أبين(عدن الغد)خاص:

اختتم صباح اليوم بمحافظة أبين مشروع (( تعزيز استخدام وسائل صديقة للبيئة سلال خزفية بدلا من الاكياس البلاستيكية)) تحت شعار "خزف من اجل بيئة آمنة" بتمويل من السفاره الامريكيه لليمن وتنفيذ جمعية البركة النسوية وبحضور كل من وكيل محافظة أبين الاخ احمد ناصر جرفوش ومستشار المحافظ عبدالناصر اليزيدي ومدير عام مكتب الاشغال المهندس خالد الحميقاني ورئيسة اللجنة الوطنية للمرأة خلود القديري وضابط المشاريع والاختبارات بمنظمة امديست محمد نزير

وفي كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة أكد وكيل محافظة أبين الاخ احمد ناصر جرفوش على أهمية استمرار التوعية والترويج للاستخدام المستدام للسلال الخزفية في المستقبل.

من خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة والمنظمات غير الحكومية، وجدد تأكيده على ضرورة تعزيز فهم أهمية الحفاظ على البيئة وتشجيع النمط الحياة الصديق للبيئة.

ودعا جرفوش المهتمين للانضمام إلى هذه الحملة البيئية عبر شراء واستخدام السلال الخزفية بدلاً من الأكياس البلاستيكية. لافتاً أن الجميع  يمكنه أن يلعب دورًا فعالًا في حماية البيئة وتحقيق التغيير الإيجابي من خلال اتخاذ خطوات بسيطة في حياتهم اليومية.

وقدم جرفوش شكره للسفارة الأمريكية في اليمن على دعمها المستمر للمشاريع البيئية وجمعية البركة النسوية على تنفيذ هذا المشروع الناجح. وآمل أن يستمر التعاون المشترك لتنفيذ المزيد من المبادرات البيئية التي تعمل على حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة.


وبدورهاأوضحت رئيسة جمعية البركة النسوية إلهام الشيبة أن المشروع يهدف إلى تشجيع استخدام سلال خزفية كبديل صديق للبيئة عن الأكياس البلاستيكية في المجتمعات المحلية. باعتبار الأكياس البلاستيكية من التحديات البيئية الكبيرة التي تواجهها اليمن ومحافظة أبين على وجه الخصوص والتي تتسبب في تلوث البيئة وتضر بالحياة البرية.

وأشارت الشيبة أن تنفيذ المشروع تم من خلال ورش تدريبية للنساء في الحارات المحلية بمنطقة الكود بمديرية خنفر، حيث تعلمن تقنيات صنع السلال الخزفية وتم توفير المواد اللازمة والأدوات والتجهيزات لضمان جودة الإنتاج.

وتم استهداف النساء الأرامل والمطلقات في هذا المشروع لتمكينهن اقتصاديًا وتعزيز مشاركتهن في المجتمع. لاستخدام السلال الخزفية ليعزز الوعي البيئي في المجتمعات المستهدفة وتعزز حماية البيئة من التلوث.
 

هذا وقد تم افتتاح بازار لمنتوجات السلل الخزفية الصديقة للبيئة بدلا من الأكياس البلاستيكية حضره العديد من قيادات السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني والنساء المشاركات في المشروع والمهتمات بالحفاظ على البيئة. وتم عرض مجموعة واسعة من السلال الخزفية المصنوعة بأيدي النساء الماهرات والتي تتميز بالتصاميم الجميلة والألوان المبهجة. وقدم شرحا مفصلا حول فوائد استخدام السلال الخزفية وأهمية الابتعاد عن استخدام الأكياس البلاستيكية على المدى الطويل، كنقطة انطلاقة لإحداث تغييرات إيجابية واحداث تأثير دائم في مجتمعنا

كما تم تكريم منظمة اميديست بدرع نظير ثقتها وترشيحها جمعية البركة النسوية لعمل المشاريع المستدامة


*من محمد ناصر مبارك

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: جمعیة البرکة النسویة الأکیاس البلاستیکیة

إقرأ أيضاً:

الضيف الذي غادر بيوتنا… وماذا بقي من البركة؟

وصلني مؤخرًا مقطع مؤثر لرجل يتحدث بحرقة عن كارثة خفية تسللت إلى بيوتنا دون أن نشعر. قالها بصدق، “بيوتنا بدأت تهدم وتُهجَر لأن الضيف لم يعد يزورها. صرنا نلتقي بأحبابنا في المقاهي والمطاعم بدلًا من أن نفتح لهم أبواب منازلنا، فغابت البركة، وتسللت الوحدة إلى الجدران.”
الرجل لا يشتكي غياب الضيوف فقط، بل يرثي لحال البيوت التي أصبحت بلا روح، بلا دفء، بلا ملائكة رحمة.
ولم يكن ذلك المشهد منفصلًا عن واقعنا؛ تذكرت صديقي الذي عرض عليّ التصميم الهندسي لمنزله الجديد. شرح كيف استغل المساحات بأفضل صورة، لكنه فجّر مفاجأة حين قال إنه ألغى الصالونات التقليدية تمامًا. فسّر ذلك ببساطة: “لم يعد أحد يزورنا، الصوالين التي رأيتها في كل البيوت التي سكنتها كانت مهجورة. نلتقي الجميع في الكوفي شوب!”
كلامه لم يكن غريبًا، بل انعكاسًا لما أصبح قاعدة جديدة في حياة الكثير منا. المقاهي والمطاعم تحولت من أماكن للترفيه إلى بدائل شبه دائمة لمجالس البيوت.
جميلة هي فكرة الخروج والترويح عن النفس، ولا ننكر بهجة الأماكن العامة وما تضيفه من تنويع للقاءات. لكنّ المصيبة أن هذه الأماكن استبدلت بمجالس البيوت الدافئة، حتى صرنا نخشى استقبال الضيف في منازلنا، ونتعلل بالخصوصية، أو ضيق الوقت، أو الحاجة إلى “تنسيق مسبق”.
كانت بيوتنا في الماضي عامرة بالضيوف، وكان صوت الجرس يعلن عن زيارة لا تحتاج إلى إذن أو ترتيبات مسبقة. فُتحت الأبواب، وامتلأت المجالس، وتسامرت الأرواح. كان الكرم يُقاس بالنية لا بالكلفة، والترحيب لا بالتكلف. وكانت أبسط ضيافة—قهوة، تمر، كلمة طيبة—كافية لتُبهج القلب وتحيي العلاقة.
أما اليوم، فتحوّلت الضيافة إلى ساحة منافسة، وعبء ثقيل. نخجل من دعوة الآخرين إن لم تكن الموائد متخمة، والديكور مصقولًا يليق بعدسات “الستوري”، وكأن القيمة في الشكل لا الجوهر. أصبحت الزيارات اختبارًا لقدرة المضيف على الإبهار، لا على الإكرام. حتى الضيف، صار يشعر بأنه ملزم بإحضار هدية باهظة أو حلوى فاخرة، خشية أن يُتهم بالتقصير أو عدم التقدير.
المطاعم التي كانت مجرد محطات للترفيه، باتت تحتضن أحاديثنا الخاصة، وأسرارنا العائلية. يقول الرجل في المقطع: “أصبح العاملون في المطاعم يعرفون أسرارنا.. من يغضب من أولاده، ومن يشتكي من زوجه، ومن يعيش ضيقًا لا يُحتمل.”
رحلت الخصوصية الحقيقية، ولم تأتِ بديلًا عنها إلا “خصوصية وهمية” نختبئ خلفها لنبرر هجرنا للبيوت والضيوف.
بكل صراحة، المشكلة ليست في الضيوف، بل فينا نحن. نحن من كبّل ثقافة الضيافة بمظاهر زائفة، وحوّلنا الزيارة من لقاء بسيط إلى استعراض اجتماعي. فقدنا القناعة بما نملك، وأصبحنا نخجل من استقبال الآخرين إلا إذا كان كل شيء “كاملاً”.
النتيجة؟ بيوت مغلقة، قلوب منعزلة، وجيل جديد لا يعرف ماذا يعني أن يفتح الباب على ضيف، أو أن يُقدَّم له القهوة من يد صاحب البيت لا من نادل في مقهى. جيل لم يذق دفء المجالس ولا صخب الأحاديث البسيطة، ولا لحظة الصمت التي تسبق الدعاء للضيف بظهر الغيب.
إن الضيافة، كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، ليست عن المبالغة أو التفاخر، بل عن الإيمان. ففي الحديث الشريف: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه.”
اتمنى ان نعيد الحياة إلى بيوتنا، ونُعيد ثقافة الضيافة التي كانت جزءًا أصيلًا من هويتنا. ليس المطلوب دعوة فاخرة، بل دعوة صادقة. ليس المهم أن تُبهِر ضيفك، بل أن تُكرِمه. فبعض البركة لا تأتي إلا على أقدام الضيوف، وبعض القلوب لا تحيا إلا بصوت الجرس وهو يقرع معلنًا عن زائر كريم.

jebadr@

مقالات مشابهة

  • تهديد صديقة يامال بالقتل
  • طالبة عمانية تبتكر أكياس صديقة للبيئة من المواد الطبيعية
  • بعد ظهور باصات النقل العام بمنطقة الأهرامات.. أوراسكوم: أتوبيسات صديقة للبيئة
  • وسائل إعلام إيرانية: حظر استخدام المسؤولين وحراسهم لأجهزة متصلة بالإنترنت-عاجل
  • وزيرتا البيئة والتنمية المحلية تتابعان تطورات إنشاء المدينة المتكاملة لمعالجة المخلفات
  • محافظ الدقهلية. مشروع كتشنر يستهدف دعم البيئة والصحة ويشمل محطة معالجة وشبكات انحدار ومحطات رفع
  • الجامعة المصرية الصينية تختتم مشروع يهدف لمعالجة التحديات الزراعية بالبحر المتوسط
  • الضيف الذي غادر بيوتنا… وماذا بقي من البركة؟
  • جمعية لبساط للمسرح تطلق مشروع إقامة فنية وتأطير ورشات مسرحية ببنسليمان 
  • جامعة أسيوط تنظّم ورشة عمل حول معايير مسابقة أفضل كلية صديقة للبيئة