أجرى الحزب الحاكم في غانا، انتخابات تمهيدية لانتخاب مرشحه للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، حيث يرجح على نطاق واسع فوز نائب الرئيس محمودو بوميا.

وتشهد الدولة الواقعة في غرب إفريقيا أسوأ مشاكلها الاقتصادية منذ سنوات، ومن المتوقع أن تهيمن الأزمة على الحملة الانتخابية قبل الانتخابات المقررة في ديسمبر 2024 لخلافة الرئيس نانا أكوفو أدو.

وتروج استطلاعات الرأي لبووميا، نائب محافظ البنك المركزي السابق، للفوز بترشيح الحزب الوطني الجديد ومواجهة مرشح المؤتمر الوطني الديمقراطي المعارض، الرئيس السابق جون دراماني ماهاما.

وقال بوميا، إن سأعطي الحزب الوطني التقدمي أفضل فرصة للفوز، مضيفًا أنا ملتزم بوحدة الحزب الوطني التقدمي، وباعتباري حامل علم الحزب سأضم الجميع إليه".

"أعتقد أنني أحظى بشعبية أكبر بين القاعدة الشعبية مقارنة بالمؤسسة."

وكان خصمه الرئيسي، كينيدي أجيابونج، واثقًا أيضًا من الفوز يوم السبت، ويتطلع إلى الاستفادة من دعم حزبه الشعبي.

وقال المتحدث باسمه "نتوقع الحصول على 70 بالمئة على الأقل من الأصوات." "نحن لا نبني ثقتنا على أي استطلاعات للرأي. نحن مع القاعدة الشعبية."

ومن المتوقع صدور النتائج الأولية حوالي الساعة 1600 بتوقيت جرينتش يوم السبت.

 "معركة مباشرة" 

وقال كواسي أماكي بواتينغ، المحاضر السياسي في جامعة كوامي نكروما للعلوم والتكنولوجيا، لوكالة فرانس برس إن "استطلاعات الرأي لصالح بوميا".

وقال "من الواضح أنه يبدو في المقدمة. ومع ذلك، لا ينبغي له أن يشعر بالرضا عن النفس لن تكون المهمة سهلة بالنسبة له في الانتخابات الرئيسية إذا فاز، بالنظر إلى حالة الاقتصاد الآن". .

ويتنافس أيضًا وزير الزراعة السابق أوسو أفري أكوتو والنائب السابق فرانسيس أداي نيموه.

لكن كوامي أساه أسانتي، المحاضر السياسي في جامعة غانا-ليغون، قال لوكالة فرانس برس إنها كانت "معركة مباشرة" بين باوميا وأجيابونغ.

وقال إن السباق "كان من الصعب تحديده" و"يمكن أن يسير في الاتجاهين لأن المتنافسين الرئيسيين يتمتعان بدعم شعبي".

غانا، وهي منتج رئيسي للكاكاو والذهب، لديها أيضًا احتياطيات من النفط والغاز.

لكن عبء ديونها توسع، وعانت مثل غيرها من الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الوباء العالمي والحرب الروسية الأوكرانية.

ووقعت غانا اتفاقا مع صندوق النقد الدولي العام الماضي حيث سعت البلاد إلى دعم ماليتها العامة وإدارة ديونها بشكل أفضل.

وقد توصلت مؤخرًا إلى اتفاق بشأن شروط الدفعة الثانية البالغة 600 مليون دولار من صفقة الائتمان البالغة قيمتها 3 مليارات دولار.

واحتشد عدة مئات من المتظاهرين المعارضين في العاصمة الغانية أكرا الشهر الماضي للتنديد بالأزمة الاقتصادية، وألقوا باللوم فيها على سياسات محافظ البنك المركزي.

ويتولى أكوفو أدو قيادة البلاد منذ عام 2017 وسيتنحى بعد قضاء الفترتين اللتين يسمح بهما الدستور. وخسر مرشح المعارضة ماهاما أمام أكوفو أدو في انتخابات 2016 و2020.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف مفارقة قاسية في غانا: كسب الرزق من النفايات الإلكترونية مقابل التعرض لسموم خطيرة

ركزت الدراسة، التي قادها الباحث براندون مارك فين من كلية البيئة والاستدامة بجامعة ميشيغان، على منطقة أغبوغبلوشي في العاصمة الغانية أكرا، التي تعد من أكبر مواقع النفايات الإلكترونية غير الرسمية في العالم.

أظهرت دراسة صادرة عن جامعة ميشيغان أن العاملين في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية في غانا وفي دول الجنوب العالمي يواجهون مفارقة قاسية؛ تأمين مصدر رزق ضروري للبقاء يقابله تعرض طويل الأمد لسموم خطيرة وتلوث بيئي كبير.

وبحسب الأمم المتحدة، ينتج العالم سنويا 62 مليون طن من النفايات الإلكترونية، ويجري تدوير أقل من ربع هذه الكمية في منشآت رسمية ومنظمة، بينما يتم تدوير الجزء الأكبر في قطاع غير رسمي لا يخضع للحماية أو التنظيم أو التسجيل. وتستقبل غانا وحدها نحو 15 في المئة من النفايات الإلكترونية العالمية.

موقع غير رسمي يهدد صحة البشر والبيئة

ركزت الدراسة، التي قادها الباحث براندون مارك فين من كلية البيئة والاستدامة بجامعة ميشيغان، على منطقة أغبوغبلوشي في العاصمة الغانية أكرا، التي تعد من أكبر مواقع النفايات الإلكترونية غير الرسمية في العالم.

وخلال 55 مقابلة ميدانية، وثق فين ما سماه المفارقة غير الرسمية، حيث يؤدي العمل غير المنظم في إعادة التدوير إلى الإضرار بصحة العمال وتلويث بيئة المدينة بصورة واسعة.

وبالتعاون مع الباحث ديميتريس غوناريديس والأستاذ باتريك كوبيناه من جامعة ملبورن، وجد الفريق أن ازدياد عدد السكان في المنطقة أدى إلى تفاقم التلوث الناتج من الجسيمات الدقيقة، ما رفع المخاطر الصحية والبيئية. ونشرت نتائج البحث في مجلة Urban Sustainability بدعم من معهد غراهام للاستدامة والمركز الإفريقي للدراسات في جامعة ميشيغان.

عامل في شركة "إيرث سينس ريسايكل برايفت ليمتد"، وهي شركة متخصصة في النفايات الإلكترونية، يفصل أجزاء أجهزة الكمبيوتر لإعادة تدويرها، يوم الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول 2009. Manish Swarup/AP2009 Related تقنية جديدة تُحول نفايات التخمير إلى أقمشة صديقة للبيئة وتخفف أزمة الجوعتحذيرات من كارثة بيئية.. مئات الأطنان من النفايات تنتشر في جنوب إنجلترادراسة تحذر: نفايات تعدين أعماق البحار تعطل سلاسل الغذاء وتهدد مصايد الأسماك العالمية معادن تستخرج وسموم تنتشر

يعتمد العمال على حرق البلاستيك لفصل المعادن من الأسلاك والأجهزة، أو على استخدام الأحماض لاستخراج المعادن القيّمة، ما يؤدي إلى انتشار جسيمات ضارة في الهواء وتسرب ملوثات خطيرة إلى التربة والبحيرة القريبة.

ويبيع العمال المعادن المستخرجة لتجار محليين يعيدون إدخالها في سلاسل التوريد العالمية، مع أن هذه المعادن ضرورية لصناعات الطاقة الحديثة ولعمليات التحول نحو الطاقة النظيفة.

مخاطر مصدرها الشمال العالمي

أوضح فين أن كثيرا من العاملين هم مهاجرون من شمال غانا حيث تنتشر الفقر والنزاعات، مشيرا إلى أن الأجهزة الإلكترونية تصل إلى البلاد من دول الشمال العالمي ومن دول إفريقية، وغالبا تحت غطاء التبرعات أو المعدات الصالحة للاستخدام رغم أنها غير قابلة للتشغيل.

وقال فين إن المفارقة واضحة؛ نتائج اجتماعية وبيئية خطيرة، مقابل أن هذا العمل قد يكون السبيل الوحيد أمام الناس لكسب المال وتحقيق أي درجة من الحراك الاقتصادي. وأكد أن الاقتصادات الدائرية، إذا قامت على الاستغلال والتعرض للسموم، لا يمكن اعتبارها اقتصادات مستدامة، مضيفا أن سلامة سلاسل التوريد لا تقل أهمية عن الهدف النهائي للطاقة النظيفة.

بيانات تمتد لعشرين عاما

استخدم الباحث غوناريديس بيانات جغرافية تمتد عشرين عاما لقياس العلاقة بين نمو السكان وزيادة الجسيمات الدقيقة PM2.5 الناتجة أساسا من حرق البلاستيك.

وتوصل إلى علاقة مباشرة؛ كلما ازداد عدد السكان في أغبوغبلوشي، ارتفعت مستويات التلوث التي يتعرضون لها.

وقال غوناريديس إن الناس ينتقلون بحثا عن عمل، لكن وجودهم ونشاطهم يسهمان أيضا في تفاقم التلوث الذي يعانون منه.

الحاجة إلى حل وسط

أشار فين إلى أن تنظيم الاقتصاد غير الرسمي في دول الجنوب العالمي يواجه تحديات كبيرة؛ فالتدخلات السابقة إما أدت إلى عمليات إخلاء قاسية شردت السكان، أو فرضت شروطا تعجيزية منعت دخولهم السوق، أو تجاهلت المشكلة تماما.

ويقترح الباحث اعتماد استراتيجية وسطية تخفف الأضرار وتوفر دعما ماليا وتقنيا للعاملين، مثل توفير أدوات stripping للأسلاك لمنع الحرق، أو إنشاء وحدة معالجة مركزية تسمح بإعادة التدوير ضمن ظروف أكثر أمنا وتزيد من شفافية سلاسل التوريد.

وختم فين بأن التدخل لمعالجة المفارقة غير الرسمية ضرورة ملحة في غانا وفي دول أخرى، لكنه حذر من السياسات التي قد تؤدي إلى تفاقم معاناة الفئات الأكثر هشاشة في حال لم تراع السياق الحقيقي والتحديات الفعلية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • مستقبل وطن يلتقي أمناءه وأمناء التنظيم بمحافظات المرحلة الأولى استعدادا لانتخابات الدوائر الملغاة
  • المفوضية: بدء إعداد ونشر اللوائح التنظيمية لانتخاب رئيس الدولة ومجلس الأمة
  • دانا مارديني تنهار بالبكاء بعد تسريبات الرئيس السابق بشار الأسد.. وتعلّق بعبارات قاسية
  • «الـفجـر» تنشر أبرز تصريحات الرئيس السيسي مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي
  • الرئيس السيسي يستقبل القائد العام للجيش الوطني الليبي
  • مرشح المعارضة الأوغندية يتهم الأمن بالاعتداء عليه
  • الجبهة الوطنية يفصل مرشح أرمنت بعد تنازله عن الترشح دون موافقة قيادات الحزب
  • دراسة تكشف مفارقة قاسية في غانا: كسب الرزق من النفايات الإلكترونية مقابل التعرض لسموم خطيرة
  • ضاهر في ذكرى الرئيس رينيه معوض: نستذكر رجل دولة لا يؤمن إلا بالدولة
  • خبراء: الرئيس السيسي أعاد الصناعة الحربية لمسارها الصحيح.. و«إيديكس 2025» يعكس مكانة مصر في الصناعات الدفاعية