الإمارات تسرّع التحول العالمي نحو النظم الغذائية والزراعية المستدامة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
تتصدر الإمارات قائمة الدول التي تعمل على تسريع ملف التحول العالمي نحو النظم الغذائية والزراعية المستدامة، التي ستكون في صميم جدول أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «COP28» المقرر انعقاده في «إكسبو دبي» خلال الفترة من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، وحتى 12 ديسمبر/ كانون الأول 2023.
وتبرز أهمية هذا الحراك الإماراتي من خلال ما ورد في تقرير «حالة الأغذية والزراعة عام 2023» الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، يوم الاثنين الماضي، والذي كشف أن النظم الزراعية والغذائية الحالية في العالم تفرض تكاليف مستترة باهظة على الصحة والبيئة والمجتمع بما يعادل 10 تريليونات دولار في السنة، على الأقل.
وأشار التقرير، الذي تضمن «تحليلاً مبتكراً» شمل 154 بلداً، إلى أن أكبر التكاليف المستترة (أكثر من 70%) تنشأ عن الأنماط الغذائية غير الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من الأغذية الفائقة التجهيز، والدهون والسكريات التي تؤدي إلى السمنة والأمراض غير المعدية وتسبب خسائر في إنتاجية اليد العاملة. وأوضح التقرير أن خمس التكاليف الإجمالية يرتبط بالبيئة، وينشأ عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والنيتروجين، وتغيّر استخدام الأراضي، واستخدام المياه، حيث تؤثر هذه المشكلة في جميع البلدان من دون استثناء.
وأطلقت الإمارات خلال الفترة الماضية مجموعة من المبادرات التي تسهم في تحريك ملف التحول العالمي نحو النظم الغذائية والزراعية المستدامة وتسرع من وتيرة الإنجاز والتقدم فيه.
وفي يوليو/ تموز الماضي، تم الإعلان عن «برنامج مؤتمر الأطراف «COP28» للنظم الغذائية والزراعة» الذي يهدف إلى تعزيز جهود تحول النظم الغذائية والزراعية العالمية، حيث دعت رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28» جميع أعضاء المجتمع الدولي إلى زيادة الالتزام بتوسيع نطاق الحلول، مع تركيز الاستثمار وتعزيز الشراكات نحو الأفكار التحويلية.
ومن خلال الإعلان عن البرنامج الجديد، تشجع رئاسة المؤتمر جميع بلدان العالم على التوقيع على «إعلان القادة حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي»، والذي تلتزم البلدان بموجبه بتحول النظم الغذائية وتتعهد بالسعي لإيجاد حلول مبتكرة وطموحة للقضايا المتعلقة بالأغذية.
وإضافة إلى ذلك، تدعو رئاسة «COP28» من خلال برنامجها مجموعة من المعنيين والشركات ومنظمات المزارعين ومنظمات المنتجين والجهات الفاعلة الأخرى غير الحكومية في قطاعي الأغذية والزراعة، إلى تسريع المبادرات القائمة عبر النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي، من خلال الإنتاج والاستهلاك ومواجهة فقدان الأغذية وهدرها.
وتعد الإمارات في طليعة الدول الداعمة للابتكار والبحوث الزراعية العالمية، من خلال مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ»، التي أطلقتها بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وشركاء آخرين، والتي تستهدف قطاع الاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا داخل القطاع الزراعي بهدف الكشف عن فرص للتخفيف من تغيّر المناخ، والتكيف معه بشكل فعّال، وتلبية الاحتياجات الغذائية للتوسع السكاني في المناطق التي تعاني من ضغوط الموارد، وتحفيز النمو الاقتصادي.
وشهدت المبادرة نمواً كبيراً، حيث ارتفعت الاستثمارات من 8 مليارات دولار في نوفمبر 2022، إلى نحو 13 مليار دولار في الوقت الحالي.
وتسعى المبادرة إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي وتوفير فرص عمل أكبر في هذا القطاع الحيوي الذي يوفر أكثر من ملياري فرصة عمل، ويقدم الغذاء لكل سكان الكوكب.
وانضمت الإمارات، في مايو/ أيار الماضي وخلال قمة «الابتكار الزراعي للمناخ» في واشنطن، إلى «مبادرة التطور الزراعي» بقيادة المملكة المتحدة، التي تسعى بشكل أساسي إلى جعل الزراعة المستدامة المقاومة للمناخ، الخيار الأكثر جاذبية واعتماداً لدى المزارعين في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030.
وعلى المستوى المحلي تمتلك الإمارات تجربة ناجحة ومميزة لتوفير نظم غذائية وزراعية مستدامة، من خلال الاستثمار في الزراعة العضوية والزراعة العمودية، وحلول الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والزراعة المائية.
وتبرز في هذا السياق مجموعة من المشروعات الرئيسية في الدولة، بما في ذلك أكبر مزرعة عمودية في العالم، «بستانك»، التي تم إنشاؤها في مشروع مشترك بين شركة الإمارات لتموين الطائرات، وشركة «كروب ون»، التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها، ووادي تكنولوجيا الغذاء في دبي، ومزرعة «آيروفارمز AgX»، أحدث مزرعة عمودية داخلية متطورة، تركز على البحث العلمي والتطوير في دولة الإمارات والشرق الأوسط.
وتُعد مزرعة الإمارات البيولوجية في أبوظبي أكبر مزرعة عضوية في الدولة، حيث تنتج أكثر من 60 نوعاً من المنتجات العضوية المحلية خلال الموسم، إضافة إلى أكثر من 1200 بيضة عضوية يومياً.
وترحب المزرعة بالعائلات والأفراد المهتمين بالصحة، كما يزورها العديد من الأشخاص الذين يرغبون في التعرف إلى أنظمة الغذاء المستدامة، أو حتى قضاء يوم في الخارج، لمعرفة من أين يأتي طعامهم.
جدير بالذكر أن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 تهدف إلى تطوير إنتاج محلي مستدام ممكّن بالتكنولوجيا لكامل سلسلة القيمة، وتكريس التقنيات الذكية في إنتاج الغذاء.
(وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات أکثر من من خلال
إقرأ أيضاً:
بغداد تدخل نادي المدن الذكية: الأمانة تتبنى رقمنة المعاملات لخدمة المواطن
30 مايو، 2025
بغداد/المسلة: انطلقت في العاصمة بغداد أولى ملامح التحول الجاد نحو مفهوم المدن الذكية، من خلال خطوات رقمية متسارعة تبنّتها أمانة بغداد لتحديث أداء مؤسساتها وتسهيل معاملات المواطنين.
ووسّعت أمانة بغداد من رؤيتها التخطيطية لتشمل التنمية المستدامة والتكنولوجيا الحضرية، مستندة إلى توجهات الدولة العراقية في ربط مفاصل الخدمات البلدية بأنظمة رقمية متطورة، تسهم في تقليل البيروقراطية، وتحسين كفاءة الأداء، وتلبية حاجات السكان في بيئة حضرية متغيرة.
وتعكس هذه المبادرات توجهاً واضحاً لدى الأمانة لتجاوز الأساليب التقليدية في الإدارة والخدمات، والدخول في مرحلة نوعية ترتكز على التكامل بين التحول الرقمي، والتخطيط البيئي، والابتكار الخدمي، بما يجعل من بغداد مدينة متصلة ببنية المستقبل العمراني العالمي.
واعلن أمين بغداد المهندس عمار موسى كاظم عن دخول العاصمة في طور جديد من التحول الرقمي عبر تحديث آليات إنجاز معاملات المواطنين في دوائر أمانة بغداد، بوصفها خطوة أولى نحو بغداد ذكية ومستدامة تستلهم نماذج عالمية في التطوير الحضري.
واكد خلال مشاركته في مؤتمر المدن الذكية العراقي الذي نظمه اتحاد الغرف التجارية بالتعاون مع غرفة التجارة الدولية، أنّ الأمانة باتت تضطلع بدور ريادي في مواجهة التحديات الحضرية من خلال رقمنة خدماتها، وانضمامها إلى المنتدى العربي للمدن الذكية يعزز من فرص تبادل التجارب والخبرات مع مدن عربية متقدمة.
واوضح أنّ الأمانة شرعت بتطبيقات جديدة لاستقبال شكاوى المواطنين رقمياً، وتطوير نظام معاملات البناء بما يقلل التماس المباشر ويزيد من الشفافية والسرعة، في مشهد يعكس انتقالاً تدريجياً نحو مدينة إلكترونية الإدارة وخدمية الهوية.
واشار إلى أنّ إطلاق الأعمال التنفيذية لمشروع مدينة الصدر الجديدة جاء بوصفها نموذجاً لمدينة ذكية ومستدامة، تراعي المعايير البيئية والمعمارية الحديثة، بالتوازي مع مشاريع طموحة أخرى مثل غابات بغداد المستدامة، ومشروع تحويل النفايات إلى طاقة كهربائية، ما يشير إلى توجّه شامل لإعادة تعريف البنية الخدمية والبيئية للعاصمة.
واستحضر مراقبون في تدوينات متفرقة على منصة “إكس” أهمية هذه المبادرات في معالجة تراكمات عقود من التراجع الخدمي والتخطيط العشوائي.
وكتب الصحفي حسام الطائي: “أخيراً نسمع عن بغداد ذكية.. التحول الرقمي ليس رفاهية بل أداة عدالة حضرية”. فيما غردت المهندسة سهى اللامي: “إذا التزمت أمانة بغداد بخارطة الطريق الرقمية، فسنشهد تحوّلاً حقيقياً في حياة الناس”.
واستندت هذه القفزة إلى رؤية أمانة بغداد في اللحاق بمستوى المدن العربية الكبرى، بعد سنوات من الغياب عن خارطة التنمية الحضرية المستدامة، إذ تسعى لجعل العاصمة ساحة تجريب فعلي لأفكار مدن المستقبل، لا مجرّد تقليد نظري لتجارب الآخرين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts