الإعلان عن لقاح روسي مزدوج ضد كوفيد-19 والإنفلونزا معا
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
أعلن البروفيسور دميتري ليوزنوف مدير معهد بحوث الإنفلونزا، أن اللقاح الروسي المضاد لـ "كوفيد-19" الذي يعتمد على فيروس الإنفلونزا أصبح جاهزا لاختبار فعاليته.
ويشير البروفيسور في حديث لـ Gazeta.Ru إلى أن اختبارات المرحلة الثانية من التجارب السريرية للقاح مضاد للفيروس التاجي المستجد الذي أساسه فيروس الإنفلونزا، اكتملت في روسيا.
ويقول: "هذا لقاح موجه، وقد اكتملت حاليا المرحلة الثانية من التجارب السريرية. والآن نحلل هذه النتائج من أجل إعداد تقرير شامل لتقديمه إلى السلطات المعنية".
ووفقا له، كان الهدف من المرحلتين الأولى والثانية هو تقييم سلامته وقدرته على تحفيز منظومة المناعة.
ويضيف: "اتضح أن اللقاح آمن و محفز قوي للمناعة فعلا. وتقييم فعاليته ستحددها نتائج المرحلة الثالثة التالية من الدراسة، التي يجب أن تشمل عددا كبيرا من المتطوعين".
ويشير البروفيسور، إلى أنه سيتم تغيير فيروس الإنفلونزا في اللقاح سنويا، لكي يحصل كل من يطعم به على حماية من الإنفلونزا و"كوفيد-19" في نفس الوقت. كما استخدم في هذا اللقاح بروتين N الخاص بالفيروس التاجي المستجد لتحفيز الاستجابة المناعية في الجسم.
عن روسيا اليومالمصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
«لقاحات كوفيد».. قراءة هادئة في سياق التحولات الصحية العالمية
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عزمها إدراج ما يُعرف بـ«تحذير المربع الأسود» على لقاحات كوفيد-19، وهو الإجراء الأعلى في سلم التنبيهات التنظيمية لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ويأتي ذلك في إطار مراجعة شاملة لسياسات التطعيم بعد انقضاء مرحلة الطوارئ الصحية التي فرضتها الجائحة على العالم لعدة سنوات.
ومن المهم التأكيد أن هذا التوجه لا يعني التشكيك في الدور المحوري الذي لعبته اللقاحات في حماية المجتمعات وتقليل معدلات الوفاة والإصابات الخطيرة، بل يعكس انتقالًا من مرحلة الاستجابة الاستثنائية إلى مرحلة الإدارة الصحية المستدامة، التي تقوم على التقييم الدوري للمخاطر والفوائد وفق تطور الأوضاع الوبائية.
ويُستخدم «تحذير المربع الأسود» في النظام الصحي الأمريكي للتنبيه إلى آثار جانبية نادرة لكنها جسيمة، بما يضمن إطلاع الأطباء والمواطنين على أحدث المعطيات العلمية، ويُسهم في توجيه استخدام اللقاحات بشكل أكثر دقة للفئات الأكثر احتياجًا، وفي مقدمتها كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وعلى المستوى الدولي، تتباين طرق التعامل مع هذه المرحلة الجديدة من ملف كوفيد-19، ففي الاتحاد الأوروبي، تواصل الهيئات الصحية اعتماد نهج متدرج قائم على المتابعة العلمية المستمرة، مع تحديث التوصيات دون اتخاذ خطوات تنظيمية حادة قد تؤثر على ثقة الرأي العام.
أما في الصين، فتدار السياسات الصحية ضمن إطار مركزي منضبط، يركز على الاستقرار المؤسسي وضمان الجاهزية الصحية العامة.
وتعكس هذه الاختلافات تنوع النماذج التنظيمية، لكنها تؤكد في مجملها أن العالم دخل مرحلة جديدة في التعامل مع الجائحة، مرحلة لا تقوم على التعميم، بل على ترشيد السياسات الصحية وتوجيهها وفق أولويات دقيقة.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية الدور الذي تقوم به الدولة المصرية في إدارة الملف الصحي، حيث أثبتت التجربة خلال الجائحة قدرة المؤسسات الصحية على التعامل مع التحديات بكفاءة ومسؤولية، سواء من حيث توفير اللقاحات أو إدارة حملات التطعيم أو تعزيز الوعي المجتمعي.
ومع تطور النقاش العالمي حول سياسات ما بعد الجائحة، تظل وزارة الصحة والسكان والهيئات التنظيمية المعنية، وعلى رأسها هيئة الدواء المصرية، معنية بمتابعة المستجدات الدولية، وتقييمها وفق الأسس العلمية والاعتبارات الوطنية، بما يضمن الحفاظ على صحة المواطنين دون الانسياق وراء تفسيرات متسرعة أو غير دقيقة.
إن التحولات الجارية تؤكد أن السياسات الصحية الرشيدة هي تلك التي تتسم بالمرونة والانضباط في آن واحد، وتضع مصلحة المواطن في صدارة أولوياتها، مع الحفاظ على الثقة في المؤسسات الوطنية باعتبارها الضامن الأساسي للأمن الصحي. وفي المحصلة، فإن ما يشهده العالم اليوم لا يمثل تراجعًا عن منجزات المرحلة السابقة، بل يعكس نضجًا في إدارة الأزمات الصحية، وانتقالًا مدروسًا من منطق الطوارئ إلى منطق التخطيط طويل الأمد، وهو مسار يتسق مع النهج الذي تبنته الدولة المصرية في مختلف ملفاتها الصحية والتنموية.