أعلنت السلطات الروسية -اليوم الأحد- أن قوات فاغنر أكملت انسحابها من المقاطعات التي انتشرت فيها أمس السبت، وفي حين أكدت عدة دول في مقدمتها الصين دعمها جهود موسكو الرامية لحماية "الاستقرار الوطني"، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأزمة تحديا مباشرا لسلطة الرئيس فلاديمير بوتين.

وأوقفت قوات فاغنر مساء السبت زحفها إلى موسكو بموجب اتفاق توسط فيه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، نص على إنهاء التمرد مقابل ضمانات أمنية لقائد فاغنر ومقاتليه، والسماح لقائد "فاغنر" يفغيني بريغوجين باللجوء إلى بيلاروسيا.

فقد أعلن حاكما مقاطعتي فورونيج وليبيتسك أن وحدات مجموعة فاغنر غادرت اليوم الأحد المنطقتين اللتين تبعدان عن موسكو نحو 450 كيلومترا. وكانت تلك الوحدات قد انتشرت في المقاطعتين قادمة من منطقة روستوف.

وقبل ذلك، بحلول مساء أمس السبت، غادر مؤسس وقائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين وقواته مدينة روستوف (550 كيلومترا جنوب موسكو)، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على بدء التمرد.

كما أعلنت سلطات مقاطعة موسكو استئناف حركة المرور عبر جميع الجسور التي أُغلقت السبت في ضواحي العاصمة. وبالتوازي مع ذلك، أبقت السلطات المحلية على إجراءات مكافحة الإرهاب في المدينة.

وفي سياق متصل، قالت وكالة بلتا للأنباء في بيلاروسيا إن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو تحدث هاتفيا صباح اليوم الأحد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إنه لا علم له بأي تغييرات بشأن ثقة الرئيس فلاديمير بوتين بوزير الدفاع سيرغي شويغو، نافيا أن تكون المفاوضات مع بريغوجين تضمنت بحث إقالة مسؤولين بوزارة الدفاع الروسية.


دعم الحلفاء

دوليا، أعلنت الصين أنها تدعم روسيا في "حماية الاستقرار الوطني"، وذلك في أول تعليق رسمي لبكين على تمرد قوات فاغنر.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية أن بكين بصفتها "جارة صديقة وشريكة في حقبة جديدة من التعاون الإستراتيجي الشامل، تدعم روسيا في حماية الاستقرار الوطني وتحقيق التنمية والازدهار".

واليوم الأحد، استقبل وزير الخارجية الصيني تشين غانغ -في بكين- أندري رودينكو نائب وزير الخارجية الروسي.

وأعلنت بكين أن المحادثات تناولت "العلاقات الصينية الروسية" والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

بدورها، أكدت كوريا الشمالية دعمها الكامل لروسيا بعد تمرد فاغنر، وفق ما أوردت وسائل إعلام رسمية الأحد.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أنه خلال لقائه السفير الروسي في بيونغ يانغ ألكسندر ماتسيغورا، أعرب إم تشون إيل نائب وزير الخارجية "عن قناعته الراسخة بأن التمرد المسلّح الأخير في روسيا سيتم قمعه بنجاح".

وفي أميركا الجنوبية، أعلنت فنزويلا ونيكاراغوا دعمهما للسلطات الروسية في مواجهة متمردي مجموعة فاغنر.

وشدد بيان الخارجية الفنزويلية، الأحد، على إدانة "تمرد مجموعة فاغنر"، ووصف تحركات مؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين بأنها "إرهابية" في الوقت الذي أكدت فيه تضامنها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كما أشارت مواقع رسمية نيكاراغوانية إلى إعلان الرئيس دانييل أورتيغا دعمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وانتقاد أعمال مجموعة فاغنر.


تحدي بوتين

في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -اليوم الأحد- إن تمرد يفغيني بريغوجين مؤسس مجموعة فاغنر شكل "تحديا مباشرا لسلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأكد بلينكن -في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأميركية- أن الأزمة الحالية في روسيا تثير تساؤلات كبرى، وتظهر وجود تصدعات حقيقية داخل السلطة.

وتابع "رغم حل النزاع بالسرعة التي بدأ بها تقريبا، فإنه كان بمثابة ضربة لقيادة بوتين، الذي يواصل شن الحرب في أوكرانيا".

ورجح وزير الخارجية الأميركي استمرار التهديد ضد نظام بوتين، قائلا إن "الاضطرابات التي نجمت عن تمرد فاغنر لم تنته بعد، وعلى الأرجح قد تستغرق أسابيع أو شهورا.. لم نشهد الفصل الأخير من القصة بعد، ونراقب ذلك عن كثب".

وأجرت الولايات المتحدة في الساعات الـ24 الأخيرة مشاورات مكثّفة مع حلفائها الأوروبيين بشأن الأزمة في روسيا، وكانت قد امتنعت إلى حينه عن الإدلاء بتعليقات مباشرة على تلك التطورات.

وبحث بلينكن -أمس السبت- الأوضاع الدائرة في روسيا مع نظرائه في دول مجموعة السبع ومع نظيريه البولندي والتركي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مجموعة فاغنر فی روسیا

إقرأ أيضاً:

عاجل: ثلاث دول كبرى تعلن دعمها لمجلس القيادة ووحدة اليمن.. الرئيس يضع سفرائها أمام المستجدات بحضرموت والمهرة ويؤكد رفضه المطلق لتحركات الإنتقالي

أبلغ رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، سفيرتي الجمهورية الفرنسية والمملكة المتحدة والقائم باعمال سفارة الولايات المتحدة، رفضه المطلق، لأي إجراءات أحادية من شأنها تقويض المركز القانوني للدولة، أو الإضرار بالمصلحة العامة، وخلق واقع مواز خارج إطار المرجعيات الوطنية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة، واتفاق الرياض، في اشارة لتوسع قوات المجلس الانتقالي المدعوم من الامارات في محافظتي حضرموت والمهرة.

واستقبل الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الاحد، في الرياض سفيرتي الجمهورية الفرنسية كاترين قرم كمون، والمملكة المتحدة عبدة شريف، والقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة جوناثان بيتشيا، للبحث في مستجدات الأوضاع المحلية، وفي المقدمة التطورات في المحافظات الشرقية.

وشدد العليمي، على أهمية عودة أي قوات مستقدمة من خارج المحافظات الشرقية، الى ثكناتها بموجب توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومرجعيات المرحلة الانتقالية، وتمكين السلطات المحلية من أداء مهامها في حفظ الأمن والاستقرار على أكمل وجه، وفقا للقانون.

وأشار إلى أن التحركات العسكرية الاحادية التي شهدتها المحافظات الشرقية، تمثل تحديا مباشرا لجهود التهدئة، وتهديدا للمكاسب المحققة على صعيد الإصلاحات الاقتصادية، واستقرار العملة، وانتظام صرف المرتبات، وتحسين الخدمات الأساسية، في وقت تبذل فيه الحكومة جهودًا كبيرة بدعم من الأشقاء والأصدقاء لتعزيز الثقة مع مجتمع المانحين، والتخفيف من معاناة المواطنين.

اللقاء تطرق -وفق وكالة سبأ- إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي رافقت التحركات الاحادية في مديريات الوادي والصحراء، حيث أكد العليمي أن سلطات الدولة تعمل على توثيق تلك الانتهاكات، وضمان حماية المدنيين، باعتبارها ركائز أساسية لا يمكن التهاون بشأنها..

وشدد رئيس مجلس القيادة على أن المعركة الرئيسية لليمنيين ستظل تحت أي ظرف، هي استكمال استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الايراني، وردع التنظيمات الإرهابية المتخادمة معها، محذرا من أن أي صراعات جانبية ستصب في مصلحة هذا التهديد العابر للحدود.

وأعرب الرئيس عن ثقته بحكمة، وقدرة المكونات الوطنية، وجهود الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، على مواجهة كافة التحديات وإبقاء التركيز على المعركة المصيرية للشعب اليمني، وتطلعاته في تحقيق الامن والاستقرار والسلام.

وجدد الرئيس في اللقاء تقديره العال لمواقف الدول الثلاث إلى جانب الشعب اليمني، وقيادته الشرعية، ودعمها المستمر لمجلس القيادة والحكومة، ومسار الاصلاحات الاقتصادية، والمركز القانوني للدولة.

ووضع رئيس مجلس القيادة، السفراء في صورة الجهود المبذولة لاحتواء التصعيد الأحادي في المحافظات الشرقية، بما فيها المساعي الحميدة التي قادها الأشقاء في المملكة العربية السعودية للتوصل إلى اتفاق تهدئة في محافظة حضرموت، مؤكدا دعم الدولة الكامل لتلك الجهود المنسقة مع قيادة السلطة المحلية، والعمل على تهيئة الظروف لتطبيع الأوضاع، وحماية المنشآت السيادية، بما يضمن تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين.

من جانبهم، جدد سفراء الجمهورية الفرنسية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة التزامهم الكامل بدعم مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، ووحدة اليمن واستقراره، وسلامة أراضيه.

كما أكد السفراء، أهمية وحدة مجلس القيادة الرئاسي، ووفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه المجتمعين الإقليمي والدولي لضمان استمرار الدعم على كافة المستويات.

مقالات مشابهة

  • عاجل: ثلاث دول كبرى تعلن دعمها لمجلس القيادة ووحدة اليمن.. الرئيس يضع سفرائها أمام المستجدات بحضرموت والمهرة ويؤكد رفضه المطلق لتحركات الإنتقالي
  • مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي يبحثان حظر كامل على خدمات شحن النفط الروسي
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الروسي تطورات أزمات غزة والسودان ولبنان وسوريا
  • وزير الخارجية ونظيره الروسي يبحثان تعزيز التعاون والمشروع النووي بالضبعة
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ونظيره الروسي
  • بوتين يثمن جهود رئيس وزراء الهند لتسوية الأزمة الأوكرانية
  • تحقيق بريطاني يوضح علاقة بوتين بـتسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال
  • روسيا: مستعدون لمعالجة جذور الأزمة في أوكرانيا
  • بوتين: ويتكوف لم يطرح أي مقترحات بشأن عودة روسيا إلى مجموعة السبع
  • روسيا تؤكد دعمها الثابت للحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة