ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أنّ ما تفعله إسرائيل في الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة المحاصر من قبل جيشها، لا يعدو كونه خرابًا وتدميرًا لسكان مدنيين عُزل ومع ذلك تُسمي ما تقوم به «حرب عادلة ومقدسة» للانتقام من الفصائل الفلسطينية وحركة حماس التي شنت في 7 أكتوبر الماضي هجومًا واسع النطاق داخل إسرائيل.

الحرب على غزة 2023

واستهلت الصحيفة تقريرًا لها في هذا الشأن، نشرته عبر موقعها الالكتروني، اليوم، قائلة إنّ السياسيين الإسرائيليين بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يُصورون حملتهم المستمرة في قطاع غزة على أنّها حرب عدالة وانتقام ضد حركة حماس، المسؤولة عن الهجوم الأكثر دموية على إسرائيل منذ إعلانها، حيث تسلّل مسلحو حماس في 7 أكتوبر عبر الحدود المحصنة وقتلوا نحو 1400 إسرائيلي في العديد من البلدات والكيبوتسات، بينما اختطفوا أكثر من 230 رهينة.

واستشهدت الصحيفة في طرحها بقول المؤرخ الروماني القديم تاسيتوس «إنّهم يصنعون صحراء، ويسمونها السلام»، متابعة أنّ إسرائيل تسببت بالفعل في أزمة إنسانية عميقة في الجيب المحاصر الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة وقتلت أكثر من 8500 شخص، بما في ذلك أكثر من 3500 طفل، كما دمرت آلاف المباني في المنطقة المزدحمة وسط قصف جوي لا هوادة فيه، حتى وصف بيان صادر عن اليونيسف، وكالة الأمم المتحدة للطفولة غزة بأنّها أصبحت «مقبرة لآلاف الأطفال» - وهذا هو المعدل المروع الذي تدمر به الغارات الجوية الإسرائيلية المنازل والعائلات في غزة، كما ذكر البيان «أنّ ما يحدث جحيم حي للجميع»- في إشارة إلى الوضع داخل القطاع.

ضربات وحشية إسرائيلية

ولفتت الصحيفة إلى أنّ آخر ضربة وحشية وقعت أمس الأول عندما أسقطت القوات الإسرائيلية قنابل على مخيم جباليا للاجئين المكتظ بالسكان شمال غزة ظاهريًا للقضاء على قائد عسكري كبير في حماس، لكن القنابل سوت حيّا بأكمله بالأرض ودمرت نحو 20 مبنى وفقا للروايات المحلية، وأسقطت أكثر من 400 شخص  بين شهيد وجريح، وأفاد صحفيون بأنّ إسرائيل نفذت أيضًا غارات لاحقة على المنطقة.

وأضافت الصحيفة، أنّ حجم وسرعة ما يحدث أدى إلى رعب العديد من المتابعين، ففي خلال عطلة نهاية الأسبوع، استقال كريج مخيبر، مدير مكتب نيويورك لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، من منصبه، بحجة أنّ الأمم المتحدة فشلت مرة أخرى في إحباط ما وصفه بـ«قضية الإبادة الجماعية».

انتقاد المدافعين عن إسرائيل

وكتب مخيبر، في رسالة تم تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وانتقدها بعض المدافعين عن إسرائيل، باعتبارها تدعو بشكل فعال إلى حل الدولة اليهودية، أنّ المذبحة الجماعية الحالية للشعب الفلسطيني، المتجذرة في أيديولوجية استعمارية عرقية قومية، استمرارًا لعقود من الاضطهاد والتطهير المنهجي، استنادًا بالكامل إلى وضعهم كعرب لا تترك مجالًا للشك بأنّ ما يحدث هو إبادة عرقية.

مأساة حرب

ووصف متحدث عسكري إسرائيلي، الخسائر في أرواح المدنيين في جباليا بأنّها «مأساة حرب مؤسفة»، لكن هذا الشعور- حسب ما ذكرت «واشنطن بوست»- يكذّب آراء الكثيرين في إسرائيل الذين يسعون إلى نتيجة أكثر تحديدا ـ ليس مجرد الهزيمة الكاملة لحماس بل وتسوية غزة بالأرض والسياق الكامل الذي ظهرت فيه حماس.

وأمس الأربعاء، دعت جاليت ديستيل اتباريان، الوزيرة السابقة في حكومة نتنياهو، عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى «محو غزة بأكملها من على وجه الأرض»، وحثّت على الإخلاء الجماعي للفلسطينيين.

وبالنسبة للإسرائيليين الأكثر رصانة، أبرزت الصحيفة الأمريكية أنّ هناك اعتقادًا راسخًا بأنّ الوضع القديم في غزة لا يمكن أن يعود، وفسّر البعض في إسرائيل هجوم حماس على أنّه إدانة لسياسات قديمة، بما في ذلك انسحاب المستوطنين والقوات من قطاع غزة عام 2005، والذي أنهى الاحتلال العسكري للقطاع، رغم أنّ إسرائيل مارست مع ذلك سيطرة عميقة على الكثير مما يحدث داخل القطاع وسط حصار اقتصادي خانق ونظام أمني مشدد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة إسرائيل حماس واشنطن بوست أکثر من ما یحدث

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: تسريبات تشكك بحجم أضرار النووي الإيراني

صراحة نيوز- ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الأحد، نقلاً عن أربعة مصادر مطّلعة على معلومات استخباراتية سرية متداولة داخل الحكومة الأميركية، أن اتصالات إيرانية تم اعتراضها كشفت عن محاولات لتقليل حجم الأضرار التي تسببت بها الضربات الأميركية الأخيرة على البرنامج النووي الإيراني.

وأكد مصدر تحدث إلى وكالة رويترز صحة هذه المعلومات، معرباً في الوقت نفسه عن شكوكه بشأن مدى صدق التصريحات الإيرانية، واصفاً عمليات التنصت بأنها توفر “مؤشرات غير موثوقة”.

ويُعد هذا التقرير الأحدث في سلسلة تقارير تثير تساؤلات حول مدى تأثير الهجمات على قدرات إيران النووية. إذ تشير تقييمات استخباراتية أولية، سُرّبت من وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، إلى أن الضربات قد تكون عطّلت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط.

في المقابل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربات “قضت بالكامل” على البرنامج النووي الإيراني، لكن مسؤولين في الإدارة الأميركية أقروا بأن التقييم النهائي لحجم الضرر ما زال قيد الدراسة، وقد يستغرق بعض الوقت.

ورغم عدم نفي إدارة ترامب وجود الاتصالات الاستخباراتية المُعترضة، فإنها رفضت بشدة استنتاجات الجانب الإيراني، مشككة في قدرة طهران على تقييم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية النووية نتيجة الضربات.

ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، قولها: “القول بأن مسؤولين إيرانيين مجهولي الهوية يعرفون ما حدث تحت مئات الأقدام من الأنقاض هو أمر سخيف. لقد تم القضاء على برنامجهم للأسلحة النووية”.

وفي مقابلة بثتها قناة فوكس نيوز جدد ترامب تأكيده على نجاح الضربات، قائلاً: “لقد تم تدمير البرنامج بطريقة غير مسبوقة، وهذا يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل في المستقبل القريب”.

وخلال إحاطة سرية قدمها مدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون راتكليف، للكونغرس الأسبوع الماضي، أبلغ المشرّعين بأن عدة منشآت نووية رئيسية، من بينها موقع مخصص لإنتاج معدن اليورانيوم، تعرضت لتدمير كامل، ما يتطلب سنوات لإعادة بنائها.

وبحسب واشنطن بوست يتفق المحللون على أن الضربات الأميركية، التي استخدمت فيها قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ كروز من طراز توماهوك، ألحقت أضراراً جسيمة بمواقع نووية رئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان. إلا أن الجدل لا يزال قائماً بشأن حجم الدمار والوقت المطلوب لإعادة ترميم هذه المنشآت.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: بالإمكان التوصّل إلى اتفاق مع حماس "خلال أسبوع"
  • واشنطن تكثف الضغوط لعقد صفقة.. إسرائيل تهدد بـ«القوة» وتطالب بإخلاء غزة
  • عاجل. جدعون ساعر: إسرائيل مهتمة بتوسيع التطبيع مع سوريا ولبنان دون التفريط بالجولان
  • واشنطن بوست: تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني
  • واشنطن بوست: تسريبات تشكك بحجم أضرار النووي الإيراني
  • تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني
  • تنصت أميركي على اتصالات إيرانية بعد ضربات واشنطن.. ماذا كشف؟
  • إعلام عبري: واشنطن ستبلغ إسرائيل بضرورة إنهاء حرب غزة وتأجيل هذه المهمة
  • إعلام عبري: واشنطن ستبلغ إسرائيل بضرورة إنهاء الحرب وتأجيل “تفكيك حماس”
  • إعلام عبري: واشنطن ستبلغ إسرائيل بضرورة إنهاء الحرب وتأجيل "تفكيك حماس"