طبيب بدرجة محارب| استاذ جراحة بطب القاهرة يجري 21 عملية لمصابي غزة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
جهود جبارة تبذلها الفرق الطبية المتواجدة في مستشفيات محافظة شمال سيناء (بئر العبد، والعريش) في تقديم المساعدات والاسعافات الأولية للمصابين والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني، حيث يعمل الدكاترة على انقاذ حياة أبناء الشعب الفلسطيني، بكل طاقتهم وجهدهم دون تقصير في بذل اي مجهود.
ويقوم الدكتور أحمد عبد العزيز أستاذ جراحة العظام بكلية طب القاهرة، في الوقت الحالي بعمل أقل ما يوصف به انه بطولي، حيث نجح هو وطاقم مساعديه الطبي الذين تواجدوا منذ الساعات الأولي لفتح معبر رفح و خلال ٤٨ ساعة من العمل المتواصل دون هدنه في إجراء ١٧ عملية، وارتقعت في اليوم الثالث إلي 21 عملية في ثلاث ايام.
وكشف الدكتور طارق عزت رئيس قسم الأورام بجامعة الزقازيق، تفاصيل إجراء عدد من العمليات الجراحية للمصابين من قطاع غزة، مشيرا إلى أن الدكتور أحمد عبد العزيز، أستاذ جراحة العظام الشهير بكلية طب القاهرة وطاقمه الطبي ومساعدوه أجروا 17 عملية من عمليات الكسور المعقدة.
ووصف الدكتور طارق عزت، الدكتور أحمد عبد العزيز أستاذ جراحة العظام بكلية طب القاهرة بالعملاق، نظرآ للمجهود والجهد الكبير الذي يقدم بدون ادخار اي نقطة عرق، وجاءت العمليات متنوعة وصعبة حيث كانت عمليات الكسور معقدة جدا ودقيقة وتمت داخل مستشفي العريش العام.
ووصف الدكتور طارق اوضاع اصابات القادمين من فلسطين بإنها اصابات في غاية البشاعة والأوضاع في غاية الصعوبة.
وتشارك مستشفيات جامعة القاهرة، بالتنسيق مع مستشفيات محافظة شمال سيناء (بئر العبد، والعريش) في تقديم المساعدات والاسعافات الأولية للمصابين والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني، ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، تحت رعاية الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور حسام صلاح عميد كلية الطب.
وصرح الدكتور محمد الخشت، بأنه تم استدعاء عدد من الأطباء بمستشفيات قصر العيني مع دخول أول فوج من سيارات الإسعاف داخل الشريط الحدودي عند معبر رفح؛ وعلى الفور تم الانتشار السريع وتم إرسال الأطباء يومي الأربعاء والخميس 1 و 2 نوفمبر وكانوا بكامل الجاهزية للتعامل مع مثل هذه الحالات بكل تداعياتها.
وأوضح الدكتور الخشت، أن الأطباء المشاركين من تخصصات التخدير، والعظام، والجراحة العامة، وجراحة الأوعية الدموية، وجراحة التجميل، والقلب والصدر، والأشعة، وذلك لعلاج المصابين وإجراء العمليات فى ظل الظروف الصعبة التى يعانى منها أشقاؤنا من أبناء الشعب الفلسطيني.
وأعرب الدكتور الخشت، عن ثقته فى أن تساهم هذه الخطوة فى توفير الرعاية الصحية للمصابين وتخفيف معاناتهم، معربًا عن تضامن المجتمع المصري وجامعة القاهرة مع الشعب الفلسطيني فى مثل هذه الظروف وذلك فى إطار الدور المجتمعى لجامعة القاهرة ودعم دور الدولة تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية، تأكيدًا لدور مصر العربي ودعم أشقائنا فى فلسطين.
من جانبه، قال الدكتور حسام صلاح عميد كلية الطب، إن مشاركة أطباء قصر العيني تلعب دورا حاسماً فى تقديم المساعدات والإسعافات الأولية ومعالجة حالات الحوادث؛ نظرًا للظروف العصيبة التى تمر بها دولة فلسطين الشقيقة.
وأشار إلى أنه تم إعداد جداول الانتشار السريع والطوارئ بمستشفيات جامعة القاهرة لدعم المستشفيات الأخرى التي تحتاج إلى دعم خارج نطاق مستشفيات جامعة القاهرة وبالأخص مستشفيات محافظة شمال سيناء طبقا لتوجيهات رئيس الجامعة في هذا الشان لتوفير الإمدادات وزيادة التخصصات المطلوبة فى هذه الفترة الحرجة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور أحمد عبد العزيز طب القاهرة أبناء الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
«الزملوط» محافظ بدرجة مقاتل
أربعــة أيــام فــى الوادى الجديــد كافيــة لتكسير كل الصور الذهنية القديمة عن محافظة «بعيدة» و«صحراوية» و«قاسية المناخ»، الحقيقة التى تتكشف للزائر منذ اللحظة الأولى أن هذه المحافظة لا تعيش على أطراف الدولة، بل تعيش فى قلب مشروع تنموى هادئ.. لكنه واسع، عميق، ومُنظم بطريقة تكسر عزلة المكان وتعيد تعريفه.
قد تكون الخارجة أصغر من مدن المركز، لكنها مرتبة كأنها مدينة ولدت على ورق مهندسين قبل أن تولد على الأرض..لا عشوائيات، لا ازدحام، لا فوضى عمرانية.
كل شيء محسوب بدقة: الطرق، المساحات، الخدمات، وحتى سرعة الحياة التى تمنحك انطباعًا أنك فى مدينة تتنفس على مهل.. لكنها تنمو بثبات.
هذا التنظيم ليس رفاهية، بل جزء من معركة المحافظة مع الطبيعة القاسية، وهى معركة كسبتها الإدارة المحلية بذكاء.
خلال الزيارة الرسمية للدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، بدا المشهد مختلفًا عن صيغ الزيارات الاعتيادية.
كان المحافظ اللواء أركان حرب محمد الزملوط، فى المقدمة، يسبق الموظفين، يشير ويوجّه، ويتنقل بسرعة لافتة بين المشروعات كأنه يطارد خطوة لم تلحق بها مؤسسات الدولة بعد.
لا يبحث عن لقطة ولا ينتظر تصفيقًا، هو ببساطة يؤدى دور «المقاتل» الذى يثق أن التنمية لا تُدار من المكاتب.
من السهل أن تصف المحافظ محمد الزملوط بأنه قيادى نشيط.. لكن وصفه الحقيقى أن الرجل مشروع تنموى يمشى على قدمين، يعمل بعقلية المقاتل: لا يستسلم لجغرافيا صعبة، لا يترك فرصة للتنمية تضيع، ولا يخشى تنفيذ مشروعات تحتاج إلى جرأة أكثر مما تحتاج إلى ميزانيات، هو نموذج غير تقليدى.. وحتى خصومه- إن وُجدوا- لا يمكنهم إنكار حجم ما تحقق فى عهده.
مشروع زراعة 5 ملايين نخلة ليس مجرد رقم، بل إعادة بناء لهوية اقتصادية كاملة.. النخيل هنا ليس شجرًا، بل صناعة، وتصدير، ومصانع تغليف، وفرص عمل، وسلاسل قيمة مضافة، وتدريب شباب.
ويكفى أن منتجات التمور اليوم أصبحت من العلامات التى تُميز الوادى الجديد وتفتح لها أبواب الأسواق، المشروع يغيّر شكل الأرض، لكنه أهم من ذلك يغيّر شكل الحياة.
الوادى الجديد تمتلك ميزة لم تحصل عليها محافظات كثيرة: الطبيعة التى لم يمسّها ضجيج المدن، آبار علاجية كبريتية، محميات طبيعية، سياحة سفارى وصحراء، آثار نادرة مثل معبد هيبس.
وهذه الميزات لا تزال فى مرحلة «الاكتشاف»، وهو ما يجعل المحافظة كنزًا سياحيًا قابلًا للانفجار فى أى لحظة.
المشروعات التى تعتمد على الطاقة الشمسية ليست مجرد إضافات تقنية، بل هوية جديدة تتشكل.
مزارع تستخدم أنظمة رى حديثة، مجتمعات تعتمد على الطاقة النظيفة، خطوات تجعل الوادى الجديد أقرب محافظة فى مصر للتحوّل الكامل إلى محافظة خضراء.
واللافت أن هذه التحولات تأتى رغم البُعد الجغرافى لا بسببه.. وكأن المحافظة تقول: «الأطراف هى المكان المثالى للابتكار».
من أجمل ما يلمسه الزائر قصص النساء اللاتى تحوّلن إلى صاحبات مشروعات أو قائدات تعاونيات زراعية أو منتجات فى مشروعات الأسر المنتجة.
هنا لا تُستخدم شعارات تمكين المرأة كديكور.. بل تُترجم إلى مشروعات صغيرة تخلق دخلًا حقيقيًا وتغيّر حياة أسر كاملة.
ميزة نادرة تستحق أن تُذكر: الوادى الجديد من المحافظات القليلة جدًا التى لا تعرف معنى العشوائيات، الهدوء، الأمان، التعاون الشعبى.. كلها عوامل تجعل المحافظة جاذبة لمن يبحث عن بداية جديدة أو حياة خالية من الصخب.
الكثير من الأسر انتقلت بالفعل للإقامة فى الوادى الجديد، خصوصًا مع انخفاض أسعار الأراضى، وتوفر المياه الجوفية، ودعم الدولة للمزارعين والمستثمرين.
هذه «الهجرة العكسية» ليست ظاهرة عابرة، بل مؤشر على أن المحافظة نجحت فى صنع جاذبية سكنية واقتصادية حقيقية.
بعد أربعة أيام فى هذه المحافظة، أصبح من السهل القول إن الوادى الجديد ليست مجرد مساحة صحراء.. بل قصة إرادة تُكتب يوميًا، ومحافظة تعرف كيف تُحارب، وتخطط، وتنظم، وتنتج، وتكبر بلا ضجيج.
وإذا كانت مصر تبحث عن نموذج جديد للتنمية الهادئة، فالوادى الجديد تقدم هذا النموذج على طبق من جدية ومسئولية ومقاتلة.