عادت الولايات المتحدة رسميا، اليوم الجمعة، إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، إثر تصويت خلال مؤتمر عام استثنائي للمنظمة في باريس، وذلك بعد قرابة 5 أعوام من انسحابها بدعوى "انحياز المنظمة الأممية ضد إسرائيل"، على خلفية قبول المنظمة الأممية العضوية الكاملة لدولة فلسطين.

وقال رئيس المؤتمر العام البرازيلي سانتياغو إيرازابال موراو على وقع التصفيق "تم تبني القرار".

وأيدت 132 دولة عودة الولايات المتحدة في حين امتنعت 15 عن التصويت وعارضتها 10 دول بينها إيران وسوريا والصين وخصوصا روسيا التي كثف وفدها مداخلاته الخميس والجمعة حول نقاط إجرائية وتعديلات من أجل تأخير النقاشات.

ووفقا لأنظمة اليونسكو، لا يمكن قبول العودة الأميركية إلا بتصويت غالبية الدول الأعضاء.

الذكاء الاصطناعي والشرق الأوسط

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في 8 يونيو/حزيران الماضي أنها تريد العودة إلى المنظمة في يوليو/تموز كعضو كامل العضوية، وأنها تعتزم دفع متأخرات بقيمة 619 مليون دولار على دفعات على مدى عدة أعوام.

وأضافت "منذ انسحابنا من اليونسكو في 31 ديسمبر/كانون الأول 2018، لاحظنا جهود اليونسكو لتنفيذ الإصلاحات الإدارية الرئيسية، بالإضافة إلى تركيزها على تقليص الجدال المسيس، وخصوصا حول قضايا الشرق الأوسط".

وفي مارس/آذار الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمام لجنة في مجلس الشيوخ خلال تقديم الميزانية "أعتقد بشدّة أنّنا يجب أن نعود إلى اليونسكو مرة أخرى، ليس كهدية لليونسكو، ولكن لأنّ الأشياء التي تحدث هناك مهمّة حقّا".

وأضاف بلينكن "إنهم يعملون على قواعد وأعراف ومعايير الذكاء الاصطناعي. علينا أن نكون هناك".

وأردف "الصين الآن هي أكبر مساهم في اليونسكو. وهذا له ثقل كبير. نحن لسنا حتى على الطاولة".

أبرز القرارات التي اتخذتها المنظمة الأممية بخصوص القدس (الجزيرة)

وعقب خطوة واشنطن قبل 5 أعوام انسحبت إسرائيل أيضا من المنظمة بزعم أنها "مسرح للعبث يشوه التاريخ بدلا من الحفاظ عليه"، وأكدت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي عدم وجود مفاوضات لعودة إسرائيل في هذه المرحلة.

ويحظر قانون أميركي تمويل منظمات الأمم المتحدة التي تضم فلسطين بصفتها عضوا كاملا. وتمكنت الولايات المتحدة من العودة إلى اليونسكو بعد إلغاء الكونغرس لهذا الحظر في وقت سابق من هذا العام، وسيسري الإلغاء حتى نهاية عام 2025.

وانسحبت الولايات المتحدة في السابق من اليونسكو عام 1984 بدعوى الفساد والميل الأيديولوجي تجاه الاتحاد السوفياتي سابقا ضد الغرب، وعادت إلى المنظمة بعد غياب استمر نحو 20 عاما في أكتوبر/تشرين الأول 2003.

وأقرت اليونسكو، على مدى تاريخها، عددا من القرارات الخاصة بفلسطين والقدس ومقدساتها، تمحورت حول الاهتمام بمدينة القدس وإلغاء ما غيرته إسرائيل فيها والمحافظة على الممتلكات الثقافية والأماكن المقدسة والمناحي التعليمية فيها.

ومنذ منح فلسطين العضوية الكاملة في اليونسكو عام 2011، أوقفت الولايات المتحدة في ظل رئاسة باراك أوباما تمويل المنظمة التابعة للأمم المتحدة، ما مثل ضربة كبيرة لها، إذ إن مساهمات الولايات المتحدة شكلت 22% من ميزانيتها.

وبلغت مستحقات اليونسكو المتأخرة على الولايات المتحدة بين عامي 2011 و2018 نحو 619 مليون دولار، أي أكثر من الميزانية السنوية للمنظمة المقدرة بـ534 مليون دولار.

وقالت الحكومة الأميركية إنها طلبت من الكونغرس صرف 150 مليون دولار لصالح المنظمة للسنة المالية 2024، وهو مبلغ سيتم صرفه أيضا في السنوات التالية "إلى أن يتم استيعاب" المتأخرات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

سلطان القاسمي يشهد توقيع اتفاقية لرقمنة أرشيف «اليونسكو» العالمي بمنحة 6 ملايين دولار

باريس (وام)

أخبار ذات صلة «دبي للثقافة» تستكشف جماليات العمارة وتطور ممارساتها في «إكسبو 2025 أوساكا» باحثات «الإمارات للدراسات» يناقشن كتاب «التثقيف زمن التأفيف»

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، صباح أمس، في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» بالعاصمة الفرنسية باريس، وبحضور قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ومعالي أودري أزولاي، المديرة العامة لـ«اليونسكو»، توقيع اتفاقية لرقمنة أرشيف «اليونسكو» العالمي، بمنحة قدرها 6 ملايين دولار أميركي مقدمة من هيئة الشارقة للكتاب.
وقعت الاتفاقية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، وجينيفر لينكينز، مساعد المدير العام لقطاع الإدارة والتنظيم في «اليونسكو». وتأتي الاتفاقية تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة؛ بهدف حفظ الإرث الإنساني وحماية الوثائق العالمية، وضمان استدامة الوصول إليه رقمياً، وسيتم تنفيذ المشروع على مدار خمس سنوات، وسيشمل رقمنة كتب ومخطوطات وتسجيلات صوتية وأفلام وثائقية، وغيرها من المواد والوثائق.
وتجول سموه في مكتبة وأرشيف منظمة «اليونسكو»، متعرفاً على أبرز محتوياتها من وثائق عالمية وكتب ومخطوطات وغيرها، بالإضافة إلى الأدوار المهمة التي تؤديها المكتبة في دعم عمل المنظمة، والاستفادة من المحتويات الثقافية التي تضمها لتعزيز دور «اليونسكو» والعاملين فيها. 
واطلع سموه على مجموعة من الوثائق القديمة المهمة، والتي تأثرت بالظروف المختلفة التي قد تتسبب في تلف الوثائق، الأمر الذي يؤكد أهمية الاتفاقية في رقمنة أرشيف «اليونسكو» للحفاظ على المحتويات الثقافية والمعرفية والتاريخية في «اليونسكو».
ويعد أرشيف «اليونسكو» أحد أضخم وأهم الأرشيفات المؤسسية في العالم، إذ يمتد تاريخه إلى ما يقارب 80 عاماً، ويضم أكثر من 2.5 مليون صفحة من الوثائق التي توثق أنشطة المنظمة منذ تأسيسها عام 1945، إلى جانب 165 ألف صورة فوتوغرافية نادرة، وآلاف الساعات من التسجيلات الصوتية والبصرية التي تسجل لحظات مفصلية في التاريخ الثقافي والتعليمي العالمي، بما في ذلك اجتماعات كبرى، ومعاهدات، ومراسلات دولية، ومشاريع حماية التراث.
ورغم هذه القيمة التاريخية والمعرفية الهائلة، تمت رقمنة 5% فقط من مجموع المواد، في ظل موارد محدودة وتحديات لوجستية وتقنية، وهو ما يبرز الحاجة الماسة إلى دعم يسرع وتيرة الأتمتة الرقمية الشاملة، ويضمن الحفاظ على هذا الأرشيف بوصفه مرجعاً إنسانياً ومعرفياً لا يقدر بثمن. ومع مختلف الجهود المبذولة لرقمنة أرشيف «اليونسكو»، إلا أن نحو 95% من مواده لا تزال غير مرقمنة، مما يجعل من مبادرة الشارقة خطوة نوعية واستراتيجية في اتجاه تحويل هذا الإرث العالمي إلى محتوى رقمي متاح وآمن للأبحاث والمؤسسات الأكاديمية والمجتمعات الثقافية حول العالم.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب: «تمثل المنحة ترجمة عملية لرؤية الشارقة تجاه حفظ الإرث الإنساني وصون ذاكرة العالم، وإعلاء قيمة المعرفة، بوصفها أحد أعمدة التنمية الإنسانية المستدامة، إن أرشيف (اليونسكو) العالمي يعد أحد أندر مراكز حفظ التراث والفكر والتعليم والثقافة وأكثرها قيمة في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يجعل حمايته مسؤولية أخلاقية ومهمة حضارية يجب أن نتشارك فيها جميعاً، لضمان بقائها للأجيال المقبلة».
وأضافت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي : «لطالما آمنت الشارقة بأن الوصول إلى المعرفة يجب أن يكون متاحاً وعادلاً، وأن حماية الذاكرة الإنسانية ضرورة لضمان استمرارية الإبداع والتقدم، ومن خلال هذه المبادرة نفتح نافذة جديدة للتعاون الدولي من أجل بناء مستقبل ينصف الماضي، ويمنح الأجيال القادمة فرصة لفهم التاريخ واستلهام دروسه».
دعم المشاريع المعرفية والإنسانية
تأتي هذه الاتفاقية استمراراً لدور الشارقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في دعم المشاريع المعرفية والإنسانية، وتأكيداً لمكانتها مركزاً دولياً في حماية إرث الثقافة الإنسانية ورعاية الثقافة، وصون التراث، وتعزيز الحضور العربي في المنظمات العالمية المعنية بالفكر والعلم.

مقالات مشابهة

  • اللجنة المنظمة لكأس العرب: جوائز البطولة تتجاوز 36.5 مليون دولار
  • مايكروسوف تحظر رسائل البريد التي تحتوي على كلمات فلسطين وغزة
  • بعد جدل حول هدية ب400 مليون دولار.. البنتاغون يقبل الطائرة التي أهدتها قطر لترامب
  • سلطان القاسمي يشهد توقيع اتفاقية لرقمنة أرشيف «اليونسكو» العالمي بمنحة 6 ملايين دولار
  • الولايات المتحدة تقبل رسميا الطائرة القطرية هدية لترامب.. تحتاج إلى تعديلات
  • الولايات المتحدة توافق رسميا على قبول الطائرة القطرية.. تحتاج إلى تعديلات
  • بعد غياب 9 سنوات… إسطنبول تعود بقوة إلى قائمة أفضل 20 مدينة في العالم
  • سلطان يشهد توقيع اتفاقية لرقمنة أرشيف اليونسكو العالمي بمنحة 6 ملايين دولار
  • صحيفة بريطانية تكشف طبيعة المنظمة الغامضة التي ستسيطر على المساعدات في غزة
  • مجلس الوزراء يُجدّد التأكيد على عزم المملكة توسيع استثماراتها مع الولايات المتحدة