موقع 24:
2025-06-27@12:55:21 GMT

هل من ترابط بين الساحات المشتعلة حول العالم؟

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

هل من ترابط بين الساحات المشتعلة حول العالم؟

أكد المحلل السياسي جورج فريدمان أن هناك نظاماً جديداً مقبلاً، لكن على عكس عملية إعادة الترتيب التي حدثت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي سنة 1991، سوف تنشأ عملية إعادة الترتيب المقبلة من حروب وحروب محتملة.

فكرة تصاعد الخلافات إلى حروب لا أساس لها من الصحة

وكتب فريدمان في موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز"، أن رحى الحرب تدور في أوكرانيا منذ ما يقرب من عامين مع تلميحات إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام، لكن النزاع مستمر.

. إن الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل مستمرة منذ شهر تقريباً، ولعلها الحرب الأكثر مرارة وشدة التي شهدها العالم، في مكان أصبحت فيه الحرب التي لا هوادة فيها فناً.

توترات متنقلة

سمع فريدمان من شخصين يثق بهما كثيراً أن صربيا تستعد للحرب.. خاضت صربيا وكوسوفو حرباً دموية في 1998 و1999، وقد وقفت فيها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى جانب كوسوفو وشنّا حملة قصف ضد صربيا.. أمل الكاتب أن يكون هذان المصدران خاطئين، لكنه يعتقد أن هذا سيحدث وينتشر خارج منطقة البلقان.

لقد كان الصينيون يتدخلون عند أطراف الفلبين.. صرح اليابانيون علناً أنهم سيعملون على تعزيز الدفاعات الفلبينية والمساعدة من خلال إرسال سفن حربية في حال شنت الصين هجوماً، كما أعلنت اليابان أنها تعمل على زيادة التعاون مع ماليزيا.. بالإضافة إلى ذلك، تخوض الصين والهند حرباً متقطعة على الحدود، وأبلغت اليابان الهند بأنها مستعدة لتقديم دعم غير محدد.

وتتعرض الصين لضغوط اقتصادية كبيرة.. لا يعتقد الكاتب بأنها تتمتع بالقوة البحرية التي يعتقد الآخرون أنها تمتلكها، لكنها لا تزال قوة كبرى.. وبالتالي إن القرار الياباني بتحدي الصين، حتى في ظل الدعم الأمريكي، يمثل دوراً جديداً لليابان في غرب المحيط الهادئ، وهو الدور الذي قد لا تتمكن الصين من التعايش معه.. ويبدو أن تركيا تتدخل سياسياً في جميع أنحاء آسيا الوسطى، وهي منطقة ذات أهمية بالغة بالنسبة إلى روسيا.. وهذا يولد وضعاً يحتمل أن يكون متفجراً.

كالحرب العالمية الثانية؟

إن التوترات في جنوب شرق آسيا ومنطقة البلقان وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط وآسيا الوسطى ليست مرتبطة بأي شكل بارز.. وهذا ليس كالحرب العالمية الثانية حين كانت الدول مرتبطة ببعضها البعض مثل ألمانيا وإيطاليا أو الولايات المتحدة وبريطانيا.. في تلك الحالة، كان انتشار الحرب مدعوماً بالمصالح المشتركة، وفي النظام العالمي الحالي، يبدو أنه لا توجد علاقة بين الحروب المختلفة الجارية والمحتملة.

غزة مأزق انتخابي لجو بايدن https://t.co/Z5q4qoB2c9 pic.twitter.com/UClKS0E9XS

— 24.ae (@20fourMedia) November 7, 2023 سؤال صعب

يبدو أن هذا يشير إلى أن حرباً عالمية لن تندلع، لكن من الصعب فهم لماذا يظهر أن هناك انتشاراً للصراعات الجارية والمحتملة من دون أساس مشترك.. قد يعني ذلك أنه لا شيء كبيراً يحدث فعلاً، وأن فكرة تصاعد الخلافات إلى حروب لا أساس لها من الصحة.. لكن لماذا يلوّح اليابانيون بسيفهم في حين أن الفلسطينيين والإسرائيليين في حالة حرب ودول البلقان ترتعد؟ لا يقتصر الأمر على وجود مجموعة من وقائع واحتمالات الحرب فحسب، بل إنها تحدث في الوقت نفسه أيضاً.

قد لا يكون هذا السؤال قابلاً للإجابة عليه، لكن من المرجح أن تكون الولايات المتحدة جزءاً من الفسيفساء.. يشعر كثر بشكل معقول أنه يجب على الولايات المتحدة أن تشارك بشكل أكبر في الحروب، حتى لو لم تكن ذات أهمية مباشرة بالنسبة إلى الأمريكيين.. لكن الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة عالمياً وأكبر اقتصاد في العالم وأعظم قوة عسكرية، وهذه العوامل تربط الولايات المتحدة بأغلبية دول العالم، سواء من خلال روابط اقتصادية أو تحالفات عسكرية.. والميزة هنا هي أن لدى الولايات المتحدة خيارات، لكن مثل بريطانيا وروما من قبلها، يجب على الولايات المتحدة أن تنخرط بشكل انتقائي.

عن إشاعات الحروب

لقد سحقت الولايات المتحدة اليابان في الحرب العالمية الثانية، وفازت في حرب البلقان وساعدت في إنشاء إسرائيل كما ساعدت في تشكيل أوكرانيا.. عند النظر إلى قائمة الحروب والحروب المحتملة، يظهر أن الولايات المتحدة منخرطة بعمق وبطرق عدة.. وبالتالي، قد تنجر بشكل مأساوي إلى حروب من دون أن يتوفر لها الوقت الكافي للتفكير.. هذا موضوع يجب على المؤرخين أن يدرسوه.

وختم الكاتب: "الآن، يجب أن نهتم بما إذا كان صديقاي اللذان أثق بهما يملكان أي فكرة عما يتحدثان عنه.. معظم الحروب التي يشاع عنها لا تحدث أبداً".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل عام الاستدامة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

حرب.. وحُب!

 

 

 

نُحب كما لو أنَّ الحياة لا تُعاد، ونُغادر كما لو أننا لم نُولد أصلًا. وبين البداية والنهاية، لا شيء سوى ركام الكلمات

 

ريم الحامدية

reem@alroya.info

 

العالم مُشتعلٌ بالحروب، الحدود تنزف، المدن تُمحى، والسماء تمطر بالصواريخ، لكن هناك حربًا أخرى لا تُعرض على الشاشات، ولا تنقلها وكالات الأنباء. حرب صامتة، ناعمة، لكنها لا تقلّ ضراوة. إنها حرب الحُب. تلك الحرب التي تدور في صدر عاشق ينتظر، وفي قلب يخشى الخسارة، وفي عيون قرأت "أُحبُك" في غير وقتها، وفي صوت خنقته الكلمات، فصَمَتَ.

ليست كل الحروب تُخاض بالرصاص، ولا كل الحُب يُكتب بالورد. في الحياة جبهتان لا تراهما العين: قلب يعشق حتى الإنهاك، وآخر ينسحب تحت وابل من الكلمات الصامتة. في عالم لا يمنحنا وقتًا كافيًا لارتداء خوذ العاطفة، نخوض الحُب كما نخوض الحرب، بنبض عالٍ وخسائر لا تُحصى. الحُب ليس قصيدة تُقال؛ بل بندقية تركها العاشق في حضن الليل ومضى. والحرب ليست ساحة، بل قلب لم يجد من يفهم لغته.

في الخارج تُرسم خرائط الحرب بقلم البارود، وتُحدَّد مناطق الخطر بمدى الصواريخ. أما في الداخل، فترسم حدود الاشتياق بين رسالة تُكتب وأخرى تُمحى، وتُقاس الخسارة بمدى ما لم يُقل. هناك تُعلن الهدنات وتُوقَّع اتفاقات السلام على الورق، أما في قلوب المُحبين، فلا هدنة مع الذاكرة، ولا سلام مع الغياب، ولا توقيع ينهي الشوق حين يشتعل في لحظة هدوء. هناك تُطلِق الطائرات والصواريخ نحو أهدافها، وهنا تُطلِق الذكريات دون إذن مسبق، فتضرب القلب في أنقى لحظاته.

في ساحات الحرب، يتدرّب الجنود على القتال، أما في ساحات الحُب، فلا أحد يعلّمنا كيف ننجو، كيف نُحب دون أن نستنزف، أو كيف نغادر الساحة دون أن ننكسر. في هذا الحُب- الحرب، لا نرتدي زيًّا عسكريًّا، لكننا نحمل خوذات من الحذر، ونخوض معاركنا خلف ابتسامة، ونبكي هزائمنا في صمت. الغياب لا يُكتب دومًا كخيانة؛ بل كانسحاب من معركة بات فيها الحُب أقرب إلى الموت البطيء.

الحُب ليس سلامًا دائمًا؛ بل جبهات مفتوحة. فيه من الخوف ما يكفي لإعلان الطوارئ، ومن الحنين ما يُشبه قصفًا جويًّا على المدن الخالية. نكتب رسائلنا كما تُكتب الدول معاهدات الهدنة، بخطٍّ مرتجف وبنوايا مُؤجّلة. من قال إنَّ المُحبين لا يحملون خوذًا؟ نحن نحتمي بنظراتهم، ونتخندق خلف ابتسامة واحدة، ونتألم بصمت حين يخذلنا الرد. الحرب تُعلَن بانفجار، أما الحُب… فينفجر بصمتٍ، في منتصف الرسائل، في منتصف الليل، في منتصف القلب؛ في الفؤاد!

هل هناك فارق بين من فقد وطنًا ومن فقد حَبيبًا؟ الاثنان ينظران خلفهما طويلًا، ينامان بجوار الخيبة، ويحملان خارطة لا تؤدي إلى العودة. أحيانًا نحتاج إلى هدنة بين قلبين متعبين، لا لنفوز، بل لنعيش. نريد أن نتنفس وسط أنقاض القصص، أن نُرمم أنفسنا دون أن نُجبَر على النسيان. الحرب لا تسألنا إن كنّا مستعدّين، والحُب أيضًا لا يمهلنا لتوضيب قلوبنا. كلاهما يختبر هشاشتنا، يجرّدنا من الحصانة، ثم يكتب علينا أن نُكمل الحياة بنصف سلام.

نحن نُحب كما لو أنَّ الحياة لا تُعاد، ونغادر كما لو أننا لم نُولد أصلًا. وبين البداية والنهاية، لا شيء سوى ركام الكلمات وذكريات نازفة لا ترمّمها أي هدنة. نحن لا نُحب كما يُحب الشعراء في قصائدهم، نحن نُحب كما تُحب الأرض المطر بعد الجفاف. يا من ظننت أن الحُب مفرٌّ من المعارك، اعلم أنَّ أجمل الحروب هي تلك التي خضناها بكل صدق، بكل نبض، بكل ضعف، وخرجنا منها أحياء. نحن نُحب كما المدن المحاصرة، تتوق للحظة صمت قبل أن ينفجر كل شيء.

وفي نهاية الأمر، قد تضع الحروب أوزارها وتعود الدول إلى طاولة الحوار. لكن الحروب التي يخوضها القلب تظل مشتعلة، حتى في أكثر اللحظات هدوءًا. ففي حين يُعاد إعمار المدن، لا أحد يرمم قلبًا خُذل، ولا ترسل الأمم المتحدة قوات لحفظ السلام. نحن لا نُحب ببراءة، كما لا نُحارب بخفة. نضع قلوبنا في ساحة المعركة، بكل ما فيها من صدق وخوف. فما بين حربٍ وحُب، نكتشف أنَّ أخطر الأوطان هو القلب حين يُحب ولا يجد من يُنقِذه!

 

 

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الصين تؤكد التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة
  • الصين تؤكد التوصل إلى تفاصيل الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة
  • يتمحور حول المعادن النادرة.. الولايات المتحدة تعلن توقيع اتفاق تجاري مع الصين
  • الكرملين: ينبغي تذكير الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية
  • هل تنجرف الولايات المتحدة نحو حرب ضد الصين بسبب تايوان؟
  • خامنئي: الولايات المتحدة تدخلت لإنقاذ إسرائيل من التدمير الكامل
  • عبد المنعم سعيد: الولايات المتحدة في عهد ترامب تسعى لرسم ملامح نظام دولي جديد
  • حرب.. وحُب!
  • رشاد عبد الغني: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يؤكد رؤية مصر التي تنادي بالحلول السياسية لا الحروب
  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)