الشاعر العراقي طلال الغوار لـ سانا: العلاقة الأدبية بين سورية والعراق تاريخية.. والنقد فقد الكثير من مصداقيته
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
دمشق-سانا
الشاعر العراقي طلال الغوار متعدد المواهب، لكنه يركز على الشعر لأنه انفعال وجداني يعكس ما يؤثر بالوجدان، فكتب كثيرا مما واجهته سورية والعراق، وأغلب العرب من مؤامرات.
وفي لقاء مع سانا أكد الغوار أن سورية واجهت أعتى مخطط تآمري تدميري لم يكن له مثيل في العصر الحديث، فقد تكالبت عليها عشرات الدول، وأرسلت مرتزقتها وإرهابييها من قوى الظلام والتخلف لتدمر وتخرب وتقتل، وهذا يندرج ضمن المخطط الكبير الذي تقوده الصهيونية والغرب لتدمير وتفتيت الكيانات الوطنية في المنطقة العربية بدءاً باحتلال العراق من قبل أميركا.
ولفت الشاعر الغوار إلى أن سورية صمدت بشعبها وجيشها البطل، ولم تنحن أمام العواصف الهوجاء، وخرجت بعد أكثر من عشر سنوات من هذه الحرب بكل شموخ وإباء رغم استمرار الحصار الظالم ومواصلة سرقة ثرواتها من قبل أميركا.
وأشار الغوار إلى أن سورية دفعت ثمن مواقفها القومية والوطنية وإيمانها بقضايا أمتنا العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين، مبيناً أنه زار سورية خلال سنوات الحرب عدة مرات مع وفود للتضامن معها في مواجهة العدوان، وكتب عدة مقالات تم التأكيد فيها على الثقة بأن النصر في النهاية سيكون لسورية.
ورأى الشاعر الغوار أن العلاقة الأدبية بين سورية والعراق هي علاقة تاريخية، وخير مثال على ذلك أن الشاعر العربي المتنبي ولد في العراق – الكوفة – ولكنه يعد في الدراسات الأكاديمية من شعراء بلاد الشام وهناك الكثير مثل هذه الحالات، وخصوصاً في هذا الزمن المعاصر هناك شعراء عراقيون كبار كالجواهري والبياتي وأحمد الصافي النجفي عاشوا سنوات في دمشق وأوصوا بأن تكون قبورهم بدمشق حبا بها، وهناك أدباء سوريون درسوا في بدايات شبابهم في العراق كالشاعر سليمان العيسى.
وأكد الشاعر الغوار أن ثقافة البلدين (سورية والعراق) هي الثقافة العربية، وكلاهما ينتميان إلى هوية واحدة، مشيراً إلى أن الإصدارات الثقافية من كتب ومجلات ودوريات ثقافية كان لها دور كبير في تنشيط الحركة الثقافية في العراق، وإغنائها، وأنا شخصياً كان لمجلة المعرفة في أواخر الستينيات والسبعينيات ومجلة الموقف الأدبي وغيرهما من المطبوعات أحد المصادر في تكويني الثقافي والأدبي، كما أني عضو في اتحاد الكتاب العرب في القطر العربي السوري، حيث إن هذا الاتحاد يقبل في عضويته أي أديب عربي، انطلاقاً من توجهاته العروبية.
وفيما يتعلق بواقع النقد أوضح الغوار أنه ما زال يتكئ على كثير من المفاهيم والرؤى النقدية الغربية باستثناءات قليلة، ومنهم من يسقط المفاهيم النقدية والأفكار الجاهزة على أي نص يريد أن يكتب عنه، وهذا ما يجعل النقد يفقد الكثير من مصداقيته ودوره في إغناء العملية الإبداعية، ناهيك عن أن بعض النقاد تحكمهم العلاقات الشخصية في تناول النص الأدبي ما يسمى بـ (الأخوانيات) وربما أحياناً العلاقات النفعية إلا أن ذلك لا ينفي من أن ثمة نقادا لهم محاولاتهم الجادة في أن يجدوا مرتكزاتهم النقدية الخاصة بهم، ولهم كتاباتهم الصادقة في تناول النصوص الأدبية.
ورأى الشاعر الغوار أن الساحة الثقافية العربية تزدحم بالشعر والشعراء، ولكن كثر الأدعياء والطارئون والحالمون بأن يكونوا شعراء وهم لا يمتلكون المواهب أو القدرات التي تؤهلهم لذلك، فراح أغلبهم يكتب خواطره تحت غطاء قصيدة النثر، دون امتلاك مقوماتها أيضاً وسبب ذلك وجود وسائل النشر الكثيرة كالتواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والصحف والمجلات الكثيرة التي ظهرت في السنوات الاخيرة والتي هي مسؤولة عن تقديم كتابات بلا معايير بحجة حرية النشر التي تنعكس سلباً على واقع الثقافة العربية، إضافة إلى تهميش المثقفين والكتاب الحقيقيين.
وفيما يتعلق بتجربته الشعرية بين الشاعر الغوار أنه يعرف الشعر بأنه تأسيس بالرؤيا واللغة وعمل للمخيلة المبدعة في محو الواقع كي تخلق واقعاً آخر مشابهاً له ومختلفاً عنه، مع إثرائه بقيم الفن والجمال المعبرة بدورها عن الحاجة الإنسانية والجمالية للإنسان، مشيراً إلى أنه يكتب الشعر في أوقات مختلفة، وبشكل مباغت عندما تأتي الفكرة أو مشاهدة مفردة من مفردات الحياة اليومية أو التأثر بأي حدث.
الشاعر طلال الغوار عضو اتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب العراقيين، من مؤلفاته نداء لصباحات بعيدة وأشجار تتبعها الطرقات وغيرها.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: سوریة والعراق إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء العراقي يعلن الإسهام بـ40 مليون دولار لإعادة إعمار غزة ولبنان
ألقى رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، كلمة رسمية باسم العراق، في القمة العربية الـ34 التي عُقدت في بغداد، رحب فيها بالقادة العرب وضيوف القمة باسم الشعب العراقي.
وأكد السوداني أن العراق يتبع سياسة خارجية ترتكز على الشراكة كأولوية، معربًا عن رؤية بلاده في إنهاء الأزمات الإقليمية عبر دعم الحقوق المشروعة للشعوب، لا سيما الشعب الفلسطيني.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، شدد على ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في الحياة الحرة والكريمة على أرضه، ودعا إلى “وقف العدوان الإسرائيلي المستمر” الذي وصفه بـ”الإبادة الجماعية” التي تفوق في بشاعتها كل الصراعات التاريخية. وأدان التهجير القسري للفلسطينيين، مطالبًا بوقف المجازر في غزة والاعتداءات في الضفة الغربية والأراضي المحتلة، مع فتح المجال لتدفق المساعدات الإنسانية، مشددًا على ضرورة تفعيل دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مستذكراً معاناة الأطفال الفلسطينيين الذين يصطفون بالمئات بحثًا عن لقمة الطعام.
على صعيد لبنان، أعرب السوداني عن دعم العراق لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، مدينًا الاعتداءات المتكررة على سيادة لبنان، ومؤكدًا على ضرورة العمل لاستعادة استقرار هذا البلد الشقيق.
وفي ملف إعادة الإعمار بعد الاعتداءات الإسرائيلية على غزة ولبنان، أعلن السوداني عن ثماني عشرة مبادرة طموحة لتعزيز العمل العربي المشترك، في مقدمتها تأسيس صندوق عربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات، معلنًا مساهمة العراق بمبلغ 20 مليون دولار لإعمار غزة، ومثلها لإعمار لبنان.
وعلى صعيد سوريا، جدد رئيس الوزراء العراقي موقف بلاده الداعم لوحدة وسيادة سوريا، رافضًا أي اعتداء أو هيمنة على أراضيها، معبرًا عن استعداد العراق لدعم الأشقاء السوريين لبناء دولة مواطنة وديمقراطية عبر عملية انتقالية شاملة تحترم حقوق الشعب وتحارب الإرهاب، كما ثمن قرار الولايات المتحدة برفع العقوبات عن سوريا، معربًا عن أمله في أن يخفف ذلك من معاناة السوريين.
وفي اليمن، أكد دعم العراق لوحدة وسيادة البلاد، داعيًا إلى إنهاء الصراع والانقسام، وتلبية الاحتياجات الإنسانية، ودعم جهود الأمم المتحدة للتسوية الشاملة.
كما نبه إلى أهمية الحفاظ على وحدة السودان وحقن دماء شعبه، والبحث عن حلول مستدامة للأزمة الإنسانية هناك. وفي ليبيا، دعا إلى حل شامل مبني على الحوار لإنهاء الانقسام وتعزيز الاستقرار.
وفي ختام كلمته، رحب السوداني بالمفاوضات الأمريكية الإيرانية، معبرًا عن إيمانه بأن الحوار هو السبيل الأمثل لتسوية الخلافات، ودعا إلى تعزيز آليات العمل المؤسسي لدعم الاستقرار العربي والإقليمي. وختم بالتأكيد على ضرورة المضي قدمًا بروح الأخوة والمسؤولية نحو حلول جذرية تعالج جذور المشكلات، مع إعطاء الأولوية للأمن العربي المترابط.
وتأتي هذه المواقف في ظل انعقاد القمة في بغداد، التي اعتبرها قياديون في “تحالف العزم” نقطة تحول في الواقع السياسي العراقي، مؤكدين أهمية استضافة العراق لهذا التجمع العربي الكبير.