اجتماع عمّان حول غزة.. توافق عربي على وقف إطلاق النار ورفض أمريكي
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
عمّان، الأردن (CNN)-- منذ اللحظات الأولى لبدء وصول وزراء خارجية الدول العربية الذين استضافتهم عمّان للتشاور حول تصاعد الحرب في غزة، السبت، ظهرت حالة التناغم والتنسيق حيال "موقف موّحد داعم وبشدة لوقف إطلاق النار الفوري".
فيما لم يتوقف وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، أنتوني بلينكن عن "التمسك بموقف بلاده حول حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، واعتبار "وقف إطلاق النار فرصة "لتكرار حماس هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول"، خلال الرد على أسئلة الصحفيين في المؤتمر الصحفي.
وكان إيقاع تحرّك نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ديناميكيا في استقبال الوفود بدءا من أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، وتباعا كل من وزراء خارجية مصر وقطر والسعودية والإمارات، الواحد تلو الآخر، في الردهة المقابلة لقاعة الاجتماعات أمام حشد الصحفيين وكاميرات وسائل الإعلام.
الاجتماع العربي الذي لم يكمل الساعة من الزمن بخلاف الاجتماع المشترك مع بلينكن، لخّص نتائجه الصفدي عندما تحدث في المؤتمر الصحفي مستخدما عبارة "مواقف أمريكية وعربية متباينة فيما يتعلق بما يجب فعله فوريا لوقف إطلاق النار".
ولفتت مصادر مطلعة لموقع CNN بالعربية، إلى أن أجواء الاجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي، تضمنت مواقف عربية "رافضة بشدة" لاستمرار الحرب على غزة.
وأكدت المصادر، أن الموقف العربي كان موحدا "بشكل واضح"، قبل عقد الاجتماع مع بلينكن بشأن أجندة الاجتماع واعتبار مسألة وقف إطلاق النار مركزية في البحث، فيما أشارت المصادر بالمقابل، إلى أن الجانب الأمريكي، بحث في مسألة زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة كمحور للاجتماع بالنسبة له.
وفي أعقاب الاجتماع العربي، أعلنت بشكل فردي بعض الدول العربية المشاركة أبرز مضامين الاجتماع عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت عناوين رئيسية متوافق عليها من أهمها" إدانة قتل المدنيين ووقف إطلاق النار الفوري".
وعلمت CNN بالعربية من مصادر مطلعة، أن الوزير بلينكن سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، صباح الأحد، في زيارة غير معلنة مسبقا، قبل استكمال جولته.
وضمن ترتيبات انعقاد الاجتماعات، وُضعت منصة خاصة للمصورين الصحفيين من أجل التقاط وصول المسؤولين، فيما أُغلقت الردهة عن عدسات الكاميرات بين الاجتماعات بقاطع داكن.
وتحدث الصفدي في ختام المؤتمر الصحفي مخاطبا العالم الغربي ومعلقا على آخر تعليق لبلينكن الذي تحدث مجددا عن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بالقول: "ما سنستمر عليه معا هو جسر الفجوات بين المواقف"، وأضاف: "لابد أن نشعر بكل هذا الألم" نتيجة الحرب على غزة.
وقال: "تخيل أنك أب فلسطيني أو أم فلسطينية، عليك أن تترك بيتك في وضع سيء وتراجيدي في غزة وتنتقل بأطفالك إلى الجنوب وإلى المستشفى وأنت تنظر في عيني طفلك، وأنت تعرف أنك لا تستطيع أن تحميه أو تجد ملجأ له من القصف".
وتابع الصفدي: "كيف يمكن أن نفسّر للأب الذي كان يبحث عن أطفاله الأربعة تحت الرماد ولا يجدهم، علينا أن نذكّر أنفسنا بإنسانيتنا".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: حركة حماس قطاع غزة إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
لماذا طال اجتماع أمير قطر وترامب أكثر من وقته المخصص؟
أثار استمرار المشاورات المغلقة التي عقدها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضيفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعاصمة القطرية الدوحة لأكثر من ساعتين تساؤلات عن أسباب ذلك، والملفات التي نوقشت خلالها.
وقالت مراسلة الجزيرة وجد وقفي إن اجتماع أمير قطر والرئيس الأميركي كان مطولا ودسما وبحث ملفات شائكة، مؤكدة أنه استمر أكثر من الوقت المخصص له بأكثر من ساعة.
وحسب وقفي، فإن الاجتماع الثنائي شهد زخما، لافتة إلى وصف ترامب الاجتماع بأنه كان مثيرا للاهتمام، وناقش قضايا مختلفة مثل الملف الإيراني والحرب الروسية الأوكرانية.
ويعوّل ترامب على هذه الزيارة التي يصفها بالتاريخية، لتحقيق تقدم على المسار السياسي والاقتصادي في الإقليم بسبب دور دولة قطر المحوري في المنطقة.
ومن بين تلك الملفات دور قطر في مفاوضات إنهاء الحرب على غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، خاصة مع وجود المبعوثين الأميركيين ستيفن ويتكوف وآدم بولر بالدوحة، كما تقول مراسلة الجزيرة.
بدوره، أعرب رئيس تحرير صحيفة "الشرق" القطرية جابر الحرمي عن قناعته بأن الاجتماع حمل إيجابيات على مستوى العلاقات الثنائية سياسيا واقتصاديا واستثماريا، وسط توقعات بأفق جديد خلال الفترة المقبلة.
إعلانووصف الحرمي -في حديثه للجزيرة- الاجتماع بأنه كان إيجابيا للغاية، لافتا إلى وجود مؤشرات تؤكد تلاقي الطرفين في أرضية مشتركة.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول عرقلة أي اتفاق بشأن قطاع غزة مثلما حدث سابقا، إذ لا يرغب في حدوث انفراجة بشأن ما يجري هناك.
ولم يكتفِ نتنياهو بذلك، بل رفع "سقف حرب الإبادة وقصف المستشفيات والبنى التحتية في غزة"، مؤكدا أنه "يريد وقفا مؤقتا ثم يعاود الهجوم على غزة"، حسب الحرمي الذي أكد أن ملف غزة من أصعب القضايا الشائكة.
وأقر بفشل سياسات نتنياهو التي ترتكز على الضغط العسكري من أجل استعادة الأسرى المحتجزين بقطاع غزة، وكذلك فشل في القضاء على المقاومة.
من جانبه، قال الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي إن الاجتماع الثنائي لم يخصص للعلاقات الثنائية، مع إقراره بأن تطورا مهما وجوهريا قد حدث بشأنها مع أول "زيارة رسمية" يجريها رئيس أميركي إلى قطر.
ورجح مكي أن ملف غزة كان محورا أساسيا في الاجتماع الثنائي، رغم أن ترامب لم يتطرق في تصريحاته إلى هذا الملف سواء سلبا أو إيجابا، مرجعا ذلك إلى أن المؤشرات إيجابية بشأن مفاوضات البرنامج النووي الإيراني والحرب الروسية الأوكرانية.
ووفق مكي، فإن ملف غزة هو ما أطال مدة الاجتماع، لكنه لم يستبعد حدوث انتكاسة بشأنه بسبب تعنت نتنياهو ورغبته في مشاكسة ترامب.
وبناء على هذا المشهد لن يكون هناك حل سريع وعاجل، معتبرا الأمر ليس سهلا، ومطالبا الوسطاء بضرورة "تحديد مصير المفاوضات" بسبب التعنت الإسرائيلي.
وكانت الجزيرة قد نقلت عن مصادر خاصة أن مسؤولين قطريين والمبعوث الأميركي ويتكوف التقوا وفد التفاوض الإسرائيلي أمس الثلاثاء في اجتماع دام ساعتين.
وحسب مكي، فإن نتنياهو يريد استعادة جزء من الأسرى المحتجزين بغزة مع هدنة مدتها 40 يوما، ثم معاودة الحرب على قطاع غزة، مشيرا إلى ضرورة أن تمارس الولايات المتحدة ضغطا حقيقيا على إسرائيل لأنها الأكثر تأثيرا عليها.
إعلانوأمس الثلاثاء، قال نتنياهو إن إسرائيل قد تتوصل إلى "وقف إطلاق نار لوقت محدد ثم نستأنف الحرب حتى النهاية"، مشيرا إلى أن "قواتنا على أهبة الاستعداد".