إنخفاض إيرادت فيلم بيت الروبي بالسينمات
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
حصد فيلم بيت الروبي، بطولة كريم عبد العزيز وكريم محمود عبدالعزيز، إيرادات أمس الأثنين، بلغت 9,511 جنيه، في شباك التذاكر بدور العرض السينمائية.
تدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي تشويقي حول زوجين أولهما شخصية إبراهيم الروبي الذي يجسد دوره الفنان كريم عبد العزيز، وزوج نور اللبنانية، وتحدث العديد من المفارقات بسبب ذلك الأمر.
أبطال فيلم بيت الروبي
يذكر أن “بيت الروبي” بطولة الفنان كريم عبدالعزيز، وكريم محمود عبدالعزيز، ونور، وتارا عماد، وعدد كبير من ضيوف الشرف، منهم محمد عبد الرحمن توتة، ومصطفى أبو سريع، ومحمود السيسي وآخرين، والعمل من تأليف محمد الدباح وريم القماش، وإخراج بيتر ميمي.
بيتر ميمي يشارك فرحته بنجاح "بيت الروبي" مع الجمهور
شارك المخرج بيتر ميمي، فرحته بنجاح فيلمه بيت الروبي مع الجمهور، وذلك خلال منشور جديد عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وكتب بيتر ميمي: “الحمد لله والشكر لله، رسميا فيلم بيت الروبي أعلى إيراد في تاريخ السينما المصرية”، وإنهالت عليه التعليقات من قبل الجمهور الذي حرص على تقديم التهنئة والمباركات بعد النجاح العظيم الذي ناله الفيلم .
كان أبدي المخرج بيتر ميمي، سعادته بنجاح فيلمه الجديد “بيت الروبي” الذي يعرض حاليًا فى السينمات، حيث كتب عبر حسابه على فيس بوك قائلًا: “إيرادات فيلم بيت الروبي أمس فقط تخطت العشرة ملايين جنيه.. ده رقم أول مرة يحصل فى السينما.. الحمد لله أن الفيلم لمس الناس..الحمد لله”.
أعرب الفنان كريم محمود عبدالعزيز عن سعادته بنجاح فيلمه الجديد “بيت الروبي”، الذي نافس فى موسم عيد الأضحي بجميع دور العرض السينمائية.
أكد كريم محمود عبدالعزيز فى تصريحات تليفزيونية:" كنت قاعد مع المخرج بيتر ميمي وقالي فيه فيلم مع كريم عبد العزيز فقولتله خلاص موافق عشان عارف الفيلم أكيد هيبقى حلو وأستاذ كريم عبد العزيز بيحاول دايما ينتقي أفلامه وتكون محترمة وحلوة وتكون صالحة لكل الناس، وعائلية ودي حاجة كويسة وأكيد هيبقى فيلم حلو، وطبعا أكيد بيتر بيعمل أفلام حلوة".
وأضاف: "كريم عبدالعزيز قمة في الاحترام والاحتراف وكل حاجة، والعلاقة بسيطة وسهلة وحلوة وسلسلة، وفيلم معمول على الرايق، والمنافسة مبشوفهاش، ومفيش منافسة بين حد وحد، لأن كل واحد ليه تفاصيل وجمهوره".
آخر أعمال الفنان كريم عبدالعزيز
يذكر أن آخر أعمال الفنان كريم عبدالعزيز فيلم "كيرة والجن"، الذي عرض في موسم عيد الفطر الماضي، وهو مستوحى من رواية "1919"، للمؤلف أحمد مراد الذي كتب السيناريو والحوار.
والفيلم إخراج مروان حامد، وبطولة كريم عبد العزيز، أحمد عز، هند صبرى وسيد رجب، مع أحمد مالك، على قاسم، هدى المفتى، محمد عبدالعظيم، عارفة عبدالرسول، تامر نبيل، فضلاً عن تواجد بعض الممثلين الأجانب.
يرصد الفيلم حالة الغليان التي كانت يموج بها الشارع المصري بالتزامن مع اندلاع ثورة 1919، وهو الحدث الكبير الذي يوحد مصائر أحمد عبدالحي كيرة وعبدالقادر الجن ليشتركا في النضال ضد المحتل اﻹنجليزي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فيلم بيت الروبى أحداث فيلم بيت الروبي الفنان كريم عبدالعزيز إيرادات فيلم بيت الروبي کریم محمود عبدالعزیز الفنان کریم عبد فیلم بیت الروبی کریم عبد العزیز کریم عبدالعزیز بیتر میمی
إقرأ أيضاً:
عن العنف الذي لا يبرر
يونيو 11, 2025آخر تحديث: يونيو 11, 2025
وفاء نصر شهاب الدين
كاتبة من مصر
في صغري، أرسلتني أمي إلى بيت جدتي في زيارة كانت تبدو عادية تمامًا، لولا أنها خبأت لي مشهدًا من تلك المشاهد التي تترك ندبة في الذاكرة لا تُشفى بسهولة.
كان هناك كلبٌ أبيض، جميل، شعره كيرلي ناعم كقطن السحاب. بدا لي وقتها وكأنه مخلوق من القصص، من أولئك الذين يرافقون الأطفال في الحكايات القديمة ويحرسونهم من الأشباح. كنت أراه لطيفًا، بريئًا… حتى اللحظة التي ركض فيها خلفي وعقرني.
تغيّر كل شيء بعدها، كبر داخلي خوفٌ لم أفلح في التخلُّص منه تمامًا. كلما اقترب مني كلب في الشارع، تتراجع خطواتي، يتسارع نبضي، وتنهض الطفلة التي بداخلي مذعورة.
لكن، ورغم هذه الذكرى التي جرحت ثقتي، لم أكره الكلاب أبدًا. لم أفهم يومًا كيف يمكن لإنسان أن يؤذي حيوانًا لا حول له ولا قوة، أن يضربه، أن يسحله، أن يسمّمه، أو أن ينظر إليه وكأنه عدو لا بد من القضاء عليه.
الشارع في السنوات الأخيرة صار قاسيًا، ليس فقط على البشر، بل على الكائنات التي لا تملك صوتًا يدافع عنها.
كم من مرة رأيت كلبًا يُركل بلا سبب، أو تُلقى عليه الحجارة وكأن قلوب الناس قد تحجّرت!
كم من مرة سمعت عن حملات قتل جماعي للكلاب الضالة، وكأن الوفاء الذي عُرفت به هذه المخلوقات لم يعد يعني شيئًا في عالمنا.
أين ذهب الحنان؟
أين اختفى التراحم الذي أوصت به الأديان قبل القوانين؟
كيف تحوّلنا إلى بشر يخافون من الطيبة، ويشهرون العداء ضد الكائنات التي لا تطلب إلا الأمان وبعض الطعام؟
الكلب الذي عضّني وأنا طفلة… ربما خاف. ربما رأى فيّ تهديدًا لا أفهمه. ربما أراد أن يلعب ولم يُحسن التعبير.
لكنه، رغم كل شيء، لم يكن شريرًا.
الشر، في حقيقته، ليس في الحيوان، بل في القسوة التي نغلّف بها قلوبنا، وفي الجهل الذي يدفعنا إلى إيذاء كل ما هو أضعف منّا.
ليت الشوارع تتسع قليلًا للرحمة.
ليت البشر يعيدون النظر في علاقتهم بالحيوانات، ليس فقط من منطلق الشفقة، بل من باب المسؤولية الأخلاقية والإنسانية.
فنحن لا نُقاس فقط بما نفعله تجاه من نحب، بل بما نفعله تجاه من لا يستطيع أن يردّ الأذى عن نفسه. نحن نعيش في مجتمع يتحدث كثيرًا عن الأخلاق، عن التدين، عن الفضيلة… لكننا ننسى أن الرحمة ليست شعارًا يُرفع، بل سلوك يومي يُمارس، خاصة تجاه من لا يملك صوتًا يُدافع به عن نفسه.
أحيانًا أسير في الشارع فألمح كلبًا يجلس على الرصيف، عينه قلقة، ذيله بين قدميه، ووجهه ممتلئ بأسئلة لا تُقال:
“هل سأُطرَد؟ هل سأُضرَب؟ هل هذا المارّ طيب أم غاضب؟” كلب لا يريد شيئًا سوى الأمان، وربما قطعة خبز، وربتة على الرأس… أو على الأقل، أن يُترك وشأنه دون أذى. لماذا لا نترك الكلاب وشأنها؟
لماذا لا نعترف بأن هذه المخلوقات، وإن كانت لا تتكلم، إلا أن قلوبها تفهم، وذاكرتها تحتفظ، ووفاءها يتجاوز في كثير من الأحيان وفاء البشر؟ الكلب لا يخون، لا يبيع، لا يؤذي بلا سبب. الكلب لا يكذب.
وما يوجع أكثر من العنف، هو اللامبالاة…أن يُضرَب الكلب في منتصف الشارع، ولا يتوقف أحد. أن يُسمَّم، ويُترك يتلوى في صمت، كأن موته لا يعني شيئًا. أن تتحوّل الكائنات الأليفة إلى أهداف متحرّكة لغضبٍ مكبوت، وعداء غير مبرر، لا تبرّره شريعة، ولا تقبله نفسٌ سوية.
ربما لا أزال أخاف الكلاب قليلًا، لكنني أحبها رغم ذلك، وأدافع عنها ما استطعت. لأنني أؤمن أن الكائن الذي أحبك بصدق حتى بعد أن آذيته، لا يستحق سوى الحماية.
لأن الطفلة التي بداخلي، التي ركضت مذعورة من كلبٍ أبيض، عادت بعد سنوات طويلة، ومدّت يدها لحيوان خائف في الشارع… وربّتت على رأسه. ربما شُفيت بعض الشيء. وربما حان الوقت لنُشفي نحن جميعًا من هذه القسوة التي تسكننا. أقول دائمًا إن ما يفعله الإنسان في الخفاء، مع كائنٍ ضعيف، هو مرآته الحقيقية.
لا يُعرّفنا موقف أمام جمهور، ولا كلمة في ندوة، بل تلك اللحظة التي نمرّ فيها بجانب حيوان جائع أو مذعور… كيف نتصرف حينها؟ تلك هي الحقيقة. الكلب لا يملك لغة ليدافع بها عن نفسه، لكنه يملك قلبًا يفهم ويشعر.
وما أبشع أن نُقابل الوفاء بالخيانة، والوداعة بالقسوة، وأن نغضّ الطرف عن مشاهد الألم لمجرد أنها لا تخصّنا مباشرة
كل كلب مشرّد في شوارعنا هو اختبار صامت لإنسانيتنا. وكل حجر يُرمى، أو قدم تُركل، أو نظرة اشمئزاز تُلقى على كائنٍ أعزل… هي جرح فينا قبل أن تكون جرحًا فيه.
دعونا نتذكر أننا لا نعيش وحدنا، وأن الأرض ليست لنا فقط وأن الرقة ليست ضعفًا، بل رفعة وأن من يُؤذي كائنًا لا يتكلم، سيصعب عليه أن يُحب كائنًا يتكلم. ربما لو أحببنا الكلاب قليلًا، أو على الأقل احترمنا وجودها، لعادت الشوارع أقل عنفًا، وأكثر احتمالًا…وربما لو تذكّر كل واحد فينا كلبًا قديمًا، في طفولته أو في ذاكرته، لكان في قلبه شيء من الحنان لا يُفسَّر.
الكلب الذي عضّني وأنا صغيرة، علّمني شيئًا لا تنقله الكتب: أننا قد نخاف ممّن نحب، لكننا لا نكرههم…وأن الحب الحقيقي لا يزول، حتى إن ترك ندبة.