إجرام إسرائيلى.. وتشرذم عربي!
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
تصريح خطير قاله بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل. نتنياهو قال أمس فى مقابلة مع قناة (abc) الأمريكية إن إسرائيل ستتحمل لفترة غير محددة، المسئولية الأمنية الشاملة فى غَزة.. وعندما لا نتحمل هذه المسئولية الأمنية، فإن ما نواجهه هو اندلاع إرهاب حماس على نطاق لا يمكننا تخيله.
التصريح الذى قاله نتنياهو بكل صلافة معناه الوحيد هو نيته احتلال غَزة فى تحدٍ لكل الأعراف والمواثيق والاتفاقات الدولية المُبرمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
قاتل الأطفال نتنياهو يحتاج لردع أممى.. ولكن هذا الردع غائب.. وإسرائيل تستغل انشغال روسيا بالحرب فى أوكرانيا.. وأن الصين لم تنتقل إلى مرحلة النفوذ السياسى فى منطقة الشرق الأوسط.. والعرب مُشرذمون.. ونصف بلادهم إما غارقة فى الحروب الأهلية أو فى معارك حماية الحدود.. والحروب الأيدلوجية والعرقية تُشعل الشرق والغرب.. كل هذا يجعل نتنياهو يتكلم بهذه الطريقة التى يجب أن تتحول إلى دافع لنا لكى نفهم أن غًزة هى البداية، وأن بعدها ستصبح الضفة هى الهدف، وأن الخطة الجاهزة والمُعدة فى تل أبيب هى طرد الفلسطينيين من أراضيهم للأبد!
الغريب أن التحرك الدبلوماسى العربى ضعيف.. تكاد لا تجد تحركًا فاعلًا إلا من الدولتين الحدوديتين مصر والأردن.. وكأن باقى البلدان العربية لا تُدرك أن المُخطط يطول الجميع.. وأن إسرائيل وحلفاءها لن يتركونا إلا بعد التقسيم لما هو مُقسم أصلًا.. فلن يتم إيقاف هذا المشروع القديم الجديد إلا بتضامن عربى كبير وصادق وواع ومُدرك لمخاطر ما يحدث فى غَزة.
لا أعرف لماذا لا يُقرر وزراء الخارجية العرب الانتقال لمدة لا تقل عن أسبوع للإقامة فى القاهرة.. والالتقاء بكل سفراء العالم فى مقر جامعة الدول العربية.. كل سفير يلتقى بعدد من السفراء غير العرب ليقولوا لهم إن هناك دولة تمارس البلطجة والقتل وتخالف كل مواثيق الأمم المتحدة.. ولا تجد من يردعها بسبب شعورها بحماية الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية.. وأن إيقاف هذه الجرائم ليس مُتاحًا بدون تحرك دولى كبير يحمى الشعب الفلسطينى من الإبادة الجماعية.
هذا اقتراح بسيط.. لا أعرف لماذا لا يجرى تنفيذه. ولماذا يتم إلقاء العبء الدبلوماسى الأكبر على مصر والأردن؟
غياب التضامن العربى منذ عشرات السنين له نتائج مؤلمة.
سوريا عانت من ويلات حرب أهلية مدمرة أدت إلى تحويلها إلى ميناء لاستقبال المرتزقة والمتطرفين ومدمرى البلدان المستقرة، وهذه الحرب التى هدأت أوزارها مازالت آثارها تمنع سوريا من العودة إلى ما كانت عليه قبل ٢٠١١.
العراق يشهد منذ سنوات صراعًا سنيا شيعيًا، تطور بعد غياب صدام حسين إلى صراع شيعي–شيعى!! بين القوى الشيعية المؤيدة لإيران، والأخرى الرافضة لها!! هذا الصراع بين المكونين الشيعيين أدى خلال فترة طويلة إلى انفلات أمنى وصدامات بين أنصار الفريقين، وهو ما جعل الاستقرار مهددًا دائمًا، وفكرة الانقسام سيطرت على البلاد لفترة طويلة، ولم يعد سهلًا عودة العراق -الذى كان- بدون قلق حول مستقبله!
اليمن الذى يبلغ عدد سكانه ٣٠ مليون نسمة عاد للانقسام إلى شمال وجنوب، بعدما تم تجميعه فى يمن موحد، ولكنه الآن يدور فى رحى حرب طاحنة بين الحكومة والحوثيين، والمعركة الدائرة بين الطرفين، تزكيها أطراف دولية وإقليمية، وراح ضحيتها أكثر من ٤٠ ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف فى أسوأ أزمة إنسانية فى العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.
فى ليبيا تم تقسيم البلاد إلى نصفين بين الجيش الليبى، وبين حكومة الوفاق، وكادت ليبيا أن تتحول إلى ساحة حرب قاسية بين الجيش وبين قوات التطرف الدينى القادمة من بلدان أخرى، لولا حدوث تطورات أدت لتدخل مصر لحماية أمنها القومى، فتمكنت من منع هذا التحول وانتقاله إلى حدودها، ولكن بقى التقسيم قائمًا.
وأخيرا فى السودان.. حدثت اشتباكات السودان المزعجة خلال شهر رمضان الماضى، وتحديدا فى الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣ بين القوات المسلحة السودانية التى يقودها عبدالفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع تحت قيادة حميدتى. وهذا النزاع المسلح تسبب فى إثارة القلق من جديد حول تماسك السودان الذى شهد من قبل انفصالًا لجنوبه فى عام ٢٠١١، ليتحول السودان الذى انفصل عن مصر فى عام ١٩٥٦، إلى دولتين، والغريب أن الدولتين المقسمتين يوجد بهما صراعات ثنائية بين طرفين من المتصارعين على السلطة ويتهدد كل دولة فيهما شبح الانقسام، بما يؤجج احتمالية تقسيم الدولتين اللتين كانتا موحدتين إلى أربع دول!
ما يحدث فى غَزة-الآن- هو كاشف لمخطط الاستيلاء على أراضٍ عربية جديدة.. وأضعف الإيمان تقسيم الدول العربية من جديد فتصبح خمسين دولة بدلًا من خمسة وعشرين..فلماذا لا تجتمعون؟!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السودان نور رئيس وزراء إسرائيل الشعب الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
حكيم باشا رقم واحد| حوار جريء لـ أحمد صادق.. وهذا رأيه في أحمد الفيشاوي والعوضي
عرف كيف يدّخر نجاحه القوي في مسلسل سوق العصر ، الملحمة الدرامية الشيّقة التي استطاعت وباقتدار جذب انتباه جماهير عريضة والتفافهم حول الشاشة في موسم رمضاني من الوزن الثقيل في التسعينيات، وانتقل الفنان احمد صادق فى لقائه فى بودكاست “boom shoot” المذاع على قناة صدي البلد تقديم المذيعة تقى الجيزاوي عن نجاحه المؤثر هذا إلى تألق وعودة تليق به في مسلسل حكيم باشا الذي عرض في رمضان 2025 ليجدد موعده مع شهر السباق الدرامي الماراثوني، ويكشف لنا رأيه في الممثلين الواعدين من احمد الفيشاوي للعوضي ومحمد رمضان ومدى تأثيرهم على الشاشة .. في حوار ممتع ومليء بكواليس حياته الفنية ..
فى البداية حدثني عن كواليس مسلسل "حكيم باشا" والنجاح الكبير الذى حققه المسلسل وأن هذا ليس التعاون الأول بينك وبين مصطفي شعبان؟
فى الحقيقة مسلسل حكيم باشا من أجمل المسلسلات ومن وجهة نظري هو رقم واحد فى رمضان ٢٠٢٥ ، وشخصية الشيخ رضوان الذى جسدتها ضمن الأحداث تعتبر ضمير المسلسل وليست ضمير مصطفي شعبان فقط وهذا يعتبر المفتاح الرئيسي للشخصية لأنه شخص عنده شفافية ورؤية لكل ما يحدث ومصطفي شعبان فنان مجتهد وجسد الشخصية بشكل جيد جدًا وأن المسلسل حقق نجاحًا كبيرا بفضل مصطفي شعبان.
الجمهور لاحظ تأثرك بشخصية الشيخ رضوان بسبب قوة التفاصيل والحكم الذى تناولها الدور .. هل شخصية الشيخ رضوان مستوحاة من شخصية حقيقة بالنسبة لأحمد صادق؟
بالطبع شخصية رضوان هى شخصية والدي لأنه كان دائما ينصحني بالعديد من النصائح الذى لا تنسي على مدار حياتي .
رغم النجاح الكبير الذى حققه المسلسل ولكنه واجه انتقادا من الناقد الفني طارق الشناوي الذى وصف العمل بأنه استهلاكي وعديم القيمة ومجرد عمل ارشيفي لمصطفي شعبان .. ما رأيك فى هذا الانتقاد؟
فى الحقيقة أنا من وجهة نظري أن اختلاف النقاد رحمة لأن كل شخص يرى العمل من وجهة نظره الخاصة وهذا أمر طبيعي ولكن الجمهور هو صاحب الرأى والنقد الأول ونقد طارق الشناوي يحترم ولكنهم لم يقدموا دراما تعليمية وكل محافظة فى الصعيد لها لهجتها الخاصة بها.
بما أنك تعاونت مع الفنان أحمد العوضي سابقا مسلسل فهد البطل فى ماراثون رمضان ٢٠٢٥ كان ينتمي للدراما الشعبية وأحمد العوضي قال فى تصريح له ان المسلسل هو رقم واحد فى الشارع .. ما رأيك فى هذا التصريح؟
بالفعل تعاونت مع أحمد العوضي وهو ممثل جيد لكنه لم يعطي لنفسه الفرصة ليظهر موهبته بشكل كبير وأنه فقط يريد أن يصبح نسخة أخري من محمد رمضان لذلك يضع تركيزه فى منطقة الأعمال الشعبية وأنه فقط يستخدم بعض المصطلحات الشهيرة مثل “أحلى على الأحلى” و “وحش الكون".
على صعيد الدراما الشعبية لو وضع اسم أحمد العوضي مع محمد رمضان فى مقارنة .. من الأنجح من وجهة نظرك؟
المقارنة بالتأكيد لصالح محمد رمضان لأنه فنان موهوب ويمتلك موهبة قوية وبالفعل يتفوق على أحمد العوضي فى المقارنة لأنه لديه القدرة الكبيرة على التنوع فى الأدوار التى يقدمها بشكل عام ولم يضع نفسه فى شكل ثابت .
وما رأيك فى وضع محمد رمضان فى إطار الدراما الشعبية مع المخرج محمد سامي هل شكلوا ثنائي ناجح؟
بالفعل محمد رمضان ومحمد سامي شكلوا ثنائي ناجحا جدا ومسلسل سيد الناس الذى جسده عمرو سعد هو يعتبر امتداد لنجاحات اعمال محمد رمضان لانه له جمهور كبير فى الشارع المصري والمناطق الشعبية.
مع اختلاف الأزمنة وتجسيد حضرتك للعديد من الأعمال الذى تنتمي للدراما الشعبية.. من وجهة نظرك ما الذى اختلف فى مفهوم البطل الشعبي من زمان حتى وقتنا هذا؟
البطل الشعبي ليست من يتسم بالعنف او يستخدم يده بشكل مستمر والدراما الشعبية ليست بهذا الشكل المنحدر الذى تظهره بعض الأعمال.
ما سبب ابتعادك عن الفن وقلة مشاركتك فى الأعمال؟
فى الحقيقة أنا لم يعرض عليا أى أعمال لائقة تناسب وجودي على الشاشة والظهور للجمهور من خلالها لذلك لم اتواجد بشكل كبير.
ما الوقت الذى شعرت به فى الظلم او عدم تقدير لمشوارك الفني؟
شعرت بالظلم الشديد بعد مشاركتي فى مسلسل سوق العصر بالرغم من دوري والمسلسل الذى يعتبر من أهم المسلسلات إلا انى لم يعرض عليا اى أدوار وشعرت بأني لم أكن اتواجد لفترة طويلة فى الفن.
واجه الكثير من أبناء النجوم العديد من الانتقادات بعد دخولهم الفن واتهمهم البعض بدخولهم عن طريق الواسطة .. أحمد صادق تعاونت مع الفنان أحمد الفيشاوي فى بدايته من خلال مسلسل عفاريت السيالة هل تعتقد انه ظلم نفسه؟
أحمد الفيشاوي فنان شاطر ومجتهد للغاية وانسان طيب القلب لأقصي درجة وانا لم أحب طريقته فى التصريح بأنه تعاطي مخدرات او اشياء شخصية .
ما النصيحة التى تريد أن توجهها للفنان أحمد الفيشاوي؟
أوجه له رسالة انه يعود مجددا بقوة مثل اعماله الذى قدمها فى بدايته لأنه فنان مجتهد جدا .
أحمد الفيشاوي ورث من فاروق الفيشاوي موهبة الفن بنسبة كام بالمئة؟
فاروق الفيشاوي كان موهبة استثنائية وانا تعاونت معه من خلال مسلسل عفاريت القرش وهو شخصية اكثر صلابة من نجله أحمد الفيشاوي الذى يعتبر تربيته ناعمة نوعا ما بسبب نشأته فى اسرة فنية.