سودانايل:
2025-05-25@05:45:01 GMT

بعد فشل الحل العسكري

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

كلام الناس
أخيراً صدر إعلان رسمي من السعودية والولايات المتحدة والهيئة القومية للتنمية "إيقاد" بيان محبط حول نتائج مفاوضات جدة 2 التي تمت وسط تكتم شديد بين وفدى القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
تضمن الإعلان كلام معمم عن التزام القوات المسلحة وقوات الدعم السرسع باتخاذ خطوات لتسهييل وصول المساعدات الانسانية وتنفيذ إجراءات بناء الثقة، لكنه عبر عن أسف الميسرين لعدم تمكن الطرفين الوصول لاتفاق على تنفيذ وقف لإطلاق النار بينهما.


هكذا أكد إعلان جدة فشل الوصول لحل عسكري بين الطرفين .. وحث القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لتقديم مصلحة الشعب السوداني أولاً ووضع السلاح أرضاً لإنهاء هذه الحرب التي شردت وقتلت الاف المواطنين وضربت البنى التحيتية وعطلت مظاهر الحياة العامة في السودان.
من ناحيته أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبدالله تعليق مشاركة القوات المسلحة في مفاوضات جدة إحتجاجاً على انتهاكات قوات الدعم السريع المتكررة حلال فترات وقف إطلاق النار.
لن نقول كما قالت إمرأة تضررت أسرتها من تداعيات الحرب : عليكم الله وقعوا .. وقعوا على أي حاجة ووقفوا الحرب، لأنه مجرد التوقيع على أي اتفاق لن يوقف الحرب في ظل تغييب القوى المدنية الديمقراطية ودفع إستحقاقات التحول الديمقراطي.
من المؤسف حقاً إستمرار هذه الحرب العبثية التي تدور بين الإخوة الأعداء الذين تخلقوا سوياً في رحم نظام الإنقاذ المباد قبل ان يختلفوا حول استحقاقات الإصلاح المؤسسي العسكري والأمني، وليس من مصلحة أي منهما إستمرار هذه الحرب إلى ما لانهاية.
لامخرج من هذه الحرب إلا بإعادة امانة الحكم لأهلها عبر حكومة مدنية نثق في إمكانية تشكيلها بعيداً عن المحاصصة والخلافات العدمية، لذلك نرى ضرورة استصحاب رأى القوي المدنية الديمقراطية لتحقيق التحول الديمقراطي وفق اتفاق يتجاوز أخطاء المرحلة الانتقالية السابقة ويستكمل العملية السياسية دون افتعال معارك فوقية بين مؤسسات الحكم المدنية والعسكرية مع دفع استحقاقات الإصلاح المؤسسي وتهيئة الأجواء للانتقال للحكم المدني الديمقراطي.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوات المسلحة هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

تحالفات تكسير العظام

 

تحالفات تكسير العظام

عصام الدين عباس

في منطق التحالفات، لا تُوزَّع الأدوار على قاعدة المبادئ، بل على تراتبية المصالح، حيث تُقدَّم مرحلة وتُؤجَّل أخرى وفق ما يخدم أهداف كل طرف على حدة. وفي المشهد السوداني المنكوب بالحرب، تتجلى هذه القاعدة بأوضح صورها في صراع القوى المسلحة، التي تدّعي جميعها أنها تقاتل من أجل الوطن، بينما تتنازع في الواقع على مفاصل السلطة والنفوذ.

قوات الدعم السريع، من جهتها، تضع في مقدمة أولوياتها تفكيك الجيش السوداني. وهي تدرك أن هزيمة الجيش تعني إسقاط الحصن الأكبر الذي يقف بينها وبين الاستفراد الكامل بالسلطة. وتراهن على أن خصومها من الإسلاميين والحركات المسلحة لن يجرؤوا على مواجهتها منفردين اذا انهار الجيش. الدعم السريع صنيعة الحركة الإسلامية يعلم ان الاسلاميين والحركات المسلحة يميلون نحو البراغماتية، وانهم على استعداد للتحالف دون خوض معارك مكلّفة.

أما الإسلاميون، فهم يرون أن المعركة الحاسمة الآن هي ضد الدعم السريع. يسعون لتصفيته أولاً، حتى يتفرغوا لاحقاً لخصومهم التقليديين من القوى المدنية. وهم يعتبرون الحركات المسلحة خطراً يمكن تطويقه واحتواؤه بسهولة عبر صفقات أو تسويات كما حدث في الماضي.

وفي الاتجاه ذاته، تتبنى الحركات المسلحة ذات الرؤية: التخلص من الدعم السريع أولاً، باعتباره العقبة الكبرى أمام طموحاتها القديمة المتجددة في الوصول إلى السلطة. ولعل الشعار الذي يتردد على ألسنة قادتها يُلخّص هذا التوجه بوضوح: “دعونا ننهي الدعم السريع أولاً، ثم يُفتح لنا الطريق لتحقيق حلمنا في حكم البلاد، منفردين أو بتحالفات جديدة.”

وفي تقديري، فإن مقاربة الحركات المسلحة هي الأذكى والأكثر قابلية للتحقق. فمنذ تأسيسها في مطلع هذا القرن، كانت هذه الحركات محاصرة في جيوب ضيقة بدارفور، غير قادرة حتى على السيطرة على القرى النائية. وقد عانت من فقر التمويل، وشُح السلاح نتيجة الحظر المفروض على الإقليم، ما جعل قدرتها على تجنيد وتسليح المقاتلين محدودة للغاية.

لكن الصورة تغيرت تماماً اليوم. فتحالفها مع الجيش وهيمنتها على مؤسسات الدولة مكّنها من الوصول إلى موارد ضخمة، سواء من خزائن الدولة أو من خلال السيطرة على مناجم الذهب في الشمال والشرق. هذا التحول منحها قدرة استثنائية على الحشد والتسليح، وفتح أمامها أبواب أسواق السلاح الدولية، فبنت خلال سنوات الحرب ترسانة متقدمة تضم مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

عند مقارنة هذا الواقع بما كانت عليه في الماضي، نجد أنفسنا أمام مشهد مقلق. فهذه الحركات التي لم تنجح سابقاً سوى في عمليات محدودة، مثل الهجوم على الفاشر وعملية الذراع الطويل، كانت قادرة رغم ضعفها على زلزلة الخرطوم، وجرّ قادتها إلى أروقة المحكمة الجنائية الدولية، والتسبب في فرض عقوبات دولية على السودان ووصمه بدولة الإبادة الجماعية.

فلك أن تتخيل الآن، في ظل هذه التحولات، ما الذي يمكن أن تفعله وهي في أوج قوتها السياسية والعسكرية. المؤشرات لا تبشر بخير، بل تنذر بكارثة.

يا سادتي،
لن تنقذ هذا البلد تحالفات القوة ولا حسابات المصالح، بل وحده حوار جامع يضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار. نحن بحاجة إلى لحظة صدق تاريخية، نجتمع فيها كسودانيين، لا كخصوم، نطوي بها صفحات الدم، ونفتح صفحة جديدة نحو وطن يسع الجميع.

الوسومالجيش الدعم السريت تحالفات تكسير العظام حكم البلاد عصام الدين عباس

مقالات مشابهة

  • عصر الحروب الأبدية.. نهاية الانتصار العسكري!
  • الحرب فرضت نفسها علي الواقع السوداني وكما ترون فقد تحولت البلاد الي حطام !!.. ما الذي قادنا الي هذا الوضع الكارثي ؟! الجهل هو السبب !!..
  • والي شمال كردفان: اعلان خلو ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض من مليشيا الدعم السريع المتمردة يعد حدثا وطنيا في ملحمة العزة والكرامة
  • تحالفات تكسير العظام
  • القوات المسلحة الأردنية تُجلي طفلين مرضى من غزة - صور
  • القوات المسلحة الأردنية تُجلي طفلين مرضى من غزة
  • شاهد بالفيديو.. بعد أن تركه وهرب.. جنود بالجيش يستعرضون الزي العسكري للقيادي بالدعم السريع “بقال” عليه اسمه ورتبة “فريق”
  • روسيا تكشف في معرض MILEX 2025 العسكري عن برج “الصياد”
  • الجيش السوداني : العثور على مقابر جماعية في مناطق جنوب أم درمان
  • هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟