لتحسين الأداء والتقييم.. خبراء يكشفون كيفية استغلال الذكاء الاصطناعي في تطوير أعضاء هيئة التدريس.. ويؤكدون: الجامعات المصرية تتجه نحو مستقبل تعليمي متطور
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
خبراء التعليم:
دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم في مصر
طرق تحسين الأداء والتقييم في الجامعات المصرية
طرق تطوير الهيئة التدريسية باستخدام الذكاء الاصطناعي
الجامعات المصرية تستثمر في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي
الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعى يعتبر استثمار في مستقبل تكنولوجي واعد
الجامعات المصرية تتجه نحو مستقبل تعليمي متطور
قال الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إن التعليم يمثل عماد تطور أي مجتمع، ومع تزايد الابتكارات التكنولوجية، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبح لدينا فرصة لتحسين جودة التعليم وكفاءة العمليات التعليمية، حيث تدرك الجامعات المصرية أهمية الذهاب نحو التحول الرقمي باستخدام التقنيات الذكية، والذكاء الاصطناعي لانه يلعب دورًا أساسيًا في تلك العملية.
وأكد أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن في ظل تطور التكنولوجيا وثورات الصناعة الرابعة والخامسة، أصبحت التكنولوجيا ليست مجرد رفاهية في عالم التعليم، بل أصبحت ضرورة حتمية لمواكبة التقدم والتطور، مشيرًا إلى أنه يجب إعادة النظر في نظم التعليم الحالية، ووظائف المستقبل، ومواصفات الخريجين لضمان توافقها مع احتياجات سوق العمل الحديث.
تطوير الهيئة التدريسية باستخدام الذكاء الاصطناعي
وأشار الخبير التربوي، إلى أن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يشكلان جزءاً لا يتجزأ من هذا التغيير، ومن الضروري تطوير محتوى تعليمي رقمي يلبي تطلعات العصر، موضحًا أن أن التحول الرقمي يعني أيضًا تطوير اعضاء هيئة التدريس، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه مساعدة أعضاء هيئة التدريس في تحسين كفاءتهم في تدريس المواد وتحليل تقييمات الطلاب بشكل أكثر دقة، هذا يسهم في تحسين نوعية التعليم وتجربة الطلاب.
الاختبارات الإلكترونية والتحول الرقمي
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن للذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تصحيح الاختبارات وتحليل النتائج بسرعة كبيرة، بدلاً من الاعتماد على تصحيح يدوي يستغرق وقتًا طويلاً، يمكن للأنظمة الذكية تصحيح الاختبارات تلقائيًا وتوفير تقارير دقيقة حول أداء الطلاب، هذا يمكن أن يقدم رؤى مفيدة لاعضاء هيئة التدريس والمدرسين في تحسين عمليات التعليم.
وأضاف الدكتور محمد فتح الله، أن الذكاء الاصطناعي يعد ثورة في عمليات الاختبار والتقييم في التعليم، يمكنه تسهيل إعداد الاختبارات، ومراقبة أداء الطلاب، وتصحيح الاختبارات بدقة، وتحليل النتائج بشكل فوري، ويجب على المؤسسات التعليمية استغلال هذه التقنيات لتحسين جودة التعليم وزيادة فعالية الاختبارات.
الذكاء الاصطناعي
ونوة الخبير التربوي، بأن الذكاء الاصطناعي، يمكن تعريفه بأنه مجموعة من الأنظمة والبرمجيات التي تهدف إلى محاكاة القدرات البشرية على فهم وتحليل البيانات، واتخاذ القرارات، وحتى التفكير الإبداعي، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي ذاتي القرار (التعلم الآلي) أو يعتمد على تعليمه من قبل البشر.
ولفت أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أن على الرغم من كل الفوائد المذكورة، هناك تحديات أمام الذكاء الاصطناعي في التعليم، منها الاعتماد المفرط على التكنولوجيا على حساب الجوانب البشرية والتفاعل الاجتماعي في التعليم، لذا يجب أن يكون الاستخدام الذكي ومتوازن.
وفي الختام، أشار الخبير التربوي، إلى أن هذه الخطوات تعد ضرورية لمواكبة الانفجار المعرفي الحالي، وتجهيز الطلاب لسوق العمل المستقبلي، ويجب على المؤسسات التعليمية تبني هذه التقنيات لتحسين جودة التعليم وتحسين تجربة الطلاب.
ومن جانبه، أكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، الخبير التربوي، أن العالم يشهد تطورات هائلة في مجال التكنولوجيا والمعلومات، مما يفرض تحديات جديدة على نظام التعليم في مصر وجميع أنحاء العالم، موضحًا أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة حتمية، وهذا التحول يهدف إلى إعداد الأجيال الجديدة لمواكبة التطورات المستقبلية والتكنولوجيا المتقدمة، وتلبية متطلبات سوق العمل المستقبلية.
التطور التكنولوجي بالقطاع التعليمي
وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن القطاع التعليمي في مصر يشهد تطورًا هامًا نحو التحول الرقمي وتحديث المناهج والبرامج الدراسية، وارتبط هذا التحول بتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل متزايد.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن هناك جهوداً كبيرة مبذولة في مصر نحو تحقيق هذا التحول في التعليم العالي، حيث تشمل هذه الجهود توفير بنية تحتية تكنولوجية على مستوى الجامعات المصرية، وتطوير المنصات الرقمية التي تثري تجربة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتحسين نظم التقييم والامتحانات.
مجالات الذكاء الاصطناعي
وشدد "شحاتة"، علي ضرورة أن يكون الفعل الرقمي واقعًا ملموسًا داخل الجامعات المصرية، حيث تمكن التكنولوجيا تحفيز الطلاب على التعلم، مشيرًا إلى أنه أن التوجه نحو توسيع بكليات وأقسام الذكاء الاصطناعي وتقديم برامج جديدة متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والنانوتكنولوجي يعكس فهمًا عميقًا لأهمية هذا المجال في التطور الحالي والمستقبل، فعلى مر العقود، تطورت التكنولوجيا بشكل سريع، وأصبح الذكاء الاصطناعي واحدًا من أهم مكونات هذا التقدم، حيث يسعى التعليم العالي إلى تأهيل الخريجين وإعدادهم لمواكبة احتياجات سوق العمل الحديث، بما يضمن دمجهم بسهولة في البيئة العملية.
وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أن هذه الخطوات تأتي تماشيًا مع رؤية مصر 2030، التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتقليل معدلات البطالة، ويعتبر التحول الرقمي والتطور التكنولوجي مفتاحًا لهذه الجهود، حيث يسهم في توفير فرص عمل جديدة وفتح أبواباً للتوظيف.
تحسين جودة التعليم
وقال الخبير التربوي، إن بالنظر إلى أن المستقبل مليء بالتحديات والفرص، يجب أن يكون التعليم الرقمي عنصرًا أساسيًا في إعداد الأجيال الجديدة لمواكبة هذا المستقبل المتغير بسرعة، وللوصول إلى هذا الهدف، يتعين على القطاع التعليمي أن يكون على اتصال دائم بالتطورات التكنولوجية وأن يكون مستعدًا لتكييف مناهجه وأساليب تدريسه وأساليب تقييمه.
ولفت أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أن تطبيق التكنولوجيا واستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يمثلان تحديًا وفرصة في الوقت نفسه، ومصر تسعى بقوة للاستفادة من هذه الفرصة لتحسين جودة التعليم وتمكين الشباب من تحقيق طموحاتهم المهنية.
وأضاف الدكتور حسن شحاتة، أن أهمية هذا التحديث المستمر تكمن في التأكيد على أن الجامعات في مصر قادرة على مواكبة التغيرات المحلية والإقليمية والدولية في أسواق العمل المستقبلية، موضحًا أن التكنولوجيا والتطورات الاقتصادية والاجتماعية تشكل تحديات مستمرة للجامعات وفرصًا لتقديم تعليم عالي الجودة، وبفضل تطوير برامجها الدراسية، تمكن الجامعات في مصر من توفير بيئة تعليمية تتسم بالتنوع والتميز، مما يعزز من تنافسيتها ويزيد من جاذبيتها للطلاب المحليين والدوليين.
ومن جانب اخر، قال الدكتور أحمد سيد، الدكتور بأحد كليات الهندسة الخاصة، الخبير التربوي، إن عندما نتحدث عن التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، فإن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي تأتي في صدارة الجهود المبذولة لتحسين هذا القطاع الحيوي، موضحًا أن هذه الاستراتيجية تمثل رؤية مستقبلية تهدف إلى تطوير البرامج الدراسية والبحث العلمي لضمان أن جامعات مصر تلبي احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.
وأوضح الدكتور بأحد كليات الهندسة الخاصة، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن إحدى النقاط الرئيسية التي تجعل هذه الاستراتيجية بارزة هي التركيز على تصميم برامج دراسية جديدة وبينية، مشيرًا إلى أن هذه البرامج الجديدة تتيح للطلاب الوصول إلى مجموعة متنوعة من التخصصات والتخصصات المتقدمة، مما يتيح لهم اختيار مسار دراسي يتناسب مع اهتماماتهم وأهدافهم المستقبلية، وعلى سبيل المثال، يمكن للطلاب الاختيار بين التخصصات الهندسية والعلوم الطبية والإدارة والتكنولوجيا والعديد من التخصصات الأخرى.
وأكد الخبير التربوي، أن الجامعات في مصر، سواء كانت حكومية أو أهلية أو خاصة، تحرص على تحديث برامجها الدراسية بشكل دائم، ويتم ذلك من خلال التعاون مع الهيئات والجهات المحلية والدولية للضمان بأن البرامج الدراسية تلبي أعلى معايير الجودة والتميز، حيث يمكن للجامعات التعاون مع شركات ومؤسسات القطاع الخاص لتصميم برامج دراسية متناسبة مع احتياجات هذه الشركات، وهذا يضمن أن الخريجين يكونون مستعدين للدخول إلى سوق العمل والمساهمة في التنمية الاقتصادية.
وأشار الدكتور أحمد سيد، إلى أن توجد فرص عمل متنوعة في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطوير وتصميم البرامج والأنظمة الذكية وإدارة البيانات والتحليل الذكي وتصميم الروبوتات، إلى جانب ذلك يمكن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من الصناعات مثل الطب والصناعة والخدمات المالية والزراعة والتجارة والمزيد.
وأضاف الخبير التربوي، أن هذا المجال يعتمد بشكل كبير على المهارات والمعرفة التقنية، لذلك يجب على الجامعات والمؤسسات التعليمية تقديم برامج دراسية متقدمة وتقنيات حديثة لتأهيل الطلاب لهذا المجال، موضحًا أن تحفيز الطلاب على اتخاذ مسارات تعليمية في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تلبية احتياجات سوق العمل وتعزيز التنمية والتقدم التكنولوجي.
وصرح الدكتور بأحد كليات الهندسة الخاصة، بأن هناك نقصًا في المهنيين المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، لذا يمكن أن يلعب الطلاب دورًا مهمًا في تلبية هذه الاحتياجات والمساهمة في التقدم التكنولوجي والاقتصادي، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يشكل ثورة في مجال التعليم ويقدم فرصًا هائلة لتحسين تجربة التعلم، إلا أنه في نفس الوقت، يتطلب الاستفادة الأمثل منه فهمًا عميقًا للفوائد والتحديات المترتبة على هذا الاستخدام.
ولفت الخبير التربوي، إلى أن مع تقدم التكنولوجيا وانتشار الذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من التطبيقات التعليمية، يجب أن يكون لدى أعضاء هيئة التدريس والطلاب وعامة المجتمع وعلى وجه الخصوص أهل القرار في مجال التعليم والتعليم العالي، وعي جيد بالمزايا والتحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وأشار الدكتور أحمد سيد، إلى الفوائد التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، تتضمن:
-تعزيز التفاعل:
يمكن للأنظمة الذكية تعزيز تفاعل الطلاب مع المواد التعليمية من خلال توفير أنشطة تفاعلية وملائمة.
-توفير ملاحظات دقيقة:
يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل أداء الطلاب وتقديم ملاحظات دقيقة لهم ولأعضاء هيئة التدريس.
-توفير ساعات مرنة:
يمكن للطلاب الوصول إلى المواد التعليمية في أي وقت يناسبهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تحسين جودة التعليم الجامعات المصرية التحول الرقمي التقنيات الذكية أن الذکاء الاصطناعی لتحسین جودة التعلیم الذکاء الاصطناعی فی تحسین جودة التعلیم احتیاجات سوق العمل والذکاء الاصطناعی الجامعات المصریة التعلیم العالی الخبیر التربوی التحول الرقمی هیئة التدریس مجال الذکاء فی التعلیم فی تحسین یمکن أن فی مجال أن یکون فی مصر أن هذه
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم: بدأنا تدريس مناهج الذكاء الاصطناعي لخلق جيلٍ رقميٍّ مؤهلٍ للمستقبل
شهد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ورشة العمل الوطنية للتصديق على إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين (AI CFT) التي تنظمها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة؛ لإعداد المعلمين وتطويرهم ودعم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم.
جاء ذلك بمشاركة وحضور، الدكتورة هانم أحمد مستشار الوزير للتعاون الدولى والاتفاقيات، والأستاذة نادية عبدالله رئيس الإدارة المركزية لشئون المعلمين، وممثلى الوزارات والهيئات الحكومية ذات الصلة، وممثلى وكالات الأمم المتحدة، ولفيف من الخبراء الوطنيين والإقليمين والدوليين، وعدد من المعلمين، وممثلى القطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية، والمنظمات غير الحكومية.
وفي كلمته خلال فعاليات ورشة العمل، أعرب محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الوطني الهام، مؤكدًا أن هذا اللقاء يحمل دلالة خاصة، إذ يتزامن مع اليوم العالمي للمعلم، الذي نتوقف فيه لِنُعبِّر عن تقديرنا العميق لمهندسي المعرفة، ورُسُل العلم، وبُنَاة القدرات الإنسانية، فمن خلال المعلمين تنهض الأمم، وتُصان القيم، وتُوجَّه الأجيال نحو التقدُّم والازدهار.
وأشار الوزير محمد عبد اللطيف إلى أنه في عالمٍ تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، أصبح لزامًا علينا ألا نكتفي بالتأقلم مع التغيير، بل أن نقوده ونوجّهه بما يخدم حاضرنا ومستقبل أبنائنا، موضحًا أن التحولات المتسارعة في العالم تدفع إلى ضرورة الاستثمار في الأدوات الحديثة التي من شأنها أن تعزز المنظومة التعليمية، وتُعِدَّ شباب مصر للتعامل بكفاءة مع تحديات وفرص المستقبل.
وتابع وزير التربية والتعليم أنه انطلاقًا من هذا التوجّه، شكّل إطلاق مبادرة أسبوع التعلم الرقمي في باريس العام الماضي محطة مهمة، ودعوةً لتطوير إطار وطني لكفاءات المعلمين في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه بناءً على هذه المبادرة، حرصت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على تحويل الرؤية إلى واقع ملموس، وبالشراكة مع مكتب اليونسكو الإقليمي في القاهرة، بدأت الوزارة رحلةً من البحث المتعمق والحوار الشامل والتعاون الفني الذي شارك فيه نخبة من الخبراء والممارسين، وقد أثمرت هذه الجهود المشتركة عن إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين في مصر، وهو نموذج وطني يهدف إلى تمكين المعلمين من اكتساب المعارف والمهارات والفهم الأخلاقي اللازم للتعامل المسؤول والفعّال مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح وزير التربية والتعليم في هذا الصدد أن هذا الإطار يرتكز على أربعة محاور رئيسية، وهي التركيز على الإنسان أولاً، وإعطاء الأولوية للإنسان قبل التكنولوجيا، والالتزام الراسخ بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وإتقان تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والقدرة على تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي تخدم الأهداف التعليمية.
وقال الوزير محمد عبد اللطيف: "إن التعليم هو حجر الأساس في بناء مجتمع المعرفة، والتحول الرقمي هو أحد أهم المحركات لتحقيق نقلة نوعية حقيقية في هذا المجال، وقد دعت الأمم المتحدة الحكومات حول العالم إلى تبنّي هذا التحول، ومصر من الدول السباقة في هذا المسار"، مشيرًا إلى أنه في إطار الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، أولت الوزارة اهتمامًا خاصًا بتوظيف الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، وهو ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، ولتحقيق ذلك، أطلقت الوزارة برامج متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والبرمجة، تهدف إلى تعليم أساسيات البرمجة بطريقة مبسطة وجاذبة، بما يُعزِّز التفاهم المشترك بين المعلمين والطلاب، ويُرسِّخ ثقافة الابتكار داخل المدارس.
إعداد مصفوفة شاملة من المعايير والمؤشرات الخاصة بالذكاء الاصطناعي تغطي المرحلتين الإعدادية والثانويةوأضاف أن الوزارة قامت بإعداد مصفوفة شاملة من المعايير والمؤشرات الخاصة بالذكاء الاصطناعي تغطي المرحلتين الإعدادية والثانوية، بما يضمن التكامل والتدرج في المحتوى التعليمي، وقد بدأ بالفعل تطبيق مناهج الذكاء الاصطناعي في العام الدراسي الحالي 2025/ 2026 ضمن مراحل التعليم الأساسي والصف الأول الثانوي، لتُمهِّد الطريق نحو جيلٍ رقميٍّ قادرٍ ومؤهلٍ للمستقبل.
كما أكد وزير التربية والتعليم أن في قلب هذا التحول يبقى المعلم المصري، الركيزة الأساسية لكل إصلاح، والعمود الفقري لكل تقدم، مشيرًا إلى أنه تم تصميم هذا الإطار بعناية ليعكس الواقع المصري، ويُزوِّد المعلمين بالقدرات الرقمية والوعي الأخلاقي اللازمين لتوظيف الذكاء الاصطناعي بشكلٍ هادفٍ ومسؤول داخل الفصول الدراسية، وهو ما سيفتح آفاقًا جديدةً للإبداع والابتكار، ويساعدنا في الوقت ذاته على معالجة تحديات قائمة مثل عدم تكافؤ فرص التعليم، والحاجة إلى تنويع أساليب التدريس.
وفي هذا السياق، أكد الوزير محمد عبد اللطيف أن الشراكة مع منظمة اليونسكو تمثل نموذجًا مُلهمًا للتعاون الدولي البنّاء، سواء في تعزيز أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، أو تنمية مهارات المعلمين في إنتاج المحتوى الرقمي، أو إرساء أطر ومعايير لكفاءات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، قائلًا: "إنها شراكةٌ حيّة تُجسِّد ما يمكن أن تحققه الرؤية المشتركة والتعاون المثمر، وتُعد هذه الورشة منصةً حيوية لتبادل الأفكار والخبرات والرؤى، معربا عن ثقته بأن نتائجها ستُسهم في بلورة نهج وطني شامل لإدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم، بما يُرسِّخ ثقافة الابتكار والإبداع والتحسين المستمر داخل المدارس.
وفي ختام كلمته، توجه وزير التربية والتعليم بخالص الشكر والتقدير إلى الدكتور عمرو طلعت على دعمه المتواصل ومساهماته القيّمة في هذا الجهد الوطني، ومكتب اليونسكو الإقليمي في القاهرة على شراكته المثمرة، وجميع الخبراء والمشاركين الذين أخلصوا العمل حتى أصبح هذا الإطار واقعًا ملموسًا، مؤكدًا أن الجهود المشتركة تعكس قناعةً متنامية بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو قوة تحوُّل تسهم في تحقيق التنمية التعليمية المستدامة، وإن التكامل بين التعليم العام والتعليم العالي وقطاع الاتصالات هو الطريق الأمثل لتحقيق التحول الرقمي المصري وتعزيز الرؤية المشتركة نحو المستقبل.
كما توجه وزير التربية والتعليم بأسمى آيات التقدير إلى معلمي مصر في يومهم العالمي، مؤكدًا أن المعلمين هم صُنّاع المستقبل، وبُناة نهضة الوطن، والأساس الذي يقوم عليه كل إنجاز حقيقي.