سودانايل:
2025-06-27@13:04:04 GMT

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

نقاط بعد البث
(15)
منهوبات البيوت تعادل منهوبات المؤسسات أيضاً! (1)
* نقلت لنا الأنباء الواردة من حلتنا بـ (حي السوق، الركابية، الشهداء السيد المكي، شارع السيد علي، عبد الله خليل) أن بيتنا في تلك النواحي قد تم استهدافه أيضاً، ضمن البيوت التي تم نهبها والسطو عليها.
* تحتفظ غرف بيوتنا في تلك النواحي ـ ضمن معظم بيوت أم درمان العتيقة ـ بتراث شعبي نادر من أثاث أم درمان القديم، إلى جانب متعلقات ومقتنيات من سكنوها.


* فالاعتداء الآثم الذي تم لمنزل عبد الله خليل رئيس الوزراء الأسبق والذي يضم أثاث ومتعلقات صاحبه الشخصية ومقتنياته تاريخ كامل لأم درمان والسودان بأجمعه!، وكذا منزل الشاعر حسن عوض أبو العلا إضافة لبعض منازل أسر بعينها في حينا والتي نشير إليها كنماذج فقط لما تحتويه من كنز تراثي قلً أن يجود الزمان بمثله.
* في منزلنا المتواضع وسط هذه البيوت وقدر حدود استطاعتنا، حاولنا الحفاظ على متعلقات ومقتنيات الحبوبات والجدود من أثاث شعبي ضارب في عمق تاريخ المدينة، ، إلى جانب بعض الأواني وحتى الطابع البنائي القديم، حاولنا قدر الامكان المزاوجة بينه وبين المعمار المستحدث للبيت الذي ولدنا ونشأنا وترعرعنا فيه.
* في طرف بيتنا توجد غرفة بعينها تعود لحبوبتنا، يحكون لنا بأن صبية الحي وفي أعقاب إنجلاء معركة كرري، واستهداف مدافع المستعمر الغاشم لقبة الامام المهدي، صعدوا إلى سطحها ليروا آثار التدمير الذي الحقته قذائف المعتدين عليها، لقرب موقع بيتنا من منطقة القبة وضريح الامام وبيت خليفته. ـ الذي لا نعلم إلى أي حد أصابه السطو والتخريب هو الآخر!ـ حيث جمعنا ما تبقى من تراث أولئك الجدود وتلك الحبوبات وصنعنا منه ما يشبه (المتحف المصغر) لتاريخ البيت!، وهو الذي ذاع صيته بين أهالي الحي ودفع بعضهم للعمل من أجل حفظ تراث أسرهم على ذات المنوال، فقد سجلت له الفنانة التشكيلية الراحلة سعدية الصلحي زيارة وشربت تحت شعبه التي تثبت سقف المنزل قهوة أم درمانية بذات الأطباق والأواني التاريخية القديمة التي كانت تحفظها (نملية) الغرفة القديمة وهي تقبع بجانب (السحارة) واللتان أعاد ترميمهما وإنتاجهما التشكيلي الحاذق الصديق عبد العزيز الحوري!.
* كان البيت عبارة عن حوش واسع وفسيح تسكنه عدة أسر قرايب بعض، ضمنهم كان (جناح) جدنا المطرب الأمين برهان، والذي شهد رائق المؤانسات لرهط مطربي ذلك الأوان ، سيما خليل فرح والعبادي وتوقيع عدد من الأغنيات، تروي حبوباتي (كلتوم ونفيسة) آخر لحظات رحيل (خالهم) فجأة، حيث عاد الأمين برهان منتصف نهار غائظ، غير ملابسه وارتدى سروالاً وعراقي هفهاف واستلقى على فراشه ثم نادى على (نفيسة) ابنة الشقيقة، قال لها أن نفسه تهفو لملاح أخضر بدون لحم مع فجل وبصل، لم تستغرق عملية تحضير صينية الغداء له سوى فترة بسيطة وعندما دخلت إليه وهي تحمل الأكل، وجدته قد فارق الحياة دون سابق أي مقدمات!.
* تم إذن نهب هذا البيت والمعلوم لقطاعات واسعة من الصديقات والأصدقاء وأصبح لهم فيه ذكريات جميلة وحميمه مع سكانه، سواء الراحلين منهم أو المتبقين.
* وقام بعض شهود العيان من أهالي الحي الذين يمرون سراعاً بالحي الذي هجره أهله تماماً وأصبح البوم ينعق على جوانبه، بنقل صورة قاتمه لمشاهداتهم لبيتنا وحكوا لنا كيف أن بوابته الحديدية، أصبحت منزوعة من مكانها وتقبع على الأرض وأنه أضحى بلا أبواب أونوافذ، وأن بقايا متعلقاته من كتب وملابس وأوراق وغيرها مبعثرة داخل حوشه العتيق وخارج المنزل تتلاعب بها الريح وبعضها مطمور في مياه البرك الآسنة التي خلفها انفجار المواسير وتوصيلاتها أو بقيا أمطار الخريف!.
ــــــــــــــــ
* نقلت الأنباء ضمن منهوبات البلد العزيزة، ما تعرض له منزل شاعر الشعب محجوب شريف ونهبه بالكامل، وبذا يكون تاريخاً بأكمله يتعلق بحياة وسيرة هذا الشاعر قد إندثربأجمعه، وعلى مستوانا الشخصي فقد أضنانا الأسى والأسف عند سماعنا بنبأ هذا السطو، كون أن متعلقات عزيزة ونادرة تخصنا داخل هذا المنزل تكون قد تعرضت للإستحواز على (مرتين)!.
***
نقاط بعد البث
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (16)
حسن الجزولي
منهوبات البيوت تعادل منهوبات المؤسسات أيضاً! (2)

* في الجزء الأول من هذا المقال تناولنا النهب والسطو والسرقة التي تمت بها بيوتنا في نواحي أم درمان القديمة المتاخمة لسوق أم درمان غرباً ويحدها بيت عبد الله خليل شرقاً والطريق الشاقي الترام شمالاً ثم مستشفى أم درمان جنوباً. وفي الحاشية أشرنا لما تعرض له منزل الشاعر محجوب شريف من نهب وسرقة، حسب الأنباء الواردة، مبينين أن ما تم يُعد بالنسبة لنا وكأن المنزل تعرضت محتوياته (للاستحواز) على مرتين ،، مرة عند نهب مقتنيات ومتعلقات الشاعر، أما عندما تم مع ذلك الاستحواز على متعلقاتنا ومقتنياتنا التي كانت موجودة هناك أصلاً!. فهذا يعني أن هناك (سوابق متعددة) فيما يتعلق بالاستحواز على هذه المقتنيات والمتعلقات الشخصية ، منها عدد من مقالات وكتابات تم نهبها في الوسائط ونُسبت لآخرين دون اختشى، وقد كتبنا وأشرنا لذلك مرات متعددة، فكان الاستحواز الأول قبل الثاني في بيت محجوب! ولله في خلقه شؤون
* ثم أشرنا لضياع تاريخ حافل يمثله تراث شعبي أم درماني قلً أن يجود الزمان بمثله، من الأواني والمتعلقات وغيرها والتي تعود لما قبل حقبة الثورة المهدية!.
* آزاء كل ذلك قبعنا نفكر حول ما كان يمكن للناس أن تحفظ أضابير تاريخها ومقتنياتها بعيداً عن سطو (المليشيا وجماعات 9 طويلة) إن كانوا يعلمون بالغيب!.
* هل كان يمكن أن نفقد مقتنيات ومتعلقات كم هي ثمينة لرجال وطنيين أفذاذ ارتبط تاريخهم بتاريخ وهوية أهل هذه البلاد، من أمثال مقتنيات سودانيين في قامة الصادق المهدي، علي شمو، محمد وردي، محمد إبراهيم نقد، عبد الله خليل، الشاعر حسن عوض أبو العلا، إبراهيم عوض، هؤلاء كمثال فقط. ثم مؤسسات من لدن جامعة الأحفاد، الجامعة الأهلية بأم درمان، المتحف القومي، بيت التراث، مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، دار مدارك للنشر، أندية الهلال والمريخ والتحرير البحراوي،كأمثلة أيضاً، ثم قس على ذلك!.
* عملت قيادة الحزب الشيوعي السوداني ـ ومنذ نجاح إنقلاب الانقاذ في أيامه وأسابيعه الأولى ـ بكل همة على إخراج الأرشيف الحزبي التاريخي الضخم التابع له، حيث نجحت في ذلك، وهو محفوظ الآن بأرشفة تقنية حديثة في حدى المؤسسات المتخصصة في حفظ التراث الوثائقي بهولندا، حيث تتوفر إمكانية للدارسين والمنقبين حالياً للحصول على أي وثيقة من وثائق الحزب هم في حوجة إليها!.
* فهل كانت هناك يا ترى قرون استشعار لدى الشيوعيين السودانيين، استقرأوا بها ما سوف يأتي في قادم السنوات وعملوا على إنقاذ (تاريخهم) من الضياع هكذا؟.
* عموماً كيف السبيل لإعادة ما ضاع وتعرض للتخريب واندثر من تاريخ هذا البلد مستقبلاً عند عودة الحياة لمجاريها؟!.
* وعودة لموضوع نهب منزلنا وخلال رصد ما جري ويجري، فقد توفرت لنا معلومات مؤسفة تأكدت فيما بعد، مفادها أن بعض ذوي القلوب المريضة من شباب المنطقة والحي، هم من قاموا ـ متعاونين مع المعتدين ـ على تولي مهمة إرشادهم لمنازل معينة وتقديم معلومات (سياسية) عن أسر بعينها، وإطلاق شائعات غير سليمة في سبيل إغتيال الشخصيات إجتماعياً بدفع من تنظيم الأخوان المجرمين، لقاء (فتافت وعطيات) في ظل هذه الحرب اللعينة وقبلها كذلك!، وسنقوم بالكشف عن الأسماء ـ رغم أنهم قلة قليلة ـ في الوقت المناسب وبعد التأكد من المعلومة بالكامل حتى لا نظلم أحداً، وفي رصدهم قام شباب الحي مشكورين بنشر صور بعض هؤلاء، ولا نامت أعين الجبناء!.
* على كل وعندما تأكدت لنا أخبار نهب بيتنا والعبث بمحتوياته، لم نجزع أو نلطم الخدود، بل واجهنا الخبر بكل تجلد، معتبرين بأن ما تم ليس سوى بعض فداء منا للشعب والوطن، فلسنا برانا من تم نهب ممتلكاتهم، ومع ذلك آلينا على أنفسنا أن نرفع لافتة ستكون عبارة عن (بانار) ضخمة ـ بعد عودة الوطن المختطف ـ على واجهة ما تبقى من (أطلال) بيتنا وسنكتب عليها ( حا نبنيهو البنحلم بيهو يوماتي ،، سنعيد بناءه كما كان وأجمل ضمن إعادة بناء الوطن الجريح ،، وخسئ أعداء الوطن والطمأنينة والحب والسلام)!.
ـــــــــــــــــ
* نقلت الأنباء ضمن منهوبات البلد العزيزة، ما تعرض له منزل شاعر الشعب محجوب شريف ونهبه بالكامل، وبذا يكون تاريخاً بأكمله يتعلق بحياة وسيرة هذا الشاعر قد إندثربأجمعه، وعلى مستوانا الشخصي فقد أضنانا الأسى والأسف عند سماعنا بنبأ هذا السطو، كون أن متعلقات عزيزة ونادرة تخصنا داخل هذا المنزل تكون قد تعرضت للإستحواز على (مرتين)!.

hassangizuli85@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أم درمان

إقرأ أيضاً:

في الإسماعيلية.. قصور الثقافة تحتفي بالمسيرة الإبداعية للشاعر علي نظير هويدي

كرّمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، اسم الشاعر الراحل علي نظير هويدي، ضمن فعاليات برنامج "عطر الأحباب" الذي استضافه قصر ثقافة الإسماعيلية، في إطار خطط وزارة الثقافة للاحتفاء برموز الإبداع وتقدير عطائهم الأدبي.

استُهلت فعاليات اللقاء، الذي أداره الشاعر جمال حراجي، بعرض فيلم تسجيلي قصير عن الشاعر الراحل، بحضور شيرين عبد الرحمن مدير عام ثقافة الإسماعيلية، والشاعر عبده الزراع مدير عام الثقافة العامة، إلى جانب نخبة من الأدباء والشعراء والمثقفين.

أشار "حراجي" في كلمته إلى أن علي نظير هويدي من مواليد 1944 بمحافظة الإسماعيلية، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة الزقازيق، وبدأ رحلته الأدبية مطلع السبعينيات حين التقى الأديب الكبير يحيى حقي، الذي كان له بالغ الأثر في تشكيل تجربته الشعرية.

وأضاف أن "نظير" خدم في القوات المسلحة قرابة أربعين عاما، وكان أحد عشرة أدباء أسسوا بابا جديدا في الأدب المصري عرف بـ"أدب الحروب الحديثة"، وقد أطلق عليه الفريق الراحل سعد الدين الشاذلي لقب "العم نظير". كما حصل على جائزة زكريا الحجاوي في الأدب، وكرمته وزارتا الثقافة والإعلام عام 2002، وصدرت له عدة دواوين شعرية، من أبرزها "أكتوبر والسنين" و"غناوي في الهوا"، وقد وافته المنية في مايو الماضي.

من جهته، أكد الشاعر عبده الزراع أن الشاعر علي نظير كانت له مسيرة شعرية حافلة بالإبداع والجوائز، لافتا إلى أن برنامج "عطر الأحباب" يهدف إلى تسليط الضوء على مسيرات الكبار من الأدباء، وتقديم شهادات حول تجاربهم الإبداعية في مسقط رؤوسهم.

كما قدم الشاعر أحمد إسماعيل شهادة أكد خلالها أن للراحل العديد من الأعمال تحت الطبع، تتراوح بين الفصحى والعامية، وتتنوع بين الرواية والمجموعة القصصية.

بدوره، أشار الشاعر د. حمدي سليمان إلى أن أول دواوين الراحل صدر عام 1979 بعنوان "أكتوبر والسنين"، وتلاه ديوان "أنا غبي" عام 1985، و"غناوي في الهوا" عام 1993، ثم "أوعاكي يامه" عام 2000، و"هلهلة" عام 2007، وكان آخر دواوينه "حصاد الشرذمة" عام 2018.

وشهد اللقاء مشاركة الشاعر عبد الله علي نظير، نجل الراحل، الذي ألقى عددا من القصائد التي كتبها والده في مناسبات وطنية وشخصية، كما أعلن خلال كلمته عن إطلاق مسابقة سنوية في شعر العامية تحمل اسم "علي نظير هويدي"، تقام في يونيو من كل عام، وهو موعد ميلاد الشاعر، وتستهدف الشعراء الشباب من الإسماعيلية والمحافظات المجاورة، وتمنح جوائز نقدية وشهادات تقدير، وتختتم بحفل فني.

وقد عرض "حراجي" ملخص دراسة نقدية أعدها الشاعر د. مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بعنوان "علي نظير هويدي.. الغارق في القضايا الاجتماعية وأمير الحس الزجلي الساخر".

جاء في الدراسة أن ديوان "أوعاكي يامه" يضم إحدى عشرة قصيدة تدور حول قضايا اجتماعية في قوالب زجلية وتفعيلية، وتغلب عليها نبرة ساخرة تجمع بين المباشرة والحكمة.

 ومن خلال عناوين مثل "طنش"، "بيع الضمير"، "الشباب"، و"استيراد الفساد"، تبرز رؤية نقدية للواقع، تعتمد على بنى موالية رباعية الشكل، كما تعكس القصائد حنينا وقلقا من تحكم الأغراب في خيرات الوطن، وتختتم بتحذير من تكرار مشاهد الظلم والفساد في حال تجاهل صوت الشعر والضمير.

أُقيم اللقاء تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ضمن برنامج "عطر الأحباب" الذي أطلقته الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ونفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي بإدارة د. شعيب خلف، وفرع ثقافة الإسماعيلية.

وشهد اللقاء مشاركة من شعراء الإسماعيلية، والتل الكبير، والقنطرة غرب وشرق، إضافة إلى ضيوف من بورسعيد والعاشر من رمضان وكفر الشيخ، والذين ألقوا قصائدهم في تأبين الشاعر الكبير.

طباعة شارك الهيئة العامة لقصور الثقافة اللواء خالد اللبان الشاعر الراحل علي نظير هويدي عطر الأحباب قصر ثقافة الإسماعيلية

مقالات مشابهة

  • وفاة الشاعر فؤاد الحميري بعد معاناة مع المرض
  • بالصور: سبب وفاة فؤاد الحميري الشاعر والسياسي اليمني في إسطنبول - ويكيبيديا
  • الموت يُغيب شاعر الثورة فؤاد الحميري
  • رحيل الشاعر فؤاد الحميري بعد صراع مع المرض
  • محطة مياه في أمدرمان “خارج الخدمة”
  • الشاعر المغربي عبد القادر وساط: كلمات مسهمة في الطب والشعر والترجمة
  • أمين إعلام المصريين: منشور الإخواني وليد شرابي يُعطي درسًا لخونة الأوطان
  • الشاعر عبد الله حسن ضيف القومية فى 30 يونيو بالأوبرا
  • ونفس الشريف لها غايتان… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في قصائدهم؟
  • في الإسماعيلية.. قصور الثقافة تحتفي بالمسيرة الإبداعية للشاعر علي نظير هويدي