرائحة، غزة وضوح النهايات وغموض البداية والتباسها، إنهم يموتون نيابة عنا وينتصرون نيابة عنا، فكيف لنا أن نتحرر من كل هذا الذنب ونفرغ القلب مما فاض فيه من الإثم، كم من غراب سوف يحتاج هذا العالم ليعلمه كيف يواري سوءة أخيه، وماذا سنفعل مع إخوة انشغلنا عنهم بخطب فارغة وتركناهم يبذرون بذور الأمل ويصعدون وحدهم حتى أعلى مستويات الكرامة والحياة، كيف سيقف الصامتون في محكمة التاريخ وكيف سيقدمون اعتذارهم للشهداء في حضرة ملك الملوك، كيف يمكنهم متابعة الحياة وهم يختلسون النظر إلى عيوبهم صباح مساء، إنه إغواء الخطيئة الذي يستدرجهم إلى هاوية الذل والامتهان، أما غزة فقد تخففت من تلك الأعباء وتركتنا نقدّس فعلها البطولي الذي يذكرنا دائما بسر الحياة.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: لن أعتزل الحياة السياسية إذا حصلت على العفو

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي بمشاركة المستشار الألماني فريدريك ميرز، ردا على أسئلة الصحفيين، إنه لن يعتزل الحياة السياسية إذا حصل على عفو من الرئيس حاييم هرتسوغ. 

نتنياهو: الفلسطينيون امتلكوا دولة سابقا وحاولوا تدمير إسرائيل منهانتنياهو: ناقشت التعاون الأمني مع المستشار الألماني

وتوجه إلى المستشار الألماني فريدريك ميرز، قائلاً له: "إنهم قلقون على مستقبلي.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر مشترك مع المستشار الألماني، إن الخلافات ما تزال قائمة بشأن مسألة إقامة دولة فلسطينية.

 وأضاف نتنياهو أن “الهدف من إقامة دولة فلسطينية كان ولا يزال  القضاء على الدولة اليهودية”، على حد تعبيره.

وأوضح أن الفلسطينيين “امتلكوا بالفعل دولة في الماضي، وحاولوا انطلاقًا منها تدمير إسرائيل”.

وقال المستشار الألماني فريدريك ميرز، في تصريحات أدلى بها ردا على أسئلة الصحفيين الإسرائيليين خلال مؤتمر صحفي عقد في القدس بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن المرحلة الثانية من خطة السلام المقترحة تثير الكثير من "الشكوك"، مشددا على ضرورة نزع سلاح حركة حماس بالكامل كخطوة لا يمكن تجاوزها قبل الانتقال إلى أي ترتيبات سياسية لاحقة.

طباعة شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي الحياة السياسية الرئيس حاييم هرتسوغ بنيامين نتنياهو فريدريك ميرز المستشار الألماني

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: لن أعتزل الحياة السياسية إذا حصلت على العفو
  • دراسة جديدة تعيد فرضية أصل الحياة من الفضاء
  • فريق البحث والإنقاذ أمام اختبار دولي فارق
  • المتقاعد.. مواطن لم يُغادر الحياة
  • “أونروا”: الحياة المعيشية في غزة تراجعت عقدين الى الوراء
  • الأونروا: الحياة المعيشية في قطاع غزة تراجعت عقدين الى الوراء
  • يشارك به 200 خيل أصيل..حكاية سباق مرماح الخيول السنوي الذي تنظمه القبائل العربية بأسوان
  • اختبار بول بسيط قد يسهّل الكشف المبكر عن سرطان المثانة
  • أسرار الحياة والخلق.. ماذا يقول الإسلام عن الروح واستنساخ الإنسان؟
  • كاس العرب اليوم.. المغرب يواجه عُمان والسعودية في اختبار جزر القمر